أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود سعيد كعوش - قمة الظهران...قمة القدس أم طهران!!














المزيد.....

قمة الظهران...قمة القدس أم طهران!!


محمود سعيد كعوش

الحوار المتمدن-العدد: 5848 - 2018 / 4 / 17 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انعقدت القمة العربية التاسعة والعشرون التي سُميت "قمة القدس" في مدينة الظهران الواقعة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية في 15 نيسان/أبريل 2018. واختير مركز الملك عبد العزيز الثقافي في المدينة المذكورة مكاناَ لانعقاد القمة، التي مُثلت فيها جميع الدول العربية، باستثناء سورية التي لم توجه الدعوة لها بسبب تجميد عضويتها في الجامعة العربية مع بداية هبة "الربيع العربي" المزعوم في عام 2011. وقد استضافت المملكة القمة بناء لطلب من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي سبق لها أن اعتذرت عن استضافتها. وحضر القمة 14 من الملوك والرؤساء العرب، هم: ملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبد العزير آل سعود، وملك المملكة الأردنية الهاشمية عبدالله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الحمد الجابر الصباح، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ورئيس جزر القمر غزال عثماني، ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلي، والرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس اللبناني ميشال عون، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، والرئيس اليمني عبد ربه منصور، والرئيس العراقي فؤاد معصوم، وحضرها ممثلون عن إمارة قطر وليبيا والإمارات العربية المتحدة وعُمان والجزائر والمغرب.
ولم يكن مفاجئا إعلان المملكة العربية السعودية الدولة المضيفة للقمة تسميتها بقمة القدس، كما لم يكن مفاجئا أيضا أن البيان الختامي لها حفل بفقرات عديدة تعلقت بالقدس، فالقضية الفلسطينية، وفي المقدمة منها القدس، تمثل القضية الوحيدة التي ظلت محل وفاق "علني" بين الحكام العرب، وبقيت بندا ثابتا تنتقل فيه الفقرات والعبارات ذاتها من بيان إلى بيان ومن قمة إلى أخرى.
لكن الحقيقة أن القمة التاسعة والعشرين التي انعقدت في الظهران كانت "قمة طهران" أكثر منها "قمة القدس"، فقد كان التركيز الإعلامي قبل وأثناء وبعد القمة على إيران وخطرها على الأمن القومي العربي، وضرورة حشد كل الجهود العربية لمواجهتها. كما جاءت أغلب الخطابات "الأكثر أهمية" منساقة في هذا الاتجاه، محذرة من التمدد الإيراني وداعية على مواجهته والوقوف في وجهه.
فتسمية القمة بالقدس لم تكن أكثر من ذر للرماد في العيون ومحاولة تلميع للموقف العربي الرسمي عموما، والسعودي خصوصا، بعد ما تكشف من أدوار لدول عربية وازنة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، في ترويج لما عرف بصفقة القرن التي تمنح القدس بالمجان "لإسرائيل". وهي الصفقة التي ووجهت بردود فعل شعبية رافضة ومستنكرة على مستوى الوطن العربي وبرفض فلسطيني وأردني رسمي وشعبي، وتسربت معلومات أكدت قيام المملكة العربية السعودية بالضغط على أطراف معنية - من بينها قيادة السلطة الفلسطينية - للقبول بهذه الصفقة التي تعني التخلي عن القدس وطي ملفها بشكل نهائي ونقل عاصمة الدولة الفلسطينية إلى بلدة "أبو ديس".

يمكن القول دون تردد أن قمة الظهران حققت الأهداف التي عقدت من أجلها على أكمل وجه. ودلل على ذلك البيان الختامي للقمة الذي أكد على مواقف المجتمعين من القضايا الساخنة في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وفق منظور محور الاصطفاف العربي المناهض لنهج المقاومة والممانعة. وليس من باب المبالغة القول أن مقررات القمة قد فُصلّت على مقاس المملكة العربية السعودية ودول ذلك المحور، الذي يحلو للبعض تسميته "المحور السني المعتدل"!!
فقد أدانت القمة التدخلات الإقليمية في الشؤون العربية، وبالأخص تدخلات كل من إيران وتركيا ومحاولاتهما مد نفوذهما في المنطقة. وأعادت القمة التأكيد على رفض العرب للموقف الأمريكي المتمثل باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة "لإسرائيل"، والتأكيد على أن القدس الشريف هي عاصمة دولة فلسطين، التي يأمل العرب بمن فيهم الفلسطينيون إقامتها كحل نهائي للصراع العربي - "الإسرائيلي"، طبقا لمقررات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، التي أكدت القمة أنها لا زالت مطروحة على الطاولة، برغم عدم اعتراف "إسرائيل" بها.
لا شك أن قمة الظهران "قمة القدس" كانت قمة روتينية كسابقاتها من القمم العربية، وليس من المأمول التعويل على مقرراتها، التي جاءت في أحسن الأحوال تسجيلاً لمواقف دبلوماسية خالية من المضمون، بسبب حالة التشرذم التي تعيشها الأمة العربية منذ اندلاع ثورات "الربيع العربي" المزعوم. ولربما أن أبرز ما حققته القمة هو إعطاء "صك براءة" للعرب الذين تورطوا مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عبر ما عُرف بصفقة القرن!!



#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة يوم الأرض
- هل يكون ولفويتز مفاجأة ترمب القادمة!!
- خطة عباس للسلام!!
- الصفقة التصفوية الأمريكية التاريخية!!
- عرض ترمب الذي قدمته السعودية وأثار غضبة محمود عباس!!
- الذكرى المئوية لميلاد قائد تاريخي
- خطة ترمب: القدس -لإسرائيل- والضفة للاردن وغزة لمصر!!
- الرئيس الأمريكي يعاني من ضغط نفسي خطير
- فيتو جديد يضاف لسجل واشنطن الأسود في مجلس الأمن!!
- في (اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني) يتجدد التأكيد ...
- لبئس هكذا كاتب عربي متصهين!!
- في ذكرى انتفاضة الأقصى...الفلسطينيون أكثر إيماناً بالمقاومة
- 16 عاماً على هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001
- الأقصى ومسلسل الاعتداءات التي تعرض لها !!
- مذبحة تل الزعتر...ذكرى جريمة لا تغتفر وشلالات دم لم يجف
- متى يُماط اللثام عن جريمة قتل عرفات يا صاحب القرار الفلسطيني ...
- نصدق من ونكذب من !!
- لا لا لا...ما هكذا تورد الإبل يا عباس !!
- لا لا لا...ما هكذا تورد الإبل يا عباس!!
- في جمعة الغضب نصرةً للمسجد الأقصى المبارك


المزيد.....




- الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن ...
- بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت ...
- عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
- تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
- باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
- اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ ...
- ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن ...
- -تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات ...
- هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
- واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود سعيد كعوش - قمة الظهران...قمة القدس أم طهران!!