أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب فهد الطائي - الريح والبوصلة -رواية -الفصل الثاني















المزيد.....



الريح والبوصلة -رواية -الفصل الثاني


ذياب فهد الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 5901 - 2018 / 6 / 12 - 17:01
المحور: الادب والفن
    


الريح والبوصلة
رواية
الفصل الثاني
ذياب فهد الطائي


باصات وسيارات( الميني باص) الخاصة بنقل الركاب تدخل الان الى ما يقرب من ثلاثة أرباع الطريق الى الكتف ، فالمنطقة تشهد عمرانا سريعا وعلى طول الطريق كان هنالك صبية يتدافعون ويتراكضون بضوضاء وصخب في طريقهم الى المدارس فيما كانت بضع عربات لباعة أطعمة تأخذ مكانها عند تجمعات العمال الذين ينتظرون دورهم للذهاب الى العمل.

قال أشرف: واذا فقد جئت في الموعد ، هذه علامة جيدة !

كان قد اتفق معه على أن يذهبا سوية الى المعسكر للالتحاق بوحدتهما ، كان أشرف يساعد أبيه في خدمة الزبائن في المطعم الصغير الذي يملكه.

: لقد ورث أبي هذا المطعم عن أبيه ولم يكن في هذا الشارع غيره وهو الآن يتمتع بشهرة واسعة بعض زبائننا يواظبون على شراء ( الباجة ) كل يوم جمعة منذ سنوات طويلة وبعض الموظفين يأتون مبكرا ، ربما قبل الخامسة صباحا ليفطروا، أبي ينهي العمل في التاسعة صباحا، قد تتاح لنا فرصة أخرى لتتذوق (باجة ألحدباء) .

قلت مشاكسا: لن أحتاج الى برهان إنك موصلي !

ضحك بمودة وقال : سنكون أصدقاء

الربيع يغادر الموصل مبكرا ، فعلى طول الطريق الى المعسكر كانت التلال تشهد استرخاء أزهار شقائق النعمان الحمراء على سويقاتها الرقيقة وكأنها تتطلع الى ألأرض باستحياء بعد إن كانت تقف بدلال فاتحة قلبها لندى الصباح، وبامتداد تموجات ألأرض كانت الخضرة الزاهية تتحول ببطء الى لون أشهب، فيما كانت الشمس تتسلق الفضاء بقوة مؤكدة سلطة لا حدود لها على الأرض ، كان والده يكرر وهو يرفع بعض الأعشاب والعوا لق من السواقي الصغيرة ليسهل تدفق المياه ....... ( الشمس هي أصل الحياة )
حين هبط في أعماق دجلة متشبثا بالطين باذلا جهده كي لا يرتفع الى السطح كانت الظلمة فضاء ضيقا ومرعبا، ولكنه لم يخف تذكر إنه لن يستطيع أن يعيش مع (الجنية عروس الماء ) اذا أخذته معها، لأنه لن يكون هناك شمس تتخفى وراء السحب ثم تظهر قوية لتمد الحياة بالديمومة، لن يتعرض للموت في الأعماق والظلمة ، وبدون الشمس ، ربما سيتجمد ، وقد يعود كأهل الكهف الذين تحدث عنهم معلم الدين ، سيعود بعد سنين طويلة، لن يجد أمه او أبيه ولا حتى معلم الدين !

قال أشرف : الكون متحرك بذاته !

لم يفهم شيئا ولكنه لم يسأله ، وعلى سفح التلة شرقا إنقضّ صقر بري على فريسته ، وقف يتلفت ثم ابتدأ بالتهام حمامة رصاصية اللون تناثر ريشها .

قال أشرف : هل جرجيس معنا ؟

: نعم ولكن لماذا تسأل عنه وليس عن فوزي ؟!

: لأن الليالي الطويلة تحتاج الى الصحبة المرحة

: ولكن جرجيس ليس مرحا

: هل هناك مرح أكثر من الغناء؟

لقد وجدت في إجابات أشرف القصيرة والدقيقة والمباشرة إسلوبا اخذت به وقررت أن اكون اكثر يقظة لأتعلم منه .

: تقول إنك تركت المدرسة وأنت في الرابع ثانوي

: نعم

: لماذا؟

: لأن أبي يحتاجني في المزرعة ، نحن نعيش أنا وهو فقط ، فقد توفيت والدتي وليس لأبي اخوة وانا الوحيد ، لم يقبل بالزواج ، لم أتحدث معه بالأمر ولكني سمعته مرة يجيب صديق له إنه لا يستطيع تحمل أعباء الزواج وإنه يفضل أن يقبل بقسمة الله.

بعد يومين في معسكر لواء المشاة شعرت بخيبة أمل فالحياة هنا لا تختلف كثيرا عنها في مركز التدريب فالنهوض الصباحي المبكر والتدريبات اليومية تتكرر ذاتها ،ألأمر الوحيد الذي يجري التركيز عليه هو الندوات اليومية للتوجيه السياسي والإصرار على إقناعنا بالانتساب للحزب ، قلت اني لا أستطيع استيعاب السياسة ولا أحب القراءة واني تركت المدرسة لهذا السبب، ولكني مؤمن بالرفيق القائد حفظه الله ورعاه كما إني مؤمن إننا سننتصر على قوى الشر مهما كانت ، لا لأننا أحسن منهم بالسلاح وفي التدريب ، ولكن لأن معنا الرفيق القائد الذي وعدنا بالنصر ، ضحك نائب الضابط عبد الستار الدوري الذي يحمل عينين نظراتهما توحي بالزيف ووجها مصفحا يبعث فينا برودة تصل الى التجمد، قال بارك الله فيك ، كنت وأنا أحدثه على وشك البكاء حبا بالرفيق القائد!!
قال لي أشرف : وأنا أقول بارك الله فيك ورعاك !!

بدأت الطائرات ألأمريكية تكثف طلعاتها فوق المنطقة وبدأنا ننشد في تمارين الصباح أغان في تمجيد القائد، وأصر عريف حضيرتنا على أن نرفع أصواتنا بأقصى ما نستطيع وأن يترافق ذلك مع الضرب بأقدامنا على الأرض بقوة وعزيمة تثبت إننا رجال.
قلت لأشرف

: البغال تستطيع الضرب أقوى!

: لقد بدأت تتعلم بسرعة !!

قال أشرف ذلك وهو يميل نحوي ليهمس
: أنت شرير كبير !

ابتسمت معطيا وجهي ‘انطباعا لامباليا وساذجا

: ولكن انتبه فهم قادرون على استخراج مصارينك للتأكد إنها لا تحتوي على فايروسات ضارة !

أصيب أشرف بنوبة برد شديدة ، طلب منه الموظف الصحي في إدارة الفوج أن يبقى في الفراش طوال النهار ، شعرت بالملل أثناء التدريب ، ولكني لم أستطع العودة الى مهجع النوم بعد تدريب الصباح فقد طلبوا منا أن نستعد لاستقبال قائد الفرقة وأن نثبت إننا مستعدون لكل المعارك وإن الطائرات والصواريخ الأمريكية لن تنال منا، كان أحد الضباط يوجه حديثه الى لواء المشاة الثالث بواسطة مكبر صوت يدوي وبجانبه ضابط التوجيه السياسي الذي كان يهز رأسه مؤكدا فيما يقف آمري الأفواج في مقدمة وحداتهم رافعين رؤوسهم على نحو متصلب ، المبدأ يقول الجندي الجيد هو المشدود دائما وبثبات مؤكدا انه مشروع استشهاد من اجل الوطن والقائد.
كان قائد الفرقة يضع على كتفيه أكبر كمية من النجوم رأيتها في حياتي ، وعلى صدره نياشين ملونة لا أدري كم من المعارك الظافرة خاضها ليستحقها، كان حذاؤه ألأحمر لامعا وبدت شواربه الحمراء كأنها صناعية من دقة تنسيقها ، يمشي في المقدمة وعلى مسافة خطوتين وراءه كان آمر الفوج الرائد صالح أبو العافية يضفي على ملامح وجهه انطباعا بالخضوع وابتسامة ذليلة، استعرض قائد الفرقة الفوج بعد ان أدينا تحية القادة وتطلع الى صفوفنا بكبرياء وقفل عائدا دون ان يبدي اية ملاحظة ،
في المهجع استلقى أشرف مهموما ، لم يكن ذلك بسبب المرض ، أعلم انه لا يحب ان يشاهد المسؤولين عادة .
: كيف حالك ؟!
: لا بأس
كان في صوته رنة خوف غريبة استثارت فضولي

: هل المرض خطير!

: لا ... ألأمر أبعد من ذلك

: كيف... ماذا حدث ؟

: مشكلة حقيقية لم تكن في الحسبان

: لقد اقلقتني !

: كنت اتناول بعض الجبن والخبز الذي وضعته أمي في حقيبتي حين دخل نائب الضابط شلش من شعبة التوجيه السياسي ليفتش المهجع كعادته حين نخرج للتدريبات الصباحية وكمجاملة دعوته ليتناول معي شيئا من الجبن ، شكرني ولكنه حدق طويلا بالجريدة التي كان الخبز والجبن ملفوفا بها، كانت الجريدة تنشر صورة للرفيق القائد في أعلى صفحتها الأولى ،

قال بنبرة إستنكار : ماهذا ؟ هل بلغت بك الوقاحة ان تلف طعامك بصورة الرفيق القائد؟

أخذت على حين غرة وأرتج علي القول فالتهمة بالغة الخطورة

قال : هيئ نفسك للجنة التحقيقية الساعة الخامسة مساء

لم ينتظر ردي واستدار خارجا ، لم اكمل طعامي ، أشعر إن مصيبة ما تنتظرني.

: ليس الأمر بهذا السوء , سأغسل وجهي وبعد الشاي سنفكر سوية

شعرت ان ما أقوله مهم ، مشيت بثقة الى المغسلة ثم الى ( الكانتين ) في الباحة الأمامية وعدت بكأسين من الشاي ألأسود المغلي منذ الصباح .

: أنت قمت باستخدام الجريدة عامدا وعارفا بأن فيها صورة الرفيق القائد !

: أين الحل في هذا ، انت تريد أن أختفي !!

: لا .... صبرك قليلا .. القائد هو نعمة الله والخبز هو أيضا نعمة الله ولهذا فأنت لم تدنس الصورة !

: ولكن هذه حجة ساذجة

: أعرف ذلك ، ألم تقل لكل مقام مقال ، وأرى ان المقام هنا ملائم تماما

كانت اللجنة تنظر بعض القضايا وحينما دخل كانوا يقرأون أوراقا امامهم

قال النائب ضابط : نعم أشرف

: نعم سيدي

: موضوع استخدام صورة الرفيق القائد

كان الجو العام في المعسكر ينذر بخطر يتزايد مع زيادة الطلعات الجوية للمقاتلات الأمريكية وتزايد حركة المقاتلين الأكراد على التلال المقابلة وقد أصبحت أوامر التدريبات اليومية تلقى علينا بلهجة متشنجة تنم عن نفاذ الصبر وغدت العقوبات شديدة القسوة ولأتفه الأسباب .

اللجنة سيئة الصيت تتكون من ثلاثة أشخاص ملازم أول مسؤول التنظيم الحزبي وهو شاب متعجرف ومغرور ،تكوّن لدي إحساس بأنه لا يحمل أية مؤهلات فكرية ويتدارى وراء ابتسامة بلهاء وصمت عاجز ونائب الضابط مسؤول ( قلم ) التوجيه السياسي، في الأربعينات قاس جدا وصلف ويميل الى الحاق الأذى بمن يوقعه سوء الطالع أمامه بقضية تحقيقية ، أما الثالث فهو مدني من تنظيمات الحزب في المنطقة يتطلع بعينين كابيتين وباردتين كأنهما عينا سمكة خرجت من الماء منذ بضعة ساعات في يوم صيفي حار ، لم تكونا ماكرتين ولكنهما على درجة كبيرة من اللؤم، نحن في الموصل قليلا ما نأكل السمك وأنا بالذات لم أتناوله ابدا ، كنت في المطعم حين حضر رجل من الجنوب عرفت ذلك من ملابسه والكوفية المنقطة ،طلب صحنا مضاعفا واشترط ان ازيده بلسان على ان يكون محمرا بعض الشيء ، كان يأكل بشهية، قال ( للمرة الثانية في حياتي أحضر للموصل ) قلت له أرجو ان تعتاد الحضور ، قال ان ولده مهندس مناجم في كبريت المشراق وقد أحضر له من سمك العمارة ، بني وكطّان.

:أنتم مولعون (بالباجة ) ونحن مولعون بالسمك!

: هل تصدق اني لم أذق السمك ، أشعر وأنا أتطلع اليه بالضيق وكأني على وشك الإختنا ق

أصر ان يعطيني سمكة، قال علي أن أشويها بالتنور ولكني رفضت بقوة

: ماذا تقول يا أشرف ، لماذا فعلت ذلك ؟!

أعتقد اني بذلت مجهودا كبيرا كي أعطي لنبرة صوتي شحنة من الصدق والسذاجة

: الخبز يا سيدي نعمة الله والرفيق القائد حفظه الله ورعاه نعمة الله أيضا

تطلع الثلاثة نحوي ، تحركت العينان الكابيتان اولا وابتسم الملازم ببلاهة ولكن النائب ضابط تقلص وجهه ، شعرت بالخوف حد التعرق وخشيت أن يشمّ المدني، مسؤول التنظيم الحزبي في المنطقة رائحة خوفي وان يستثيره ذلك تماما كسمك القرش حين يشم رائحة الدم في الماء

حين خرجت كنت اشعر بظمأ شديد

0000000000000000

: كل ما يجري جنون مطبق !

قال فوزي ونحن في مقهى جمال ابن الملا بعد أن قدم لنا أشرف وجبة (باجة ) مجانية وفاء لوعده بأن نتذوق باجة الحدباء،

: الجنون حالة مرضية ، ألا تعتقد انه يمكن معالجته ؟!

قال أشرف بلهجته التي يمتزج فيها الهزل بعدائية مأزومة بالإحباط ولكني لم استوعب ما قالاه كنت مأخوذا بالكلمات التي تحمل ايحاء مواربا ،
كاسات الشاي يتصاعد منها بخار خفيف وفي الشارع بعض المارة ومقهى جمال ابن الملا لايزال ينتظر رواده وزبائن باجة الحدباء يحتسون الشاي في المطعم، اهتزت الطاولة وتموجت سحابات البخار حين عبرت السماء ثلاث طائرات على ارتفاع منخفض.

لم يطرأ تغيير كبير على المدينة، وتواجد بضع عشرات من الشرطة المسلحة لم يكن غريبا يستدعي الانتباه كما ان تزايد أعداد الحراسات لعناصر الحزب في الأزقة والشوارع لم يبدو غريبا أيضا ، لأنهم عادة ما يملؤون المدينة عند بوادر أية ازمة سياسية ، ولكن الملفت للنظر كان في كثافة التحركات العسكرية على الشوارع الخارجية وكثرة التغييرات في مواقع الوحدات العسكرية.

: ولكن هل سيشملكم النقل؟

قال أبي ذلك ونحن نتناول الطعام في الساحة الأمامية لمنزلنا

: ربما فقد وصلت إشاعة الى ان اللواء قد ينقل الى بغداد لتعزيز القطعات هناك ، ويقول فوزي ان المعركة الرئيسة ستكون في العاصمة وستكون معركة مدن حيث يتم التركيز على المشاة والقوات الخاصة .

لم يعلق أبي واكتفى بتنهيدة عميقة ونهض ليغير مجرى الماء

قال فوزي : قد لانلتقي مجددا ولهذا سنحتفظ بذكريات هذا الصباح الجميل وكرم أشرف والصحن الشهي لباجة الحدباء!

لم يترك لأشرف الأحتجاج على دعابته وتابع

: المهم أن تتذكروا ان الحرب هذه المرة مختلفة تماما وهي كما يقول ألإنكليز تذكرة لسفرة واحدة!
كما انها لن تكون في أسلوبها مشابهة لحرب الكويت، أما ما يقوله جنرالات الهزائم العربية ، فهو مجرد لغو فالحرب غير متكافئة بكل المقاييس ونحن نعاني من خلل فاضح في هيكل الجيش نفسة ،كما ان الشارع لا يعكس حقيقة مشاعر الناس الذين لا يدينون بولاء الحب للقيادة وانما بولاء الخوف الذي سينتهي قطعا عند زوال الأسباب .

شعرت بالخوف فقد كانت الكلمات التي أسمعها مثل زخات رصاص طائش ، انكمشت وانا أتلفت بين الشارع الذي بدأت الحركة به وكراسي المقهى التي لازالت فارغة عدا الكراسي المرصوفة الى جدار المقهى ،
اتسعت عينا أشرف وبدا فضوليا ومهتما الى سماع المزيد .

: هل هذه آراء الوالد؟!

كان ابو فوزي عقيدا في الجيش وحصل على الماجستير في العلوم السياسية من كمبرج بعد اعفائه من الخدمة بسبب خلافه مع مسؤول التنظيم الحزبي في وحدته حول رفضه السماح للجنود الحزبيين بالإعفاء من التدريبات الصباحية .

كاسات الشاي انتهت والإجازة القصيرة لات غطي الفترة اللآزمة لإنجاز احتياجاتنا وعلينا أن نسرع الى دورنا .

شعرت وأنا في الطريق الى البيت إني قد تخلصت من كابوس قاس ، فقد كان حديث فوزي وإيماءات أشرف خطيرة وكنت أغالب خوفا يقبض على قلبي ، أمامي في مطعم الحدباء كان أحد رفاق الحزب يتناول طعامه بتؤدة فيما تدور عيناه بكل اتجاه وشعرت انه قد يسحب القلم المعلق في الجيب الصغير في أعلى اليد اليسرى ليكتب تقريره الصباحي عن حديثنا( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) ثم تبدأ المعلومات وبعدها لن يكون لنا من أي أثر.
قال والدي : هل ستظلون في الموصل؟

فكرت بما قاله فوزي إن الجبهة الشمالية لن تشهد حربا حقيقية بسبب موقف الأتراك! ولكني لم أكن أريد الدخول بالتفاصيل التي أجهلها , لماذا لم توافق تركيا على السماح للقوات الأمريكية بالدخول ، قال أشرف لاشك ان ألأمر خدعة كبيرة ! ولم أفهم على وجه الدقة هل هي خدعة ام ان الأتراك يتعاملون مع الأمر باعتبارهم مسلمين،

: حتى ألان نحن باقون !

: كنت أرغب ان تتزوج !

: لا أعتقد إن هذا ممكن ألان ،وعلى العموم هل سمعت مات قوله الفتيات هذه الأيام ؟

: عن ماذا ؟

: عن الزواج ... كن يتندرن فيقلن (( لو ملازم لو ملازم )) ولكنهن يقلن الان
( لو مدرس لو ما أعرس) انهن يرفضن الضابط ويطلبن المدرس لأنه لن يذهب للحرب ،ابنك لا ضابط ولا مدرس فهل تعتقد إن هناك من تقبل به ؟

ابتسم والدي وكانت هذه إشارة طيبة

: أخزى الله شيطانك ! كان الجميع يدفع بأبنائه الى الكلية العسكرية ، كان الضابط لا يتعب في ان يجد عروسا ... تغير كل شيء

صمت وهو يدخن ببطء

: بالأمس جاء فريق من الضباط وكشفوا على الكتف صعودا الى الشلالات وبعد الظهر قامت الجرافات بتسوية الأرض وحفروا بضع مواقع بامتداد النهر وقد أخبرني أحد الجنود العاملين وهو يشرب الشاي معي إنهم سينصبون مضادات أرضية ومنصات لإطلاق صواريخ أرض - جو ، من حسن حظنا ان المزرعة خارج هذا الترتيب .

الخريف هذه السنه له نكهة خاصة فقد بدأ مصرا على الحضور المبكر والرياح الشمالية كانت جافة وشديدة البرودة وأشجار البرتقال بدت أوراقها كابية ، أما دوالي العنب التي لا تخلو منها البيوت والمزارع فقد نفضت أوراقها وظهرت أغصانها داكنة فيما كانت القشرة يابسة تتخللها شقوق كثيرة .

في الليل كانت تسمع أصوات إطلاقات متفرقة وأحيانا زخات من رشاشات ثقيلة وكأنها تؤكد وجود السلطة ، وعلى( الكتف ) كان الجنود يتطلعون الى دجلة بصمت وأحيانا ينصتون الى بعض الأغاني التي تخترق سكون الليل الثقيل، وقد تضيع في صوت الرصاص المنطلق نحو الطائرات التي تعبر السماء على ارتفاعات شاهقه ويأتي صوتها متوعدا ينشر حزنا غامضا في الشوارع الخالية وفي البيوت التي يغفوا سكانها بانتظار عودة أبنائهم ، كان الشباب إما في الخدمة العسكرية وإما في مجاميع الجيش الشعبي ، يضغط الخوف والبرد والوحدة الموحشة على قلوبهم ،

كانت لقاءاتنا ، فوزي وأشرف وأنا ، يشوبها ألم ممض ،حين يبدأ فوزي بتحليل الوضع العسكري ويصمت أشرف وأحاول أنا ان اتابع الحديث الذي بدأ يستهويني .

قال فوزي : سمير إذا انتهت هذه الحرب العبثية على خير، عليك ان تمتحن (خارجي )
إبتسمت بخجل فأنا على يقين إنه كان يحاول ان يرفع من معنوياتي

: ان شاء الله
قال أشرف : سأساعدك
شعرت بشيء من السرور .

بدأت بعض الغارات المتفرقة على منصات إطلاق الصواريخ والمضادات الجوية وفي موقع قريب كانت ألإصابات مباشرة ،لحظت ان النائب ضابط في التوجيه السياسي منقبضا وفي عينيه نظرات حائرة وهو يحاول أن يعطي صوته شحنة من التعاطف وهو يتحدث مع الجنود الذين بدوا متشنجين أمام هذه التحولات التي لا أحد يعرف الى أين ستنتهي ، وعما إذا كان عليه ان يظل على وضعيته الرخوه واللينة لامتصاص غضب وخشونة جماعة التنظيم الحزبي في التعامل اليومي.

قال أبي: يبدو ان الحرب قادمة وعلينا ان نبدأ بشراء المواد الغذائية فقد يتعذر الخروج !

كان فوزي يؤكد ان الحرب ستكون قصيرة وربما خاطفة لأن جيشا تبلغ نسبة الهروب فيه الى أكثر من أربعين في المئة لا يمكن أن يصمد في حرب جدية، والعدو هو أمريكا ، تذكر ما أشيع عن الرئيس المصري حينما قال ، دي أمريكا يا عم.

قال أبي : هذا قدر الموصل ، لقد كان يحدثني جدك عن المجاعات التي تعرضت لها المدينة في تاريخها بسبب الحصار الذي كانت تفرضه القوى المهاجمة .

كان أشرف يحدثنا متفاخرا بأن في منزلهم أكبر سرداب يكفي العائلة في الصيف والى خزن كميات كبيرة من التموين ، جرار الجبن ،اللحم المدخن ، زيت الزيتون و البقوليات ، فكرت ولكن اين سيخزن أبي المواد التي سيشتريها ؟! لو كانت أمي على قيد الحياة لحفرت لنا سردابا في المزرعة ، كم هومهّم وجود امرأة في البيت ! حسنا ان بيتنا بدون امرأة ، أم ،أخت ، زوجة أو حتى قريبة ، سيظل بيتكم يفتقد الدفء ، المرأة فتحة في غيوم الشتاء الثقيلة الى السماء الزرقاء الواسعة والبهية والواعدة بالشمس،
كان يحدثنا بعاطفة دافقة على غير عادته .

- قلت لكم إنها الدفء ولا ادري كيف يمكن ان تنقضي الأيام في بيت ليس به امرأة ، سمير فكر بهذا جيدا وبالطبع يمكن ان يحل ابوك هذه ألإشكالية !!

قال : لو كنت قد تزوجت لساعدتني امرأتك ولكنك رفضت

: وأتركها وحيدة ! لماذا لا تستأجر عاملا معك ،سيما وان وضع المزرعة جيد ومعظم المنتج يباع مباشرة للسكان الجدد الذين يفضلون شراء الخضار مباشرة وهي طازجة ،

: وانا أيضا أفكر بذلك فالمنطقة أصبحت عامرة ، وكل يوم تضاف أعدادا جديدة من السكان ، ولكن الغريب في أمرهم انهم جيران غرباء الكل يتجنب الكل، وكأنهم مثلي في مزرعة تأكل النهار ، حتى النسوة نادرا ما يتحدثن مع بعضهن ، ربما غير الزمن من طباعهن ! الحزن كالعليق يمتص الرغبة في الحياة ،

لم أعلق على حديثه ،كان يتهرب من ألحديث عن زواجه .... كنت أفكر بدعوة الغداء التي وجهها فوزي لي ولأشرف في دارهم، وكنت مترددا في الذهاب لأني لا أملك بنطالا وسترة وعلى الدوام كنت ارتدي ( الدشداشة ) وسترة سوداء اشتريتها من دعدوش أبو باله ، ربما لا يسمح الوقت بشراء بنطالا فمساء اليوم نفسه علينا الالتحاق بوحدتنا، ولكني قررت ان أحاول فالسوق قريب والنهار في اوله .

: أريد بعض النقود لأشتري بنطالا فانا مدعو الى بيت صديقي فوزي وليس من المناسب ان اذهب بالدشداشة او بالملابس العسكرية

تطلع نحوه ابوه بشيء من الدهشة

: كم ؟

: خمسة آلاف !

فكّر انه لم ينتبه الى هذه المسألة ، ان يرتدي بنطالا، لقد تركه منذ أن ترك المدرسة وكان قد شعر بالراحة حينها وهو يرتدي الدشداشة وكأنه يحقق رغبة ذاتية بالتحرر مؤكدا ان عهد المدرسة قد انتهى ، إنه ألان يفكر بما قاله فوزي لماذا لا يمتحن ( خارجي ) وبالتشجيع المباشر لأشرف وبالكوة الصغيرة التي ابتدأت تنفتح ببطء في ذهنه على سماء زرقاء بدأت مشوشة في البداية ولكن صحبة ستة أشهر مع الصديقين، عملت على فتح ممرات نحو فضاء مضيئ بخضرة غضة تمتد الى سماء بهية الزرقة ، أعطاه فوزي بضعة كتب ليقرأها في ليل المعسكر الطويل ، كانت في البداية قصصا وروايات عن أناس وعوالم لم يسمع بها استهواه الوصف الدقيق للعلاقات الإنسانية بنقائها وكأنه عالم الطفولة وهو في حضن أمه حين كانت تحدثه عن ابنة السلطان التي أحبت الخباز الذي كان يصنع أرغفة الخبز الشهية ويحملها الى بيتهم ، ألف ليلة وليلة والعوالم السحرية الملونة التي تشرق على بغداد ، وحين وقف عند حكاية أبو القاسم الطنبوري ، قال اشرف مالها ؟ قال سمير، ليس من المعقول أن يكتب هذا المؤلف والسياسي قصة حذاء يتنقل في أحياء بغداد بهدف الضحك !
ثم كتب التاريخ التي أحب منها حكايات البطولة لأناس حاربوا الطغيان والظلم وتحدوا الشرطة وكل وسائل القمع ، فوزي يشرح له أحيانا وهو يستمع بشغف حالم مأخوذ ، ولكن من هو (نتشة) فوجئ فوزي وقال له سيشرح لك أشرف من هو ( نتشة) ! وإن كنت أعتقد ان دور السيد نتشة لم يحن بعد!! وحين تساءل ولكن لماذا نخوض كل هذه الحروب ؟ هتف أشرف ألان أنت على الطريق ! أي طريق ؟! قال مستفهما ، المعرفة الحقيقية ، قال اشرف، نحن ألان في طور التفاهم لأننا نتكلم لغة واحدة !

قال فوزي : ليس لدينا متسع من الوقت , لأننا يجب ان نلتحق بوحداتنا قبل السادسة مساء ولهذا سأنتهز الفرصة لنتحدث بما أردته من هذ اللقاء ، كلّ منا يعرف الأخر جيدا فنحن من مدينة واحدة وجمعتنا الصدفة منذ أكثر من ستة أشهر توطدت فيها العلاقة بيننا ونحن مشتركون في نقاط عدة سلوكية وفكرية رغم بعض التباين وهو تباين طبيعي ولكن ألمهم ان كلا منا يمثل شريحة في هذه المدينة وهذه النقطة بالغة الأهمية فيما أتوخاه من حديثي !

قال أشرف : هذه مقدمة بعثية مرفوضة !

قام فوزي ليستلم الشاي من أخته التي لم ير غير كفها وسوا ر ا ذهبيا ثقيلا، نساء الموصل يعشقن الذهب ومن همومه انه لا يدري كيف سيؤمنه للمرأة التي قد يختارها مستقبلا ، ربما ستكون قنوعة ! ولكن هل سيجد في المدينة كلها من ستقبل بسوار واحد ، مديحة التي تحضر السوق أحيانا حينما تمرض أمها ، كانت تلبس ثلاث أساور ، فهل ستقبل منه أسورة واحدة .

قال فوزي : ما أقوله خطير لأنه يتعرض للسلطة ، اني اعتقد ان أمريكا وحلفائها سيدخلون بغداد هذه المرة كما ،أعتقد ان المحتلين لا يملكون أجندة واضحة أي انهم بدون خطة عمل لما بعد سقوط النظام وهذا سيخلق فوضى شاملة وسيحاول كل مغامر يمتلك مجموعة من المؤيدين التسلق لاستلام السلطة او نهب البلد ، انتما تريان ان ألأمر بالغ الخطورة .

حين صمت وهو يتطلع نحونا شعرت بمسار العرق البارد نازلا من رقبتي حتى قدمي ، فهمت ان فوزي يطلب ان نشكل عصابة ونحارب في بغداد من أجل مكان ما في السلطة التائهة دونما صاحب!

قال أشرف بلهجة عملية : ما هو المطلوب ؟ فكّرا ان أمامنا ثلاث ساعات لنكون في المعسكر !

قال فوزي: حسنا ، اعتقد ان علينا ان نبدأ ببناء نواة لحركة سياسية منذ ألان وان ننشط في بلورة بيان سياسي تمهيدي لهذه الحركة مبني على مساواة العراقيين كافة في المواطنة وامام القانون وترسيخ ثقافة السلام والعمل على صياغة برنامج للتنمية الشاملة لكافة المحافظات على أساس ما يملكه العراق من إمكانات مادية هائلة وان نتعاون مع المختصين القانونيين في بلورة مشروع دستور ديمقراطي دائم ، أسمع رأييكما !

شعرت ان فوزي في حالة وجدانية وكأنه ينشد تراتيل دينية تبعث فيه نشوة تجعل عينيه غائمتين بغموض فاتن وتعطي لهجته شحنة من الصدق والعفوية وكنت كأني اعرفه لأول مرة ، قال أشرف ذلك وهما في الباص الى المعسكر
: هل تعتقد انه جاد ؟ وهل ستوافق على العمل معنا ؟

لم ينتظر إجابة سمير وكأنه يحدث نفسه تابع

: فوزي بطبعة جاد ويمتلك روحا قيادية كما ان لدية رؤية سياسية،وعلى العموم فان كل الحركات السياسية بنيت على المنوال ذاته وهي تحتاج الى الفكرة اولا والقيادة ثانيا والمؤمنين بها ثالثا وألأخيرة حصيلة جهود نظرية وعملية وستكون انت المعول عليه في هذه النقطة بحكم علاقاتك الواسعة في السوق وما سنخطط له من أشكال الأتصال بالناس ، على هذه الشاكلة ستنمو الحركة، المهم ألاخلاص والجدية .

كانت الطائرات المعادية تغير على أهداف قريبة فقد كانت أصوات الانفجارات تسمع بوضوح ، وعبر فضاءات المساء الغائم كان وميض خاطف يعبر السماء ثم ينتشر دوي اصم شرس يمزق السكون المحاصر بالوميض المتوعد وبالدوي المدمر , قرأ آية الكرسي بعجلة الخوف من المجهول القادم بصلف.

قال السائق : سنقف بعض الوقت

قال مجند في آخر الباص : انهم يقصفون مواقع منصات الصواريخ السرية التي تم نصبها قبل يومين ، يمكنك مواصلة السير لأنهم لن يستهدفونا فالحرب لم تبدأ بعد !

قال أشرف : وهذه أليست حربا ؟!

قال المجند : لا ، انها تأمين الطريق للحرب !

في ساعات الاستراحة بعد التدريب الروتيني الصباحي كانا يتبادلان الحديث حول( الحركة) وكانا قد أعطياها اسما اقترحه أشرف ( الحج الى مكة ) ولكن فوزي قال لنترك الموضوع الى الغد، قد تتحول الأمكنة وقد تغيّر الكلمات معانيها .

مازال الحشد ألأمريكي يتواصل وقد امتلأت مدن الخليج العربي ومطاراته بالعسكر القادم الى العراق ولازال التجاذب الأمريكي التركي حول الجبهة الشمالية محتدما دون وجود نتيجة قطعية وهذا ما جعل أبو فوزي يردد إن عدم استخدام الممر الشمالي سيضمن سلامة مدننا .

قال فوزي : لقد وضعت البيان ألأول للحركة التي سندعوها(الحركة الشعبية من أجل الديمقراطية )

قال أشرف : الاسم يخضع بشكل فاضح لأسلوب السجع العربي في القرن السابع الهجري كأنه من مقامات الهمداني ، لماذا لا نسميها ( التجمع الديمقراطي )

قلت : هذا اسهل ، ولكن ماهي الديمقراطية ؟!

قال فوزي : لابأس ، نغير ألإسم ، اما الديقراطية فهي شكل الحكم ، الحكم الحالي ديكتاتوري أي حكم لا يهتم برأي الشعب ، حينما حارب إيران لم يعود الى الشعب ،وحينما دخل الى الكويت لم يسأل الشعب ، وحينما قرر مواجهة العالم لم يسأل احدا ، اما الديمقراطية فهي ان يعود الحاكم الى الشعب عبر المجلس الوطني المنتخب بحرية ليسأله

: ولكن لماذا يعود الحاكم للشعب وهو الذي جاء بمشيئة الله؟!

كان فوزي صبورا معي رغم انه كان متعجلا أن نوافق على نص البيان بإعلان الحركة وبرنامجها ليقوم بطبعة ولنتولى توزيعه سرا .

: لقد كلمت بعض الأصدقاء في بغداد ممن كانوا معي في إنكلترا وبعض المعارف هنا في الموصل وهم موافقون على الانضمام م للحركة

كان توزيع المنشور محفوفا بالمخاطر فقد كانت دوريات من الشرطة الراجلة والسيارة تجوب المدينة ، كما ان عددا من منتسبي الجيش الشعبي كانوا يرابطون في مناطق متفرقة ، ورغم ذلك كله، تم توزيع المنشور بدسه من تحت الأبواب ومن ضلف الشبابيك المفتوحة كما تم لصق بعضه على واجهات المحال التجارية ، كانت عملية ناجحة وفي الصباح كان حديث المدينة ، ومساء كان بعض الجنود يتحدثون عن عملاء الموساد والاستخبارات ألأمريكية ألذين بدأوا نشاطا معاديا يعاونهم الشيوعيون ، واقترح العريف (غازي) وهو بالمناسبة من أهالي الشرقاط ، أن يؤدوا جميعا صلاة جماعية ولا فرق ان كان الجنود يضعون أيديهم على صدورهم أو ان يتركوها ممتدة الى جانبهم لأن صلاة الدعاء للحكومة وللرئيس القائد هي واجب الجميع ، لكن أحدا لم يأخذ الاقتراح على محمل الجد وانشغلوا باحتساء اقداح الشاي المغلي وهم يتطلعون الى تباشير المطر القادم .



#ذياب_فهد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الريح والبوصلة رواية -الفصل الاول
- تغير هيكل التجارة الخارجية العالمية
- لايموت الصبار عطشا -رواية (من حكايات انتفاضة 1991 ) الفصل ال ...
- لا يموت الصبار عطشا /رواية /من حكايات انتفاضة اذار 1991 الفص ...
- لايموت الصبار عطشا /رواية (من حكايات انتفاضة اذار 1991 )الفص ...
- لايموت الصبار عطشا /رواية (من حكايات انتفاضة آذار 1991 )الفص ...
- لا يموت الصبار عطشا /رواية -من حكايات انتفاضة اذار 1991 /الف ...
- لايموت الصبار عطشا /رواية / من حكايات انتفاضة 1991 -الفصل ال ...
- لا يموت الصبار عطشا (من حكايا انتفاضة آذار 1991 )الفصل الثال ...
- لايموت الصبار عطشا - رواية - الفصل الثاني
- رواية/ لا يموت الصبار عطشا /حكايات من انتفاضة 1991 /الفصل ال ...
- رواية -ثلاثة اصوات من البصرة /الصوت الثالث -ألأب
- رواية - ثلاثة اصوات من البصرة /الصوت الثاني
- ثلاثة اصوات من البصرة /الصوت الاول -الإبن
- من حي الزنجيلي في الموصل الى حي النصر في بغداد /الفصل الثالث ...
- من حي الزنجيلي في الموصل الى حي النصر في بغداد-الفصل الثاني ...
- من حي الزنجيلي في الموصل الى حي النصر في بغداد /الفصل الحادي ...
- من حي الزنجيلي في الموصل الى حي النصر في بغداد/الفصل العاشر
- من حي الزنجيلي في الموصل الى حي النصر في بغداد -الفصل التاسع
- من حي الزنجيلي في الموصل الى حي النصر ببغداد-الفصل الثامن


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب فهد الطائي - الريح والبوصلة -رواية -الفصل الثاني