أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - حرب حزيران 1967 بين روايتين















المزيد.....

حرب حزيران 1967 بين روايتين


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5894 - 2018 / 6 / 5 - 22:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


الصراع بين الأمم له أوجه متعددة منها الصراع على الرواية التاريخية للأحداث الكبرى ، حيث هذه الرواية تلعب دورا في المخيال الشعبي الجمعي وفي تَشَكُل الهوية ونظرة الشعب لذاته وللآخرين كما يُبنى عليها سلوكيات ووقائع . كل الدول تحاول أن تؤسِس لرواية أو تاريخ تعَظِّم من شأنه الأمة وتقلل من قيمة الخصم وتبرر من خلاله سلوكياتها الآنية والمستقبلية . في هذا السياق تأتي الرواية العربية للحروب العربية الإسرائيلية الثلاثة : 1948 ، 1967 ، 1973 في مقابل الرواية الإسرائيلية .
ما نود الحديث عنه الآن هو حرب حزيران 67 وتمحيص ومراجعة الروايتين العربية والإسرائيلية بشأنها .
في فجر الخامس من حزيران 1967 قامت إسرائيل بهجوم خاطف على مصر وسوريا والأردن وفي اليوم الأول دمر الطيران الإسرائيلي غالبية طائرات الاسطول الجوي المصري والسوري والأردني وعدد من الطائرات العراقية بالإضافة إلى تدمير أهم المواقع العسكرية الإستراتيجية ،وخلال ستة أيام تمكنت إسرائيل من احتلال الضفة الغربية وسيناء والجولان بالإضافة إلى قطاع غزة وبذلك زادت مساحة ما بيدها من أراضي إلى ثلاثة أضعاف ما كان معها بعد حرب 48 حيث أصبحت تسيطر على89.395) كم2) .
الرواية الإسرائيلية تقول بأن إسرائيل تحركت عسكريا لأن العرب وخصوصا مصر كانوا يستعدون للحرب على إسرائيل بل والقضاء عليها ورمي اليهود بالبحر وبالتالي فإن إسرائيل تحركت ضمن سياسة الدفاع عن النفس ، وقد دعمت إسرائيل مزاعمها بتصرفات وتصريحات كانت تصدر عن الطرف العربي منها : مساعي العرب لتحويل مجرى نهر الأردن لمنع إسرائيل من الاستفادة من مياه النهر حيث التأمت قمة عربية في القاهرة 13-17/ 1 /1964 )خصوصا للبحث في مخاطر محاولات إسرائيل تحويل مجرى نهر الاردن وضرورة التصدي لها ، إعلان جمال عبد الناصر يوم 17 مايو 1967 عن إغلاق مضائق تيران في وجه السفن الإسرائيلية مما اعتبرته إسرائيل بمثابة إعلان حرب ، في يوم 19 مايو وقبل أسبوع من الحرب طلبت مصر سحب القوات الدولية المرابطة في قطاع غزة وعلى الحدود المصرية الإسرائيلية ، دعم العرب لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية التي تطالب بتحرير فلسطين وإنهاء دولة إسرائيل ، وتصريحات الإعلام العربي وخصوصا المصري الذي يدعو لتدمير إسرائيل وأن الجيوش العربية تستعد لتحرير فلسطين وأنها تملك صواريخ القاهر والظافر الموجهة لإسرائيل وقد برز في هذا السياق المعلق السياسي أحمد سعيد .
لا شك أن العرب كانوا رافضين لوجود دولة إسرائيل من منطلقات دينية وسياسية قومية كما لم ينسوا الهزيمة المخزية للجيوش العربية أمام العصابات الصهيونية في حرب 48 وما اقترفته بحق الفلسطينيين من جرائم ، كما لا يمكن نكران أن الخطاب الرسمي كان يُعلي من وتيرة العداء لإسرائيل ، ولكن كل مُلم بحقيقة الأنظمة العربية وقدراتها وعلاقاتها الدولية يدرك جيدا أن لا عبد الناصر ولا أي من الزعماء العرب كان راغبا في الدخول بحرب ضد إسرائيل ، وبالنسبة لعبد الناصر تحديدا فلم يذكر ولو مرة واحدة أنه يريد تدمير أو انهاء دولة إسرائيل ،وأن الخطاب المتوتر بشأن إسرائيل كان موجها للجماهير العربية أكثر مما هو موجه لإسرائيل ، كما لم يكن الواقع السياسي والعسكري للدول العربية يسمح لها بمباشرة حرب مع إسرائيل .
فكيف سيخوض العرب موحدين حربا ضد إسرائيل والعلاقات البينية بينهم في أسوء حالاتها حيث فشلت كل المشاريع الوحدوية والعرب منقسمين ما بين المعسكر التقدمي والتحرري بقيادة عبد الناصر والمعسكر اليميني المحافظ بقيادة العربية السعودية ، وكل دولة منها منشغلة بمشاكلها وهمومها الداخلية ؟. مصر الناصرية تواجه تحديات الوضع الداخلي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي كما أنها متورطة بالحرب في اليمن ، وسوريا تلهث وراء الاستقرار حيث تتوالى الانقلابات العسكرية والمكائد السياسية ، والأردن وعلاقاته المعروفة مع الغرب شأنه شأن غالبية الدول العربية الأخرى .
كانت إسرائيل تعرف كل ذلك والأجهزة الاستخباراتية الغربية كانت تعرف ذلك وتُعلِم إسرائيل بحقيقة القدرات التسلحية للعرب . وعليه فإن الرواية الإسرائيلية التي تبرر الحرب بأنها للدفاع عن النفس ولمنع عدوان عربي وشيك رواية غير صحيحة ، وفي اعتقادنا أن إسرائيل كانت ستقوم بالعدوان ولو بعد حين حتى بدون وجود هذه المبررات والذرائع .
قامت إسرائيل بالحرب لأنها تريد استكمال المشروع الصهيوني الذي بدأ مع حرب 1948 والتي سموها حرب التحرير ، وهو المشروع الذي لا يكتمل من وجهة نظر الصهاينة إلا بالضفة الغربية أو يهودا والسامرة قلب الدولة التوراتية اليهودية التي يدعونها ، ومن خلال تعديلات حدودية تحفظ أمن دولة إسرائيل الجديدة ، وهذا لا يتحقق إلا باحتلال سيناء والجولان وغزة .
ومن هذا المنطلق يمكننا فهم لماذا وبعد أكثر من خمسين عاما على الحرب فإن كل القرارات الدولية ومشاريع واتفاقات التسوية السياسية التي تطالب بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة قد وصلت لطريق مسدود .
قد يقول قائل إن إسرائيل وقعت اتفاقات سلام مع مصر في كامب ديفيد 1979 ومع الفلسطينيين في اوسلو 1993 ومع الاردن في وادي عربه 1994 ، وهذا كلام صحيح ،ولكن ماذا كانت النتيجة . مصر استعادت سيناء عام 1981 بعد حرب اكتوبر 1973 ولكن من خلال مفاوضات وليس من خلال الحرب نفسها وبشروط أهمها اعتراف مصر بإسرائيل وضمان أن لا تشكل سيناء مصدر تهديد لأمن إسرائيل ، والأردن اعترفت بإسرائيل دون أن تستعيد الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ، والفلسطينيون لم يجنوا من اتفاقية أوسلو سوى سلطة هزيلة لم توقف سياسة الاستيطان والتهويد ولم تستطع ردع أو وقف إسرائيل وسياستها الاستيطانية والتهويدية .
لأن إسرائيل دخلت حرب 1967 وهي تعرف ما تريد ، وما تريده هو التوسع والاحتلال ، وحيث إن موازين القوى منذ 67 حتى اليوم تميل لصالح إسرائيل ، وحيث إن الأمم المتحدة منذ تأسيسها إلى اليوم تعتبر إسرائيل فوق القانون الدولي وخارج المحاسبة الدولية ، كما أنها لا تستطيع التمرد أو تجاوز الفيتو الأمريكي ، فإن إسرائيل لن تتراجع عن مكاسبها في حرب حزيران إلا بالقوة من خلال تغيير موازين القوى لصالح العرب ، أو من خلال تغيير موازين القوى الدولية بما يُضعف السيطرة الأمريكية وبما يغير من تركيبة الأمم المتحدة وطريقة تعاطيها مع إسرائيل .



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة الخروج من عبثية حوارات المصالحة إلى خطة انقاذ وطنية
- خلافة الرئيس أبو مازن بين القانون والسياسة
- دور تركيا وإيران في معادلة الشرق الأوسط الجديد
- الأمم المتحدة كشاهد زور
- النكبة : من هنا تبدأ القضية
- مستجدات متلازمة المال والسياسة في ظل العولمة
- بعد انتهاء دورة المجلس الوطني : تفاؤل حذر وتخوفات مشروعة
- حتى لا تتحول منظمة التحرير لحزب السلطة
- قضية القدس واستشكالات الديني والسياسي في فلسطين
- المجلس الوطني : إما التحرر من نهج أوسلو أو يفقد شرعيته
- على أية منظمة تحرير يتحدثون ويتصارعون ؟
- يدمرون سوريا ويتباكون على شعبها
- حتى لا تصبح (الدولة الوطنية) حالة افتراضية
- المال والسياسة في فلسطين
- صفقة القرن : تنفيذ من طرف واحد وليس تأجيل
- تدهور الوضع الأمني في غزة وصفقة القرن
- ما وراء دعوة واشنطن لمؤتمر لبحث الوضع الإنساني في غزة
- التضليل في التصريحات الرسمية حول المصالحة الفلسطينية
- الرهان على الذات الوطنية بعد فشل الرهان على الخارج
- إسرائيل في حالة حرب مفتوحة بدون فضائح نتنياهو


المزيد.....




- هل تتدخل أمريكا عسكريًا في إيران بشكل مباشر؟ المتحدثة باسم ا ...
- حرب إسرائيل وإيران.. من يتكبد خسائر أكبر؟
- لبحث تطورات الشرق الأوسط.. قائد الجيش الباكستاني يلتقي ترامب ...
- مشاركة أمريكا في نزاع إيران وإسرائيل.. ترامب سيقرر في أسبوعي ...
- وصول دفعة ثانية من الألمان العالقين في إسرائيل.. والألمان في ...
- البيت الأبيض: ترامب لا يخشى استخدام القوة ضد إيران إذا لزم ا ...
- لقطات جديدة توثق دمارا هائلا لحق بمعهد -وايزمان- إثر صاروخ إ ...
- نفاد الحليب في غزة يهدد حياة الرضع
- -نيويورك تايمز-: إيران قد تشل حركة البحرية الأمريكية إذا أغل ...
- الحرس الثوري يعلن استهداف إسرائيل بطائرات مسيرة قتالية تطلق ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - حرب حزيران 1967 بين روايتين