أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - الرهان على الذات الوطنية بعد فشل الرهان على الخارج















المزيد.....

الرهان على الذات الوطنية بعد فشل الرهان على الخارج


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5800 - 2018 / 2 / 27 - 18:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


خلال ربع قرن من المفاوضات وإدارة الصراع انتظارا لتسوية عادلة كانت إسرائيل مدعومة بواشنطن تعمل على تفكيك الصراع وتغيير طبيعته وأطرافه ونطاقه وتفرض وقائع (انجازات) على الأرض . فبعد أن كان الصراع صراعا عربيا إسرائيليا أصبح فلسطينيا إسرائيليا من خلال سحب عديد من الدول العربية لمربع التسوية وتوقيع اتفاقات سلام معها كمصر والأردن ، أو من خلال التطبيع الهادئ مع دول أخرى ، أما البعد الديني للصراع فقد تكفل المسلمون أنفسهم بالأمر من خلال صراعاتهم وحروبهم مع بعضهم البعض وإدارة الظهر لفلسطين وأهلها وقد رأينا كم كانت ردود الفعل هزيلة على قرار ترامب باعتبار أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين عاصمة لإسرائيل ، ودوليا تكفلت واشنطن بتطويع الأمم المتحدة بحيث تبقى قراراتها في الحدود التي لا تعرض وجود وأمن إسرائيل للخطر ، كما أن كل قرارات الشرعية الدولية الخاصة بفلسطين غير ملزمة .
وعلى المستوى الداخلي وبالرغم من رفع القيادة الفلسطينية شعار حل الدولتين إلا أن إسرائيل كانت تعمل على وضع عقبات أمام فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة ،سواء من خلال التلاعب بعملية التسوية والاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين ،ولكن الأكثر خطورة هو ما تقوم به عمليا على الأرض من تقسيم وتجزئة أركان الدولة الفلسطينية الموعودة : الأرض والشعب والسلطة .
ما زاد الوضع الداخلي ضعفا في مواجهة كل هذه المتغيرات حالة الانقسام الداخلي التي أنهكت الجميع وأساءت لكل الأطراف سواء السلطة والمنظمة ومشروعهما السلمي أو حركة حماس ومشروعها المقاوِم ، حيث ساعد الانقسام على تفرد إسرائيل بكل طرف على حدة.
في هذا السياق نجحت إسرائيل وبموافقة أمريكية في جعل حل الدولتين بالرؤية الفلسطينية مستحيل التطبيق من خلال تغيير وظيفة السلطة الفلسطينية وجغرافيا سيطرتها و إخراج القدس وقطاع غزة من سياقهما الوطني ، ولم يكن نجاح إسرائيل في مسعاها نتيجة لقرار ترامب بل جهد صهيوني متواصل منذ 1967 وقرار ترامب بُني على ما أنجزته إسرائيل .
ما كان لإدارة ترامب أن تُقدِم على قرارها بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأن تُحدد الذكرى السبعين للنكبة لنقل السفارة ، وأن تتضمن صفقة القرن رؤية لدولة في قطاع غزة مرتبطة شكليا ببعض مناطق الضفة ، ما كان يحدث ذلك لولا أن إسرائيل راكمت معطيات وفرضت وقائع (انجازات) في القدس وقطاع غزة ، وواشنطن هيأت المناخ عربيا لتمرير هذه الصفقة دون عقبات بل وبمباركة عربية .
فيما كان يجري كل ذلك في معسكر الخصم كان الفلسطينيون منشغلين بمشاكلهم الداخلية وصراعهم على السلطة أكثر من انشغالهم بمواجهة الاحتلال موحدين ، أو مراهنين على حلفاء دوليين أو عرب ومسلمين أو على حسن نية واشنطن ودورها كوسيط نزيه ، وفيما كان العرب والمسلمون يطلقون التصريحات الرنانة حول دعم الشعب الفلسطيني وقدسية القدس وفي الوقت نفسه يمارسون عكس كل ذلك بل ويتآمر بعضهم على فلسطين وشعبها ، وكأن شعب فلسطين المُتضَمن في الخطاب والشعارات ليس الشعب الفلسطيني الموجود على أرض الواقع !..
مع أن وقتا طويلا أهدرته منظمة التحرير والسلطة في الجري وراء سراب التسوية السياسية والحياد الأمريكي المزعوم ،ولا ندري متى كانت واشنطن طرفا محايدا عندما يتعلق الأمر بإسرائيل ؟!، ووقتا طويلا أهدرته حركة حماس في المراهنة على هذا الحليف الإسلامي أو ذاك وفي المراهنة على فشل منظمة التحرير والسلطة لتحل محلهما .بالرغم من ذلك فإن ما يجري جعل الأمور أكثر وضوحا وانكشافا .
انكشف الانحياز الأمريكي الفج لجانب إسرائيل ونتمنى أن لا يكتشف البعض في السلطة بقايا حسن نية عند واشنطن يمكن المراهنة عليها ،وانكشفت محدودية الأمم المتحدة على منحنا دولة وإن منحتنا إياها فستكون دولة تحت الاحتلال ، وانكشفت محدودية قدرة روسيا والصين والدول الأوروبية على الحلول محل واشنطن لاستلام زمام التسوية السياسية ، وانكشفت المواقف العربية والإسلامية ومحدودية ما يمكن تقديمه للفلسطينيين .
فماذا نحن فاعلون ؟
سياسة الهروب إلى الأمام لن تجدي . أن يهرب الرئيس أبو مازن نحو مزيد من فلسفة السلام أكثر من حمائم السلام نفسها لدرجة مطالبته بتحريم الأسلحة التقليدية وليس النووية فقط ،وهو ما يتجاوز رؤية الأمم المتحدة نفسها للسلام والتي تُقر أن من حق الشعوب الدفاع عن نفسها ، هذه السياسة للرئيس لن تجدي مع دولة مثل إسرائيل وفي ظل عالم تحكمه السياسة الواقعية وتحشد فيه الدول جيوشها وتشتبك عديد من الدول في حروب وصراعات محلية وإقليمية ودولية . هذه السياسة لن تغير واقعا ولن تنجح في التغطية على الفشل .
وسياسة الهروب للإمام التي تمارسها حركة حماس وفصائل المقاومة كما تعبر عنها تصريحات بعض قادتها من خلال خطاب متشدد يطالب بالقضاء على إسرائيل ويُبشر بقرب تحرير فلسطين ويُعلي من شأن سلاح المقاومة ، مع استمرار المراهنة على حلفاء خارجيين ، هذه السياسة أيضا لن تجدي نفعا وستمنح إسرائيل الذرائع لتحميل الفلسطينيين مسؤولية رفض السلام ولتواصل حصارها لقطاع غزة . هذه السياسة الهروبية لن تنجح أيضا في التغطية على فشل سياسة حركة حماس في كيفية تدبير وإدارة نهج المقاومة وفي إدارة قطاع غزة .
لأن الفشل لم يكن فشلا مطلقا بل هناك ما تم تحقيقه عند الطرفين ، ولأن التمسك بخيار السلام لم يكن خطأ بحد ذاته ،كما أن التمسك بمبدأ مقاومة الاحتلال لم يكن خطأ بحد ذاته ، بل الخطأ كان في غياب استراتيجية وطنية عقلانية تمزج ما بين الخطابين في سياق نهج عقلاني وواقعي متصالح ومتساوق مع الشرعية الدولية ، كما كان الخلل في الانقسام الذي منح كل طرف حيزا جغرافيا يمارس فيه سياساته في ظل سياسة محاور عربية عززت هذه الثنائية ليس من منطلق الإيمان بنهج السلام الذي تتبناه السلطة وحركة فتح أو نهج المقاومة الذي تتبناه حركة حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة ، بل خدمة لمصالح أطراف هذه المحاور ، وبعضها كانت مصالحه تلتقي مع مصالح إسرائيل .
ولأن قضيتنا الوطنية عادلة ولأن هناك ما تم تحقيقه وعطاء شعبنا لا ينضب فما زال في الإمكان وضع استراتيجية وطنية تُنزل الطرفين من فوق الشجرة وتوفق وتمزج بعقلانية وواقعية ما بين غصن زيتون أبو مازن والحق في المقاومة على أرضية الممكن فلسطينيا ؟.
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل في حالة حرب مفتوحة بدون فضائح نتنياهو
- المشكلة لا تكمن فقط في الآلية الدولية ورعايتها
- خروج حروب غزة عن سياق حروب التحرر الوطني
- المثقفون بين الواجب والممكن
- القيادة الفلسطينية ولعبة الانتظار ، إلى متى ؟
- الحريات السياسية والإعلامية ليست حقا مطلقا
- حرب معممة على فلسطين الدولة والشعب
- التباس مفهوم الأنا والآخر في ظل فوضى الربيع العربي
- خطاب الرئيس وقرارات المركزي والدوران في حلقة مفرغة
- المجلس المركزي الفلسطيني ليس (مربط الفرس)
- ماذا تنتظرون سيادة الرئيس أبو مازن ؟
- أكذوبة المنح والمساعدات الخارجية
- في ذكراها 53 : الثورة الفلسطينية والشرعية الدولية
- فلسطين 2017 : فشل في المراهنات وانقلاب في المواقف
- لعبة الأمم في هيئة الأمم
- الهروب نحو الأمم المتحدة ليس حلا
- الرد الفلسطيني على مستجدات السياسة الأمريكية
- انقلاب في سياسة واشنطن وليس مجرد قرار رئيس
- نقل السفارة الامريكية إلى القدس :الخلفيات والتداعيات
- طبِّعوا إن شئتم ،ولكن ليس على حساب الحق الفلسطيني


المزيد.....




- -لا صحة لما يقال عن خضوعها للعزل-.. أحدث تطورات صحة أنغام
- فيديو صادم.. شاحنة تقتحم ملعب كرة قدم أثناء تمرين الأطفال وت ...
- حماس ترد على تصريحات نتنياهو حول خطة احتلال مدينة غزة
- ما هي -القبة الحرارية- التي تقف وراء هذه الموجة شديدة الحرار ...
- زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب غرب تركيا ويهز إسطنبول وإزمير دون ...
- تركيا: زلزال بقوة 6,1 درجات يضرب غرب البلاد
- مصر تقترب من الانضمام لمشروع تطوير المقاتلة الشبحية التركية ...
- دليلك الشامل لاحتياجات المولود قبل الولادة
- خبير عسكري: مهمة مستحيلة لدخول إسرائيل معاقل حماس بغزة
- أصالة تعلن عن موعد قريب للقاء جمهورها في بيروت برسالة مؤثرة ...


المزيد.....

- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - الرهان على الذات الوطنية بعد فشل الرهان على الخارج