أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - خطاب الرئيس وقرارات المركزي والدوران في حلقة مفرغة














المزيد.....

خطاب الرئيس وقرارات المركزي والدوران في حلقة مفرغة


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5759 - 2018 / 1 / 16 - 17:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


خطاب الرئيس أبو مازن في الجلسة الافتتاحية للمجلس المركزي مساء الرابع عشر من يناير الجاري خرجت عن سياق خطابات رؤساء الدول وكانت أقرب لمحاضرة سياسية تاريخية لمفكر قومي عربي ووطني فلسطيني في تاريخ الصراع في المنطقة ، حيث استعرض تاريخ التآمر على المنطقة والتحالف الاستعماري اليهودي على المنطقة منذ الحرب الأهلية في بريطانيا (1642 - 1689) ما بين كرومويل وآل ستيوارت مرورا بالحملة الفرنسية على الشرق ((1798-1801 ووعد بلفور 1917 وانتهاء بترامب وقراراته .
إذا ما تجاوزنا أن هذا السرد التاريخي ليس مكانه اجتماع قيادي في مرحلة مصيرية لبحث ما يمكن عمله للرد على أحداث آنية تهدد المشروع الوطني برمته ، إلا أن في الخطاب مراجعة نقدية واعتراف بفشل مراهنات وتصعيد في اللهجة تجاه كل الأطراف وخصوصا تجاه الإدارة الأمريكية وبعض الأطراف العربية ، وكأن الرئيس يريد أن يقول أللهم أني قد بلغت ، الأمر الذي يطرح تساؤلات عما إن كان الرئيس قد قرر اعتزال العمل السياسي الرسمي ؟ .
خطاب الرئيس أثار قلقا وتخوفات أكثر مما أعطى اجابات حيث ترك الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات ولم يضع خطة طريق للخروج من المأزق ، وأن يقول بأنه يترك الأمر للمجتمعين لاتخاذ ما يرونه من قرارات لا يكفي لأن كل شيء في النهاية بيد الرئيس وعندما تغيب الرؤية المستقبلية الواضحة أو خطة للطريق عند الرئيس لا يمكن التعويل على المجلس المركزي أو أية جهة أخرى لوضع خارطة طريق أو استراتيجية للمستقبل .
خطاب الرئيس كما هو الحال بقرارات المجلس المركزي وإن اتسما بالتوازن والاعتدال والوضوح في رفض سياسات ترامب وخصوصا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ورفض صفقة القرن ورفض الخضوع للابتزاز المالي من واشنطن أو غيرها ، إلا أنهما اتسما بالغموض واللبس وغياب الحسم في القضايا الرئيسية : مصير السلطة الفلسطينية ما بين الحل وتغيير الوظيفة وكيف تكون السلطة منجزا وطنيا وفي نفس الوقت يقول الرئيس بأنها أصبحت سلطة بدون سلطة وأنها ساعدت إسرائيل بأن يكون احتلالها مريحا وغير مكلف ، تجسيد قيام الدولة عمليا وماذا بعد الاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال ؟ ، مستقبل التسوية السياسية وهل ستستمر الأمور على حالها من حالة ألا سلم وألا حرب ،أو ألا دولة وألا ثورة ؟ ، استمرار المراهنة على الأمم المتحدة وخصوصا أن الرئيس يعترف بعدم تنفيذ أي من القرارات التي صدرت عنها منذ 1947 ، اعتراف المنظمة بإسرائيل وهل تعليق الاعتراف يكفي ومعنى التعليق ومتى سينفَذ ؟، المصالحة الوطنية ومعنى قول الرئيس بأنها موش ماشيه وغير متوقفة ؟! ، معنى المقاومة الشعبية السلمية وكيفية ممارستها وما مرجعيتها ؟ .
إن كان من خلل في خطاب الرئيس وفي المجلس المركزي فهو لا يعود لهما بالتحديد بل للحالة الفلسطينية برمتها وللنخب السياسية في كل مواقعها ، ذلك أن حالة الانقسام الداخلي تجعل الحالة الفلسطينية تدور في حلقة مفرغة ، ومرحلة ما بعد المجلس قد تشهد مزيدا من المناكفات السياسية الداخلية حول تطبيق قرارات المجلس المركزي .
سيكون من نافلة القول بأن تل أبيب وواشنطن تتحملان المسؤولية الأكبر عن إفشال مشاريع التسوية السياسية لمشكلة الشرق الأوسط وعن لانقسام الذي باعد ما بين الضفة وغزة ، وعن حصار غزة ، ،فهذا الإفشال هو ما مكَّن إسرائيل من الاستمرار في مشاريعها الاستيطانية والتهويدية في الضفة والقدس وسهل المأمورية على الرئيس الأمريكي ترامب لأن يتخذ قراره الأخير بشان القدس .
ومن نافلة القول أيضا بمسؤولية التخاذل بل والتواطؤ العربي تاريخيا وراهنا حيث خوفنا اليوم من التآمر العربي الرسمي لا يقل عن خوفنا من واشنطن ومخططاتها حيث صفقة القرن لن تمر إلا بموافقة ومشاركة لبعض الدول العربية .
لكن استمرار التأكيد على ما بات معروفا لا يكفي لوحده ولا يَصلُح كأساس لإستراتيجية وطنية لتغيير الواقع القائم ، كما لا يَصلُح كأساس لخطاب سياسي نخاطب به العالم نضع أنفسنا فيه موقع المظلومية ، ذلك أن العالم يُدرك حقيقة إسرائيل كدولة استعمارية وحقيقة السياسة الأمريكية في المنطقة ، ولكنه ينظر وينتظر ويتساءل أين الفلسطينيون وكيف يتصرفون دفاعا عن قضيتهم العادلة ؟.
نعم إسرائيل دولة استعمارية إرهابية ،ولكن ماذا بالنسبة للطرف الثاني من المعادلة أو الصراع ونقصد هنا الطرف الفلسطيني وتحديدا النخب السياسية في السلطة والمعارضة ؟ ألا توجد مسؤولية عليهم ليس لأنهم لم يهزموا إسرائيل عسكريا فهذا أمر يتجاوز قدراتهم الذاتية الراهنة ، ولكن مسؤوليتهم عن حالة الإرباك والتردد في اتخاذ قرارات حاسمة في كل القضايا وانتهاج سياسة الانتظار والهروب نحو الشعارات وتكرار الحديث عن التمسك وعدم التنازل عن الثوابت والمرجعيات .



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس المركزي الفلسطيني ليس (مربط الفرس)
- ماذا تنتظرون سيادة الرئيس أبو مازن ؟
- أكذوبة المنح والمساعدات الخارجية
- في ذكراها 53 : الثورة الفلسطينية والشرعية الدولية
- فلسطين 2017 : فشل في المراهنات وانقلاب في المواقف
- لعبة الأمم في هيئة الأمم
- الهروب نحو الأمم المتحدة ليس حلا
- الرد الفلسطيني على مستجدات السياسة الأمريكية
- انقلاب في سياسة واشنطن وليس مجرد قرار رئيس
- نقل السفارة الامريكية إلى القدس :الخلفيات والتداعيات
- طبِّعوا إن شئتم ،ولكن ليس على حساب الحق الفلسطيني
- إرهاب الصغار للتغطية على إرهاب الكبار
- إشكالية الديني والسياسي والبحث عن مرجعية ناظمة
- المال السياسي كبديل عن إرادة الشعب : لبنان واستقالة الحريري ...
- الرئيس الذي توزع دمه بين القبائل
- الصفقة الكبرى بين التهويل والتهوين
- إشكالية الموضوعية في البحث والتحليل السياسي
- وعد بلفور :افتئات على التاريخ وانتهاك للحقوق
- السياسة بين الواقعية والمثالية
- الإرهاب في سيناء : معادلة مختلفة


المزيد.....




- الجيش الأمريكي يكشف بفيديو عن CCA.. ماذا نعلم عنها؟
- شاهد كيف أثرت رسوم ترامب الجمركية على أسعار السيارات في أمري ...
- تقارير: ترامب يلجأ لطائرة قطرية فاخرة حتى تكون مقره الجوي ال ...
- واشنطن توافق مبدئيًا على بيع الرياض شحنة أسلحة بقيمة 3.5 ملي ...
- هجرة الأطباء من مصر، مكسب مادي أم هرب من ظروف عمل قاسية؟
- انطلاق المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية في لبنان.. عون ل ...
- صحيفة: كييف قد تعاود العدوان حال عدم اعتراف الغرب بانضمام ال ...
- وكالة: وزير الدفاع الهندي قد لا يشارك باحتفالات عيد النصر في ...
- تصويت في ولاية تكساس لإنشاء مدينة جديدة خطط لها ماسك رغم تحذ ...
- بريطانيا: الشرطة توقف خمسة أشخاص بينهم أربعة إيرانيين للاشتب ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - خطاب الرئيس وقرارات المركزي والدوران في حلقة مفرغة