أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - حتى لا تتحول منظمة التحرير لحزب السلطة














المزيد.....

حتى لا تتحول منظمة التحرير لحزب السلطة


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 29 - 13:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ دعوة الرئيس أبو مازن لعقد دورة للمجلس الوطني نهاية أبريل الجاري والخلافات تزداد احتقانا ما بين المؤيدين والمعارضين للدعوة وبما لا يتناسب مع خطورة الأحداث التي لا تهدد طرفا فلسطينيا بعينه بل تهدد القضية الوطنية برمتها وخصوصا أن صفقة القرن تجاوزت مرحلة الإعداد إلى التنفيذ الفعلي برضى البعض و عجز آخرين من فلسطينيين وعرب .
الغياب المؤكد لحركتي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وعشرات الأعضاء السابقين في المجلس ، مع موقف ملتبس ومتردد حتى الآن لفصائل أخرى يشجع البعض على إثارة تساؤلات حول الصفة التمثيلية للمجلس إن غابت كل هذه القوى ، وما الأهداف الحقيقية من وراء عقد هذه الدورة ؟ وكيف ستسير الأمور بعد هذه الدورة ؟.
إن كنا قد عبرنا عن تأييدنا لعقد المجلس الوطني في الموعد المحدد فذلك حتى يتم استعادة المنظمة لمكانتها وهيبتها وصفتها التحررية الجامعة للكل الوطني ، منظمة تحرير متحررة من استحقاقات أوسلو وافرازاته من أشخاص ووقائع على الأرض ، إن لم يحدث ذلك فستتحول منظمة التحرير لحزب السلطة .
إن جاءت مخرجات المجلس الوطني بما يريده الشعب وبما يتناسب مع خطورة المرحلة فذلك سيخفف من حالة الرفض والغضب عند الفصائل المقاطِعة وسيجسر الفجوة بين الطرفين مما يمهد لدورة توحيدية ، أما إن أدت مخرجات المجلس لمجرد تمديد العمر الوظيفي للبعض واستيعاب شخصيات جديدة من نخبة السلطة ،وغياب رؤية لإنهاء الانقسام ، وتدجين الحالة الوطنية مع استحقاقات تسوية الأمر الواقع ... فهذا سيطرح تساؤلات كبيرة حول مستقبل منظمة التحرير وصفتها التمثيلية .
واهمة حركة فتح إن اعتقدت أنها قادرة على مصادرة واحتجاز الوطنية الفلسطينية لمجرد أنها صاحبة الرصاصة الأولى وعلى رأس السلطة أو تجمع بيدها كل الرئاسات أو لأنها تمسك بمفتاح المال والمساعدات التي يعتاش عليها غالبية الشعب الفلسطيني . وواهمة حركة حماس إن اعتقدت أنها تستطيع تجاوز الوطنية الفلسطينية وإلغاء وجودنا الوطني باسم الدين لأن الدين ملك الجميع وليس ملكية حزبية ، أو تنصب نفسها ممثلا عن الشعب الفلسطيني على مرجعية فوزها في انتخابات يناير 2006 ،ذلك أن انتخابات المرة الواحدة لا تؤسس شرعية أبدية .
خطاب الشرعية حيث كل طرف يدعي إنه يمثل الشرعية أصبح ممجوجا ومبتذلا ، فعن أية شرعية يتحدثون بينما القضية تضيع والشعب مُغيب عن القرار وكأن الأحزاب وحدها تملك الشرعية والشعب جموع من اللقطاء لا شرعية لهم ولا رأي !! ..شرعية أي حزب لا تُستمد من طول وجوده في السلطة فالتاريخ لا يمنح شرعية لحزب ، كما لا تُستمد الشرعية من احتكار جماعة ما للخطاب الديني أو خطاب المقاومة , الشعب والوطن سابقان على الأحزاب وهما الثابت ، أما الأحزاب فحالات سياسية عابرة تستمد شرعية وجودها بمقدار ما تُنجز لصالح الشعب والوطن والمشروع الوطني ، والمشروع الوطني يقوم على مرتكزات العودة والمقاومة والوحدة الوطنية .
من العبث وألا وطنية التفكير بغير وحدانية التمثيل الفلسطيني ، والممكن الوحيد في هذا السياق هو منظمة التحرير الفلسطينية الواحدة التي تستوعب الجميع وتشكل توافقا على برنامج سياسي مشترك وخصوصا بعد فشل رهانات كلا طرفي المعادلة على اشتقاق مسارات بديلة عن منظمة التحرير ، أما التلويح بمنظمة تحرير بديلة أو كيان مواز في ظل حالة الانقسام القائمة فهذا أمر خطير كما ليس من السهل تحققه .
الطرفان يوظفان الحديث عن بديل أو كيان مواز كفزاعة ونوع من المناكفة السياسية ، حركة فتح تهدف للتشكيك بالطرف الثاني وإنه يهدد وحدة الشعب وبهذا تبرر هيمنتها على منظمة التحرير ومن خلالها على السلطة ، و حركة حماس توظف ورقة البديل كورقة ضغط ومناكفة سياسية ولتبرير بقائها خارج المنظمة ، مع إنها في مرحلة سابقة كانت تراهن على الحلول محل المنظمة أو السيطرة عليها .
تشكيل كيان سياسي بديل أو موازي للمنظمة الآن ليس بالأمر السهل بالإضافة إلى خطورته على القضية الوطنية . قد تمثل القوى المعارضة لنهج السلطة والمرشحة لتشكيل بديل أو كيان مواز للمنظمة – حماس والجهاد والشعبية والقيادة العامة وفصائل أخرى وجماعة دحلان وشخصيات مستقلة عديدة - نسبة عددية مهمة وقد تكون محقة في بعض مواقفها وانتقاداتها ، ولكن العدد ليس مهما لوحدة في حالة غياب البرنامج السياسي المشترك وغياب الصفة التمثيلية للكل الفلسطيني ، كما من المتوقع أن يكون مقر هذا الكيان في غزة مقابل المنظمة في الضفة مما يُكمل حلقات الانقسام .
هذه القوى من أحزاب وشخصيات إن كان يجمعها الموقف المعارض لنهج الرئيس أبو مازن والسلطة ولعقد المجلس دون توافق وطني شامل ، إلا أن أمور كثيرة تُباعد بينها وتجعل من شبه المستحيل أن تقدر على تشكيل كيان سياسي ببرنامج مشترك . ومن جهة اخرى فإن أي كيان جديد ستكون حركة حماس عموده الفقري وقائدته كما هو الشأن بالنسبة لقيادة حركة فتح لمنظمة التحرير الفلسطينية ،فهل ستقبل حركة الجهاد الإسلامي بقيادة حركة حماس للكيان الجديد ؟ وهل ستقبل الجبهة الشعبية بمنظمة أو كيان جديد تقوده حركة حماس ؟ الخ . هذا بالإضافة إلى تساؤلات أخرى مثل : كيف لهذا الكيان الجديد أن يمثل الشعب الفلسطيني دون أن تعترف به الدول العربية والإسلامية والأجنبية والمنظمات الدولية والإقليمية ؟.
هذا القول لا يشكك بوطنية أو حق حركة حماس أو أي حزب آخر بقيادة منظمة التحرير ،فهذه الأخيرة ليست حكرا على أحد أو إرثا يورث ،وكل من يحمل الراية الوطنية من حقه الدخول في منظمة التحرير وقيادتها عبر الانتخابات أو التوافق الوطني ، كما أن تمسكنا بمنظمة التحرير لا يمنع من قيام تجمعات ولقاءات شعبية بل ومسيرات ومظاهرات في كل المناطق لتشكيل حالة ضاغطة على الطبقة السياسية التي تصادر الحالة الوطنية برمتها ولتجديد الحالة الوطنية على أسس وطنية تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الموضوعية الدولية والإقليمية والمتغيرات الذاتية الفلسطينية .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية القدس واستشكالات الديني والسياسي في فلسطين
- المجلس الوطني : إما التحرر من نهج أوسلو أو يفقد شرعيته
- على أية منظمة تحرير يتحدثون ويتصارعون ؟
- يدمرون سوريا ويتباكون على شعبها
- حتى لا تصبح (الدولة الوطنية) حالة افتراضية
- المال والسياسة في فلسطين
- صفقة القرن : تنفيذ من طرف واحد وليس تأجيل
- تدهور الوضع الأمني في غزة وصفقة القرن
- ما وراء دعوة واشنطن لمؤتمر لبحث الوضع الإنساني في غزة
- التضليل في التصريحات الرسمية حول المصالحة الفلسطينية
- الرهان على الذات الوطنية بعد فشل الرهان على الخارج
- إسرائيل في حالة حرب مفتوحة بدون فضائح نتنياهو
- المشكلة لا تكمن فقط في الآلية الدولية ورعايتها
- خروج حروب غزة عن سياق حروب التحرر الوطني
- المثقفون بين الواجب والممكن
- القيادة الفلسطينية ولعبة الانتظار ، إلى متى ؟
- الحريات السياسية والإعلامية ليست حقا مطلقا
- حرب معممة على فلسطين الدولة والشعب
- التباس مفهوم الأنا والآخر في ظل فوضى الربيع العربي
- خطاب الرئيس وقرارات المركزي والدوران في حلقة مفرغة


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - حتى لا تتحول منظمة التحرير لحزب السلطة