أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد محمد عبدالله - ثورة الحقوق تنتصر














المزيد.....

ثورة الحقوق تنتصر


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 5894 - 2018 / 6 / 5 - 06:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المملكة الأردنية: حراك الشعب وموقف الملك ورحيل الملقي.

إنتصرت ثورة الشعب الأردني، ثورة الحقوق ضد السياسات الإقتصادية الخانقة التي إتخذتها حكومة السيد الملقي رئيس الوزراء لسد فجوة إقتصادية تعاني منها المملكة الأردنية لسنوات عديدة، هذا مع توسع دوائر الفساد المالي والإداري وتراكم الديون الخارجية التي أثقل بها عقل المواطن، وبعد حراك إحتجاجي سلمي وحضاري ومنظم قادته نقابات الأردن المهنية بمساندة التنظيمات السياسية بشكل تصاعدي منتظم لمناهضة مشروع قانون الضريبة ورفع أسعار السلع الإستهلاكية من قبل الحكومة تمكن الشعب الأردني وقواه الحية من إنتزاع حقوقهم السياسية والمدنية والمعيشية بثورة رائعة وكاسحة تعبر عن وعي الجماهير ووطنية قادة القوى النقابية والسياسية.

فمع ثورة الشعب الأردني المطالب بحقه في الحياة الكريمة شاهدنا ردة فعل مسؤلة ومهنية ومحترمة من قبل الشرطة الأردنية حيال الثورة والثوار، فقد نجحت الثورة والشرطة تقف لحمايتها وحماية مؤسسات الدولة، ومثل هذا التعامل المهني والحكيم قل ما نجده في عالم اليوم، وهذه الثورة يجب أن تكون درس لأنظمة وشعوب العالم أجمع.

وقد جاء موقف الملك الأردني العزيز عبدالله الثاني متضامنا ومناصرا لحراك ومطالب شعبه الثائر من أجل حقوقه ومستقبل وطنه، وهو موقف قيادي ومسؤل وحكيم أعطى الثورة بريق وكشف معدن الملك عبدالله الأصيل، فقد أعلن الملك عبدالله إنحيازه التام للشعب الذي ثار تطلعا لتحسين وضعه الإقتصادي والمشاركة في بناء مستقبل بلاده بشكل يليق به، ودفع الملك عبدالله بمبادرة حوار شفيف ونزيه حول مشروع قانون الضرائب وتحسين الوضع المعيشي، ومع تزايد الإحتجاج وتمترس حكومة السيد الملقي رئيس وزراء الأردن في موقفها المرفوض من قبل الجماهير الأردنية، كانت قرارات الملك التي أقال بموجبها الحكومة خطوة عملية ناجحة للإصلاح السياسي والإقتصادي، وكانت إشادة الملك بسلوك شعبه الحضاري في التعبيير عن رأيه تجاه قضاياه بمثابة دعم معنوي يستحق الإشادة والإحتفاء والتخليد علي صفحات التاريخ كدرس ديمقراطي ووطني.

تحية الثورة والإنتصار للشعب الأردني العظيم مقرونة بأطيب أمنيات تطور وإزدهار الأردن، والتحية لفخامة الملك عبدالله علي موقفه الوطني الذي سطره بقلم النور ليشهد التاريخ له بذلك، فالشعوب العظيمة والقادة العظماء هم الذين يرصون صفوفهم بصلابة ويمشون معا علي خط التغيير لتحقيق نهضة وتقدم بلدانهم، وأسعدنا اليوم مشاهدة هذا النموذج الرائع في الأردن بخروج الشعب المحتج وإستجابة وتشجيع وحماية الملك عبدالله وتعامل الشرطة بحكمة، هذه الثورة تعيد إلينا نفحات ورياحين ثورات السودانيين السلمية في العهد الحديث والتي أسقطت أنظمة الجنرالين إبراهيم عبود وجعفر نميري، ورغم أنها لم تصل إلي غاياتها المنشودة في ترسيخ الديمقراطية وإستباب السلام والأمن والإستقرار وبناء أنظمة سياسية وإقتصادية تصلح حال المجتمع السوداني إلا انها كانت تجارب فريدة تشكل إرث وتاريخ يمكن الإستفادة منها بالنسبة للسودانيين والشعوب الآخرى، وتجربة الثورات السودانية السلمية الحديثة كانت لها ثأثيرها علي الشعوب الأفريقية والعربية، ولكن المحيط العربي والإفريقي فارق هذه التجارب الثورية الحضارية لسنوات طويلة خلت، ولم تتكرر هذه التجربة إلا في الأردن الحبيب، وقد بعثت الآمال من عمان كشفق المساء إلي كافة الشعوب.

ثورات التغيير ضرورة كونية تفرضها وقائع الحياة البشرية وتفرزها المعطيات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وهي عملية إنتقال المجتمع من وضع لأخر بأقراض وأهداف تصحيحية وإصلاحية تقود إلي التجديد للتطور، وقمع رغبة المجتمع في التغيير والتحرر والمشاركة في الحكم لإدارة شؤن البلد يعني ذلك إختيار القامع سلوك مسار دكتاتوري يمنع الأخر من حقه السياسي والمدني والوطني وهو ما أفسد الكثير من الثورات الشعبية السلمية وأجهض فرص تطور شعوب وبلدان عديدة، لذا نحن نشجع الشعوب والأنظمة الحاكمة علي سلوك مسالك الديمقراطية والإنسحاب من ساحة التشبث بالرأي الواحد إلي ساحة القبول بالرأي والرأي الآخر وإنسجام الأنظمة مع الشعوب للتقدم إلي الأمام كما حدث وشاهدناه يتحقق في ثورة الأردن.


سعد محمد عبدالله
الثلاثاء 5 يونيو 2018م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرق الفكرة
- إعتقال الرفيق القائد كوكو إدريس
- فكرة الثورة وشيزوفرينيا الثائر الإنتهازي إبراهيم خاطر
- الإنسان والحياة الكونية
- إجتماعات قوى نداء السودان
- رسالة تضامن مع الصديق بسام رياض
- عفوا سيدي الحجاج - أزهري رحيق زهور الحرية والسلام والديمقراط ...
- جدليات الإنتخابات وخيارات الثورة - رأي شخصي
- الذكرى الخامسة والثلاثون لميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودا ...
- قضية نورة حسين إختبار جديد للقانون والقضاء السوداني والعالم ...
- رسائل إلي مجموعة طلاب حركة البان أفركانز في السودان
- صراع تيارات النظام علي منضدة البرلمان الإنقاذي
- خلع وزير الخارجية إبراهيم غندور بقرار جمهوري
- قصيدة - كنا معا
- د. يوسف الكودة والإنزواء السياسي والفكري
- لقاء في الذاكرة
- سفيرة النوايا الحسنة الصحفية أية زيدان
- نداء السودان
- نعي المناضلة ماريلي فرانكو
- حوار بين الإسلاميين والعلمانيين


المزيد.....




- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار. ...
- ترامب يعلن عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ما التفاص ...
- سوريا: تفجير انتحاري يودي بحياة 23 شخصًا على الأقل في كنيسة ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على -وقف تام لإطلاق النار-
- لماذا يعارض مهندس -أميركا أولا- الحرب على إيران؟
- ترامب يعلن وقفا تاما وشاملا للحرب بين إسرائيل وإيران
- ترامب يشيد بأمير قطر ويعلق على الهجوم الإيراني
- الدوحة تؤكد استقرار الأوضاع وواشنطن تعلن إعادة فتح سفارتها ف ...
- ماذا نعرف عن قاعدة -العديد- الأميركية في قطر؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد محمد عبدالله - ثورة الحقوق تنتصر