أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - الإنسان والحياة الكونية














المزيد.....

الإنسان والحياة الكونية


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 5888 - 2018 / 5 / 30 - 01:43
المحور: حقوق الانسان
    



وجد الإنسان في هذا الكوكب "الكون" ليكون حرا الإرادة فيما يختاره لنفسه، وليكون حضارة إنسانية تطور العالم الذي يعيش فيه، وهذه الحضارة تقوم علي علم العقل وقيم الأخلاق والإنسانية، والعقل البشري إكتسب المعرفة منذ عهود قديمة من خلال تجاربه النظرية والتطبيقية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تحديد سقف وأفق للفكر الإنساني لأن العقل بوصلة توجه الإنسان لإختيار أهدافه بحرية وشكل الحياة التي يريد أن يعيشها، وفي كل تجربة يخوضها الإنسان في حياته يختبر أفكاره النظرية عندما يحاول تطبيقها علي أرض الواقع، فهو يمر بمراحل مختلفة وتواجه تجاربه الكثير من النجاحات والإخفاقات، ولكنه رغم الصعاب التي يواجهها يظل في موضع الإستعداد لضخ المزيد من الأفكار التي من شأنها تحسين حياته لتتحول من الأسوء إلي الأفضل، والناس في عالمنا اليوم، وفي دولة السودان، تجد طيف واسع من المجتمع يكافح ويكابد بمشقة لتوفير معينات حياته المعيشية، وتجدهم في المصانع والمزارع والأسواق وفي المرافق العامة وآخرون من الطلاب يسعون لتحصيل العلم في المدارس والجامعات، وكل هؤلاء يدفعون ما بوسعهم من أثمان في سبيل البحث عن حياة أفضل لهم وللأجيال القادمة من بعدهم، والإنسان قد إكتشف العديد من الأنظمة لإدارة حياته والعالم الذي هو فيه وهذا من إنتاج العقل الإنساني المتحرر الساعي وراء التطور وهو مضاف إلي تاريخ الحضارات البشرية الهائلة في إعمار الكون وتحسين الحياة، لكن علي صعيد الصعود والهبوط تمايزة الأنظمة وتباينة الأفكار والأراء بين الدعوة إلي تطوير التجارب وإصلاح الأوطان والعالم وتقزيم وهدم التطور والأوطان والعالم، فخرج الهدامون والمخربون من بين الناس وصعودوا إلي قمم الحكم بوسائل مناقضة لإرادة الشعوب وتحكموا في السلطة والثروة وصادروا مصادر العلم والمعرفة وحكموا علي العقل بالحبس، هذه الفئات الظالمة وضعت سياسات للسيطرة علي المجتمع وتجفيف منابع إبداعه وفصله عن التطور الكوني، وكانت النتيجة تدهور حياة الإنسان وتراجع إنتاجه الفكري والصناعي والزراعي والإعماري وبلوغه أقصى درجات الفقر والجهل والإحباط، ولن تخرج الشعوب المقهورة من هذه الدائرة المظلمة إلا بثورة شعبية وسياسية تسقط تلك الأنظمة وتعيد ترميم الحياة بمنهج جديد.

الإنسان السوداني علي مدار التاريخ سجل نجاحات متعددة لا تحصيها الأيدي ولا تطالها الأبصار، ومنذ عهود الممالك القديمة كان سكان السودان في بحث متواصل عن العلوم والمعارف وطرائق الإرتقاء بالحياة وبناء أنظمة تصلح الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وكانت لتلك الممالك تجارب ممتازة في العلاقات الخارجية خاصة وأن السودان من حيث الجغرافيا جسر ممتد يربط القارة الإفريقية بالشرق الأسط، والمجتعمات السودانية نفسها تمثل جسور لثقافات وأعراق وأفكار متنوعة ومتعددة ذات جزور مختلفة، والسودانيين علي إمتداد التاريخ سجلوا سطور ذهبية لامعة من الكفاح لأجل التغيير والتحرر وبناء دولة مواطنة وديمقراطية وسلام عادل، وكانت ثوراتهم لتحسين الحياة وبلوغ حرية الفكر والرأي مسيرة ممتدة منذ المهدية ضد الحكم التركي المصري وحتى الإستغلال من الحكم الإنجليزي المصري والثورات ضد الأنظمة البوليسية الدكتاتورية من ضمنها النظام الإنقاذي الحالي، كلها كانت ثورات تحرر وطني وبحث عن وطن حر ديمقراطي يكفل حق الحياة لسكانه ويحترم فيه إنسانية الإنسان ورأي العقل والضمير الحر.

السلطة الإنقاذية الإسلاموعسكرية المسيطرة علي موارد وحياة الشعب السوداني سعت لفصل الإنسان عن عالمه، وعملت بكل قوة لحبس العقول في إطار منهج أوحادي مفلس تحت عنوان "المشروع الحضاري الإسلاموي" وهو مشروع يحاصر العقل ويمنعه عن طرح الأسئلة الموضوعية والواقعية عن الحياة وحقوقه الإنسانية الطبيعية (السياسية والمدنية) ويضع قيود علي حرية الفكر والرأي وبل يحجب المنابر التي تدعوا إلي الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية وتعلمن التعليم وسائر أجهزة الدولة لمواكبة التطور العالمي، ومع مرور السنوات تحول النظام إلي آلة قمع وبطش وفساد هدفه الأول والأخير كامن في الهيمنة الكاملة علي مؤسسات الدولة ونهب مواردها وتكويرها في دوائر الفساد وإستخدامها في الحرب علي المجتمع ومصادرة حقوق الفقراء المهمشين، وما زال الشعب السوداني يعمل بكل جهد وتفاني لإصلاح حياته وبلاده والصعود علي سلم التطور رغم ما يعانيه من ضيق سياسي وإقتصادي.

أثبت النظام طوال السنوات الفائتة وإلي الآن معاداته لكل أشكال وأنواع التنوير والتغيير والتطور، وهو بذلك يعادي الأهداف السامية للعالم الإنساني الديمقراطي ويهدد وجود الإنسان بالنظر إلي الحروب الدامية التي بفتعلها لتثبيت أركان حكمه وسياسات الإفقار والتجويع التي تضمنتها ميزانيته للعام 2018م وبسببها إستطالة صفوف المواطنيين أمام المخابز والمتاجر ومحطاط الوقود، ولتطبيق سياساته القمعية فتح النظام أبواب السجون لزج كل المعارضيين السياسيين والمدافعيين عن حقوق الإنسان فيها حال إعتراضهم علي تلك الممارسات السيئة، وكيما يتخلص السودانيين من سلبيات النظام الإنقاذي وهو سليل أنظمة السودان القديم الدكتاتوري والعنصري عليهم أن يوحدوا صفوفهم لإستنهاض قواهم السياسية والمدنية والشعبية ومواجهة السلطة البوليسة المفلسة وتبديلها بسلطة ديمقراطية وعلمانية حرة تقوم بوضع أسس جديدة لإجراء عملية العلاج والإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي ونظام الحكم وفق دستور يختاره الشعب بحرية كاملة، والطريق إلي دولة الحرية والعدالة والسلام والمواطنة والديمقراطية طريق طويل ووعر وشاق لكن لا بد من السير عليه من أجل سودان جديد حر وديمقراطي ومجتمع إنساني متطور يساحم في تحقيق سلام وأمن وتقدم وطنه والعالم أجمع.


سعد محمد عبدالله
29 مايو - 2018م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجتماعات قوى نداء السودان
- رسالة تضامن مع الصديق بسام رياض
- عفوا سيدي الحجاج - أزهري رحيق زهور الحرية والسلام والديمقراط ...
- جدليات الإنتخابات وخيارات الثورة - رأي شخصي
- الذكرى الخامسة والثلاثون لميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودا ...
- قضية نورة حسين إختبار جديد للقانون والقضاء السوداني والعالم ...
- رسائل إلي مجموعة طلاب حركة البان أفركانز في السودان
- صراع تيارات النظام علي منضدة البرلمان الإنقاذي
- خلع وزير الخارجية إبراهيم غندور بقرار جمهوري
- قصيدة - كنا معا
- د. يوسف الكودة والإنزواء السياسي والفكري
- لقاء في الذاكرة
- سفيرة النوايا الحسنة الصحفية أية زيدان
- نداء السودان
- نعي المناضلة ماريلي فرانكو
- حوار بين الإسلاميين والعلمانيين
- المؤتمر العلماني السوداني
- عيد الحب للفرد والمجتمع
- الفكر والقلم وصراع التغيير
- تعليق علي صحافة النظام السوداني


المزيد.....




- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...
- الفيتو الأمريكي.. ورقة إسرائيل ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحد ...
- -فيتو-أمريكي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأم ...
- فيتو أمريكي يفشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأ ...
- فشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ...
- فيتو أمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - الإنسان والحياة الكونية