أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف ابراهيم - لماذا الاستغراب من فشل الفاشل !














المزيد.....

لماذا الاستغراب من فشل الفاشل !


سيف ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5893 - 2018 / 6 / 4 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن الشعوب العربية بمعظمنا شعوب قدرية عاطفية انفعالية تتساوى فيها الطبقات النخبوية مع العادية في كيفية الفهم المصلحي و التعاطي مع السلطة ، فالمثقف العربي بمجمله اما منعزل منزوي و اما خاضعا خانعا متملقا و عامة الشعب يأخذها راي و يرجعها الاخر و هي لا تعرف اين وجهتها ! فاذا كان الشعب كذلك فكيف تكون السلطة يا ترى ، حيث السلطة وليدة الشعب و الشعب وليد السلطة . ليكن العراق مثالنا السيء في هذا ، عندما يصحو الشعب على خطر الجفاف بعد دخول سد اليسو الخدمة فنهر دجلة يتداعى و لعل الفرات قريبا سيلحقه الى جنان الخلد في عليين عند رب رحيم ! ان هذا الحدث الجلل الذي ينذر بخراب و هلاك على المستوى البشري و الزراعي و الحيواني على حد سواء هل هو وليد اللحظة ؟ هل انشات تركيا هذا السد بين ليلة و ضحاها ؟ هل بنته اسرع ممن اوجد الوجود في ستة ايام ثم استوى على العرش ! اي كنا كشعب و اين كانت السلطة غافية ! المسؤولية مسؤولية الجميع شعبا و حكومة ، و ما اروع الاثنين و ما اوعاهما ! فالشعب يوما بعد اخر يثبت انه صلب الخضوع و السير خلف الصنمية ، يأبى ان يكون حرا ابيا ، بل يراهن اشد الرهان على بقاءه عبدا طيعا لسيده و ولي نعمته ذاك الممسك بالسلطة ، موجه من حيث يعلم او لا يعلم ، كثير الانتقاد و الجزع بلا فعل و بلا اثر ، سلبي لا يعرف قيمته و قدره و اهميته ، فصوته مباع بابخس الثمن و حقوقه مهدورة لانه باع للخونة الوطن . نعم فهو من شارك السارق عندما اعاده بصناديق الوهم الديمقراطية ، شاركه بالنهب عندما صفق له و لصوته وهب ، اشاع الظلام في بيته و قضى على مستقبل اولاده عندما هانت عليه كرامته و عن الظلم سكت ، اعدم الامل عندما لم يرفع صوته بوجه من ضحك عليه بإسم الدين و الوطن ! لكن لما نحمّل الشعب اكثر من طاقته و هو الذي طاقته من شدة المصائب و كثرتها قد نفذت و ما عاد قادرا على القيام بشيء من شأنه النهوص بالبلد ، من حروب الى حروب و من خراب الى خراب فحتى العقل قد تحجر و بلد ! الشعب في جنبة منه كبيرة بلا ما يسد الرمق فكيف لصوتها يعلو و عصافير الجوع اعلى من صوتها ! و اخرى لاهية بلقمة العيش التي لا تسد جوعها الا ما رحم ربي ، و الاخرى على قيد العيش ، و هناك التي تبعت غربان السلطة و اصبحت من نعاقها و هي الوحيدة من استاثرت بما يسمى حقوق الشعب و التي لم تحصل عليها لانها جزء منه و انما لتبعيتها و تملقها و هي الفئة الاقل عددا من بين الفئات الاخرى . الشعب بكل الفئات ما عدا تلك المتزلفة لو انها اجتمعت على قلب مصير واحد لاستطاعت فعل العجب العجاب و لانهت سنوات قحط الاحترام و جفاف الكرامة و عهود التجهيل و التبعية و اعادت للشعب هيبته و زهو مكانته ، و لكن هيهات ! اما فيما يخص الحكومات و تعاقبها منذ اول تشكيل لها بعد العام 2003 حتى يومنا هذا و ما يحيط به من تشاورات على مستوى ايجاد توافق لخروج حكومة 2018 ، فهي حكومات ضعيفة واهية لم تتشكل يوما على اساس وطني بل كان للخارج اليد الطولى في ايجادها ، حكومات تتغنى بأنها ذيل لدول اقليمية و عظمى ، حكومات تأبى ان تكون في سلم الاولويات خدمة شعبها . اذن لماذا نستغرب ضياع العراق في ظل هكذا سلطة ، كيف لنا ان نتوسم خيرا في القائمين على حكم العراق و هم يرون ان الوصول لها انما هو مكسبهم العظيم كي يحظوا بالامتيازات و المخصصات التي تمنحهم الحياة المترفة ! كيف لنا ان نعتقد بقدرة هؤلاء على ادارة البلد نحو الافضل و هم غير قادرين على الايمان بضرورة ذهاب الخاسر في الانتخابات نحو المعارضة كي يمارس دوره في محاسبة الحكومة و مراقبتها و تصحيح مسارها ! كيف لنا ان نتوسم فيهم خيرا و نحن نرى من يريد ان يكون جزءا من تشكيل الحكومة ينأى بنفسه عن اخذ وزارة مثل الزراعة او الموارد المائية مثلا ، لانها بلا اهمية على المستوى المادي حيث لا تعود على احزابهم بعقود و صفقات بالمليارات لذلك تعتبر هكذا وزارات من الدرجات الدنيا و التي تعطى عادة كترضية للاحزاب الاقل ثقلا ! كيف للعراق ان يسير وفق ستراتيجة حكومية ثابتة و مستقرة ان كان المستشارون للرئاسات الثلاث يتم تعيينهم على اساس التوافق و المحاصصة ، و الانكى من ذلك عادة ما يكون هؤلاء هم السياسييون المخضرمون الخاسرون في الانتخابات و اعطاءهم صفة الاستشارية انما من باب حفظ هيبتهم و مكانتهم ! كيف للشعب ان يعتقد بهم خيرا على مستوى السياسة الخارجية و طبيعة العلاقات مع الدول ، و هو يرى فشلهم الذريع على مستوى الداخل ، فمنذ اكثر من عقد و بمجموع موازنات تفوق الالف مليار دولار لم تستطع الحكومات المتعاقبة من توفير الماء الصالح للشرب و لم تستطع ضمان عدم انقطاع التيار الكهرباء و لم تنجح بتأمين السكن و فشلت في انتشال البلد من الامية و عجزت عن احتواء البطالة ! في حين ان هذا المبلغ المهول قادر على بناء دول و انتشالها من تحت العدم ! لا يجب ان نستغرب فشلهم لانهم فاشلون داخليا و خارجيا بل يجب ان نستغرب قبولنا لهم و سكوتنا عليهم ، انهم اذناب ابدا ليسوا سادة ، هم اتباع الشمال و الجنوب و الغرب و الشرق ، هم بلا ادنى كرامة لا يستحقون الحكم ، مرتزقة معظمهم من وراء الحدود اتونا ، يتوجب الثورة عليهم و الاقتصاص منهم ، فما عدنا نتحمل المرار ، فالثورة البنفسجية فاشلة في عهد العراق الحالي ، ان لم يتم التحرك للخلاص من هذه الطغمة فليعلم الجميع ان العراق في طريقه للتفكك و التفكك آت لا محالة .



#سيف_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاوضات و صراعات و تزوير
- و إنْ تعددت الآلهة !!
- الربيع العربي و الديسم الروسي !!
- الجيل الثاني من الزواج الكاثوليكي !!
- أوهل الكتاب خير جليس ؟!!


المزيد.....




- مصدر: مبعوث ترامب يزور عُمان الأحد لجولة مفاوضات رابعة مع إي ...
- -كتائب القسام- تبث مشاهد من كمين مركب استهدف القوات الإسرائي ...
- إسرائيل تتوعد بـ-الرد بقوة- على إطلاق الحوثيين صاروخا باليست ...
- خبير أمريكي: كان من المفروض مشاركة قوة أمريكية في عرض النصر ...
- الجيش الإسرائيلي يغتال قائد كتيبة جنين نور البيطاوي ومرافقه ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل مباحثات السيسي وبوتين في موسكو
- بذكرى النصر على النازية.. البطولات تتحدث
- بوتين يشكر السيسي بالعربية
- شاهد.. مسيرة أوكرانية تهاجم مبنى حكومة مقاطعة بيلغورود
- كيف استفاد العرب من النصر على النازية؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف ابراهيم - لماذا الاستغراب من فشل الفاشل !