|
الربيع العربي و الديسم الروسي !!
سيف ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5846 - 2018 / 4 / 15 - 13:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما مرت مرحلة ما يسمى بالربيع العربي على بعض الدول العربية ، ظن المعظم انها مرحلة سرعان ما ستنتهي و يعود الحال الى ذات الحال ، خاصة عندما ظهرت ملامح وجود اياد خفية غربية هي من اذنت بهذا النتاج المختلف الشكل المتشابه المضمون ، سبيعنات القرن الماضي كان التغيير انقلابا عسكريا و الالفية الاولى كانت الثورة عنوان .
هي بالفعل قد كانت مرحلة مؤقتة على دول و لم تكن كذلك على اخرى ، فمصر و تونس نرى كلآ منهما قد استطاعت ان تنأى بنفسها عن الصراعات و استمرار الاضطرابات الداخلية و بذلك استعادت زمام المبادرة و السيطرة ، و عاد الوضع الى ما كان عليه سابقا مع اختلاف الشخوص في الهرم لا اكثر مع بقاء الفكر و الالية في الحكم ذاتها .
هذا ما يجعلنا ندعم فكرة عدم وجود ثورة بالمعنى الفعلي كون الثورة من ضمن لوازمها ان تقضي على كل القائمين على السلطة من هرمها حتى القاع و تحدث تغييرا شاملا كاملا و هذا ما لم يحدث مطلقا ، حيث نرى تونس قد انجبت رئيسا هرما من مخلفات حكومات بن علي و عاد السوء في الوضع الاقتصادي الى الاسوء ، رغم ان ما دفع الشعب حينها للثورة هو الوضع المتردي اقتصاديا .
ليست مصر افضل حالا من شقيقتها الافريقية ، حيث يظهر لنا ان الحياة ساءت ايضا و جاء للسلطة و على ذات الشاكلة رئيسا من بطانة الدولة العميقة التي تقود مصر و التي لن تسقط ابدا ! ان هذين النموذجين من البلدان التي خاضت غمار الربيع العربي ، لم يكن ايآ منهما جزءا من المحاور بل كان بعيدا عنها ، هذا ما يؤكد لنا ان الاستقرار فيهما انما حدث بسبب عدم وجود تدخل خارجي كبير سواءا على المستوى الاقليمي او الدولي .
في حين نجد ان اليمن و سوريا كلآ منهما قد كان جزءا او بالاحرى خاضعا لمبدأ المحاور ، بذلك لم يكن للاستقرار فيهما من وجود ، فاليمن و رغم انتقال السلطة من صالح الى هادي ، استمر ربيعها المزيف حتى يومنا هذا و لعله ينذر بالاستمرار لمدة اطول ، دامت هناك قوى اقليمية هي من تتحكم بقوى الداخل و تسيرها بما يتفق و مصالحها و اهدافها و كل ذلك يحدث على حساب الشعب الاعزل الذي يعاني مرار الجوع و الفقر و التشرد و المرض !
اما اهم ملف معقد و متشابك في هذا الربيع الذي يتسم بالخلود ! هو الملف السوري الذي و منذ سنوات عدة لم تستطع الدول اجمعها العدوة و الصديقة على ايجاد صيغة حل و توافق ! ، ان وجود النظام السوري جزء من محور ما يسمى بالمقاومة هو ما جعل امد الازمة يطول و يتمدد .
حتى الان الحرب التي تدور في اطار هذا البلد هي حرب صفرية و غير صفرية ، فالطرف المساند للنظام يريدها صفرية و يسعى بكل ما اوتي من قوة للقضاء على كافة اشكال و انواع المعارضة و هذا امر صعب المنال ان لم يكن مستحيلا ، كون من يقف خلفها دول كثيرة لها قدرات مالية و عسكرية هائلة .
بينما الطرف المضاد يريدها حرب غير صفرية و يسعى لايجاد التوازن في ظل هذا التعارض المعقد بين قوى المعارضة المختلفة و التي تحمل افكار و رؤى و ايديولوجيات متباينة ، و هذا التوجه المجهول من قبل قوى المعارضة يجعل اللاعب الامريكي يتراجع عن صفرية الحرب التي كان يحمل لواءها في القضاء على الاسد و اصبح راضخا للامر الواقع و الذي يقبل فيه بأسد وديع كأنه الحمل من اجل الطفلة المدللة اسرائيل .
بذلك نرى ان من يساند النظام يريد انهاء المعارضة لكنه ليس بقادر على ذلك ، و من يعارض النظام و من معه ، يريد اسقاط النظام لكنه يخشى البديل ، ان عدم القدرة من طرف و التخوف و التردد من الطرف الاخر هو من يجعل الازمة تراوح مكانها .
لعلنا نستطيع ايضاح ذلك من خلال ما قام به ترامب ، فالكل كان يظن ان الحرب على الابواب و القضاء على النظام اوشك ، الكل تأهب ساعة الصفر و انتظر التحشديات التي قامت بها كلآ من بريطانيا و فرنسا و امريكا و لكنها لم تتمخض الا عن ضربات خجولة لا تغني و لا تسمن ، جل غايتها كانت هي إظهار مدى قدرة هذه الدول على بعث الخوف في نفوس الخصم ، و ارسال رسالة مباشرة و صريحة للروس و الايرانيين مفادها ان الغرب قادر على الرد بالمكان و الزمان الذي يشاء .
اللاعب الابرز في جل هذا المشهد هي امريكا و من خلفها الدول الحلفاء ، ان ابلغ رسالة وصلت للعالم اجمع ، هي ان نظام احادي القطبية لم يسقط بعد و الدب الروسي لا زال ديسما في مرحلة الحضانة !!
#سيف_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجيل الثاني من الزواج الكاثوليكي !!
-
أوهل الكتاب خير جليس ؟!!
المزيد.....
-
بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير
...
-
الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي
...
-
السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن
...
-
التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد
...
-
-السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل
...
-
البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
-
بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب
...
-
هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
-
تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
-
إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|