رد على مقالة - طلعت رضوان- النص القرآني ومشكلات التأويل

طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 5887 - 2018 / 5 / 29 - 01:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الكاتب--

لقد تعرّض النص القرآنى (خاصة فى الآيات التى كانت تـرُد على أسئلة الواقع وتبدأ ب "يسألونك") إلى تفسيرات كثيرة- بعضها فى حالة توافق، وبعضها فى حالة اختلاف) وهذه التفسيرات وردتْ فى كتب التفسيرالشهيرة مثل: الطبرى والقرطبى وابن كثير..إلخ. ويرى بعض الباحثين أنّ أهم وأشهركتب التفسيرما جاء فى (أسباب النزول) للواحدى والواقدى إلخ.


وعلى سبيل المثال ما جاء فى آية ((إنّ الصفا والمروة من شعائرالله فمن حجّ البيت أواعتمرفلاجناح عليه أنْ يطوف بهما..إلخ)) (البقرة/158) حيث جاء فى تفسيرالجلاليْن: جلال الدين المحلى وجلال الدين السيوطى: أنّ هذه الآية ْ لما كره المسلمون (الطواف) لأنّ أهل الجاهلية كانوا يطوفون بهما وعليهما صنمان يمسحونهما. وعن ابن عباس أنّ السعى غيرفرض (أى أنه ليس فرضًـا) لما أفاده رفع الإثم من التخيير..بدليل قوله تعالى ((ومن تطوع خيرًا)) فى عجزالآية. أى العمل بما لم يجب عليه من الطواف ((فإنّ الله شاكر)) لعمله بالإنابة عليه (مطابع الشمرلى للطبع والنشر- بتصريح من مشيخة الأزهرومراقبة البحوث الإسلامية، برقم330فى 15/7/1979) ومع ملاحظة أنّ هذا التفسيرأغضب كثيرين واعترضوا عليه خاصة (أنّ الطواف عرفه العرب فى الجاهلية، مع وجود (صنميْن أثناء الطواف)...إلخ.


تعليق—

التفسير الذي ورد أعلاه غير صحيح لان مكة بأكملها لازالت تحت سيطرة الفكر الوثني الشركي القريشي – فجميع شعائر الحج بقيت على وضعها الوثني الى سنة ثمانية للهجرة أي الى فتح مكة– بما ان الاية 158 نزلت في سنة سبعه للهجرة –أي في السنة التي سيحج فيها المسلمون حسب اتفاقية صلح الحديبية المبرمة مع قريش سنة ستة للهجرة –فالسؤال جاء عن شرعية أداء شعيرتي الصفا والمروة خوفا من تلاعب قريش سياسيا بتلك الشعيرة -- إذن شعيرة الصفا والمروة لا علاقة لها بالأصنام لان بقية الشعائر هي أصلا تحت الأصنام – ومن تطوع لأدائها ليؤكد على شرعيتها - فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ---ومن كتم تلك الشعيرة بعد ان انزلها الله في الكتاب أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ{158} إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ{159

الكاتب---

ومن بين مشكلات التفسيرما جاء فى آية ((يسألونك عن الشهرالحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير...إلخ)) (البقرة/ 217) رغم مخالفة ذلك لتحريم القتال فى (الأشهرالحرم) وجاء فى الكثيرمن كتب التفسيرأنّ أسباب نزول هذه الآية هوما حدث لسرية عبدالله بن جحش، التى وقعتْ أحداثها فى السنة الثانية للهجرة (فى سياق النشاط الحربى المبكرللرسول قبل غزوة بدر) وذكرد.عبدالجواد ياسين ((فى سبب نزول هذه الآية تتفق المصادرعلى الرواية التالية التى كتبها الواحدى: ((عن عروة بن الزبيرأنّ رسول الله بعث سرية من المسلمين. وأمّـرعليهم عبدالله بن جحش الأسدى، فانطلقوا حتى هبطوا نخلة، فوجدوا بها عمربن الحضرمى فى عيرتجارة لقريش، فى يوم بقى من الشهرالحرام. فقال للمسلمين: هذا اليوم من الشهرالحرام. ولانرى أنْ تستحلوه لطمع أشفيتم عليه. فغلب على الأمرالذين يريدون الدنيا، فشدوا على ابن الحضرمى وقتلوه وغنموا عيره. فبلغ ذلك كفارقريش..فركب وفد منهم وقابلوا النبى وقالوا له: أتحل القتال فى الشهرالحرام؟ وأنّ الرسول قال لابن جحش وأصحابه: ما أمرتكم بالقتال فى الشهرالحرام. فسقط فى أصحاب السرية

تعليق –

مع اقتراب توجه المسلمون للحج في سنة سبعة للهجرة حسب اتفاقية صلح الحديبية المبرمة مع مشركي سنة ستة للهجرة --جاء نفر من قريش يسألون عن شرعية القتال في أشهر الحرم – بما ان السؤل جاء عن شهر واحد منفرد الشَّهْرِ الْحَرَامِ – إذن المقصود هو شهر ذي الحجة -- السؤال له أبعاد عسكريه هو لمعرفة هل سيحج المسلمون بدون سلاح – فالسؤال جاء بصيغه عقائديه مبطنه لأنه يسال عن حلال وحرام لكن له أبعاد عسكرية -- يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ—أجاب محمد إجابة عقائدي حسب ادعائهم -- قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ – كشف الله ازدواجية السؤال العقائدي-- فقال-- لكن يا من تسال عن الحلال والحرم –ليس من الحرام إخراج المسلمين من ديارهم--الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ --- كشف الله نوايا السائلين وأبعادهم العسكرية من السؤال العقائدي -- وقال--وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة217—إذن السؤال له أبعاد عسكريه ولا علاقة له بمقتل عمربن الحضرمى


{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة217

وضع القران إستراتيجية عسكريه ضامنة للمسلمين سلامتهم من غدر قريش في حالة توجههم للحج سنة سبعه للهجرة-- منها

1- الاستعداد للمواجه المحتملة والحج سيكون بكافة القدرات العسكرية
2-لا حرمة لشهر في حالة تعرضكم لأي هجوم مباغت من قبل قريش
3- منعت الاعتداء العسكري إلا في حالة تعرضكم للهجوم بصوره مباشرة

{الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }البقرة194


فما قاله الكاتب لا صحة له لان روايته تقص حالة قتل منفردة – ولايات تعكس مواجه عسكريه شامله
--فشدوا على ابن الحضرمى وقتلوه وغنموا عيره. فبلغ ذلك كفارقريش..فركب وفد منهم وقابلوا النبى وقالوا له: أتحل القتال فى الشهرالحرام؟ وأنّ الرسول قال لابن جحش وأصحابه: ما أمرتكم بالقتال فى الشهرالحرام. فسقط فى أصحاب السرية

#طلعت_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل