أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - في الحق في عدم الصوم....«موش بالسيف» ...














المزيد.....

في الحق في عدم الصوم....«موش بالسيف» ...


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 5886 - 2018 / 5 / 28 - 17:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ليس إصرار فئة من التونسيين على التظاهر دفاعا عن حقّهم في عدم الالتزام بالشعائر الدينية،

ومن بينها ممارسة طقس الصوم بدعة. فقد سبقهم إلى ذلك الفعل الاحتجاجي آخرون طالبوا بالحريات الفردية وبضرورة التزام الدولة باحترام حريّة المعتقد (والتي تشمل أيضا عدم الاعتقاد ). فمنذ سنوات يتجمّع عدد من الشبّان والشابّات في المغرب والجزائر في شهر رمضان للأكل والشرب في الساحات العامة كشكل من أشكال مقاومة القوانين الجائرة التي تجرّم الأكل والشرب والتدخين «العلني» خلال شهر رمضان...وفي كلّ بلد ترفع شعارات مختلفة منها: «الأكل ليس جريمة» ، «الدين لله والوطن للجميع»، ... ومع ذلك تصرّ كلّ الحكومات في البلدان العربية الإسلامية على معاقبة المخالفين للمناشير أو الأوامر أو القوانين أو الشريعة (خطايا مالية، جلد، حبس...) رغم أنّ هذه الحكومات صاحبة «الورع المزعوم» هي نفسها التي تشجّع «قوانين الحسبة» وتجنّد «الشرطة الدينية» ، وفي الوقت ذاته، تتغاضى عن فتح المطاعم في الفنادق الفاخرة.

ولا يذهبنّ في الذهن أنّ غير الملتزمين بأداء طقس الصوم هم الشبّان فقط بل إنّنا نجد الشباب والكهول والشيوخ، والنساء والرجال ومن جميع الطبقات الاجتماعية، وهذا يعني أنّ حواجز السنّ والطبقة والجندر قد سقطت. ومع ذلك ينبغي الاعتراف بأنّ الشبّان هم أقدر على المواجهة العلنية وابتكار أشكال مختلفة للمقاومة في الفضاءات العمومية .فقد شاهدنا في الأيام الأخيرة، فتاة تنشر صورتها في الفايسبوك وهي تحمل قنينة ماء ولافتة تدعو إلى احترام الحريات الفردية، وشاهدنا تقريرا على ما يجري داخل بعض المقاهي ورأي الفتيات والشبّان في الطقوس الدينية وأشكال التديّن، ورأينا «اليوتيوبيين» Youtoubiens يوجّهون رسائل للجماهير...

إنّنا أمام مظاهر وممارسات وخطابات... تؤكّد وجود علامات دالة على التغيير الاجتماعي. فهذه الأصوات المرتفعة تستدعي منّا لا «التكفير» و«التبديع» والإدانة والمعاقبة والوصم (فطاّرة،) بل الإصغاء والتأمّل وتغيير طريقة تفاعلنا مع هذه المطالب. فثمة اختلاف لدى الشبّان على وجه الخصوص، في طريقة الوعي والإدراك والفهم وتصوّر العالم والذات. ولئن كانت الأجيال القديمة تمارس الرياء الاجتماعي ، وتتظاهر بغير ما تؤمن به ، وتحاول إيجاد المبرّرات من داخل المرجعيّة الدينيّة (الفتاوى) أو بالاعتماد على «الاستشارات الطبيّة» فإنّ الأجيال التي انتفعت من مناخ ثوري ومارست حريّة التعبير في مجتمع مفتوح ومعولم تقول ما يجب أن يقال بلا خوف أو رياء أو «ديبلوماسية» ودون اللجوء إلى «العمليات التجميلية»... إنّها تدافع عن مواطنيتها الكاملة مستعملة اللغة القانونية والآليات الديمقراطية فتلجأ إلى محاسبة الدولة على عدم التزامها بما أوردته في الدستور من مواد ضامنة للحريات وخرقها للمبادئ التي جاءت بها منظومة حقوق الإنسان.

هؤلاء المصرّون على المطالبة بحقوقهم ما عادوا يقبلون التمييز، والفرز، والتهميش... إنّهم يرفضون انتهاك الحريات، الفجوة بين النصوص التشريعية والممارسات ، إلزام الناس على التظاهر بغير ما يؤمنون به ،...إنّهم ما عادوا يفكّرون داخل دوائر الحلال/الحرام، الظاهر/الباطن، العلن/السرّ، الخاص/العام،الأغلبية/الأقلية...إنّهم يبنون علاقاتهم مع الدولة على شكل مخالف جوهره «التعاقد/الالتزام/المحاسبة» ويؤسسون علاقاتهم بالآخرين على قاعدة المواطنة والعيش المشترك ... إنّهم يرتّبون علاقتهم بما يؤمنون به على شكل مختلف فالعدل والكرامة والحرية والمساواة ... قيم مثلى لا محيد عنها... إنّهم يعرّفون أنفسهم على شكل مختلف فهم مواطنون وتونسيون . أمّا علاقتهم بالدين فهي لا تتوقّف على طقسانية شكلانية بل هي متنوّعة منهم لادينيون، ومنهم مسلمون يصرّون على أنّ فهمهم للطقوس/العبادات يخضع لاجتهاد عصري يراعي متطلبات الواقع المعيش فهم يعيشون إسلامهم وفق قناعات جديدة وعلى نحو مختلف.

وبدل أن ننتبه إلى هذه المتغيرات ونفكّكها بأدوات فهم جديدة وندرك دلالاتها بعيدا عن منطق الإدانة والتكفير وأساليب مجتمعات المراقبة والضبط والعقاب يصرّ أغلبهم على احتراف اللعن والسبّ والشتم وإخراج الناس من الملّة فذاك أيسر ولا يتطلّب زادا معرفيا متينا...
فلتشتموني ... ولتكفرّوني ... «اللّهم إنّي صائمة» وسأظلّ أدافع عن حق الآخر في عدم الصوم وأقاوم كلّ أشكال انتهاك كرامة و حقوق المختلفين...



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الحملات الانتخابية البلدية
- في الأداء السياسي
- 8 مارس بطعم نضالي: بنات الحداد أم بنات بورقيبة؟
- وقفة تأمّل ...
- في محاسن التجربة السجنية وفضائلها .
- تحولات فى صلب النهضة
- تحويل وجهة الاحتجاجات السلمية
- الإرهاب فى بعده المغاربى
- الجمعة الأسود
- أزمة إدارة الشأن الدينى
- فى علاقة الدين بالقانون
- احذروا غضب المواطنات
- فى الدعوة إلى المراجعات
- هندسة الفضاءات
- التعاطى الإعلامى «الذكورى» مع الإرهاب
- عين تشهد وعين تنكر
- تصريحات المرزوقى فى قطر مثيرة للجدل
- داعشيات
- حرب المواقع بين «رجال الدين»
- كسر أقفال المعرفة الدينية


المزيد.....




- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
- وزير خارجية إيران يدعو الدول الإسلامية للتحرك ضد إسرائيل
- هل عارض ترامب خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الايراني؟
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على جميع ا ...
- إعلامي مصري شهير يتهم الإخوان المسلمين بالتعاون مع إسرائيل
- إيران تفتح المساجد والمدارس للاحتماء من ضربات إسرائيل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - في الحق في عدم الصوم....«موش بالسيف» ...