أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - البشتون يتحدون الجيش الباكستاني














المزيد.....

البشتون يتحدون الجيش الباكستاني


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5885 - 2018 / 5 / 27 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ انفصالها عن الهند البريطانية سنة 1947 وباكستان تنتقل من أزمة داخلية إلى أخرى، ومن إذلال رئيس مدني إلى إذلال آخر، بينما العامل الثابت هو قوة نفوذ العسكر.

ويمكن القول إن حرب البنغال، التي انتهت بهزيمة مرة لجيشها المعروف بجاهزيته العالية ومناقبية عناصره الرفيعة، هي أم أزماتها، ليس لأنها فقدت كامل جناحها الشرقي ليصبح هذا الجناح دولة ثالثة ضمن شبه القارة الهندية تحت اسم بنغلاديش، وإنما أيضا لأن الحدث زعزع المبدأ الذي قام عليه الكيان الباكستاني وهو تمثيله كافة مسلمي شبه القارة الهندية.

واليوم تلوح في سماء باكستان أزمتان، للجيش صلة بهما بصورة أو بأخرى، أولاهما سياسية تتعلق برئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي أقيل من منصبه بحكم قضائي في العام الماضي بسبب ما قيل عن فساده وفساد أسرته، فيما ألمح هو وعائلته إلى مؤامرة وتدخل من الجيش لإقصائه بسبب تمتعه بنفوذ واسع وشعبية قوية.

حيث أدلى شريف مؤخرا بتصريح لكبرى الصحف اليومية المحلية وهي صحيفة «دون DAWN» قال فيه ما معناه إنه كان يجب معاقبة مخططي الهجمات الإرهابية ضد الهند في عام 2008 (في إشارة إلى الذين انطلقوا من باكستان لاستهداف عدد من الفنادق الفاخرة والمطاعم الشهيرة والمستشفيات ومحطات القطار المكتظة والمجمعات السكنية في بومباي في نوفمبر سنة 2008، فقتلوا بدم بارد ما لايقل عن 195 شخصاً، وأصابوا مئات آخرين).

هذه الدعوة أغضبت، بطبيعة الحال، جنرالات الجيش المتنفذين الذين سبق لهم التدخل لإيقاف محاكمة أولئك الإرهابيين. وقد تمثل غضبهم في تحريك الموالين لهم من ساسة ورجال إعلام لإتهام شريف بالخيانة العظمى. وهذه التهمة عقوبتها الإعدام بموجب المادة السادسة من دستور البلاد، وهي نفس العقوبة التي تخلص بها حاكم باكستان العسكري الأسبق الجنرال ضياء الحق من رئيس الوزراء المدني الأسبق وأحد أبرز قادة باكستان في العصر الحديث «ذوالفقار علي بوتو» في الرابع من أبريل 1979. فهل يا تُرى يسعى الجيش مجدداً إلى التخلص من سياسي مدني بارز كشريف مثلما تخلص من بوتو، وبنفس الوسيلة؟.

أما الأزمة الأخرى فتكاد أن تكون مشابهة لأزمة بنغاليي باكستان الذين انتفضوا في عام 1970 ضد الظلم والتمييز الذي مارسه قادة باكستان الغربية عليهم، والذي بلغ ذروته في عدم تمكين الفائز في انتخابات سنة 1970 بالأغلبية المطلقة وهو الزعيم البنغالي الشيخ مجيب الرحمن من قيادة البلاد، فقط لأنه من الإثنية البنغالية.

ففي الأسابيع الأولى من مايو المنصرم نشرت صحيفة «واشنطون بوست» الأمريكية تقريراً حول ميلاد حركة جديدة في باكستان تحت اسم «حركة حماية البشتون»، هدفها تحدي جنرالات الجيش الباكستاني الذين ــ بحسب الحركة ــ غير مكترثين بأحوال الملايين من بشتون باكستان ويمارسون التمييز ضدهم، بل يسعون إلى شيطنتهم وتشويه سمعتهم والطعن في وطنيتهم عبر الإدعاء بأن حركتهم وحراكهم مؤامرة أجنبية ضد الدولة الباكستانية تقف وراءها قوى أجنبية ساعية لتفتيت الأخيرة، أو عبر الإدعاء بأن كل بشتوني ما هو إلا متطرف أو مشروع تطرف، وبالتالي يجب القضاء عليه أو تقييد حريته.

والحقيقة أن حراك بشتون باكستان، الذين لهم امتدادات قبلية بالملايين في الجوار الأفغاني، ليس وليد اليوم، لكن تصعيدهم وانتفاضتهم الأخيرة ضد الجيش والسلطات الباكستانية جاء في أعقاب مقتل قيادي بشتوني شاب على يد أحد كبار مسؤولي الشرطة في كراتشي في فبراير الماضي. هذا الحدث أطلق الشرارة لهم كي يعتصموا ويضغطوا باتجاه تحقيق بعض المطالب التي راحت تتزايد يوماً بعد يوم. فمن المطالبة بمحاكة قاتل القيادي البشتوني الشاب، إلى المطالبة بالتحقيق في قضية اختفاء أكثر من 30 ألف بشتوني على أيدي رجال الاستخبارات، فإلى المطالبة بإزالة حواجز الجيش في المناطق البشتونية وتطهيرها من الألغام، فإلى المطالبة بوقف المداهمات والاعتقالات التعسفية، وصولاً إلى مطالبات بالانفصال عن الكيان الباكستاني.

ولتخفيف حدة التوتر لجأت السلطات الباكستانية إلى تقديم وعد للبشتون حول الاستجابة لبعض مطالبهم، لكنها لم تنفذ منها شيئاً يذكر حتى الآن، الأمر الذي عاود معه البشتون مظاهراتهم واعتصاماتهم وشحذ التأييد لقضيتهم من الداخل والخارج، علماً بأن الجهة الخارجية الوحيدة التي أيدت قضيتهم حتى الآن هي نظام الرئيس الأفغاني أشرف غني. ويبدو أن الكيل قد فاض بهم، فعمدوا إلى تنظيم أنفسهم في «حركة حماية البشتون» آنفة الذكر، والتي ينظر لها عسكر باكستان بنفس العين المتوجسة التي نظروا بها لحزب عوامي الذي قاد حركة انفصال باكستان الشرقية بعد أن طفح الكيل بقادته، بدليل أن قائد الجيش الباكستاني الجنرال «قمر جاويد باجوه» اتهم قادة الحراك البشتوني الجديد بالعبث بأمن البلاد وهددهم، فمالبثت السلطات الرسمية أن سجلت دعاوي قضائية ضدهم بتهمة خيانة الوطن.

والمأمول أن يستوعب قادة باكستان وجيشها الحاليون ما ارتكبه رئيس البلاد وقائد الجيش الأسبق الجنرال يحيى خان من رعونة وقسوة وتطرف في تعامله مع البنغاليين المنتفضين، فكانت النتيجة كارثية. وبعبارة أخرى، عليهم أن يستوعبوا دروس الماضي فلا يكرروا ذلك المشهد السبعيني مرة أخرى في تعاملهم مع المنتفضين البشتون، رفقاً ببلدهم، وتفادياً لتفتيته مجدداً، أو كما قال «أبوبكر الصديق» صاحب كتاب «المسألة البشتونية.. معضلة لم تعرف الحل»: «حري بجنرالات باكستان ترجيح كفة مصلحة البلاد على كفة مصالحهم».



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «المحبوب» و«المحبوس» يغيران المشهد الماليزي
- ارتياح في تايبيه.. وغضب في بكين
- الدفّاع.. من رعاية الغنم إلى رعاية العقول
- القمة التي سرقت منها الكوريتان الأضواء
- النجم.. نغم يسري في وريد البحرين
- درس كوري لأوطاننا العربية الممزقة
- المر.. ثقافة موسوعية واهتمامات لا حصرية
- ماذا تريد طوكيو من واشنطون قبل قمة القرن؟
- من «أنشاص» إلى «الظهران».. قمم عربية عادية وطارئة ومصغرة
- إضفاء الشرعية على حركة ميليشاوية مجرمة
- فاروق لقمان.. اسم خالد في صحافة الخليج الإنجليزية
- بورما.. استقالة رئيس وانتخاب آخر!
- صالح جمال.. صاحب فكرة جمعيات البر
- شي جينبينغ.. إلى أين يأخذ الصين؟
- طامي.. توماس أديسون السعودية
- قمة القرن.. مغامرة؟ مسرحية؟ شراء للوقت؟
- من الزلفي إلى الكويت والزبير فعدن والهند وأفريقيا
- آسيان والهند.. علاقات محورها التنين الصيني
- سراج عمر.. سراج ظل فتيله متقدًا 50 عامًا
- في حضرة «فرانسيس فوكوياما»


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - البشتون يتحدون الجيش الباكستاني