أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - ارتياح في تايبيه.. وغضب في بكين














المزيد.....

ارتياح في تايبيه.. وغضب في بكين


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5871 - 2018 / 5 / 13 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الملف الكوري الشمالي أحد الملفات العديدة ذات التأثير السلبي على استقرار وتعزيز العلاقات الثنائية بين واشنطون وبكين، ولاسيما في عهد الرئيس دونالد ترامب المتميز بوقوفه ضد الطموحات السياسية والاقتصادية والعسكرية للصين. إذ لطالما اتهمت واشنطون بكين بدعم نظام آل كيم الستاليني في كوريا الشمالية، وتوفير طوق النجاة له من عزلته الدولية والعقوبات الأممية المفروضة عليه.

لكن بعد الانفراجات التي حدثت مؤخرًا في هذا الملف، وما قد يليها من انفراج أوسع بعد القمة المرتقبة بين الرئيس ترامب ونظيره الكوري الشمالي «كيم جونغ أون» فإن الأنظار باتت مصوبة على تايوان التي قد تحل مكان كوريا الشمالية كبؤرة توتر جديدة في العلاقات الأمريكية الصينية.

يعرف الجميع أن علاقات تحالف إستراتيجية قوية كانت قائمة بين واشنطون وتايبيه قبل إعتراف واشنطون بجمهورية الصين الشعبية الشيوعية في عام 1979 كممثل للشعب الصيني، وسحب اعترافها بجمهورية الصين الوطنية وذلك على إثر اللقاء التاريخي بين الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون والزعيم الصيني ماو تسي تونغ سنة 1972.

غير أنه رغم هذا التطور ظلت تايوان هي الأقرب إلى قلوب الأمريكيين بسبب سياستها الاقتصادية الرأسمالية، ونظامها الديمقراطي اليميني، ووجود استثمارات معتبرة لهم فيها منذ مطلع خمسينات القرن الماضي.

وربما خير دليل على صحة هذا القول هو إن العلاقات التجارية بين واشنطون وتايبيه ظلت قائمة ومتنامية، كما أن الولايات المتحدة ظلت موردًا رئيسيًا للسلاح والتكنولوجيا لتايوان. وإن شئت دليلًا حديثًا فهو أن الرئيس ترامب لم يبالْ بأي اعتراضات محتملة من قبل قادة بكين حينما قبل الرد على مكالمة التهنئة التي جاءته من الرئيسة التايوانية «تساي إينغ وين»، على إثر فوزه برئاسة الولايات المتحدة في نوفمبر 2016، بل وتبادل معها حديثًا سياسيًا أخرج قادة بكين من صوابهم.

وبينما حدث هذا في بكين كان زعماء وساسة تايبيه يرقصون فرحًا مؤملين النفس بعودة صورة من صور التعاون القديم بين بلدهم الجميل الناهض (لكن المعزول دوليًا) والقوة العالمية الكبرى ممثلة في الولايات المتحدة، حتى وإنْ كان الثمن استخدام تايوان كمخلب قط في التنافس الأمريكي والصيني.

ويبدو اليوم أن بعض توقعات تايبيه في طريقها للتحقق. فالرئيس ترامب وقع مؤخرًا «قانون السفر الى تايوان» الذي يشجع المسؤولين الأمريكيين من مختلف المستويات على زيارة تايوان للالتقاء بنظرائهم التايوانيين. غير أن الأهم من هذا هو موافقته على السماح لمتعاقدين أمريكيين بمساعدة تايوان على بناء غواصات قادرة على حماية هذا البلد من أي قرار لاخضاعه بالقوة وإلحاقه بالبر الصيني مثلما هددت بكين مرارًا وتكرارًا من منطلق أن تايوان «إقليم صيني متمرد».

وبالنسبة للسلطات التايوانية،عــُدّ القرار الامريكي بمثابة اختراق كبير لجهة طموحاتها في إمتلاك أسطول بحري قوي تواجه به مخاوفها من التهديد الصيني المتزايد في مضيق تايوان، خصوصًا وأن المضيق شهد في أواخر أبريل المنصرم مناورات عسكرية صينية ضخمة قادتها «ليواننغ» وهي حاملة الطائرات الصينية الوحيدة بمشاركة المدمرتين «جينان» و«تشانغ تشون»، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف عنصر من البحرية الصينية.

والمعروف أن تايوان لديها عدد من الغواصات القديمة التي لا تصلح للنشر وقت الحرب. ولهذا قررت الرئيسة «تساي إينغ» منذ وصولها إلى السلطة في عام 2016 أن تبني تايوان أسلحتها بنفسها بما فيها الغواصات، خصوصًا مع تذمرها من مماطلة الرئيس جورج دبليو بوش وخلفه باراك أوباما لجهة بيع تايوان عشر غواصات كانت قد طلبتها، ناهيك عن رفض ألمانيا وأسبانيا تزويد تايوان بتصاميم لبناء الغواصات خشية إثارة غضب بكين.

وعلى حين كان المسؤولون التايوانيون يشكرون واشنطون على قرارها «الشجاع» ويؤكدون أنه سوف يعزز القدرات الدفاعية لبلدهم بالشكل الذي سينعكس إيجابا على ملف الامن والاسقرار في المنطقة، كان المسؤولون في بكين يحتجون على القرار الأمريكي ويحذون من انعكاساتها «الخطيرة» على العلاقات الأمريكية الصينية.

لقد قدر لكاتب هذه السطور زيارة تايوان أكثر من ست مرات في تواقيت مختلفة. خلال هذه الزيارات أتيحت لي فرصة التحدث إلى مختلف أطياف المجتمع التايواني باللغة الإنجليزية التي يجيدونها بطلاقة، وهذه، بطبيعة الحال، أحد المآثر التعليمية والتربوية لزعيمهم المؤسس الماريشال شيانغ كاي شيك، فاكتشفتُ مدى الإيمان العميق بهويتهم الوطنية وخصوصيتهم واستعدادهم لبذل الغالي والنفيس دفاعا عن الكيان الفريد الذي أسسه آباؤهم واجدادهم من الصفر إلى أن بزغ وسط الأمم الصناعية ضمن نمور آسيا، دعك من إجماعهم على رفض تطبيق الصيغة التي استردت بها الصين مستعمرة هونغ كونغ البريطانية سنة 1997 على تايوان لأن تلك الصيغة أثبتت فشلها بحسب كلامهم.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفّاع.. من رعاية الغنم إلى رعاية العقول
- القمة التي سرقت منها الكوريتان الأضواء
- النجم.. نغم يسري في وريد البحرين
- درس كوري لأوطاننا العربية الممزقة
- المر.. ثقافة موسوعية واهتمامات لا حصرية
- ماذا تريد طوكيو من واشنطون قبل قمة القرن؟
- من «أنشاص» إلى «الظهران».. قمم عربية عادية وطارئة ومصغرة
- إضفاء الشرعية على حركة ميليشاوية مجرمة
- فاروق لقمان.. اسم خالد في صحافة الخليج الإنجليزية
- بورما.. استقالة رئيس وانتخاب آخر!
- صالح جمال.. صاحب فكرة جمعيات البر
- شي جينبينغ.. إلى أين يأخذ الصين؟
- طامي.. توماس أديسون السعودية
- قمة القرن.. مغامرة؟ مسرحية؟ شراء للوقت؟
- من الزلفي إلى الكويت والزبير فعدن والهند وأفريقيا
- آسيان والهند.. علاقات محورها التنين الصيني
- سراج عمر.. سراج ظل فتيله متقدًا 50 عامًا
- في حضرة «فرانسيس فوكوياما»
- أليكس تنسون.. 30 عامًا من علاج الإبل العربية
- آسيا بانتظار ميلاد تحالف أمني جديد


المزيد.....




- -من سيزوره؟-.. كيم جونغ أون يفتتح منتجعًا شاطئيًا ضخمًا يتسع ...
- كاميرا تلتقط مشهدًا مثيرًا لدوامتي مياه معلقتين بين السماء و ...
- قانون التجنيد يشعل أزمة الحريديم مجدداً.. ونتنياهو أمام اختب ...
- بعد أشهر من الحرمان.. أكياس الدقيق تعود إلى غزة والأمهات ينت ...
- موقع أميركي: المرشح لرئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني يثبت أ ...
- هل كانت روسيا حليفًا متخاذلًا لإيران في اللحظة المفصلية؟
- ميرتس يسجل أول حضور باجتماع أوروبي متشدد للهجرة
- حول تنظيم المنتدى الخامس للجمعية الدولية لعلم الاجتماع بالرب ...
- -النصر.. رونالدو، القصة مستمرة- بعد تمديد النجم البرتغالي عق ...
- محاكمة محتملة لوزيرة فرنسية بتهمة الفساد في قضية كارلوس غصن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - ارتياح في تايبيه.. وغضب في بكين