أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - القمة التي سرقت منها الكوريتان الأضواء














المزيد.....

القمة التي سرقت منها الكوريتان الأضواء


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 6 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الوقت الذي كان العالم فيه منشغلاً بوقائع القمة التاريخية بين زعيمي الكوريتين (كيم جونغ أون ونظيره الجنوبي مون جاي إن) في المنطقة منزوعة السلاح بين بلديهما، كانت هناك قمة آسيوية أخرى تنعقد في منطقة ووهان الصينية بين زعيمي قطبين آسيويين كبيرين (شي جينبينغ ونظيره الهندي ناريندرا مودي)، بشكل غير رسمي وبصورة حميمية تمثلت في شربهما الشاي الصيني الاخضر ثم تنزههما معًا حول دار الضيافة، قبل أن يستقلا قاربًا نهريًا بمفردهما دون أي مرافق.
صحيح أن القمة الأخيرة لم تكن في أهمية القمة الأولى؛ لأن الهند والصين رغم خلافاتهما الحدودية المعروفة وتنازعمهما السيادة على أكثر من منطقة وتنافسهما المحموم في المجالات الاستراتيجية والاقتصادية، لم تصلا إلى حافة الحرب، ولم تهدد إحداهما الأخرى بالإزالة من الخارطة، أي على غرار ما فعله «كيم جونغ أون» ضد جارته الجنوبية وحليفة الأخيرة الرئيسية ممثلة في الولايات المتحدة الأمريكية على مدى أشهر وسنوات طويلة.
لكن الصحيح أيضا هو أن تخفيف التوتر بين الهند والصين من خلال الاتصالات على أعلى المستويات، وبناء العلاقات الشخصية بين زعيمي البلدين، من شأنه خلق التفاؤل والأمل لدى شعبيهما حول السلام والاستقرار في آسيا والعالم بأسره.
ومن المعروف أن رئيس الحكومة الهندية من أشد المعجبين بالنموذج الاقتصادي الصيني منذ أن كان رئيسا لحكومة ولاية غوجرات، بدليل أن أول زيارة خارجية له بعد تسلمه السطة في نيودلهي سنة 2014 كانت للصين حيث قيل وقتها إن مودي ذهب إلى هناك للاطلاع والاستفادة من التجربة التنموية الصينية. ولم يمضِ سوى وقت قصير بعد ذلك إلا ونظيره الصيني يرد له الزيارة. ويبدو مودي اليوم متحمسًا للاستفادة قبل غيره من الوعود التي أطلقها نظيره الصيني في يناير المنصرم حول عزمه إجراء «انفتاح مدهش» هذا العام شاملا فتح قطاعات البنوك والسندات والتأمين وإزالة القيود على الاستثمار الأجنبي كلياً وذلك ضمن خططه المدافعة عن العولمة وبمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين لانتقال البلاد من النظام الشيوعي المغلق.
يعرف المطلعون على خفايا العلاقات الهندية ــ الصينية أنها مرت هذا العام بمنعطفات سلبية عدة. فنيودلهي واصلت لا اكتراثها ــ كي لا نقول معارضتها ــ لمشروع بكين الطموح المعروف بطريق الحرير أو «حزام واحد طريق واحد» والذي تسعى الصين من ورائه إلى البروز والتواجد القوي على الساحة الدولية، بينما تكمن المعارضة الهندية للمشروع في مرور فرع منه في أراضي كشمير الباكستانية التي تطالب الهند بالسيادة عليها. ونيودلهي من جهة ثانية انخرطت في مشروع مضاد لكبح جماح التطلعات الصينية في المحيط الهندي بالتعاون مع الولايات المتحدة واليابان واستراليا. وهي من جهة ثالثة منزعجة من الحمى الصينية بإنشاء قواعد عسكرية لها في دول تعتبرها الهند ضمن مناطق نفوذها الاستراتيجي مثل سريلانكا وبورما، وذلك من خلال تكثيف المساعدات والقروض لتلك الدول ومدها بالاسلحة والتقنيات الصينية حتى إذا عجزت عن سداد ما عليها من ديون فرضت عليها البديل وهو منحها قواعد عسكرية. وقد كان آخر ضحايا هذه السياسة الصينية هما: جزر المالديف الحليفة الاستراتيجية التقليدية للهند وشريكتها في منظمة سارك لدول جنوب آسيا، ثم جمهورية سيشيل التي رفضت مؤخرا خططا لإنشاء قواعد عسكرية هندية على أراضيها من بعد أن كانت قد أعطت موافقتها.
عدا ما سبق، بدت نيودلهي منزعجة كثيراً من محاولات بكين التدخل في الشون الداخلية لدول حليفة لها مثل مملكة بوتان الجبلية المعزولة بهدف جرها إلى مناطق النفوذ الصيني، وكادت الأمور أن تصل إلى حد الصدام المسلح بين العملاقين النوويين في منطقة «دوكلام» الحدودية في جبال الهملايا قبل بضعة أشهر لولا تغلب الحكمة في آخر لحظة.
في المقابل، بدت الصين، طوال الأشهر الماضية، مستاءة من التحالف (الهندي الأمريكي الياباني الأسترالي) المفترض، ومن الاتفاق الهندي ــ الفيتنامي حول سماح هانوي للهند بإقامة منصات ومحطات أقمار صناعية هندية على أراضيها لأهداف الرصد والكشف وجمع المعلومات عن التحركات العسكرية في مياه بحر الصين الجنوبي، ناهيك عن استيائها من استضافة الهند للعديد من المعارضين التبتيين وعلى رأسهم «الدلاي لاما»، واستيائها من الدور الهندي المتعاظم في افغانستان الذي تشتكي منه باكستان حليفة الصين الرئيسية في جنوب آسيا.
لكل هذه الأسباب والعوامل كانت قمة «شي جينبينغ ــ ناريندرا مودي» مهمة لجهة خلق الثقة وفتح صفحة جديدة من التعاون بين القطبين الآسيويين الكبيرين في ملفات الأمن والاقتصاد ومحاربة الإرهاب ومسألة التنافس على قيادة آسيا. ذلك أن التعاون هنا سيصب بالتأكيد لصالح الأمن والسلام والاستقرار العالمي رغم أن البيان المشترك للقمة تحاشى الحديث عن الخلافات الحدودية المزمنة على طول نحو 4 آلاف كيلومتر. وفي اعتقادي أن تأجيل الحديث عن تلك الخلافات كان متعمداً؛ لأن من شأن التطرق إليها في هذا المنعطف خلق عقبة كأداء في طريق التعاون. غير أن وزير الخارجية الصيني «كون شوان يو» عبر على هامش إجتماع القمة عن أمله بايجاد تسوية عادلة ترضي البلدين والشعبين للنزاع الحدودي كما عبر عن أمله بأن تعلن نيودلهي موقفاً حاسماً حول تبعية إقليم التيبت للصين.

آخر الكلام: قيل طويلاً إن الحكمة يمانية، لكنها تبدو اليوم آسيوية.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النجم.. نغم يسري في وريد البحرين
- درس كوري لأوطاننا العربية الممزقة
- المر.. ثقافة موسوعية واهتمامات لا حصرية
- ماذا تريد طوكيو من واشنطون قبل قمة القرن؟
- من «أنشاص» إلى «الظهران».. قمم عربية عادية وطارئة ومصغرة
- إضفاء الشرعية على حركة ميليشاوية مجرمة
- فاروق لقمان.. اسم خالد في صحافة الخليج الإنجليزية
- بورما.. استقالة رئيس وانتخاب آخر!
- صالح جمال.. صاحب فكرة جمعيات البر
- شي جينبينغ.. إلى أين يأخذ الصين؟
- طامي.. توماس أديسون السعودية
- قمة القرن.. مغامرة؟ مسرحية؟ شراء للوقت؟
- من الزلفي إلى الكويت والزبير فعدن والهند وأفريقيا
- آسيان والهند.. علاقات محورها التنين الصيني
- سراج عمر.. سراج ظل فتيله متقدًا 50 عامًا
- في حضرة «فرانسيس فوكوياما»
- أليكس تنسون.. 30 عامًا من علاج الإبل العربية
- آسيا بانتظار ميلاد تحالف أمني جديد
- آل مشاري.. من بطون القصيم إلى سواحل فارس
- المستقبل والذكاء الاصطناعي محورا القمة العالمية للحكومات


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - القمة التي سرقت منها الكوريتان الأضواء