أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالله المدني - صالح جمال.. صاحب فكرة جمعيات البر















المزيد.....

صالح جمال.. صاحب فكرة جمعيات البر


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5837 - 2018 / 4 / 6 - 10:58
المحور: سيرة ذاتية
    


كان يوم التاسع من يونيو 1991 يومًا حزينًا لمكة المكرمة وأهلها، بل للسعودية بأكملها. ففيه انتقل إلى رحمة الله تعالى رائد من رواد الثقافة والصحافة والفكر، وعلم من أعلام البر والخير والإحسان عن عمر ناهز الثالثة والسبعين، وذلك على إثر حادث مروري على طريق مكة - جدة السريع.

نزل خبر وفاة الرجل كالصاعقة على الكثيرين، خصوصًا أولئك الذين تعاملوا معه في يوم رحيله نفسه. إذ كان ذلك اليوم، ككل أيام الراحل، حافلاً بالنشاط، بدأه بالتنقل بين مؤسستيه (دار الثقافة للطباعة، ومكتبة الثقافة)، ثم ذهب إلى مكتب أمير منطقة مكة سعيًا وراء قضاء حاجة شخص ما، ثم رحل إلى مدينة جدة لمقابلة وزير الحج، وفي طريق عودته من هناك إلى مكة وقع له حادث مروري، فقد شاءت إرادة الله أن يكون هو قائد المركبة في تلك الرحلة بعد أن كان قد تخلى عن قيادة السيارات لسنوات. وهكذا صُلي عليه في المسجد الحرام عقب صلاة فجر اليوم التالي، ووري جثمانه بمقابر المعلاة بحضور أهل مكة ومدن الحجاز المجاورة الذين توافدوا للدعاء له وتقديم واجب العزاء لأهله وذويه وأصدقائه، ثم ساروا معه الى مثواه الأخير في منظر مهيب برهن على أنه كان من الرجال المخلصين والعاملين الصالحين.

وقد وصف صديقه اللواء متقاعد علي زين العابدين جنازته بالأبيات الآتية:

رأيت الناس تزدحم ازدحامًا

كموج البحر يلتطم التطاما

جموع زاحفات تلو أخـــرى

تسابق بعضها بعضًا ضماما

حشود تملأ الآفاق زحـــفًا

كأن الموت ألهبها احتداما

حديثنا هنا -الذي سنعتمد فيه بصورة رئيسة على ما هو منشور في موقعه الإلكتروني الرسمي- عن رجل الفكر والثقافة والصحافة والطباعة والمشاريع الخيرية الأستاذ صالح بن محمد بن صالح بن عبدالقادر بن صالح بن عبدالرحمن بن عثمان بن عارف بن محمد جمال، المنتمي نسبًا إلى إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (طبقًا لما ورد في كتاب أعلام مكة المكرمة للشيخ عبدالستار الدهلوي، وهو مخطوط موجود بمكتبة الحرم المكي تحت عنوان «الأزهار الطيبة النشر عن الأعيان في كل عصر»).

وصفه مؤرخ الحجاز المرحوم عاتق البلادي في الجزء الأول من كتابه «نشر الرياحين في تاريخ البلد الأمين» بـ«الوجه الصبوح صاحب الابتسامة المشرقة والقلب الأبيض، شيخ أهل مكة في زمنه بلا منازع، صاحب العضويات الفعلية والشرفية الكثيرة، الدائم الحركة الدائب أبدًا، سيطول الزمن قبل أن يرى المكّيون مثله».

وسرد المرحوم الشيخ محمد علي مغربي في الجزء الرابع من كتابه «أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر والخامس عشر الهجري» أوصافه الفيزيائية فقال عنه إنه «متوسط القامة، ممتلئ الجسم في غير إسراف، أبيض البشرة، واسع العينين، أقنى الأنف يُطالعك بوجه دائم الابتسام، تتزينه لحية لطيفة مخضبة، بعد أن سرى إليها الشيب».

وقد أكد الدكتور زهير محمد جميل كتبي على ما ذهب إليه مغربي حينما ذكر في الجزء الثاني من كتابه «رجال من مكة المكرمة» أن صاحبنا «أبيض اللون، وسيم، جميل المطلع، طويل القامة، يرتدي نظارة طبية أنيق الشكل، صوته به بحة، يلبس العباءة العربية والعقال، له لحية صغيرة خفيفة، انتشر بها الشيب وهو وقار».

أما وزير الإعلام السعودي الأسبق المرحوم الدكتور محمد عبده يماني، فقال عنه في كلمة ألقاها في حفل تكريم للراحل أقامته جامعة أم القرى في يناير 2007، إنه «رجل من رجال هذا البلد، ورائد من رواده في الثقافة والأدب، ورمز من رموزه في العطاء وحب الخير ومساعدة الفقراء والضعفاء والمساكين. فإذا كان الناس ينفقون من صدقات أموالهم عطاءً متنوعًا ومختلفًا، فإن هذا الرجل لم ينفق جنيهًا ولا قرشًا أو ريالاً فحسب، بل كان يسهم بالكلمة الطيبة. وإنني أنظر الى سيرة الأستاذ صالح جمال (رحمه الله) من زاوية أنه رجل من رواد العمل الثقافي الأدبي والصحفي بصورة خاصة، فقد تحمل في سبيل هذه المسيرة الكثير من المتاعب، لكنه استمر ولم يتردد لحظة في مواصلة العمل لدعم فكره الثقافي والأدبي، حتى عندما قست عليه بعض الجهات الرقابية أو الرسمية، فقد كان مؤمنًا بالأهداف التي يسعى إليها».

ولد صالح محمد جمال في مكة المكرمة في سنة 1338 للهجرة (1918) أو نحو ذلك. وكانت نشأته في أسرة ميسورة جمعت ما بين العلم والتجارة. فجده الأكبر هو عارف جمال الذي كان حتى وفاته في عام 1163 للهجرة (1749) من علماء الحرم المكي، ووالده هو محمد بن صالح جمال الذي مارس التجارة وأثرى من ورائها قبل أن تنتكس أحواله ويضطر ابنه صالح إلى الانقطاع عن دراسته لمساعدة الأسرة.

كتب الباحث المكي حسام عبدالعزيز مكاوي في صحيفة مكة (27/‏6/‏2016) عن دراسة صالح جمال فقال: «بدأ حياته بين البيت والحرم، كحال كثير من المكيين، إذ كان منزل والده يقع في المسعى، وكذلك تجارته، فنشأ في بيئة متدينة متسامحة (...)، وقضى سنوات عمره الأولى بين الكتاتيب الموجودة آنذاك، ثم التحق بمدرسة الفائزين، ثم المدرسة التحضيرية الحكومية، ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية وأمضى بها عامين، لينتقل بعدها إلى المعهد العلمي السعودي، إلا أنه لم يمضِ به إلا عامين أيضا». وقد توسع الكاتب في هذا الأمر في مقال آخر نشره في الموقع الرسمي للمرحوم، فكتب: «كانت الدولة أنشأت المعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة بوصفه مرحلة ثانوية بعد المدرسة الابتدائية -إذ كان نظام التعليم يوم ذاك ثلاث سنوات تحضيري وأربعا ابتدائي وثلاثا سنوات ثانوي- ونقل إليه خيرة وأكفأ أساتذة المدرسة الابتدائية، ومنهم الأساتذة محمد حلمي وشيخ بابصيل ومحمود القاري، وكانوا من أساتذته الذين توسموا فيه القدرة على السير في السنة الأولى من المعهد العلمي، فعرضوا عليه الانتقال إليه من السنة الثانية الابتدائية، فانتقل إلى المعهد وأمضى به السنة الأولى والثانية ونجح للسنة الثالثة، لكن الأقدار لم تشأ أن يُكمل دراسته بالمعهد، إذ اضطرته ظروف الحياة أن يعمل موظفا للإنفاق على العائلة».

وهكذا بدأ جمال مسيرته العملية مبكرًا عبر الالتحاق بالعمل الحكومي. فعمل أولاً بوظيفة كاتب في بيت المال بمكة، ثم التحق بالمحكمة الشرعية الكبرى فيها عام 1354 للهجرة (1935) وتدرج فيها إلى أن عين رئيسًا لكتاب المحكمة المستعجلة الثانية براتب قدره 70 ريالاً، وانتقل في عام 1365 للهجرة (1945) للعمل في الشرطة، فعمل بالقسم الإداري، ثم مديرًا للمستودعات بالأمن العام عام 1368 للهجرة (1948) براتب 140 ريالاً. بعدها عمل أمينا للصندوق، فمديرًا للإدارة، فمشرفًا على التحرير بجريدة البلاد السعودية حتى نهاية 1375 للهجرة (1955). على أن مشواره في العمل الحكومي وشبه الحكومي لم يزد في مجمله عن 15 سنة، تلاها دخوله ميدان العمل الحر الذي كان يفكر به قبل تركه لوظيفته الحكومية. ويمكن القول هنا إن العمل الحكومي لئن أكسب جمال الخبرة في طرق التعامل مع الناس والاقتراب من همومهم ومشاكلهم، فإن العمل الحر منحه فرص تنمية مواهبه والإطلالة على العالم الخارجي وخدمة بلده وناسه فكريًا وثقافيًا وخيريًا.

تزامن دخول جمال ميدان العمل الحر مع حقبة تبلور النهضة الثقافية الحديثة في مكة والحجاز في خمسينات القرن العشرين، الأمر الذي شجعه على أن يكون مسهمًا في ذلك الحراك عبر قلمه، ثم من خلال تأسيس كيانات ثقافية تساعد في مد المجتمع بأدوات الفكر والمعرفة. وقد تجسد ذلك في مشروع «مكتبة الثقافة» الذي بدأ بدكان صغير ثم تحول مع الوقت إلى كيان له فروع وموزعين.

دعونا نقرأ ما كتبه عدنان الشيراوي في صحيفة عكاظ (28/‏3/‏2012) نقلاً عن مذكرات صالح جمال حول حكاية «مكتبة الثقافة» وظروف تأسيسها وأهدافها ومراحل توسعها. قال جمال في مذكراته (بتصرف): «كنت في جلسة عابرة في أوائل 1364 للهجرة (1944) مع الصديق محمد حسين اصفهاني في أثناء زيارة له بمنزلي المطل على المسعى، ومر من أمامنا الصديق عبدالرزاق بليلة، ثم الصديق أحمد الملائكة، وصعدا إلينا وجلسنا نتحدث عن حاجة مكة إلى مكتبة لتوزيع الكتب والصحف، فقد كنا نتهافت على مجلتي الرسالة والثقافة اللتين كانتا تصلان بكميات قليلة وتنفذان سريعًا، فتطور الحديث إلى سؤال: لماذا لا نقوم بإنشاء مكتبة أدبية ثقافية لتحقيق طموحات شباب مكة؟ ودار الحديث سجالاً، وتعهد أحمد الملائكة بأن يمدنا من مصر، حيث كان يقيم وقتذاك، بالكتب والصحف والمجلات، وقال عبدالرزاق بليلة إنه مستعد لإدارة المكتبة، إذ لم يكن آنذاك قد توظف بعد، وأبدى محمد حسين أصفهاني استعداده لتولي استلام الطرود في جدة وإرسالها إلينا مع تزويدنا بما عنده من صحف ومجلات، فقد كان يبيعها من خلال بسطة بشارع الندى في جدة، وتعهدت أنا بإدارة الشركة وحساباتها ومراسلاتها مع تقديم المساعد لعبدالرزاق بليلة في إدارة المكتبة».

ويمضي جمال في مذكراته ليخبرنا أن أحمد الملائكة سافر إلى مصر للتعاقد على توريد الصحف والمجلات، ومحاولة الحصول على وكالات توزيع حصرية في مكة لمكتبة الثقافة ومثلها للأصفهاني في جدة، فأرسل من هناك تقريرًا تحدث فيه عن أن مجمل ما يُرسل من مصر إلى السعودية من أقصاها إلى أقصاها وقتذاك هو 150 نسخة من مجلة «المصور»، و100 نسخة من مجلة «الاثنين والدنيا» و60 نسخة من مجلة «الهلال»، وأن «دار الهلال» المصرية مستعدة لمنح التوكيل الحصري المطلوب بشرط التعهد بتصريف النسخ المرسلة كافة. ويختتم جمال كلامه حول مشروعه بالقول إنه وشركاءه تخوفوا في بداية الأمر من الشرط المذكور، لكنهم توكلوا على الله ووقعوا العقد وحصلوا على الامتياز ووكالات توزيع «أخبار اليوم» و«روزاليوسف»، وحالفهم الحظ فكبروا وتوسعوا واستقطبوا زبائن من الفئات كافة، بمن فيهم من صاروا اليوم من كبار المسؤولين.

أما عن أهداف تأسيس «مكتبة الثقافة» فقد كتب الرجل ما يلي: «كان الهدف من تأسيس المكتبة تزويد الساحة العلمية والأدبية بالكتب الحديثة والصحف والمجلات، وامتد نشاطها إلى الاهتمام بالكتب التراثية خصوصا الموسمية. لم تكن سعة الدكان لتسمح للمكتبة بالتوسع أكثر من ذلك، وبعد انتقالها إلى القشاشية اتسعت نشاطاتها لتوفير الكتب في شتى العلوم والفنون، وصار لها موزعون في الطائف (...) وفي المدينة المنورة».

مَن كتب عن جمال بيـّن أن علاقة الرجل بالثقافة والفكر بدأت من خلال حضوره للندوات التي كانت تعقد في جمعية الإسعاف الخيرية، ومن خلال الندوات التي كان يقيمها الشيخ كامل كردي في منزله بمنى أيام الحج بحضور الأدباء والعلماء القادمين من مختلف الأقطار لأداء فريضة الحج، أي قبل وقت طويل من رحلته الأولى إلى مصر في عام 1946 والتقائه هناك بعمالقة الأدب من أمثال علي أحمد باكثير وعبدالحميد جودة السحار ونجيب محفوظ، وغيرهم ممن أثروا في وعيه الثقافي.

ولئن أسهمت تلك العلاقة في ولادة مشروع «مكتبة الثقافة» لاحقًا، فإنها لم تقف عند هذا الحد. إذ سرعان ما انطلقت رحلة جمال مع عالم النشر والتأليف، فقد أسس «دار الثقافة للطباعة» التي حملت على عاتقها نشر إبداعات الكتاب والمؤلفين السعوديين محليًا، فقامت على سبيل المثال بنشر ديوان «المهرجان» للشاعر طاهر زمخشري، وكتاب «تاريخ مكة» لأحمد السباعي، علاوة على كتاب من تأليفه بعنوان «دليل الحاج المصور» جمع فيه مناسك الحج وأحكامه وأدعيته، علمًا بأن هذا المؤلف مجرد كتاب واحد ضمن عدة مؤلفات كتبها من أهمها »من أجل بلدي»، «أخبار مدينة الرسول»، «المرأة بين نظرتين».

ومن بعد رحلة المكتبات وتوزيع الصحف، ورحلة الطباعة والنشر جاءت رحلته مع عالم الصحافة التي بدأت بكتابة المقالات الصحفية، وتطورت إلى حصوله على امتياز صحيفة «حراء» في عام 1376 للهجرة (1956)، علمًا بأن «حراء» بدأت اسبوعية تطبع في مطابع الأصفهاني بجدة، وانتهت يومية تطبع في مطابع دار الثقافة بمكة، واختفت بعد مدة من دمجها مع صحيفة «الندوة». وحول تجربته مع صحيفة «حراء»، كتب في مذكراته قائلاً: «إذا كان الكاتب الكبير مصطفى أمين يقول إنه أصدر عدة صحف بقروش كان يوفرها، فإنني أصدرت جريدة حراء دون رأسمال، فقد كانت مطابع الأصفهاني تطبعها على الحساب، والإدارة في البيت، والتوزيع في مكتبة الثقافة». ويمكن أن نضيف: كان كتابها من كبار أدباء السعودية، من أمثال محمد عمر توفيق، والأمير عبدالله الفيصل، والشيخ محمد سرور الصبان، وأحمد الغزاوي، وأحمد محمد جمال، وعبدالله عريف، وغيرهم.

لكن جمال، قبل دخوله عوالم المكتبات والتوزيع والنشر والطباعة والصحافة، كان رجل بر وإحسان، وقد تجلى ذلك في تأسيسه لأول جمعية بر في السعودية في مطلع الخمسينات الميلاديةـ تحت اسم «صندوق البر». وقد تحدث عن هذا الدكتور محمد عبده يماني (مصدر سابق) فقال (بتصرف): «إن من ينظر في عمل استاذنا صالح جمال يلاحظ انه قد أعطى الكثير من وقته للضعفاء والمساكين، وكرّس جهده للعمل الخيري بأنواعه، من خلال جمعية البر التي حرص على تأسيسها، واهتم في مرحلة من المراحل ببناء العمائر السكنية للأرامل والأطفال حتى بلغ عددها عشر عمائر موزعة على أحياء مكة، كما أنه حرص على تبني وتأسيس مشروع إنساني لمساعدة الشباب على الزواج عبر دعمهم في المهور، ومساعدتهم في ايجاد السكن المناسب وتأثيثه، ناهيك عن أنه قاد عملية توزيع الأرزاق من الجمعية على الأسر الفقيرة، وقدم لبعضها مساعدات نقدية لتعينها على ظروف المعيشة، فاستفادت حوالي 8500 عائلة، وعلاوة على ما سبق، قاد مشروع إنشاء مركز لغسيل الكلى، واختار له ساحة مستشفى النور وجعله تحت إشراف المستشفى».

ويمكن أن ندخل ضمن أعمال البر التي قام بها جمال، مقالاته التي كان ينشرها دفاعًا عن المظلومين أو قضاء لحوائجهم أو شكوى باسمهم للمسؤولين حول خلل ما أو قرار إداري متسرع يثقل كاهل المواطن، أو نقص في الخدمات، إذ كثيرًا ما وصل صوته إلى أسماع ولاة الأمر والوزراء المعنيين، فسارعوا إلى إنصاف المتظلمين أو تشكيل لجان لوضع حلول مناسبة لقضية ما أو الاستجابة الفورية لتوفير الخدمات الحكومية لحي ما.

وفي سيرة الرجل، عدا ما ذكرناه، أنشطة أخرى متنوعة. إذ تدرج في مناصب غرفة تجارة مكة المكرمة إلى أن انتخب أمينا عاما لها لأربع دورات متتالية بدءًا من عام 1977، وأشرف وترأس تحرير مجلة الغرفة منذ إصدارها في عام 1965 حتى وفاته. هذا ناهيك عن عضويته في العديد من الجمعيات والمؤسسات. فقد كان عضوًا في الهيئة التأسيسية لجامعة الملك عبدالعزيز، وعضوًا في المجلس الأعلى لجامعة أم القرى، وعضوًا بمجلس إدارة مصلحة المياه بالمنطقة الغربية، ورئيسًا للمجلس البلدي، ورئيسًا لجمعية البر بمكة، ورئيسًا لمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية.

كان صالح جمال محبًا لوطنه، يريد أن يرى فيه ما رآه في الأوطان الأخرى التي زارها، فكتب ذات مرة -بحسن نية- مطالبًا الجهات المعنية بضرورة الاهتمام بالآثار الإسلامية النفيسة الموجودة في مكة، مثل دار الأرقم، وغار حراء، وغار ثور، وموقع بيعة الرضوان، وموقع صلح الحديبية، وصيانتها وإعدادها بطريقة تسمح للناس بزيارتها على نحو ما فعلته مصر مع آثار الفراعنة، أو بريطانيا مع منزل شكسبير، أو ألمانيا مع مسكن بتهوفن. فكانت النتيجة أن تصدى له كبار علماء الدين، رافضين فكرته بحجة أنها «من البدع المحدثة، ومن وسائل الشرك، ومن مشابهة اليهود والنصارى في تعظيم آثار أنبيائهم وصالحهيم».



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شي جينبينغ.. إلى أين يأخذ الصين؟
- طامي.. توماس أديسون السعودية
- قمة القرن.. مغامرة؟ مسرحية؟ شراء للوقت؟
- من الزلفي إلى الكويت والزبير فعدن والهند وأفريقيا
- آسيان والهند.. علاقات محورها التنين الصيني
- سراج عمر.. سراج ظل فتيله متقدًا 50 عامًا
- في حضرة «فرانسيس فوكوياما»
- أليكس تنسون.. 30 عامًا من علاج الإبل العربية
- آسيا بانتظار ميلاد تحالف أمني جديد
- آل مشاري.. من بطون القصيم إلى سواحل فارس
- المستقبل والذكاء الاصطناعي محورا القمة العالمية للحكومات
- البلادي.. قلعة الحجاز التاريخية التي تهاوت
- ساعة وخاتم يشعلان الساحة التايلاندية
- أمير البيان.. وشيخ شعراء عمان
- لا جديد في علاقات بكين طوكيو المستعصية
- الحجار.. أول طبيب سعودي من الحجاز
- لا جدوى من الفتوى لإيقاف مسلسل الدم!
- النوري.. عطاء متواصل للكويت عبر الأجيال
- أيقونة جدة الجريئة.. والله واحشني زمانك
- كوريا الجنوبية تعاني من بطالة شبابها


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالله المدني - صالح جمال.. صاحب فكرة جمعيات البر