أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - كوريا الجنوبية تعاني من بطالة شبابها














المزيد.....

كوريا الجنوبية تعاني من بطالة شبابها


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5764 - 2018 / 1 / 21 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للوهلة الأولى سيبدو عنوان المقال صادما للكثيرين من القراء ممن عرفوا كوريا الجنوبية كبلد مزدهر، واقتصاد صاعد بقوة، وإدارة لا تترك شيئا إلا وتخطط له بدقة.

فالحقيقة التي باتت معروفة للجميع أن هذه البلاد استحقت بجدارة أن تـُوصف بـ«معجزة القرن العشرين»، لأنها استطاعت خلال أقل من نصف قرن فقط أن تقفز من بلد زراعي فقير متوسط دخل الفرد فيه لا يتجاوز المائة دولار إلى ثامن أكبر قوة اقتصادية في العالم يتجاوز معدل دخل المواطن فيه 30 الف دولار أي بزيادة 300 بالمائة.

وبطبيعة الحال، ما كان هذا ليتحقق لولا إرادة وتصميم السلطة السياسية ــ خصوصا في عهد الرئيس الأسبق «بارك شونغ هي» ما بين عامي 1962 و1979 ــ لإخراج البلاد من تداعيات الحرب الكورية في الخمسينات من القرن الماضي بوضع سياسات واستراتيجيات رشيدة بعيدة عن نوازع الثأر والانتقام من الجيران، بل والاسترشاد بما فعله هؤلاء الجيران، وخاصة المستعمر الياباني السابق، لجهة اللحاق بالأمم الصناعية المتقدمة.

ومن جهة أخرى لم تكن لهكذا سياسات حكومية أن تأتي أوكلها وتنجح في تحقيق المراد لولا مؤازرة ودعم المواطن الكوري الجنوبي المعروف بثقافة الولاء والانتماء، والذي شمر عن سواعده للعمل، فصار يقضي في مصنعه ومعمله ومؤسسته ساعات أكثر من تلك التي يقضيها في بيته وبين أسرته.

غير أن ما يشهده العالم من متغيرات اقتصادية اليوم جعلت كوريا الجنوبية من البلاد التي تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، خصوصا في ظل الصعود الاقتصادي والسياسي المتنامي للصين، دعك من مماحكات نظام «كيم جونغ أون» الطائش في كوريا الشمالية والتي تفرض على سيئول تحصين نفسها عسكريا ودفاعيا بضخ المزيد من الأموال في موازنتها الدفاعية. على أن مثل هذه التحديات ليست جديدة على هذه البلاد، فقد تعرضت لها من قبل، وتحديدا خلال الأزمة المالية العالمية في التسعينات والتي نجحت في تجاوزها بالرؤى السديدة والخطط الحكيمة وتضافر جهود الدولة مع جهود مؤسساتها وشركاتها العملاقة.

وعلى الرغم من هذه الحقائق، فإن الاحصائيات المحلية والدولية تفيد أن كوريا الجنوبية سوف تحقق في العام الجاري (2018) معدلات نمو لا تقل عن 3.2 بالمائة بسبب زيادات متوقعة في التصدير والاستهلاك المحلي وجذب الاستثمارات الاجنبية. وإذا كانت الزيادة المتوقعة في التصدير إلى الخارج مردها التقدم التكنولوجي المشهود للبلاد الجاذب للاستثمارات، فإن الزيادة المتوقعة في الاستهلاك المحلي سوف تكون بسبب خطة حكومية لرفع الحد الأدنى للأجور والرواتب.

وإذا ما عدنا للحديث عن موضوع البطالة، وهي ظاهرة بات لا يخلو منها أي مجتمع بغض النظر عن تصنيفه الاقتصادي ( متقدم أو نامي)، نجد أنها بلغت مستوى 3.3 بالمائة بصفة عامة لكنها إرتفعت في صفوف الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و30 سنة لتصل حاليا إلى 10 بالمائة تقريبا. وهذا الرقم هو الأسوأ منذ أن بدأت الحكومة جمع البيانات حول البطالة طبقا لما أوردته مؤخرا وكالة «يونهاب» الرسمية للأنباء.

ويجب هنا توخي الحذر عند الحديث عن مصطلح البطالة في هذه البلاد لأن له مفهومين مختلفين: أحدهما يتعلق ببطالة الشباب المستعدين للعمل بصفة دائمة لكنهم لا يجدون من يتيح لهم فرص التوظيف، والآخر يتعلق بأولئك الشباب غير المتحمس للعمل من خريجي الجامعات والمعاهد ممن يفضلون وظائف موسمية أو لفترات محددة بدلا من وظائف دائمة. ويقال إن الفئة الأخيرة يبلغ تعدادها أكثر من مليون نسمة.

وفي حين لا تستبعد حكومة الرئيس الحالي «موون جاي إن» ( تولى السلطة في مايو 2017) هذه الفئة الأخيرة من اهتمامها، فإنها تركز على خلق الوظائف للفئة الأولى وفق استراتيجية بدأ العمل بها منذ العام المنصرم ومحورها زيادة الإنفاق الحكومي من أجل خلق ما لا يقل عن 230 ألف وظيفة جديدة في القطاع العام، وتشجيع الشركات الخاصة على التوسع في تعيين المزيد من الشباب مع تقديم دعم حكومي لها، علما بأن الشركات الخاصة العاملة في القطاع الإنتاج الصناعي الموجه للتصدير بلغ عدد العاملين به وفق إحصائيات عام 2017 نحو أربعة ملايين ونصف المليون عامل وموظف.

بموازاة تلك الاستراتيجية تعمل الحكومة الكورية الجنوبية على استخدام آلية الإعفاءات الضريبية لترغيب من اقتربوا من سن التقاعد على ترك وظائفهم لجيل الشباب، وخصوصا المبدعين والمبتكرين منهم ممن أنهى دراسته في الكليات التقنية العالية.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخاجة.. رأى الفنون كما يرى الطائر المحلق الأرض
- رجل التعليم الأول في الكويت ومؤسس معارفها
- باكستان بين نار المتشددين وضغوط واشنطن
- بلفقيه.. أدار ظهره للعبث اليمني.. ورحل
- هل ستعجل أزمة كوريا الشمالية برحيل تيلرسون؟
- المردي.. ملك الصحافة الحديثة في البحرين
- هل سينجح راهول غاندي في المهمة؟
- متاعب ما بعد الملكية.. النيبال نموذجًا
- ماذا تريد واشنطون من نيودلهي؟
- قائد الدبلوماسية الإماراتية في سنوات التكوين الأولى
- هل نجحت زيارة ترامب الآسيوية؟
- هدى الغصن.. أول مديرة تنفيذية في تاريخ «أرامكو»
- الشاعر المتمرد على الصمت المنافق
- نصر بطعم الهزيمة
- ماذا وراء الدعوة لانتخابات مبكرة في اليابان؟
- شارع الملك خالد.. شانزليزيه الخبر والمنطقة الشرقية
- مأزق واشنطن مع طهران وبيونغيانغ
- نفته بريطانيا من مصر فعاد إلى لندن سفيرًا للسعودية
- فارس النغم الكويتي أقسم ألا يلمس العود!
- ولا تزال الهند تقدم النماذج والمفاجآت


المزيد.....




- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-
- بخيوط من ذهب وحرير أسود.. الكعبة ترتدي كسوتها الجديدة مع بدا ...
- رافائيل غروسي يكشف معلومات مهمّة عن البرنامج النووي الإيراني ...
- ترامب يضغط لوقف حرب غزة ونتنياهو يرى فرصة لاتفاقات سلام جديد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - كوريا الجنوبية تعاني من بطالة شبابها