عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5881 - 2018 / 5 / 23 - 17:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
غسيل الأموال .. و تبييض الوجوه
في الاقتصاد ، كما في القانون ، فإنّ عملية غسيل الأموال Money laundering هي جريمة اقتصادية تهدف إلى منح الأموال مجهولة ، ومشبوهة المصدر ، شرعيّة قانونيّة، وذلك من أجل امتلاكها ، أو التصرّف بها، أو إيداعها، أو استبدالها، أو نقلها، أو التلاعب في قيمتها ، لأنّها عائدات من أنشطة غير مشروعة ، كإنتاج وتسويق المخدرات ، واختطاف الرهائن ، وسرقة موجودات ثمينة يصعب بيعها (كالمجوهرات النادرة ، واللوحات الفنية ، والقطع الأثريّة ..) والإرهاب، والاختلاس ، وأتاوات المافيات ، وعمولات الفاسدين ، وأتعاب الخيانات الصغرى والكبرى .. وغيرها كثير.
ويمُرّ غسيل الأموال بمراحل ثلاث هي :
أوّلاً - مرحلة الإيداع . و تُعرف أيضاً بمرحلة "التوظيف" أو الإحلال، ويتمّ بها التخلص من كميات كبيرة من النقود القذرة بعدّة طرق (يمكن الاطلاع عليها في الكتابات ذات الصلة بهذا الموضوع) ، بهدف تسهيل عملية اعادة بيعها ( أو تسويقها) لاحقاً .
ثانياً - مرحلة التمويه : و يُطلق على هذه المرحلة أيضاً اسم مرحلة "التعتيم" ، أو التجميع . و تبدأ عندما تدخل الأموال الى قنوات النظام المصرفي الشرعيّ ، فيقوم غاسل الأموال بفصل ( وعزل) الأموال التي يُريد غسلها عن مصدرها غير الشرعي.
ثالثاً - مرحلة الإدماج : و هي آخر مراحل عملية غسيل الأموال . وتتمثل في منح هذه الأموال الطابع الشرعي، لذا تُعرف باسم مرحلة "التجفيف" . وهنا "تُدمَج" الأموال المغسولة مع النظام المصرفي، والدورة الاقتصادية فتظهر على أنّها عوائد طبيعيّة لصفقات تجارية معروفة واعتياديّة .
في السياسة .. كما في الاقتصاد ..
يحدث الأمر ذاته .
حيث يتمُّ تبييض الوجوه الكالحة على ثلاث مراحل ، هي : الإيداع ، والتمويه ، والإدماج (داخل الكيان السياسي – المجتمعي) .
بعدها تُستكْمَلُ عملية "غسلها" ، و "تبييضها" ، بكمٍّ هائلٍ من الأوهام ، والتنظير ،
والتدليس ، والأكاذيب الصفيقة .
ومن ثمّ يتمُّ تسويقها ، وترسيخها في ذاكرة الشعوب الضعيفةِ المُتعْبَةِ ، بالنوايا الطيّبة ، و اليأسِ العميقِ .. و الآمال العظيمة أيضاً .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟