قصص انتخابيّة قصيرة جداً

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)

الحوار المتمدن-العدد: 5873 - 2018 / 5 / 15 - 01:27
المحور: كتابات ساخرة
    

قصص انتخابيّة قصيرة جداً


نسبة المشاركة في المركز الانتخابي رقم واحد / فندق الرشيد / هي 100% !!! .
وهذا هو المركز الانتخابي الوحيد الذي فيه الناخِبون ، هم ذاتهم المُرَشَّحون !! .
والمركز الانتخابي الوحيد الذي لم "تِحْمَه" به الأجهزة .. ولم تتعطّل !!! .
والمركز الانتخابي الوحيد الذي لا ضرورة فيه لـ "تحديث" بطاقة الناخِب !!! .
والمركز الانتخابي الوحيد .. الذي مقرّه فندق خمس نجوم ، وليس مدرسة ابتدائيّة آيلة للسقوط .. لا كهرباء فيها ولا ماء .. ولا مجاري !!! .
والمركز الانتخابي الوحيد الذي ليس فيه تزوير !!! .
والمركز الانتخابي الوحيد الذي لا تقوم به الجهات الأمنية بتفتيشك أنت وافراد عائلتك ، والخلّفوك من سابع ظهر ، أربع مرّات ، قبل وصولك الى المركز الانتخابي !!!!!!.
*
يكَولون ورا الظهر ارتفعتْ حماوة الناخبين . بس المشكلة ورا الظهر همّاتين .. ارتفعت حماوة الأجهزة . ومن ورا هاتين الحماوتين .. ولأن لكل فعل رد فعل .. خاصةً بمُحرّك الديموقراطية مالتنا .. بُردَتْ نسبة التصويت .. وأصدقاءنا المُرشّحين المُستقّلين .. تزحلَكَوا بالثلج .. وذابَوا بالراديتر الانتخابي . ويكَولون أكو عمليات انقاذ مستعجلة .. وتنفّس اصطناعي .. بلكي واحد من المُرشّحين "الجُدُد" يِشْهَك .. ويكَول "قيق" .. ويفوز بمقعد بآخر صف المقاعد الموجودة على اليسرة .. يم قنفة البرلمان المشكَوكَة !!!! .
وكما صاح أحد جنود الحرب العراقية الأيرانيّة ، في برنامج اذاعي جان اسمه "سلّم على أهلك كَبُل متموت " ، إحْنه همّ نصيح :
"إنْ ينصركم الله .. فلا مانع لدينا " !!!!!.
آمين .
*
قالت العربُ قديماً (و اليوم أيضاً):
"البَعْرَةُ تَدُلُّ على البعير، والأثَرُ يَدُلُّ على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج ، ألا تَدُلُّ على العليم الخبير؟" .
لذا ، واستناداً الى هذا القَوْل "البدويِّ -المدينيِّ" المأثور ، فأنتم الذين شاركتم في الانتخابات ، قد وضعتم انفسكم أمام "خيارات" خمسة لا "خيار" آخرغيرها :
- فإمّا أنّكم اخترتم "البعير"، من خلال "بعراته" التي تعثّرْتُم بها طويلاً.
- وإمّا أنّكم اخترتم الذين بمقدورهم أن يتركوا "أثَراً" ايجابياً لكم ولبلدكم .. و يحدّدوا لنّا ، ولكم ، "المسير" الذي سنسير عليه للسنوات القادمة .. وذوله ميفوزون أبد ، لأن "الطريق" بعده مَمْبَلّط !!.
- وإمّا أنّكم اخترتم "العليم" و "الخبير" .. وذوله برجوازيين صغار .. "ماعَوا" من حِمَتْ الاجهزة .
- لو باجر ، لو بعد باجر على الأكثر ، راح تطلع النتائج مو بصالحكم ، و تْكَبّ العيطة .
- لو يُكَلُبْها بينا وبيكُم العليم الخبير .

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل