أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الخالصي - الحرب الناعمة على الحشد الشعبي














المزيد.....

الحرب الناعمة على الحشد الشعبي


احمد الخالصي

الحوار المتمدن-العدد: 5877 - 2018 / 5 / 19 - 14:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب الناعمة على الحشد الشعبي


احمد الخالصي

 

بلا شك أن  تكدس كميات كبيرة من الحقد والرعب يصار لتحويل العقل لمرتع لكل مواشي المحاولات القذرة في سبيل الارتواء للنيل من المقابل , هذا مايرشدنا لشبابيك الوطن كيف بدأت تُطرق بمختلف الوضعيات والأشكال فتارة يُصبغ الزجاج بريش الغراب وتارة يستفيق الشباك على نقرات عصفور صغير يحمل بين جنحيه الكثير من ريش الصقور.

أكاد أكون أكثر البعيدين بعدا عن نظريات المؤامرة والخيال الجامح الذي تزهر به الكثير من العقول اليوم, لكن من منطلق المعطيات ومايجري فأن ما أريد الخوض فيه هو حقيقة تكاد تكون معروفة لدى أغلب من لديه اطلاع, ألا وهي الحرب الناعمة فهي اليوم حقيقة جوهرية تسعى إليها القوى الكبيرة في سبيل مواكبة الأحداث بعد  التطور في وسائل الاتصال الذي ألغى فكرة الحدود وجعل منها مجرد  أشكال هندسية لا محل لها من الإغلاق , لذلك قوض هذا التطور استخدام القوى الصلبة كثيرا وجعلت الدول الباحثة عن السيطرة تسعى لسد هذه الثغرة فلم تجد غير القوى الناعمة سبيلا لذلك, القوى الناعمة وفي ابسط تعريفاتها وفق مانراه. فهي التأثير في المقابل وحمله على إتباع ما نفعل دون اللجوء إلى عنصر الإكراه, وبالتالي فجوهر القوى الناعمة هو الركن النفسي وهذا ماجعل هذه القوة اخطر وأعظم من مثيلتها الصلبة, والخطورة تعود لحجم التأثر السريع التي تعاني منه أغلب طبقات المجتمع نتيجة انعدام الوعي والسند الثقافي اللازم لردع كل ما هو غير ملائم, كذلك فالقوة الصلبة تولد ممانعة مهما طال الزمن بعكس الناعمة التي تشبه الرداء الخفي لشخصٍ يضربك دون أن تحدد هويته.

أن  ولادة الحشد بلا شك هو مفاجأة أصابت داعش وصُناعها ببؤسٍ لازالوا يعيشونه ومن دون الخوض في أسباب وقضايا سقوط المناطق وكيف استرد الحشد زمام المبادرة وأعاد للدولة هيبتها المفقودة منذ 2003 لأن هذا الأمر أصبح معروفا لدى الجميع. فإن العقلية المتمرسة للأمريكيين ومن خلفهم إسرائيل لايمكن في أي حالٍ من الأحوال أن تتقبل فكرة وجود جيش عقائدي لأن وجود هكذا قوات هو تهديد فعلي وخطر وجودي بالنسبة لإسرائيل ولهم تجارب سابقة مع الجيوش العقائدية كادت ان تدحرهم لولا الخيانة لذلك عمدوا اليوم لأنهاء اقوى الجيوش في المنطقة والعمل على تفكيك المتبقي منها, فكيف بهم وقد أهان الحشد مخططاتهم وفاجأهم بعقيدته التي جعلت أموالهم رمادا تذرها الرياح, وبالتالي فلا يمكن أن تُترك هذه المؤسسة لحالها دون ممارسة مختلف أنواع الحروب عليها, أن من أخطر السهام التي قد تصوب من هذه الحرب هي ضرب الحشد الشعبي في عقيدته وللسبب الذي  ذكرناه أعلاه, أن  ضرب العقيدة اليوم بات مطلبا أساسيا في الإستراتيجية الأمريكية تجاه العراق عن طريق إشاعة الأفكار والمبادئ الدخيلة التي بدأت اليوم تزين عقول شبابنا وبوجود الأدوات الناجحة فأنهم تمكنوا من الوصول بعيدا في هذا الهدف, ولعل أقوى هذه الأدوات هي وسائل التواصل الاجتماعي التي اخترقت حاجز الاتصال وأصبحت روتينا يوميا لنا.

 أن الغاية الحقيقية من ذكر ماورد أعلاه هو الوصول للحقيقة الكامنة والسلاح الأبرز لتنفيذ أهداف الحرب الناعمة ألا وهي (السوشل ميديا) فنتيجة الانتشار الواسع لهذه الوسائل من جهة وكلفتها الرخيصة من جهة أخرى كذلك الدعم العلني للأجهزة الأمريكية (الأمن القومي والـ سي آي أي ووزارة الخارجية) لهذه الوسائل عن طريق نشرها والعمل على وصولها لكل بقاع العالم وتدعيم البرامج المضادة لحضر هذه الوسائل وهذا باعترافهم وليست اوهام كاتب ثوري. لذلك نرى الترابط واضحا في محاربة الحشد نفسيا وهذه الوسائل وذلك عبر تجنيد أُناس توفر لهم إمكانيات مادية كبيرة ولوجستية فيبادرون لنشر صفحات سرعان مانجدها انتشرت بشكل واسع وهذا ينطبق على الكثير اليوم من قبيل تلك التي تقوم بنشر الأفكار عن طريق صفحات واسعة حيث نجد فارق التوقيت ووحدة الموضوع والهدف واضح للعيان وهذا ما يقودنا بلا شك لإدارة واحدة لجميع هذه الصفحات، تقوم هذه الصفحات على مبدأ أساسي لها وهي اللامباشرة في الطرح أي طرح القضية بشكل محايد والتركيز على نقاط تشكل صفعة للقارئ الموجه إليه الكلام وبالتالي تحافظ على نفسها من الاتهام وتكون بذلك قد حققت الغاية التي دُعمت من أجلها , فاليوم نجد هؤلاء يبدعون في توجيه الناس بالضد من الحشد عبر الترويج للأكاذيب والشائعات والتزييف.

وإذا ما عرجنا على النطاق الواسع نجد أن هناك كما من الأفعال التي تمارس بحق هؤلاء الإبطال لقتالهم نفسيا بعد أن عجزوا عن مواجهتهم عسكريا من قبيل تأخير الرواتب وإيقاف قانونهم الذي ينص على مساواتهم بأقرانهم من منتسبي الأجهزة الأمنية , مضافا لاستمرار الإعلام المعادي العربي والعراقي للتصيد بالماء العكر عبر تلفيق التهم وافتعال أخبار مزيفة من أجل توجيه الرأي العام نحو ضرورة إزالة الحشد الشعبي.

في الختام الحشد الشعبي اليوم بحاجة ماسة لالتفاف الناس من حوله أكثر، للشد من أُزره وأن يكونوا سندا له بعد أن شكل

سلاحا لقتل الارهابيين في الوقت الحاضر وكيانا مرعبا لكل المتربصين بهذا الشعب في المستقبل



#احمد_الخالصي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للمهدي من بعد النفاذ
- الإنتحار ليس شجاعة
- الطف بأكمله
- إلى علي
- إلى أحمد راضي
- ابا (طلبة)
- التعليم إلى قاع الضياع ج 2
- ضحالة التنظير البعثي(قراءة في الإختراق الفكري البعثي الأخير)
- التعليم إلى قاع الضياع ج1
- الحسين.. الفاصل الجامع بين الحشد والنازحين
- قصيدة (ياموصلية)
- قصيدة -هدايا ومدن-
- الاستثقاف توأم التضليل
- عروس الحرب
- محمدٌ بين خيارين
- أعلان عمل
- مكان الحسين
- الخدمة في كربلاء حطمت غينيس ذاته
- شجرة الاربعين وثمارها الطبية
- (قارعة المنية)


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الخالصي - الحرب الناعمة على الحشد الشعبي