أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد الخالصي - الحسين.. الفاصل الجامع بين الحشد والنازحين














المزيد.....

الحسين.. الفاصل الجامع بين الحشد والنازحين


احمد الخالصي

الحوار المتمدن-العدد: 5760 - 2018 / 1 / 17 - 22:04
المحور: سيرة ذاتية
    


أحمد الخالصي


الحسين.. الفاصل الجامع بين الحشد والنازحين


تكثر الصعاب وتمتزج بألوانٍ تجعل عيون الفرشاة مُضرجة بالدموع، لكن الباعث للابداع في فؤاد الوطن هو بقاء اللوحة مكتملة المعالم رغم الأيادي العابثة.
إعدادُ الطعام ثوابًا من أجل سيد الشهداء يبعث في النفس اطمئنانا لمسيرة أموالك، وبعد أن اُكتمل تجهيز الطعام من قبل إحدى العوائل من أبناء منطقة (جيزاني الجول) التابعة لقضاء الخالص، حيث من المقرر أرساله إلى حشدنا الشعبي المرابطين في ساحات القتال مراعاة لمبدأ الأحقية، وخلال مرافقتنا لرحلة إيصال الطعام إلى أبطالنا، قرر أحد افراد ذلك البيت أن يتم تقسيم الاكل مناصفة مع النازحين، إيمانًا برسالة الحسين الخالدة التي تملأ بكلماتها الأرجاء المعمورة كافة.

الساعة العاشرة والنصف صباحًا وصلنا إلى منطقة الزاب الأسفل التابعة لمحافظة كركوك، بعد إن قضينا ست ساعات ونصف في الطريق، مع العلم أن الانطلاقة كانت من معسكر أشرف (ديالى).

ورغم جمال الطبيعة في تلك المدينة، إلا أن مشاهد جنودنا وهم بزي الغيرة حاملين الضمير كسلاحٍ يُعلق في أكتاف قلوبهم، كان أكثر جمالًا ودهشةٍ، وبعد الجلوس مع هؤلاء الأبطال تحدثوا عن تعرضهم بين الحين والأخر لهجمات من قبل الدواعش، ولن أقول (فلول) وذلك لعدة أمور كنا شاهدين عليها، منها تواجدهم بأعداد لايستهان بها خلف تلك السلاسل الجبلية القريبة من حدود سيطرة القوات الكردية، وقد قيل لنا من بعض المتواجدين هناك، أن أغلب أماكن سيطرة البيشمركة سابقا، قد شهدت تواجد عناصر داعش الآن. وبشأن وجود تلك العناصر، كنا قد شهدنا أثناء توزيعنا الطعام على القطعات المنتشرة، تعرض أحد الارتال لنيران قناص مع أطلاق (هاونات) وتمت معالجة الموقف سريعًا.

الهدف من ذكر هذه الامور هو حث القيادات الأمنية على تنفيذ عملية نوعية لتطهير هذه الاماكن، حتى لانفقد المزيد من الجنود، مع التذكير بوعورتها التي تنقسم مابين سلاسل جبلية وسهول ذات حشائش طويلة، تحجب الرؤية ما يُصعب المهمة على أبطالنا .

انتقلنا بعدها الى صلاح الدين، وتحديدٍ في (تل كصيبة) حيث تم توزيع النصف الخاص بالنازحين، وهناك تكلمنا مع بعض الأخوة الذين حدثونا عن كيفية خروجهم، إذ تم دفع مبلع من (3 ورقات إلى 5 ورقات) عن الشخص الواحد لقاء قيام الدليل من مناطقهم بأخراجهم من تلك السجون الفسيحة التي وضعتهم بها تلك العصابات. اما المنظر هناك كان ماطرا بالوجع، أطفالٌ بثياب لاتكفي لسد رمق الشتاء، ونساء تترصدهنّ الحيرة وهنّ يفكرن بتحضير الوجبات، ورجالٍ قتلتهم الآهات على مُشاهدة عيالهم هكذا دون قدرتهم على عمل أي شيء، لكن رغم كل هذا فقد أدخلت الوجبة التي تقاسموها مع أخوتهم المقاتلين السعادة الى نفوسهم، وباتوا فرحين بهذا الطعام الذي يحمل نكهة السلام والحب، يحمل بين مكوناته اسم الحسين، فالحسين ياسادة فاصل لأي حقد، وجامع بين العقول برابطة الحرية التي تحتضن أيادي جميع الأحرار في العالم.



#احمد_الخالصي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة (ياموصلية)
- قصيدة -هدايا ومدن-
- الاستثقاف توأم التضليل
- عروس الحرب
- محمدٌ بين خيارين
- أعلان عمل
- مكان الحسين
- الخدمة في كربلاء حطمت غينيس ذاته
- شجرة الاربعين وثمارها الطبية
- (قارعة المنية)
- (فاطمتان بتفاحةٍ واحدة )
- قصيدة (لاصق الانفصال)
- العبادي أنتصر بالسياسة الخارجية
- (متخمٌ لايشبع) قصة قصيرة جدًا
- الوطن قتلني
- ومضة عاشورية
- شاعر الخلود
- إلى شعبي
- قصيدة الماء
- تعريفات عاشورية


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد الخالصي - الحسين.. الفاصل الجامع بين الحشد والنازحين