أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة عطا العبودي - مفهوم الحكومة الاسلامية في فكر المحقق الاردبيلي














المزيد.....

مفهوم الحكومة الاسلامية في فكر المحقق الاردبيلي


فاطمة عطا العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 5873 - 2018 / 5 / 15 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نجد من الضروري القاء الضوء على نوع الحكومة الاسلامية في فكر المحقق الاردبيلي وان كانت عائدة لزمن ماضي ومرتكزة على فكر فقيه ينتمي للقرن العاشر الهجري الا انها مبنية على اسس فكرية ما زال يوجد من يؤمن بها ويحاول تعميمها على بقاع المعمورة ولاسيما الاسلامية منها وان اختلفت الطرق والوسائل الى ذلك.

من هو المحقق الاردبيلي: هو احمد بن محمد الاردبيلي المشهور بالمقدس الاردبيلي والمعروف بالمحقق الاردبيلي وكان من مشاهير ومفاخر علماء الامامية في القرن العاشر الهجري ومعاصراً للعهد الاول من
السلطنة الصفوية محل ولادته في قرية نيار من توابع مدينة اردبيل.

مفهوم الحكومة الاسلامية عند المحقق الاردبيلي:

تعد الحكومة في فكر المحقق الاردبيلي ضرورة اجتماعية لحياة البشر لحاجة الانسان اليها لكونه مخلوقاً مدنياً بالطبع فحياة البشر لا تستقيم او تسير بدون القانون والشريعة التي هي عبارة عن " تعليم حسن المعاش والمعاد طبقاً للصواب والسداد ورفع الظلم والفسق والفساد " فوجود الحكومة في حياة البشر له ضرورة عقلية وهي من اللطف الالهي بالناس اذ يرسل اليهم الانبياء لكي يعلموهم الشريعة والقانون والمصالح لكي يتبعوها والمفاسد ليتجنبوها وان هذا الامر هو في عهدة اشخاص ينصبهم الله لهذا الغرض يعلم اهليتهم ويرضى عنهم وهو ما يقع تعيينهم على الله بنفسه . فلا يترك مخلوق من المخلوقات بدون قائد اوامام وذلك حتى في بدن الانسان فاللحواس الظاهرة والباطنة قائداً وهو القلب فاذا كان صحيحاً وسالماً فان جميع الاعضاء تكون سالمة واذا فسد تؤول جميع الاعضاء الى الفساد وتوجب خراب معمورة البدن الانساني ولكي لايكون الناس بالضلال والحيرة فانهم لايتركون بدون قائد او رئيس.
على ما ورد اعلاه فان وجود الحكومة في حياة البشر هو ضرورة حتمية ومن ثلاث منطلقات:
الاول عقلي والثاني يتعلق باللطف الالهي والمنطلق الثالث الاجتماعي للانسان لكي لاينحو الى الفساد والخراب من دون قاطع مابيه وبينهما يدله على الصواب والصلاح.

من هو قائد او رئس الحكومة الاسلامية في فكر المحقق الاردبيلي:
يكون مصدر الحاكمية للحكومة الاسلامية "الهياً " اي ان الله يعين الحاكم او القائد لها بالخصوص وعلى ذلك فأن الله يفوض رئاستها الى رسوله واوليائه المعصومين وتكون حاكميته مطلقة على امور الناس الدينية والدنيوية معاً بلا انفصال او فراق ، وهذا النوع من الحكومة يسميه الاردبيلي بالحكومة المشروعة لكونها ارتكزت على حاكمية الله المتمثلة بولاية النبي وولاية المعصومين ونوابهم العامين اي الفقهاء الجامعين للشرائط. والولاية النبوية افضل واكمل وجه للحاكمية الالهية على الارض فحكومة الرسول هي اصلح حكومة وهو اصلح فرد للتدخل في اور الناس الدينية والدنيوية وهو الذي يستطيعان يجلب المصالح ومنافع الناس الدينية والدنيوية ودفع مفاسد ومضار الامور عن حياتهم وتنظيم مبدأهم ومعادهم بافضل نحو .
وبما انه لانبي بعد نبي الله (محمد ) (ص) لذا وجب ان يكون له خلفاء في امور الناس الدينية والدنيوية لهم نفس صفاته وشرائطه ما عدا النبوة ، ويقومون بنفس الواجبات التي قام بها النبي من حيث تبليغ الاحكام الالهية وحفظ الشرع بعد الرسول ويتصف الامام الذي يخلف النبي برئاسة الحكومة الاسلامية بنفس خصائص وصفات الرسول وهي: ( العصمة ، الخلو من العيوب العمى والطرش وسوء الخلق والقسوة والجبن والتخلق باخلاق وضيعة ولدغة اللسان ، اي ان يكون افضل من جميع الامة) وعلى ذلك فخلافة الرسول لا تكون الا على ايدي الائمة المعصومين ذلك ان جميع الامور الدينية والدنيوية التي تحتاجها الحكومة تقع على علوم وشروط غير محدودة وهي لاتوجد في غير المعصوم .
ولابد من الاشارة الى الاختلاف في الفكر السياسي لفرق المسلمين بشأن تعيين الامام ، اذ يعتبر اهل السنة ان المهم تعينه عن طريق الاجماع او النص او بيعة المسلمين ، في حين ان طريق ثبوت الامامة و الولاية باعتقاد الشيعة هو نفسه طريق ثبوت النبوة ويجب ان يكون بنص من الله او النبي او الامام المعصوم فطريق التعيين امام المسلمين هو النصب من قبل الله والرسول والامام المعصوم ويتعبره واجباً
من الله والرسول . وبما ان التكليف باقٍ لحاجة البشر الى الشريعة الالهية والحكومة باقية حتى في عصر الغيبة وهنا يكون محل اشغال الحكومة للقيادة والرئاسة عليها من قبل الفقهاء الجامعين للشرائط فقط (كالعلم والعدالة وهم ورثة الانبياء وقائمين مقام امام العصر ونوابه ويعتقد ان اذذن الامام بنيابتهم معلوم وبديهي لانه في غير هذه الصورة سيحدث الاختلال في نظام عصر الغيبة وسيختل نظام المجتمع وتؤول حياة الناس الى الضيق والحرج . لان الحكام الفاسدون والجائرون من غير الممكن ان يتولوا القيادة الدينية والدنيوية لجماعة المتدينين حيث لايقبل الله ابد حكومة الفاسقين على المؤمنين وعليه فالحكومة في عصر الغيبة جائزة لاشخاص يكون الله ورسوله راضٍ بحكومتهم .فبدون الامام لايمكنالاقتراب من الصلاح والابتعاد عن الفساد.ويورد ادلة عقلية ونقلية لذلك وهي الحكومة المشروعة في فكر المحقق الاردبيلي. ان نموذج الحكومة المطروح في فكر المحقق الاردبيلي نجده يتوافق مع الحكومة الاسلامية في جمهورية ايران الاسلامية عن طريق توظيف فكرة الولي الفقيه ، وبالاشارة الى ان دستور جمهورية ايران الاسلامية قد اشار اليها في مواضع عدة والى السعي نحو تصديرها الى الدول الاخرى.

المصدر
* علي خالقي،افاق الفكر السياسي عند المحقق الاردبيلي، ترجمة :فاطمة شوربة،(ايران، مؤسسة دار معارف الفقه الاسلامي،2006).



#فاطمة_عطا_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداول السلطة في العراق باسلوب الديمقراطية التوافقية أم بطريق ...
- حكومة الشراكة الوطنية في العراق مومياء السياسة ونعش الديمقرا ...
- سياسة الدمى وعودة الفوضى
- اجتماعات الطاولة المستديرة أم اجتماعات المثلث والنجمة
- ديمقراطية مع وقف التنفيذ
- من فردية مصادرة الإرادة الشعبية العراقية إلى تعدد مصادرها
- العنف السياسي واثاره على المجتمع في العراق
- النفاق في السياسة امر لابد منه
- الضبابية والتزوير أم الشفافية والوضوح سمة الانتخابات العراقي ...
- الكوتا السياسية لنساء العراق انطلاقة نحو الديمقراطية ام تحجي ...
- الأنظمة الانتخابية في العراق ممارسة للديمقراطية أم سلوك للمح ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة عطا العبودي - مفهوم الحكومة الاسلامية في فكر المحقق الاردبيلي