أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسيم رفعت فرحات - صباح ترك الله














المزيد.....

صباح ترك الله


وسيم رفعت فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 5873 - 2018 / 5 / 15 - 12:44
المحور: الادب والفن
    


بداية ، أنا في إضطراب نفسي حاد ، إذ قال لي الطبيب
إبتعد عن الكتابة قليلا ولكن يبدو أنني مرغم عليها في هذا الوقت لأن لسان حال الطبيعة يختل بيولوجيا في الصباح ...

الساعة التاسعة في صباح يوما جديد ، أشكر الرب على نعمة حرماني من السجائر والقهوة لأنه لو توفرت السيجارة و فنجان القهوة لإستعملهن مسكن في تهدئة ثورة الفكر المسموم الذي يدور من حولي ، وكأن الفلسطيني في إنشال دائم ..
من ماذا خلق الفلسطيني ؟
_ يقول يامن : خلق الفلسطيني من فوضى ، تارة تراه إبن الموت ، وتارة تراه إبن الحياة ، حقيقة سقطت سهوا من معركة الجدوى واللا جدوى ، معركة خرجت من فم الشيء واللا شيء .. من فم الحلم واللا حلم .. هكذا تكون الفوضى جزءا من طينته التي جبلها الله وسواها لتكون مواطن يقطن في أرض كلها أزمات .

_ يقول يونس : خلق الفلسطيني من ثورة .. وقتذاك عندما كان الله يعجن هذه الكينونة الفلسطينية كانت تتعارك مع الماء وتقاوم وكأنها كانت تعرف أنها ستهبط إلى المجهول ، ستهبط لتكون في صراعا دائم مع الإحتلال .. مع كل الأسباب التي تريد مصادرة حقها بالحياة ..

يونس مواطن بسيط ، خريج .. لا يملك حتى ثمن سيجارة يوما ما كان يخاطبني قائلا : لولا المجاز يا صديقي لقيل عنا ملحدين ..

أريد الضحك حقا ..
لماذا ؟ لا أعرف ولا أريد حتى المعرفة ..

_يقول محمد : خلق الفلسطيني من صبر ، وإسألو أهل القطاع عن ذلك ، جربوا أن تتحدثو مع طفل غزي ، ستجدوا فيه مجموعة من أيوب ، ولو أني وجدت جمع لكلمة أيوب لضفتها ، إن المواطن الغزي مشروع أيوب جديد ، خلق على عالم بشع تحكمه مجموعة من اللحى التي لها انياب .. تمزقك إن مارست حقك بالإحتجاج والرفض وتحبك إن كنت مؤيدا ماهر .. طالما أنكم تقطنون في القطاع فأنتم مطالبون بالصبر وإخراج الأيوب الذي يقطن في قلوبكم من أجل هناء قيادة لا تعرف الحب وشركة كهرباء لا تعرف النور وجرح مدينة لا يعرف الإلتئام ..

الساعة التاسعة والنصف .. وكأني أنقل للقارىء بث حي مكتوب للأجزاء التي خلق منها الفلسطيني وربما لم يخون الذين أبدو رأيهم التعبير ، ولكني مخلوق من وجهة نظر وأريد نقل ما في خاطري هنا ..

الفلسطيني مخلوق من تراب مثله ك باقي العالم ، ولكن ترابه يختلف بعض الشيء لأنه معجون داخل بضعة أشياء تسربت خلسة أثناء بداية تكوينه ، ما قاله الأصدقاء كله صحيح ، ولكن المجاز يضحك وأنا كذلك ..


إسمعوا لنغير طريقة الوصف ربما لن يعجب البعض ..

الفلسطيني مخلوق عادي ، يقطن في مخيميات عادية ، هذا لا يعني أنه لا يتواجد مخيمات ٥ نجوم ، ولكن لنعتبر أن المخيمات عادية ، موجودا فيها منذ سبعين عام ،

سبعون عام يحلم بكتابة قصيدة على بحر حيفا وعكا ، ولكنه لا ينجح في ذلك .. هذا يعني أن الفلسطيني مخلوق من حلم أيضا .. أجل إننا نحلم كثيرا وكأن الحلم شيء منا ونحن منه .. هنيهة يجيء على الخاطرة وهنيهة يرحل ولكنه يعود لإجتياح أفكارنا ك أي إجتياح مارسته الٱلة العسكرية في حقنا .. أه ما أحلى الحلم

أن تحب فتاة شفافة الجلد شعرها مفعم بفحمية لونه وقوامها سارع العالم بهرمونيته البدنية وعقلها أسقط كل الرجعية والتخلف والعادة والتقليد وتذهب وإياها إلى بيسان ، وعكا وأم الفحم وتتناول وإياها فنجان قهوة على شاطىء بحر تنتصب شمسه خلف فراغ المدينة معلنة جدارة شعبها بالحياة ولكن كل ذلك عبث ..

من قال عبث ، لأنني مخلوقا منه

أو أضيف إلى تربتي شيء من ذلك .. أن تكف الحياة عن دشارتها ويكف العالم عن ظلمه لنا ويكف الإحتلال عن مصادرة حقوقنا وتكف الحكومتين عن تجويعنا وتكف شمس نهارنا عن إعلان هزيمتنا وأكف أنا عن كتابة الأشياء المؤلمة والواقع المؤلم والمدينة الحزينة والتراجيديا التي تتكرر ولكني مخلوق من عبث وعبث أن يتوقف ذلك ....

الساعة العاشرة ، خلقنا من وقت ، والٱن يداهمني هذا الشيء المزعوم .. يبدو أنني لا أستطيع مقاومة التساؤلات

إنني أنفجر

أعتذر لكل القارئين ، إنني أهلوس .



#وسيم_رفعت_فرحات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لروح الشهيد أحمد أبو حسين
- الإحتلال يجعل منا قصصاً قصيرة
- حوار ينقصه الإتزان
- أسباب الهجرة في تساؤلات
- الخريج في غزة


المزيد.....




- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...
- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...
- تفكيك مشهد السلطة في الجزيرة السورية
- تفاصيل حوار بوتين ولوكاشينكو باللغة الإنجليزية في الكرملين ( ...
- الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنو ...
- الجيش الباكستاني ينتقد تصريحات نيودلهي: متى ستنتقل الهند من ...
- انطلاق فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي ...
- -الصليب الملتوي-: الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهو ...
- بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسيم رفعت فرحات - صباح ترك الله