أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسيم رفعت فرحات - أسباب الهجرة في تساؤلات














المزيد.....

أسباب الهجرة في تساؤلات


وسيم رفعت فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 5853 - 2018 / 4 / 22 - 18:55
المحور: الادب والفن
    


ماذا بعد يا فاديا ؟ لماذا ترفضين مُغادرة هذه البلاد المُحبطة معي ،كيف تتمنعين عن الإقتناع بهذه الفكرة الخُرافية التي تسبح ببراعة داخل
بحر العقل خاصتنا ولا تحتاج لقشةٍ كي تنجو إن إزداد العقل هيجاناً ، ما هي اللعنة الجديدة التي تغريكي لوطن لا يكف عن إزعاجك وتعريتك ك شجرة
تحت الأمطار وتُهمتك البديهية أنك كائناً يقطن معهم فقط .. ما رأيك أن تُفكري بشراهة للمرة الأخيرة ، لقد إبتعتُ لكِ علبة سجائر Time وقهوة
كولومبية لا نهائية لكي تُصفي ذهنك .. حسناً ! أنا تعيس ك رجلٍ مُقبل على لقاء حتفه ، تعيس هكذا بلا سابق إنظار لأني رفضتُ الإنسلاخ عن جلدتي التي
ورثتها عن أبي والتي وورثها هو عن أباه عِندما غادر أرضه عنوةً وأتى به إلى غزة حتى إذا هوت قدميه هوى جذع رمانة تذكر أرضه المسلوبة
وأنه صار هُنا لاجىء ، وبدأ يتسائل بعفوية ( ما دام الكُل هنا لاجىء هل ربُ البلاد لاجئاً أيضاً ..؟ هل فعلاً طورد من الأعداء وصار لاجىء في حيث
لا ندري ..؟ هل نصب خيمة في مُخيم ما وقتذاك وجلس القرفصاء مُتعثراً في حل مُشكلاته ؟ .. ) ك أي إنسان مقهور فقد الإتزان يا فاديا قال جدي هذا الكلام
حتى إجتاح البؤس ملامح وجهه و صار البؤس وُجهة نظر أتقن نقلها لأبناءه وأبناء أبناءه الذين أتقنوا كِتابة القصص القصيرة .. أتعلمين يا صغيرتي
أن حُكام البلد كُلهم لاجئين ولكن الفرق بيننا وبينهم أنهم يستعمرون الأرض نيابةً عن المُحتل .. يقوموا بتذويبنا كُل يومٍ ويمارسون كُل الأساليب القمعية
ضدنا إن طالبنا بالحياة بأصواتنا التي حكم عليها الصدى بالإعدام فباتت منسية من كثرة الصراخ اللعين .. يطاردوننا ويزجونا وراء القُضبان لأننا نفكر
ولما ينتحر واحد مِنا هروباً من الواقع ، يصير مُختل عقلياً ومدمن على المخدرات وهكذا يُجردون واقع مدينتنا الداشر من عبء الكارثة التي حدثت .. لماذا
لا نُهاجر ونعيش تحت مُسمى الإنسان ! فنحن في حينا لسنا إلا إشاعة لها عقلٌ ممنوع التفكير .. لها أنف ومحرومة من إستنشاق النرجس والأقحوان .. لها أنامل
لا تكتب إلا لمصلحة التيار الحاكم .. نحن كومة طين من المفروض أن تكون الإنسان المُعتدل الجميل الذي إختاره الله ليكون في أرضٍ نبيذية ، في نسخةً
صغيرة من جنةَ عدن .. هُناك حيث الكفرة يا فاديا أستطيع أن أكون الأشياء .. أستطيع أن أكون كِتاب حُر .. ملعب سنتياغو برنابيو .. كأس نبيذٍ يحلمُ بمداعبة شفاهك الوردية
، وأنت أيضاً يا فاديا تستطيعين تقمص دورَ جنيةَ القمر كأن تجلسي في نهر دانوب على قارباً مُنتحراً في ربيع ماءه الشفاف .. حيثُ الكفرة يا فاديا
العمل ليس بطالة ولا يعتمد على التساهيل .. والأسواق ممتلئة بالزبائن والحدائق كُلها عاشقين والمطر لا يقتل الفقراء وكأس الكورونا مُباح والتمثال
لا أحد يلتقط معه الصور ، والناس تُحب الحياة .. هناك حيث أوروبا العظيمة سنكون لاجئين أيضاً ولكننا لن نكون إشاعة .!



#وسيم_رفعت_فرحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخريج في غزة


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسيم رفعت فرحات - أسباب الهجرة في تساؤلات