أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبادي زلزلة - أَحِبْ سُوسُو يَا قُدْس أَبُونَا ! -2-















المزيد.....

أَحِبْ سُوسُو يَا قُدْس أَبُونَا ! -2-


عبادي زلزلة

الحوار المتمدن-العدد: 5872 - 2018 / 5 / 14 - 01:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد خمسة قرون ملائكة تحمل جسدها !!!


سانت كاترين و فوستينا الشهيدتان !



نشأتها :

وُلدت القديسة كاترين من أبوين مسيحيين غنيين بالإسكندرية في نهاية القرن الثالث الميلادي. كانت تتحلى من صغرها بالحكمة والعقل الراجح والحياء. وكانت والدتها تعلّمها منذ صغرها على محبة السيد المسيح، وتغذّيها بسير الشهيدات اللواتي كنّ معاصرات لها أو قبلها بقليل، وقد قدّمن حياتهن محرقة للَّه وتمسّكن بالإيمان حتى النفس الأخير.



ثقافتها :


التحقت كاترين بالمدارس وتثقفت بعلوم زمانها، وكانت مثابرة على الاطلاع والتأمل في الكتاب المقدس. ولما بلغت الثامنة عشر كانت قد درست اللاهوت والفلسفة على أيدي أكبر العلماء المسيحيين حينذاك، فعرفت بُطلان عبادة الأوثان وروعة المسيحية ولكنها لم تكن قد تعمّدت بعد.

وفي إحدى الليالي ظهرت لها السيدة العذراء تحمل السيد المسيح وتطلب منه أن يقبل كاترين ولكنه رفض، فقامت لوقتها وتعمّدت.



موجة الاضطهاد :

في عام 307 م. حضر القيصر مكسيميانوس الثاني إلى الإسكندرية، وكان مستبدًا متكبّرًا يكره المسيحيين، يجد مسرّته في تعذيبهم والفتك بهم، فأمر بتجديد الشعائر الوثنية بعد أن اهتزّت تمامًا بسبب انتشار المسيحية. أصدر مكسيميانوس منشورًا بوجوب الذهاب إلى المعابد الوثنية وتقديم القرابين لها، وإلا تعرّض الرافضون للعذابات والموت.

وجد الوثنيون فرصتهم لإحياء العبادة الوثنية، وإشعال روح التعصب ضد المسيحيين. انطلقوا إلى المعابد يحملون معهم الضحايا للذبح. وإذ أراد مكسيميانوس مكافأتهم أقام لهم حفلًا كبيرًا قدم فيه للآلهة عشرين عجلًا، وأصدر أمرًا مشددًا بأن يتقدم المسيحيون بذبائحهم في هذا الحفل وإلا لحق بهم الموت.



القديسة تنطلق نحو الإمبراطور :

سخر المؤمنون بهذا الأمر، كما لم تخف كاترين بل كانت تشدّد المؤمنين وتقوّيهم. أدركت بأن الاضطهاد سيحل على المؤمنين فاتخذت قرارًا أن تتقدم لمكسيميانوس مندّدة بأصنامه وأوثانه.

وفي يوم الاحتفال اخترقت الصفوف فدُهش كل الحاضرين إذ لاحظوا فتاة في الثامنة عشر من عمرها تخترق بكل جرأة وشجاعة الصفوف وتتلّمس المثول لدى الإمبراطور، الذي كان جالسًا بين رجال الدولة وكهنة الأوثان بحللِهم الأرجوانية المذهّبة.

بكل جرأة وقفت الفتاة أمام الإمبراطور تقول له: "يسرّني يا سيدي الإمبراطور أن أترجّاك أن توقف منشورك لأن نتائجه خطيرة". ثم بدأت تتحدث باتزان وهدوء وبغير اضطراب، وكان الإمبراطور يصغي إليها في ذهول وغضب.

ذهل القيصر من جمالها وشجاعتها واستدعاها إلى قصره وأخذ يعدها بزواجه منها، ولكنها رفضت. بدأت تتحدث عن الإله الحي خالق السماء والأرض وتُهاجم العبادة الوثنية.

أجابها الإمبراطور أنه ليس ملمًا بعلوم الفلسفة ليرد على كلامها، وأنه سيرسل لها علماء المملكة وفلاسفتها ليسمعوا لها ويردّوا عليها ويهدموا عقيدتها وأفكارها.


حوار بين القديسة والفلاسفة :

بالفعل أرسل الإمبراطور إلى عمداء الكلام والفلاسفة الوثنيين ليحضروا اجتماعًا غير عادي لمناقضة هذه الشابة المغرورة، كما دعا كبار رجال البلاط والدولة للحضور. وفي الموعد المحدد دخل مكسيميانوس يُحيط به كبار رجاله في عظمة وعجرفة، ثم اُستدعت الفتاة ودخلت في هدوء بغير اضطراب. استعدّت القديسة بالصلاة والصوم وتشدّدت بروح الله القدوس، ثم بدأت المناقشة بينها وبين الفلاسفة الوثنيين، ثم تحدّثت عن السيد المسيح وشخصه وعمله الخلاصي والحياة الأبدية والنبوات التي تحقّقت بمجيئه. كانت تتحدّث بكل قلبها، تحمل سلطانًا كما من السماء. تحدّثت بكل قوة عن محبة الله المُعلنة خلال الخلاص بالصليب.



إيمان الفلاسفة والعلماء :

اقتنصت القديسة كاترين قلوب الكثيرين؛ وكانت المفاجأة أن الفلاسفة طلبوا من الإمبراطور أن تواصل الفتاة حديثها، وأنهم يشعرون بأنها تُعلن عن الحق وأن عبادة الأصنام باطلة.

انقلب الإمبراطور إلى وحشٍ كاسرٍ، وأصرّ على إيقاد أتون نارٍ يُلقى فيه العلماء والفلاسفة الذين خذلوه. فكانت القديسة تشجّعهم وهي تُعلن لهم بأن أبواب السماء مفتوحة وأن السمائيين بفرحٍ يستقبلونهم.

تقدم الحراس وألقوا بالعلماء والفلاسفة في أتون النار في ليلة 17 نوفمبر عام 307 م.



حوار الإمبراطور مع القديسة :

في اليوم التالي أفاق الإمبراطور من سكرته، وبدأ يفكر في استمالة قلب الفتاة إليه، أما هي فقالت له: "كُف أيها الإمبراطور عن التملق في كلامك، فلقد صممت أن أخسر حياتي الأرضية ولا أُنكر يسوع المسيح إلهي".

هدّدها الإمبراطور بتعذيبها، أما هي فاستخفّت بتهديداته معلنة أن مسيحها ينظر إلى ضعفها ويُعينها وسط آلامها.



آلامها :

ثار الإمبراطور جدًا وأمر بجلد القديسة بكل عنف. جُلدت لمدة ساعتين حتى تمزق جسمها، فبكى المشاهدون.

أُرسلت إلى السجن فكانت تشكر الله وتسبحه على هذه النعمة أنها تأهلت أن تتألم لأجله.

ظلّت في السجن اثني عشر يومًا متتالية وقد ضمّد الرب جراحاتها وسندها.

ذهب الوالي شمالًا إلى مصب النيل لتفتيش الحصون على حدود مصر الشمالية.



إيمان فوستينا و بورفيروس:

تعجّبت فوستينا زوجة مكسيميانوس من الفتاة القديسة أثناء حوارها مع العلماء والفلاسفة كما مع الإمبراطور نفسه، وكانت تُدهش لإيمانها وشجاعتها.

شاهدت فوستينا بالليل رؤيا كأن كاترين جالسة على عرشٍ من نورٍ، وقد دعته لتجلس بجوارها، ووضعت تاجًا على رأسها، وقالت لها: "سيدي المسيح يُهديك هذه الإكليل".

استيقظت فوستينا وطلبت من قائد السجن بورفيروس أن يأخذها إلى كاترين، ودهش الاثنان إذ نظراها قد شُفيت تمامًا، وكانت تحدثهما عن خلاصهما وعن ملكوت السموات.

تنبأت لهما القديسة بأنهما سيكابدان أقسى العذابات بعد ثلاثة أيام.



لقاء الإمبراطور بالقديسة :

عاد الإمبراطور واستدعى الفتاة، وكان يتوقّع أنه سيتشفّى في هذه الفتاة التي أهانت كبرياءه عندما يجدونها في السجن جثة هامدة. لكن أشد ما كانت دهشته وغضبه عندما رآها بصحة جيدة. صار يلحّ عليها أن تقبل الزواج منه، فوبّخته بشدة لنقضه القوانين من أجل إشباع شهواته.فلم يحتمل الإمبراطور تهكّم الفتاة فخرج غاضبًا.



تعذيبها :

تقدّم الحارس الخاص بالإمبراطور وأخبره بأن لديه فكرة بها يُلزم الفتاة أن تتعبد للأصنام، وهي أن تُربط الفتاة بحبال قوية يرفعوها على آلة بها عجلات تدور بحركة عكسية مزودة بأسنان حديدية، فعندما تبدأ العجلات تتحرك تحدث فرقعة مخيفة جدًا فتضطر الفتاة إلى الاستسلام وإلا تموت.

وجدت الفكرة استجابة لدى الإمبراطور، فتقدّمت الفتاة بشجاعة دون اضطراب، وسلّمت جسمها لربطها بالحبال ورفعها لينزلوها على الأسنان الحديدية الحادة. لكن ما أن رفعوها حتى امتدّت يد خفية قطعت الحبال ودحرجت القديسة على الأرض بعيدًا عن الآلة. وإذ تقدم الجلادون محاولين رفعها ثانية خارت قواهم فسارت الآلة عليهم بأسنانها الحديدية فتقطّعت أجسامهم وماتوا.

آمن كثيرون عندما شاهدوا ما حدث، أما فوستينا فتقدّمت نحو زوجها ووبّخته في حضرة الجماهير على وحشيته، وأعلنت إيمانها بالسيد المسيح.

فقد الإمبراطور صوابه عندما عرف أن زوجته وبورفيروس حارس السجن قد آمنا بالسيد المسيح، فأمر بتعذيبها وقطع رأسيهما.

تأثرت الجماهير حين رأوا الملكة وحارس السجن ومائتين من الجنود قد تقدموا للاستشهاد.



استشهادها :

شعر الإمبراطور بفشله في تعذيب الفتاة فأمر بنفيها ومصادرة ممتلكاتها. تأسّفت القديسة أنها لم تحظَ بشرف الاستشهاد. لكن الإمبراطور أصابته نوبة جنونية فأمر بقطع رأسها بدلًا من نفيها، وقد تم ذلك في 25 نوفمبر سنة 307 م.



جسدها الطاهر :

استشهدت القديسة كاترين في الإسكندرية. وبعد استشهادها بخمسة قرون رأى راهب في سيناء جماعة من الملائكة يحملون جثمانها الطاهر، ويطيرون به ويضعونه بحنان على قمة جبل في سيناء. انطلق الراهب إلى قمة الجبل فوجد الجسد الطاهر كما نظره في الرؤيا، وكان يشع منه النور. حمله الراهب إلى كنيسة موسى النبي. نُقل الجسم المقدس بعد ذلك إلى كنيسة التجلي في الدير الذي بناه الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس،
وعُرف الدير باسم دير سانت كاترين.



مكتبة الدير :

ومتحفه للدير مكتبة تحوي آلاف الكتب والمخطوطات، من بينها نسخة نادرة للكتاب المقدس ترجع إلى القرن السادس. وقد أهدت هيئة اليونسكو نسخة من الميكروفيلم لهذه المخطوطات والكتب لجامعة الإسكندرية، كلية الآداب بفضل المرحوم الدكتور سوريال عطية سوريال.

يحوي الدير أيقونات من رسم مشاهير الفنانين من القرن السادس حتى الآن، وبه نفائس كثيرة وتحف وصور من صنع الرهبان.


المراجع

كتاب قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية ؛ القمص تادرس يعقوب ملطي .

حلمي أرمانيوس: شهداء الأقباط في عصر الرومان، 1968م.

كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية - القمص تادرس يعقوب ملطي

القديسة كاترينا


في القرن السابع كتب أنه يصعب وجود قديس (أو قديسة) أشهر من القديسة كاترينا، العذراء الإسكندرانية (7)، التي واجهت الاستشهاد في سن مبكر في الثامنة عشر من عمرها، عام 307 م. بارونيوس يقول بأنه لا يوجد في بلجيكا بلده مدينة تخلوا من كنيسة أو مذبح باسمها ، وكان عيدها من الأعياد الرسمية في بعض البلاد الأوروبية مثل انجلترا في القرن 13.

قيل إنها احتملت عذابات مريرة، تجرأت لتدخل في حوار عام مع فلاسفة الإسكندرية وحولتهم هم وبعض رجال القضاء إلى المسيحية. وأن جسدها نقل إلى جبل سيناء بواسطة ملائكة !

بوجه عام ينظر إليها كشفيعة للمدارس، ربما بسبب حوارها مع فلاسفة الإسكندرية. في أوروبا، عام 1063 م. أنشأ شبه دير تكريما لها، حيث ينذر الملتحقون به الطهارة والبتولية.



#عبادي_زلزلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَحِبْ سُوسُو يَا قُدْس أَبُونَا ! -1-
- هل الإحصاء وحلق اللحى وقص الثياب تستحق هذه العقوبة البشعة ؟
- قديسون مسيحيو العقيدة وهابيو الفكر والممارسة والفعل وسانتا ك ...
- دوام بتولية القديسة العذراء مريم!
- كشف المستور في نزاع الأسفار المحذوفة بين الطوائف المسيحية! ح ...
- من الكاذب؟ بولس الرسول؟ أم لوقا البشير ؟!
- أكل جسد يسوع وشرب دمه بين البروتستانت والأرثوذكس
- لسعات حبيب بالرد على سامي لبيب
- بولس الرسول وواقعتا كذب بواح !!
- عبدالله بن سبأ بين السنة والشيعة !!
- أسود تقودها حملان والنموذج محمد سلمان !
- شفاعة مريم والقديسين بين البروتستانت والأرثوذكس
- طلاسم الكتاب المقدس وملكي صادق أنموذجا


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبادي زلزلة - أَحِبْ سُوسُو يَا قُدْس أَبُونَا ! -2-