عبدالله بن سبأ بين السنة والشيعة !!

عبادي زلزلة

الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 12:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عبدالله بن سبأ الملقب بابن السوداء يهودي عربي من يهود اليمن كما تقول المصادر الإسلامية عند أهل السنة قديما وحديثا ؛ فالرجل ليس خيالا أو شبحا أو شخصية مخترعة ومبتكرة لا أصل لها ؛ هكذا يرى أهل السنة قديما وحديثا ؛ بل ويرونه سبب أول فتنة حدثت بين أوائل المسلمين من الصحابة ؛ وأنه كان السبب الرئيس في مقتل الخليفتين الراشدين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ؛ وأنه بخبث فعل ما فعله قبله بقرون شاول الطرسوسي مع المؤمنين برسالة النبي عيسى ؛ فكما نجح شاول الطرسوسي بخبث ومكر أن يحرف رسالة النبي عيسى ؛ نجح ابن سبأ أيضا بخبث أن يزرع بذور الفتنة والشقاق بين أوائل المسلمين ؛ بل وكما قال شاول الطرسوسي في النبي عيسى ! قاله ابن سبأ في الخليفة علي بن أبي طالب ؛ بالطبع لست الآن بصدد المقارنة بين الرجلين وفق مصادر أهل السنة ؛ بل حقيقة شخصية عبدالله بن سبأ اليهودي اليمني ؛ بين الحقيقة والخيال عند أهل السنة والشيعة ؛ وبالطبع أيضا ذكرنا إجماع أهل السنة على أنه شخصية حقيقية وبينا أثره آنفا ؛ وساكتفي بذكر مصدر واحد هو محل ثقة عند أهل السنة ؛ مجموع الفتاوى لابن تيمية ج 28 و ص 483 ومما قاله ابن تيمية عن ابن سبأ : وقد ذكر أهل العلم أن مبدأ الرفض أي التشيع كان من الزنديق عبدالله بن سبأ !! فإنه أظهر الإسلام وأبطن اليهودية !! ؛ وطلب أن يفسد الإسلام كما فعل بولس النصراني !!! ؛ الذي كان يهوديا في إفساد دين النصارى !!! ؛ انتهى النقل بتصرف يسير من الاختصار دون الإضافة ؛ إذن لا خلاف عند أهل السنة في حقيقة وجود شخصية تحمل اسم عبدالله بن سبأ ؛ وأنه كان السبب الرئيس في فتنة واختلاف المسلمين منذ صدر الإسلام حتى اليوم ؛

والآن ماذا عن رأي الشيعة في حقيقة وجود شخصية مثل عبدالله بن سبأ ؟! ؛ في الحقيقة أنا شخصيا استغرب إنكار متأخري علماء وعوام بل ومثقفي الشيعة لوجود شخصية تأريخية تحمل اسم عبدالله بن سبأ ؟! ؛ بالطبع أنا أتفهم الأسباب وراء شدة إنكاره ؛ لكن ما لا أقبله علميا وأكاديميا هو إنكارهم وبإستماتة !! ؛ وهذا الإنكار إما أنه ناتج عن جهلهم وعدم قراءتهم لمؤلفات كبار علمائهم السابقين وهي مصادر ومراجع ومخطوطات معتمدة عندهم في الأحاديث ؛
أو أن الأمر لا يغدو سوى إنكار متعمد للأسباب إياها وبعناد ومكابرة !! ؛ بالطبع زعم كثير من الشيعة اليوم عن عبدالله بن سبأ بأنه شخصية وهمية مبتكرة لا حقيقة تأريخية يسقطه ما قاله كبار علمائهم السابقين وفي أصح الكتب المعتمدة والصحيحة عندهم ؛
وسأكتفي بسرد بعض أشهر المصادر الشيعية المعتمدة وأذكر الاسم ورقم الجزء بحال وجوده وكذلك رقم الصفحة ؛ واعتبره نزرا يسيرا مما سطروه بشأن ابن سبأ وتسميته بشكل صريح ؛
وسأبدأ بكتاب الأنوار النعمانية ج 2 وص 234 ومؤلفه نعمة الله الجزائري وهو عالم دين شيعي مشهور غني عن التعريف : وقيل إنه كان يهوديا فأسلم ؛ وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون وفي موسى مثل ما قال في علي ؛
وأما أشهر كبار علماء الشيعة الإمام القمي فقال في كتابه : المقالات والفرق ص 20 : وهذه الفرقة تسمى السبئية أصحاب عبدالله بن سبأ ؛ وهو عبدالله بن وهب الراسبي الهمداني ؛ وساعده على ذلك عبدالله بن حرصي وابن أسود ؛ وهما من أجل أصحابه ؛ وكانا أول من أظهرا الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة والتبرأ منهم ؛

والمصدر الثالث من مصادر الشيعة شرح نهج البلاغة ج 5 و ص 5 لابن أبي الحديد حيث قال : وأول من جهر بالغلو في أيامه - يقصد أيام علي بن أبي طالب - عبدالله بن سبأ ؛
وأخيرا وليس آخرا ؛
كتاب فرق الشيعة ص 22 لمؤلفه الإمام النوبختي قال : وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبدالله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى بهذه المقالة ؛ فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام بمثل ذلك ؛
وأكتفي بهذه المصادر والمراجع الصحيحة والمعتمدة عند الشيعة في حقيقة وجود شخصية عبدالله بن سبأ من مصادرها ؛ وأنه ليس شخصية وهمية من اختراع أهل السنة.

#عبادي_زلزلة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين