أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - لمادا أکره إسرائيل؟















المزيد.....

لمادا أکره إسرائيل؟


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1492 - 2006 / 3 / 17 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لست في صدد تقييم تلک اللقاءات و المحاور التي عقدت أو تعقد بخصوص الحوار العربي ـ الکوردي، کما إنني لست في صدد قبوله أو رفضه، ذلک إنه وفي کل الاحوال يدل على حالة من التواصل والتي هي الجوهر و المعنى الحقيقي لرسالة الحضارة عبر مراحل التأريخ المختلفة، لکنني في صدد الخوض في بعض الخصوصيات التي لابد من الالتزام بها لأسباب تتعلق بعامل "الجغرافيا السياسية". أنا منذ طفولتي، أتذکر جيدا، ماکانت تردده أنظمة الحکم الانقلابية التي تعاقبت على السلطة في العراق منذ الاطاحة بالحکم الملکي الدستوري عام1958 في إنقلاب14تموز الذي جر العراق لمصائب وويلات بدأت وليس هناک في الافق نهاية قريبة أو وشيکة لها، من شعارات سياسية براقة و مثيرة في شکلها الظاهري لکنها جوفاء و خرقاء في محتواها الداخلي. شعارات، کان الهدف الاهم من طرحها هو خدمة النظام الدکتاتوري الذي سرق الشرعية الدستورية و لکي يبرر بقاءه اللاشرعي و اللصوصي في السلطة کان لابد له من أن يلجأ لهکذا شعارات سياسية تداعب مشاعر و أحاسيس الجماهير المغلوبة على أمرها.
وکما عودنا أکبر الاحزاب العربية و أعرقها إجراما وأقصد البعث على تکرار عبارة"الثالوث المقدس"، أي أهدافه الثلاث المشهورة(وحدة، حرية، إشتراکية)، فقد عودتنا کل الانظمة التي تعاقبت على حکم العراق بعد إنقلاب 14تموز1958"بما فيها البعث طبعا"، على تکرار ثالوث آخر يظهر إنه کان على النقيض من ذلک الثالوث البعثي المقدس، وهو الثالوث الذي کان يقترن ذکره دائما بکلمات نظير"المؤامرة، الخيانة، الجهل، المرض، الظلام، الامية، التخلف، وووو کل المفردات التي تدل على الظلم و البؤس و القهر". ذلک الثالوث الذي أعنيه، کان(الامبريالية، الصهيونية، الرجعية)، ولکي تکون الشفافية أساسا في مانرمي إليه، فالذي کان مقصودا بکلمة(الامبريالية) کما هو واضح الولايات المتحدة الامريکية، أما کلمة(الصهيونية)فکانت دولة إسرائيل هي المعنية بها، فيما کانت کلمة(الرجعية) مختصة بالمملکة العربية السعودية قبل أي نظام حکم ملکي آخر نظير الحکم الملکي الاردني أو المغربي أو مشايخ الخليج.
لو کان يشعر إنسان بألم في ظرسه و لم يجد دواءا لذلک، أو إجتاح الفيضان مدينته و جرف داره و بستانه و حقله، أو کانت هناک قرية معظم قاطنيها أميين و يحصد المرض في أفرادهم حصدا، بل لو سقط نيزک من السماء و أحرق غابة ما في إحدى بلدان الشرق الاوسط"ذات الحکم الانقلابي"، لصاحت أجهزة إعلام السلطة بکل مافي مقدورها أن السبب وراء ذلک(الامبريالية و الصهيونية و الرجعية)!
أنظمة الحکم الانقلابية التي تعاقبت على حکم العراق، کانت ترى في کل تيار سياسي تحرري و ديمقراطي، بمثابة طابور خامس يستهدف (الحکم الوطني) و جماهير(الشعب الثوري) و(المنجزات العظيمة)، ومن هنا قتلوا ساسة متمکنين و مقتدرين مثل الدکتور عبدالرحمن البزاز هو في السجن! أو صالح اليوسفي عبر رسالة ملغومة، کما سعوا دائبين الى إغتيال العديد من رموز الحرکة التحررية الکوردية وعلى رأسهم الزعيم الخالد البارزاني مصطفى، وکانوا يبررون جرائمهم دوما بأن هؤلاء هم(عملاء)للإمبريالية و الصهيونية و الرجعية ومن لحق برکب هذا الثالوث، فقد صار دمه مباحا!
أتذکر جيدا وأنا في الصف الخامس الابتدائي بمدينة السليمانية في فترة الستينيات من القرن السابق، کيف کانت فترات حظر التجوال الإستثنائية وبدون سابق إنذار، تفرض على أحياء المدينة وکانوا يقتادون أي شاب أو رجل أعزل لا يتمکن من الوصول الى داره أو مکان آمن للإختباء هربا من جور الجيش العراقي آنذاک حيث کان يقوده في المنطقة الکوردية الزعيم صديق، وکان السبب کما کان يطرحه نظام الحکم هو لمطاردة المتآمرين من عملاء(الامبريالية و الصهيونية و الرجعية)!
کما لازالت في مخيلتي ذکريات (الحرس القومي)البعثي عام1963، في بغداد وکيف کانوا يقتادون الناس الابرياء بشکل تعسفي ليلا و نهارا الى مقراتهم الرهيبة التي کانوا يمارسون فيها کل أنواع الجريمة بما فيها التطاول على أعراض العراقيات، وکانوا يسمون ذلک "نضالا" ضد (الامبريالية و الصهيونية و الرجعية)!
أعدموا آية الله العظمى الشهيد"محمد باقر الصدر" الذي کان مفکرا و باحثا عبقريا قلما يجود الدهر بنظير له و أخته المظلومة المربية الفاضلة آمنة الصدر المعروفة ب"بنت الهدى"، لأنهما وعلى حد زعم البعثيين، کانا من عملاء(الامبريالية و الصهيونية و الرجعية)وقد کان البعث حتى ذلک الزمن أي أوائل شهر نيسان من عام1980 حيث نفذ الحکم، لايزال يعادي کل المظاهر الدينية"سنية و شيعية" وکان من السهولة جدا عليه أن يلحق هکذا عالم ومفکر فذ بثالوث قد کان حقا مناوئا حقيقيا لها بفکره المنطقي من خلال کتبه المشهورة(فلسفتنا) و(إقتصادنا)، لا کما کان الدجل البعثي ينادي بشعاراته المزيفة التي ظهرت على حقيقتها کخرق نتنة حين طفق البعث يبيع"قطاعه"العام تدريجيا و يرمي بإشتراکيته الممسوخة الى مزبلة التأريخ مثلما تخلى لاحقا عن "الوحدة"المزعومة التي کان يتغنى بها ليلا نهارا.
قائمة ستطول لو أطلقنا لذاکرتنا العنان فسطرنا تلک المآسي و الويلات التي جرت على العراق، وکلها قد جرت على أيدي الحکومات الانقلابية المتعاقبة على حکم العراق لامن قبل أي طرف آخر.
لم تقم أمريکا و لا إسرائيل و لا تلک التي يسمونها کذبا و دجلا بالرجعية بحرق القرى الکوردية الامنة ولا بحصر الناس القرويين في کهوف وسد المنافذ عليهم و قتلهم خنقا بالدخان.
إسرائيل لم تقصف مناطق کوردستان المختلفة(حلبجة، باليسان، شيخ وسان، وادي جافايتي و سوسينان) بالاسلحة الکيمياوية، کما لم تقم بإنشاء منطقة محظورة على الشريط الحدودي في کوردستان حيث کان قتل کل مظاهر الحياة فيها مباحا، مثلما إنها لم تقم بأنفلة182ألف کوردي أعزل وقتلهم أو بيع الحرائر الکورديات المسلمات في سوق نخاسة(عربية)تدعي الاسلام!
إسرائيل لم تقم بأکبر عملية إجرامية بحق البيئة و الانسان حين قام البعث المجرم بتجفيف مياه الاهوار و ملاحقة کل مظاهر الحياة في تلک المنطقة التي لها تأريخ موغل في القدم!
إسرائيل لم تقم بإظطهاد الشيعة و لابقمعهم طوال عقود حکم الاخوين عارف أو حکم البعث الصدامي کما إنها لم تقم بتحديد دخول الطلاب الى کليات معينة طبقا للإنتماء العرقي أو الطائفي!
إسرائيل، التي نصحنا و ينصحنا العديد من إخواننا في الوطن و الدين أن نحذر من إقامة العلاقة معها فيما تتناقل الوکالات الخبرية نبأ ذلک التعاون العلمي المثمر بين العلماء الاسرائيليين و الاردنيين في مشاريع و بحوث علمية مشترکة، مثلما تناقلت نبأ تلک العلاقات الإقتصادية المتميزة بين العديد من دول المنطقة و دولة"بنو إسرائيل"، هذا إذا غضينا الطرف عن العلاقات الدبلوماسية معها والتي بات يدرک أهميتها حتى إنقلابيو نواکشوط فيصرون على ضرورة ديمومتها و تطويرها.
إنه سؤال وأجزم بشرعيته و حقانيته، لماذا ألعن إسرائيل علنا، فيما تتهافت عليها مختلف الدول العربية و الاسلامية؟
لماذا أکره إسرائيل وهي لم تسبب لي أي ضرر أو حتى مجرد متاعب بسيطة، وأحب دولة مثل إيران المستبدة أو ترکيا المتعجرفة؟
لماذا أعادي أفضل و أصدق نظام حکم ديمقراطي في المنطقة و أمد يد الصداقة و الاخوة الى نظم متمرسة في الاستبداد و الجريمة المنظمة نظير أنظمة الحکم في سوريا و ليبيا و إيران؟
لماذا يرکزون على عدم شرعية العلاقة الکوردية ـ الاسرائيلية فيما يصمون آذانهم و يملئونها"وقرا"حين يکون الامر متعلقا بکل الاعراق خلا الکورد؟ أتراهم وجدوا الکورد مختصين بتحرير القدس لهم من اليهود کما فعلها يوما صلاح الدين الايوبي الذي يصبح "کورديا" أو"عربيا إسلاميا"، طبقا للوضع السايکيولوجي لسوق السياسة!
إنها أسئلة لست أجد أبدا أية صعوبة تذکر في إجاباتها الاکثر من واضحة، ولذا فلست أرى أي سبب يدعوني لکراهة إسرائيل بل وعلى العکس من ذلک هناک أکثر من سبب يدعوني للتعاطف معها.



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران و فيلق بدر
- الادب النسوي إغناء للسمة الانسانية للأدب
- أوجلان..ترکيا ستبکي عليه قبل الکورد
- حضارة بالارقام و أخرى بالاوهام
- ثقافة المتاجرة بالاوطان
- نعم أنثوية بعد ثلاثة عقود
- فاتن نور: إننا محاصرون بالجرأة
- ثلاث قصائد قصيرة من الشعر الفارسي
- أفاقون في أدوار النبلاء
- طوبى لشعب نجاد رئيسه
- الانثى و الخوف.. الشفافية و الإستلاب
- محمد باقر الصدر.. عبقرية نادرة في زمن الازمات*
- المرأة و صداقة الرجل.. النار و الهشيم
- فينوس فائق: الشعر مساحة أوسع من الخيال و عبث من طراز فريد
- الإصلاح و الخطاب السياسي و البطيخ الاسلامي
- أدعياء التمرد و العبث و الثقافة
- التيارات الرجعية و المتطرفة في طريقها للإنحلال و هي آيلة للس ...
- الانسان من فردوس السماء الى جحيم الالة
- هل هي حقا نهاية الانسان؟
- المرأة و الحب..الزهرة و الشذى


المزيد.....




- هذه الصور الغريبة تجسد منظورًا داكنًا ومسكونًا لضواحي أمريكا ...
- كيف وصف نتنياهو عملية تحرير 4 رهائن إسرائيليين من غزة؟
- الداخلية الإيرانية تعلن أهلية ستة مرشحين لخوض الانتخابات الر ...
- عائلة الضابط الإسرائيلي المقتول أثناء تحرير الرهائن ترفض حضو ...
- توقيع إعلان عالمي في كوستاريكا من أجل حماية مستدامة للمحيطات ...
- القوات الروسية تستهدف نقاط تمركز مشغلي الطائرات المسيرة والم ...
- -الناس ماتت من الحر الشديد-.. بيان عاجل موجه لحكومة مصر
- الجيش الروسي: دحر قوات العدو في بلدات بمقاطعة خيرسون ومقتل 3 ...
- أطعمة تخفض خطر الإصابة بقصور القلب
- الأمن المصري يعلن القضاء على بؤرة إجرامية شديدة الخطورة


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - لمادا أکره إسرائيل؟