أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - الديمقراطية.. بين الهيمنة السياسية والتسقيط














المزيد.....

الديمقراطية.. بين الهيمنة السياسية والتسقيط


عبد الحسين العطواني

الحوار المتمدن-العدد: 5862 - 2018 / 5 / 2 - 13:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية .. بين الهيمنة السياسية والتسقيط

د. عبد الحسين العطواني
شهد العراق خلال الفترة الماضية انفراجا ملحوظا في عملية التحديث والتنمية , تخللته حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي , باعتبار ان الحدث الديمقراطي الذي يشهده العراق حالة لا تجري بمعزل عن محدداته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية , ففهم مسار التغيير والوقوف على ملامح النظام السياسي القادم في ظل تجاذبات سياسية لا ينفصل عن دراسة موقف المجتمع العراقي , كما ان موقف الشعب من التغيير السياسي يظل مرهونا بمدى حدوث تغير قيمي عميق يتضمن تغير السلوك السياسي في ظل ما تعرضت له البنى الاجتماعية من اهتزازات خلال الفترة الماضية لكون التجربة الديمقراطية لم تنجح في صنع أنموذج أو مشروع تنموي مرموق ولم تكن تطبيقا لتجربة حقيقية ومتكاملة لتلمس حلول الشعب ومشكلاته , بل كونت أفكارها ومواقفها المتوخاة من الهيمنة السياسية , ولهذا يبقى الشعب مترسبا في قاع التاريخ وهو يعاني حالة من انعدام الجاذبية الإيديولوجية وذوبان شخصيته وهويته وأنموذجه السياسي , ومن فقدان الفاعلية الحضارية لتوجيه مجهوداتها نحو بناء الذات وتكوين الطاقات الإستراتيجية وصناعة مشروع نهضتها .
ومع الهشاشة الأيديولوجية فأن بعض السياسيين لم يتورعوا في الاستحواذ على السلطة وهدر المال العام , وان هذه الخلفيات والتداعيات مزيجا مريرا من الفرح والدهشة والخوف , فأما الفرح فلان النظام السياسي الجديد بعد 2003 يثير في قلوب الشعب مشاعر الأمل في لون المستقبل , وان كان فرحا مع وقف التنفيذ لأنه لم يستكمل بعد شرط التغيير , وإما الدهشة فلان الآليات التي شهدها النظام الجديد ما تزال تتضمن الكثير من انعدام التناغم , بسبب عجز قادة تلك الاحزاب والتيارات ورموزها من وضع أنموذج للطروحات والحلول التي يمكن ان تنقذ الشعب من أزماته وويلاته .
وهذا الأنموذج سيستمد نجاحه وقابليته للاستمرار من قدرته على بناء عقلية سياسية على درجة عالية من الوعي والفهم , أو ابتكار أنموذج سياسي واجتماعي جديد , وهنا ليس مهما ان يكون الواصلون إلى مقاعد الحكم مفكرين وعلماء , بل من المهم ان تتوافر فيهم نضوج الفكرة والرغبة الكاملة والإرادة الجازمة في تبني المشروع وتحويل الفكرة الأنموذج إلى واقع , إما خلاف ذلك ستظل عملية الديمقراطية عملية إعادة مملة واستبدادية لشريط الدورات الانتخابية السابقة , ولكن بوجوه وأحداث مختلفة .
لا ريب في ان الإسلام يملك معجزة المواكبة ومحركات التجدد والتواؤم مع المتغيرات الزمانية والمكانية , وان زيادة الشرعية والقبول السياسي يشمل جميع القوى السياسية والوطنية من دون استثناء بغية الاتفاق على تحول ديمقراطي كبير , وإجراء الانتخابات وتطوير النظام الانتخابي وضمان حيادية المال والإعلام والوظيفة العامة في المراحل الانتخابية وتمكين المرأة وزيادة مساهمتها في العملية السياسية , ومع ذلك فان المحك الحقيقي سيكون في مقدار مصداقية الإرادة لإنهاض الشعب وإعادة أعمار ما دمره الإفلاس الأخلاقي والقيمي بالنكوص ضد الشخوص وافتعال الكبوات في سبيل إقصاء الأخر , لا بالرأي المؤيد بالأدلة والحقائق , ولا المهارة المعرفية , ولا بالجدارة المنهجية والموضوعية , ولكن بهدر الإمكانية في انتحال الأكاذيب وتجريح المنطلقات العقيدية والفكرية , لتكون أزمنة الانحطاط جعلت من البعض مزودين بكل معاول الجرأة والمصادمة في مواجهة الهيكل الثابت الممنوع من التغيير , مزودين بكل أدوات التردد والانهزامية في مواجهة التفاصيل المتغيرة الخاضعة للتغير , بل ان أزمنة الانحطاط تمادت إلى ماهو ابعد من ذلك فأصبح يتبنى أفكار أو منتجات لا تتناسب والبيئة الاسلامية العربية , وذلك من خلال الانضواء في اطر حزبية بتشويه منهجي مقصود من مواقع التواصل الاجتماعي كما حدث لبعض المرشحات للانتخابات بقصد تدشين فكر الحداثة والتنوير والتغريب والانحراف الفكري وتدمير القيم وهدم الموروث بخيره وشره , هؤلاء الذين لم يجدوا وسيلة أكثر تعبيرا عن التسقيط بفضح الآخرين اثروا فضيحتهم بطريقة مؤلمة وغير إنسانية دون ان تتحرك في ضمائرهم أي بوادر المشاعر الإنسانية , ودون ان تستيقظ فيهم أي وازع من ضمير إلا ان هذه الوصفة وهذه اللعبة لم تنجح لان الجميع يعرف ان المزاج الشخصي أصبح معيارا للالتزام والانحلال متخذين الرذيلة والإباحة نشاطا بعيدا عن القيم والأخلاق والمبادئ والجذور العربية التي امتهنت حق النساء في ممارسة المواطنة , وامتهنت كرامة حقها في إثبات الوجود , وامتهنت كرامة حقها في تنفس الحرية , فما هو سبيل خلاصها من اضطهاد الوصاية , ليلجأ أولئك في إفلاس واضح إلى استدرار ذلك الإقصاء بتشويه سمعة البعض من المرشحات بداع أو بغير داع بهدف تسقيطها ومن ثم إجبارها إلى التنحي من المواجهة السياسية والإدارية والى الركوع تعظيما لطواغيت الديمقراطية .
أليس العمل بأبداع وتميز واستقلالية ذهنية وفكرية كاملة بعيدا عن الأجندات المرسومة والبرامج المفخخة والتسقيط المقصود , وبعيدا عن الانسياق نحو التقليد الأعمى والاقتباس العشوائي , وبعيدا عن استيراد الأفكار المعلبة التي لم تخضع للتقويم والمراجعة والتجريب طريقنا لإرساء مبادئ الديمقراطية التي ينشدها الشعب العراقي بجميع مكوناته .



#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الا نتخابات القادمة .. ودور المواطن
- المآتم .. بين التفاخر والقيم الاجتماعية
- الفساد بين القانون والتكليف
- عقود الكهرباء مع القطاع الخاص .. نعمة أم نقمة
- عقود الكهرباء مع القطاع الخاص .. نعمة أم نقمة ؟
- توتر العلاقات الاقليمية .. من المسؤول
- عندما تنتهك السيادة .. يفعل الدستور وتبرز القيادة
- الاستفتاء ضرورة .. أم بداية لتقسيم العراق
- قراصنة الفساد انهكت ونهبت ميزانية البللاد
- مصرف الرشيد يطلق التسليف وفرع الكهرباء يؤخر التسليم
- التأسيس الطائفي وانعكاساته على الوضع العراقي الحالي
- معارك التحرير والاعلام المعادي
- ظاهرة الخصوصية والتعددية ومستوياتها في العراق
- تعثر الاصلاح ولد انقساما برلمانيا وغضبا شعبيا
- الاحتكار المعلن
- رعاية الجرحى .. لتكن من أولويات الاصلاح
- وسائل التواصل الاجتماعي والتظاهرات الجماهيرية
- المشاريع الاستثمارية تأخذ طريقها للقطاع الخاص في وزارة الكهر ...
- اعدام الشيخ النمر امتداد لجرائم النظام السعودي
- استقلالية السلطة في القرارات المصيرية


المزيد.....




- نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن ...
- عاجل | عمدة كوتيناي بولاية أيداهو الأميركية: مقتل شخصين وإصا ...
- V?n m?nh t?t M 789club – ??i v?n trong m?t v?ng quay
- بعد خمس دول في الناتو، زيلينسكي يوقع الانسحاب من معاهدة مكاف ...
- فرنسا: الحكومة أمام امتحان سحب الثقة مجددا
- ترامب يهاجم فوز ممداني بانتخابات نيويورك ويهدد بحرمان الولاي ...
- صحف عالمية: هدنة إسرائيل وإيران قد تنهار ونتنياهو يريد حربا ...
- ماكرون: بحثت مع بزشكيان النووي والباليستي وعودة المفتشين إلى ...
- رئيس إيران: مستعدون لفتح صفحة جديدة مع جيراننا في الخليج
- فرقة جديدة في الجيش الإسرائيلي.. ما علاقة الصراع مع إيران؟


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - الديمقراطية.. بين الهيمنة السياسية والتسقيط