أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - عندما تنتهك السيادة .. يفعل الدستور وتبرز القيادة














المزيد.....

عندما تنتهك السيادة .. يفعل الدستور وتبرز القيادة


عبد الحسين العطواني

الحوار المتمدن-العدد: 5689 - 2017 / 11 / 5 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يمثل الانقسام في أي بلد خطر حقيقي ليس فقط على و حدته وتماسك نظام الحكم , بل على امن البلاد أيضا واستقراره , وذلك أن استمرار هذا من شأنه أن يعطل الكثير من الطاقات المادية والبشرية والفنية ويحولها إلى أدوات للتدمير و التضارب بين الإطراف المتنازعة , فالدولة لا تعد غاية في حد ذاتها وهي لذلك لا تنشد الاستقلال التام عن المجتمع بل أن الدولة تنشأ وترتبط بتطور المجتمع إذ كلما تطورت الدولة يصيح نظامها أكثر تنوعا وتعقدا ويزداد تغلغلها في المجتمع , من هنا ينظر إلى الدولة باعتبارها عضوا عقلانيا في المجتمع , بل ينظر إليها عاملا من عوامل النظام , أي مبدأ تنظيميا للتكوين الاجتماعي القائم , فالدولة في هذا السياق تتضرر من خلال الكيفية التي تدير بها السلطة السياسية شؤون الناس المشمولين بترتيباتها التنظيمية .
وهنا تجدر الإشارة إلى أن مفهوم الدولة يرتبط بمفهوم السيادة كما يرتبط بمفهوم الشرعية , والسيادة تعني القدرة الكاملة بفرض حماية الدولة على أرضها والقدرة على وضع القرارات الأساسية الملزمة لجميع الإفراد وتنفيذها , آي أن إحدى وظائف الشرعية الأساسية أن تعطي سببا , آو توفير التبرير لوجود الدولة , وعندها يبرز القانون باعتباره احد أقوى مظاهر تعبير الدولة عن سيادتها , وهناك أيضا ترابط وثيق بين مفهوم الدولة ومفهوم القانون , ينبثق ذلك من توحد المجتمعات كلها واندماجها لتكون بحكم القانون الذي يحدد واجبات وحقوق متساوية لجميع أعضاء المجتمع , ويجب أن يكون القانون تعبيرا عن حاجات المجتمع وتنظيم ممارسات الأفراد في إطاره , أي أن القانون لا يوجد لذاته فقط حتى لا يصبح أسطورة وينتهي الأمر ليجعل الدولة فوق المجتمع .
لذلك ومن مبدأ المحافظة على فرض سيادة الدولة شرعت القوات العسكرية الاتحادية من انتزاع الشرعية والمبادرة بإعلان استعادة المناطق على قاعدة الدستور الذي خرقته سلطة الإقليم وإعادته إلى واجهة العمل الوطني بمكوناته الاجتماعية والسياسية , لتحدث حالة وحدة وطنية جديدة وغير مسبوقة في بلد انتهكته الحروب ومزقت هويته ولحمته العراقية , وبناء على هذا نرى أن هذه القوات بمختلف صنوفها وتشكيلاتها أثبتت قدرتها على التخلي عن استخدام العنف , وترجيح الصراع السلمي على الصراع المسلح في إثناء استعادة السيطرة على محافظة كركوك والمناطق التي سيطرت عليها البيش مركة بعد 2014, كما أثبتت قدرتها على تناسي الثأر من اجل توفير الأمن وفقا لتوجهات الحكومة المركزية بالابتعاد عن السلوكيات التي تؤجج الحقد , كما نجحت القيادات العراقية في الاستمرار, والمحافظة على التماسك الوطني الذي تشوش بسبب تفكك الوحدة الوطنية بين المركز والإقليم , بالإضافة إلى التعقيدات ذات الطابع القومي الكردي الذي حاولت ترسيخ السلطة في مجتمع تقليدي تهيمن وتشتد فيه تيارات زعامة حزبية وطائفية ومناطقية بالتوسع على حساب الجغرافيا الوطنية , وهي في حقيقة الأمر سلطة قبلية وعائلية تستند إلى مرجعية غير وطنية , لا تنظر إلى المجتمع وفق مفهوم المواطنة بل تعتمد على الغنيمة انطلاقا من رؤيتها استملاك السلطة والتفرد فيها , وهنا فوضت أسسها المجتمعية ومشروعيتها الشعبية , وأصبحت أمام سلطة بالتغلب تعتمد قهر المواطنين وقمعهم وإهدار حقوقهم
وبالإشارة إلى أحداث كركوك وسيطرة القوات الاتحادية على جميع مدنه ومنشآته النفطية وما تلاها من استعادة مناطق في محافظات أخرى تحمل في جوفها حزمة من الايجابيات واهم تلك الايجابيات هو إسقاط الرموز والزعامات التي نصبت نفسها على الشعب الكردي , وبهذا السقوط بدأ المجتمع الكردي يعي حجم الخداع والتضليل والإخفاء الذي مورس ضده طوال الفترة الماضية , والفشل الواضح في إدارة شؤون الإقليم وفي اللعبة السياسية وفي مواجهة عدم التقبل المحلي والإقليمي والدولي بالتخلي عن الاستفتاء , سيمثل المسمار إلاخير في نعش فكرة قيام دولة كردية وسيكون مهلة نهائييه وأخيرة مجرد التفكير ثانية في إحياء هذه الفكرة إلى متحف التاريخ .



#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستفتاء ضرورة .. أم بداية لتقسيم العراق
- قراصنة الفساد انهكت ونهبت ميزانية البللاد
- مصرف الرشيد يطلق التسليف وفرع الكهرباء يؤخر التسليم
- التأسيس الطائفي وانعكاساته على الوضع العراقي الحالي
- معارك التحرير والاعلام المعادي
- ظاهرة الخصوصية والتعددية ومستوياتها في العراق
- تعثر الاصلاح ولد انقساما برلمانيا وغضبا شعبيا
- الاحتكار المعلن
- رعاية الجرحى .. لتكن من أولويات الاصلاح
- وسائل التواصل الاجتماعي والتظاهرات الجماهيرية
- المشاريع الاستثمارية تأخذ طريقها للقطاع الخاص في وزارة الكهر ...
- اعدام الشيخ النمر امتداد لجرائم النظام السعودي
- استقلالية السلطة في القرارات المصيرية
- التوغل التركي في العراق وتداعياته غير المشروعة
- نظام الحكم .. وأعداه المتخفون
- المسؤولية .. وادارة الخدمات
- سلم الرواتب الجديد والاصلاحات
- الحلف الرباعي بين روسيا وايران وسوريا والعراق
- هجرة العراقيين .. مخاطرها ومسبباتها
- مهام الجيش ..وحقوق افراده


المزيد.....




- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني
- أمل عرابي: دفاع ترامب عن نتانياهو يؤكد وجود مصالح سياسية مشت ...
- تفاعل الأوساط السياسية الإسرائيلية مع دعوة ترامب لوقف محاكمة ...
- روسيا تطوي صفحة اتفاق نووي مع السويد عمره 37 عاما
- البرش: الاحتلال يكثف هجماته على مراكز الإيواء وإصابات منتظري ...
- إلغاء جلسات محاكمة نتنياهو بعد مشاركته في جلسة سرية بالمحكمة ...
- لماذا أفريقيا أولوية لإيران بعد الحرب؟
- شاهد.. بوغبا يبكي خلال توقيع عقده مع موناكو الفرنسي
- الاحتلال يصعد بالضفة ويعتقل العشرات بالخليل واعتداءات المستو ...
- إيران تشكك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتؤكد جاهزيتها ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - عندما تنتهك السيادة .. يفعل الدستور وتبرز القيادة