أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - بين مفهوم الارهاب ومفهوم الاختلال العقلي!؟














المزيد.....

بين مفهوم الارهاب ومفهوم الاختلال العقلي!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5855 - 2018 / 4 / 24 - 23:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما حدث في كندا مساء أمس من عملية مروعة راح ضحيتها 9 قتلى حتى الآن هو عمل وحشي و(ارهابي) بكل معنى الكلمة حيث دهس سائق شاحنة قيل لنا - كالعادة - بأنه (مختل عقليًا ومريض نفسيًا!!) مجموعة من المارة الابرياء عن عمد بغرض قتلهم! ، وكان الفاعل هذه المرة أيضًا رجل أبيض وغربي ومسيحي!، ولو كان الفاعل مسلمًا أو عربيًا يحمل ملامح واسماء (شرق أوسطية) لسمعنا وسائل الاعلام الغربية تستشيط غضبا وتلطم الخدود وتشق الجيوب بطريقة مبالغ فيها عن ما يحدث الآن (!!!) ولسمعنا بعضها يصرخ : (انظروا هذا مسلم وعربي إرهابي!، ربما يكون لاجئًا!، ربما يكون معادٍ للسامية!!، انظروا إلى دين المسلمين وكيف يوّلد الإرهابيين!) لكن ولأن الجاني هذه المرة أيضًا غير عربي وغير مسلم، فالاتهام لا يذهب للدين المسيحي ولا للحضارة الغربية بل على الفور يذهب جهاز التبرير الغربي - وخصوصًا المعادي للعرب والمسلمين - إلى جهة بعيدة أصبحت كالمشجب الجاهز سلفا الذي يحاول الغربيون أن يعلقوا عليه آفات مجتمعاتهم وأزماتها الروحية والأخلاقية الراهنة وهي جهة ((مستشفى الأمراض النفسية والعقلية)) كما لو أن ليس من المعقول أن تنتج ثقافتهم وحضارتهم ومجتمعاتهم المتمدنة (ارهابيين) بل فقط يمكن أن تنتج (مختلين عقليًا ومرضى نفسيًا) وحسب يستحقون العطف والمعالجة الطبية وليس كالارهابيين العرب والمسلمين الذين لا يستحقون الرحمة ولا الشفقة !!، مع ان النتيجة واحدة وهي استهداف المدنيين والابرياء بأعمال القتل الوحشي!! وهكذا في كل مرة تحدث عملية قتل جماعي ووحشي على يد غير عربي وغير مسلم يُقال لنا أن الفاعل مجرد شخص معتوه مسكين بائس مُختل عقليًا أو مأزومٌ نفسيًا ليس إلا!، وأن عمله هذا بالتالي ليس ارهابا !!، فهو ليس إرهابيًا كحال الإرهابيين العرب والمسلمين الذين يدهسون الناس على أساس إرهابي وهم بكامل قواهم العقلية والنفسية!!... وبصراحة العملية زادت عن حدها، وأصبح فيها (خيار) و(فقوس) كما يقول المثل الشعبي العامي(*)!!... لهذا فإما أن نحكم على جميع من يرتكبون هكذا عمليات وحشية مروعة وخصوصا دهس المارة بشاحنة بغرض القتل الجماعي بأنهم (ارهابيون) باعتبارهم ((يستهدفون المدنيين الأبرياء للتعبير عن موقفهم العقلي أو النفسي من الحياة والمجتمعات والعالم)) أو نحكم عليهم بأنهم جميعًا (مختلون عقليًا ومرضى نفسيًا) سواء كانوا عربًا ومسلمين أو أنهم غير عرب وغير مسلمين، وهذا هو الصحيح عندي إذ لا يمكن لعاقل أن يرتكب هكذا أعمالًا وحشية ضد أبرياء!، لا يمكن اعتبار الشخص الذي يقود شاحنة ويهاجم بها المارة ويدهسهم بالجملة كما لو أنهم أرانب أو حشرات بقصد قتلهم للتعبير عن غضبه وموقفه من العالم ومن الوضع السائد شخصًا سويًا من الناحية النفسية والعقلية والأخلاقية، فهو في الحقيقة ((شخص مختل وغير سوى)) بكل معنى الكلمة سواء قام بذلك بشكل فردي ودون تبني لأيديولوجيا إرهابية دينية أو غير دينية أو قام بذلك وهو تابع لتنظيم إرهابي!، ففي الحالتين هو (شخص غير سوي، غير طبيعي!) أي أنه مختل عقليًا ونفسيًا وأخلاقيًا سواء أكان مسلمًا أو غير مسلم، منخرطًا في جماعة أو غير منخرط!، وعلينا أن نطبق هذا الحكم الموضوعي و(الطبي) وهذا التوصيف العلمي والدقيق على الجميع بدون استثناءات ودون تبريرات سخيفة تحاول إما وضع العرب والمسلمين في زاوية المتهم دائما !!، أو تحاول ستر عورات وآفات وتعقيدات الحضارة الغربية التي تمر بمرحلة افلاس روحي وأخلاقي فاضح واختلال اجتماعي وتراجع حتى في القيم الليبرالية ذاتها!، افلاس رهيب عبّر عنه الكثير من المفكرين الغربيين أنفسهم ومنهم (كولن ولسون) في كتابه (سقوط الحضارة!)!، فأين منطق العدل والاعتدال والتشخيص الموضوعي يا قوم !؟؟، إما أن تصنفوا كل هؤلاء المجرمين بأنهم ارهابيون أو أنهم مختلون عقليًا ومرضى نفسيًا والا فهي قسمة ضيزى!؟ .
سليم الرقعي
ابريل 2018
(*) (الحكايه فيها خيار وفقوس) مثل شعبي يُراد به أن المسألة فيها محاباة وعدم مساواة




#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الحكم الذاتي والحكم الفيدرالي والكونفيدرالي!؟
- وعكة صحية وخاطرة شعرية!؟
- للموت وجوه متعددة !؟
- الغرب وموقفه من الديموقراطية والاخوان المسلمين!؟
- نظرية المؤامرة وأثرها على مجتمعاتنا (1/2)!؟
- حفّار القبور!؟ قصة قصيرة (2/2).
- حفّار القبور!؟ قصة قصيرة (1/2).
- ما الفرق بين النظام وصورة النظام !؟
- فلتذهب دولنا العربية للجحيم!؟
- هل هناك مفاجآت في الانتخابات المصرية!؟
- بحسنها الأثير..غدوتُ كالأسير. خاطرة شعرية
- هل الديموقراطية تعني حكم الشعب أم نيابة عن الشعب!؟
- من ليبيا يأتي الجديد!.من القائل ومتى!؟
- رحيل العبقري المُقْعد الذي حلّق بعقله حتى الثقوب السوداء!؟
- العقلانية هي الحل !؟
- العقلانية والليبرالية وواقعنا الاجتماعي والثقافي!؟
- كي لا يكون عيد الحب عيدا للخب!!
- أمازلتَ يا قلبُ ترجو رضاها!؟
- آآخ من الاسترالية !؟
- التطرف الإسلامي بين الدور الإيراني والدور السعودي!؟


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - بين مفهوم الارهاب ومفهوم الاختلال العقلي!؟