أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ركل عقائد التخلف !!















المزيد.....

ركل عقائد التخلف !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5853 - 2018 / 4 / 22 - 22:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ركل عقائد التخلف !!
طبيعي أنه عندما تستيقظ قوى الخير بداخل الإنسان يبدأ مباشرة برفض الكثير من الأمور الغير الصحيحة التي ألفها بحكم العادة التي غالبا ما تبدأ لديه سخيفة ، ثم تصبح جزءا من عاداته وتقاليده ، كما حدث مع بعض البلاد العربية والإسلامية –السعودية نموذجا - التي صحت فيها مؤخرا قلوب وعقول وضمائر بعض قادتها المتنورين ، فقرروا إنقاد بلدانهم من التخلف ووقف مسرحية التخلف الهزلية وكشف حقائقها واسقاط وجوهها وشعاراتها ، التى كانت ولأكثر من ثلاث قرون تعيث في المجتمع العربي فسادا وجهلا وتخلفا بما تصدر من التيارات المتطرفة الاسلاموية الشوهة الدين الحنيف والمزيفة لحقيقته ، بما تبته من سموم وفتاوى فقهائها الجامدة غير القادرة على استيعاب متطلّبات التغيير الحضاري الذي يشهده العصر ، والتي أذخلت المسلمين في مطارحات بعيدة عن أبسط مقوّمات النقاش الهادئ والمتمرسة خلف المفاهيم المتحجرة و المسبقة حول قضايا : الإعجاز العلمي ، والطب النبوي ، وحكم الردّة والرجم ، والرقّ ،ونقاب المرأة وجواز إمامتها ، وفرضية الحجاب، وشرط المحرم لسفر المرأة ، ومعاقبة المفطرين في رمضان ، وعذاب القبر ،وتلبّس الجن للإنسان ،وشرط موافقة الولي على زواج الفتاة ،وحرمة الاختلاط ، وغيرها كثير من إشكاليات الثرات السلفي ونظرته الأحادية لها ورافضه ،وبدون مبّرر منطقي، لكل اجتهادات الآخرين فيها ، والتي سبق أن اعترض عليها من قلب الحالة الإسلامية ، كتهديد حقيقي لصحيح الدين الإسلامي الوسطي وكمعوق يشل قدرات العقل العربي عن الإبداع ، ويمنعه من التطور والتجدد - الكثير من المثقفين والمفكرين والعلماء المتنورين أمثال : محمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي وقاسم أمين ومحمد أبو زهرة وعبد الوهاب المسيري ومحمد سيد طنطاوي ومحمد أبو القاسم حاج حمد وطه جابر العلواني ومحمد شحرور وفهمي جدعان ومحمد الأحمري ومحمد المسعري ومحمد المختار الشنقيطي وعدنان إبراهيم وطارق سويدان وجاسم سلطان ونهاد خنفر القمني وعبدو أحمد ماهر واسلام بحيري محمد عبد الله نصر، الشهير ب"ميزو" ،ومحمد عابد الجابري ، وأحمد عصيد ، وغيرهم كثير ممن لم ينشدوا غير الدفاع عن الإسلام ، ولم يكن لهم هم سوى التغيير والتجديد والإبداع وتنوير المجتمع وتفتيح عقول الناس لتجنيبهم السقوط فى مستنقع التدين المظهري الذي يمنح ممارسيه الإحساس الكاذب بالطمأنينة والرضا عن النفس المؤدي إلى السلبية والغفلة ، المرض الخبيث الذي أدخل الأمة في أتون التطرف والإرهاب المؤدي بدوره إلى كل الهوان والشقاء والضنك الذى يعيشه الأمة الإسلامية ، والذي على الأوصياء على شؤونها الترصد لمروجي هذا التطرف في الشوارع والدروب والمقاهي والمساجد وفي المدارس والبيوت ، حتى لا تواجه الأجيال القادمة فيما بعد نتائج أخطرا مما عرفته أجيال هذا العصر ، وتلحق بهم تبعاتها الخطيرة .
لست متشائما حيال "موجة التحرر" التي يقودها متنورو هذه الأمة ، لأنها موجة آن أوانها ، وحل زمانها ، ولا يمكن إيقافها ، كما يقول الناشط الأمازيغي عصيد ، لكني خائف ، ولا أستطيع إخفاء خوفي ، كما العديد من الخائفين من أنْ تصدم نار الاتنكاس طموحاتهم في التغيير والتجديد وتحطّمها عند أول حاجز وأول مطبّ يستوقفها كأشجع تجربة إصلاح ديني لأخطر المحظورات والمسكوت عنها، وأكبر موجة تحرر عرفتها البلاد العربية عبر تاريخها ، وتحويلها إلى كَدَمات وخيبات البدايات، التي إعتادت عليها الأمة العربية والإسلامية ، لأنه ، كما يقال، لا شيءَ أصعبَ من الشُّعور بالخوفِ على البدايات الجميلة، التي عادة ما تكون أفراحُها مؤقتةً هَلِعَةً، فَزِعة، ينالُ منها النكوص والإخفاق بسرعة مهولة ، ولا يبقى كحل لمنتظري نتائجها ، غير الاستعداد لرفع سقف التوقعات وانتظار النهايات ، التي قد تكون صادمة ، فينقلبُ معها المتفائلون إلى نواح يشكون الخذلان والخسران ، ويتقمّصَون دور الشاعرٍ المصدوم ، وينشدون قصائد رثاء " البدايات " التي أفتتنوا بسحرها مرارا .
لست خائفا من الدعاة المتطرفين وأتباعهم الذين يعتبرون أن الإسلام العظيم ما نزل من عند الله إلا من أجل شرب بول البعير وقطع الرؤوس والأيدي وحجب المرأة ، وليس من أجل العدل والحرية والمساواة ، لأن أمر هؤلاء مقدور عليه -رغم خطورتهم - بعدما أضحت أساطير فقههم القديم مكشوفة أمام الواقع والعلم والضمير الإنساني وأمام معيار الكرامة والقيم الكونية النبيلة، لكنني خائف كل الخف من الهجمات الممنهجة ضد مبادرات التغيير و التجديد ، الزاحفة علينا من الأجهزة الأمنية ....التي تطلق يد كل جاهل ليعيث في المجتمع العربي فسادا وجهلا وتخلفا وكل ما يتهدد استقرار المجتمع ويمزق نسيجه المجتمعي ووحدة الوطن، بالتحريض على الكراهية والمذهبية والطائفية التي تحارب العقل والفكر وتشجع الجهل والتفكير وتطارد المثقفين وتصفيهم جسديا وروحيا وعاطفيا وتجعلهم في الدرك الأسفل من السلم الاجتماعي ، وترفع فوقهم حثالة المجتمع وأكثرهم تخلفا من الغوغاء والمشبوهين واللصوص والقوادين لصبحوا وزراء ومدراء وأصحاب رؤوس أموال ، ليشكلوا جماعة ولوبي مناهضة لتقدم بلدانهم وتشجيع تخلفها والمحافظة على التخلف ، وترصد ومعاقبة كل من يركل عقائد التخلف بقدمه أو يده أو لسانه أو عقله ، والتي تشكل خطرا على الأنظمة الأمبريالية العالمية المحافظة على التخلف والمشجعة على بقائه ودوامه في البلاد العربية والإسلامية ، كدوامة لا مخرج لها منه إلا بحزم وحسم تفتقدهما حكوماتها الحالية ، مع تحكم الكثير من وعاظ السلاطين المنافقين المخادعين .
وأختم مقالة بهذه القصة التي تفضح مسألة تشجيع التخلف في البلاد العربية والإسلامية ، -التي لا أدري مدى صحتها - حيث يحكى أن سفيرا أنجليزية شاهد يوما شابا هنديا يركل بقرة برجله ويهينها ، فأمر سائقه بالتوقف وترجل من سيارته واتجه نحو البقرة وشكل لها حماية أمام مرأى من الجماهير ثم احتضن البقرة واغتسل ببولها ومن ثم عاد إلى السيارة، فقال له من كان برفقته: هل تؤمن بعبادة البقر؟ فقال: أنا لا أومن بعبادة البقر، ولكن هذا الشاب لم يقم بركل البقرة وحسب وإنما قام بركل العقيدة التي ندافع عنها كي تبقى الهند على ما هي عليه، ولو شاهده الناس وهو يركل العقيدة مرات ومرات لتشكلت جماعة مناهضة لسياستنا ولتقدمت علينا الهند.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوء الأخلاق ليست من قلة الدين !!
- من مظاهر عهر التدين الظاهري .
- المساءلة أساس كل إصلاح.
- مكتبات الشارع المجانية.
- دعابة لاسعة من باريس !!
- العاطفة الوطنية !!
- على متن الخطوط الملكية المغربية
- موسم الفضائح الجنسية !
- شؤم الأرقام وقضية بوعشرين !!
- كل منتقدات اليوم ستصبح مألوفة ومتعرف بها غدا..!!!!
- فضائح الاغتصاب المتكررة !!
- متعة عوالم الأحفاد السحرية..
- كلنا متسولون !!
- رد على اتهام بمعاداة الدين !!
- مخيرون نحن أم مستلبون؟؟؟
- وداعا السي حميد الهزاز حارس مرمى الماص
- اللحى المستأجرة
- ..هل يستقيم الظل والعود أعوج؟؟
- هل هذه هي نتائج تطوير التعليم؟؟
- تفاعلات كارثة سيدي بوعلام


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ركل عقائد التخلف !!