أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - رد على اتهام بمعاداة الدين !!















المزيد.....

رد على اتهام بمعاداة الدين !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5782 - 2018 / 2 / 9 - 01:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رد على اتهام بمعاداة الدين !!
سألني أحد رواد المقهى الذي أرتاده : لماذا تكتب ضد الإسلام والمسلمين ؟ سألته باستغراب : ومن أين انتقيت ذلك أيها المحترم؟ !! قال بحدة الصياد الماهر الذي ظفر بطريدة : من كتاباتك الزاخرة بالتنديد والهجوم على كل ما له صلة بالدين الإسلامي ، والعامرة بالهجوم على سلوكيات المسلمين وقيمهم . كان ردي هادئا مشفوعا بابتسامة المنتصرين : لا أيها المحترم ، لقد أخطأت الهدف ، فتحليك لمكتوباتي غير واقعي ، ربما لأنك لم تفهم مدلولاته العميقة ، التي لم تحمل قط عداء للمسلمين - كما يتبادر لبعض الأذهان المتخلفة التي تقرأ الكتابات بالمقلوب- إذ كيف لي أن أفعل ذلك ، وأنا واحد من المسلمين ، سمعتي من سمعتهم ، ؟ كما أنها لم تتضمن في يوم من أيام عداء الدين الإسلامي ، لأنه الذين الذي ولدت عليه ، وكبرت على وسطيته وسماحته ، التي تعلمتها من أبويا المسلمين ، أومن بالله الواحد الأحد ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أمارس العبادات ، وأتمسك بآداب القرآن وبأوامره وبنواهيه وبأحكامه وبتوجيهاته في ما يصدر عني من سلوكيات تجاه الآخرين ، الذين أتعامل معهم بتواضع وبدون كراهية ، وأتقرب إلى خالقي سبحانه بحبهم واحترام إنسانياتهم وتقدير وضعهم الاجتماعي أيا كان ، وأتفانى ،قدر المستطاع، في خدمتهم وتقديم العون لمن يحتاجه منهم ، دون حاجت لي إلى فتوى شيخ جاهل لا يعني عنده مفهوم الهوية إلا التشبث بمطلق التراث ، و لا تعني عنده الأصالة غير المكوث في كهوف الماضي ، ولا يحسن سوى ملاحقة من يخالفونه الرأي ، بالكفر والزندقة ، وجون مساعدة فقيه مخادع يرى نفسه المؤمن الوحيد وكل من يعيش على غير شاكلته ، سفيه و لا يفهم في الدين ، بينما هو في حقيقته مؤمن بالشكل كافر بالقلب ، بدليل قوله تعالى : "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ"..
لذلك تراني ، أيها المحترم، أكتب ما يمليه علي ضميري وقناعتي في انتقاد كل المباني الفكرية والفقهية التي يروج لها الشيوخ والفقهاء والدعاة -المتطرفين المنزهين لذواتهم والمحتكرين لكل لحقائق - حول مفاهيم الجهاد، والكفر والحرابة ،والشرك ، والردة، وكل ما النصوص التي يبررون بها نبذ الآخر وحرمانه وهتك حرمته واستباحة دمه ، وأفضح مسؤولياتهم الجمة في غياب القيم الحضارية الإسلامية عن سلوكيات مجتمعاتنا، بإهمالهم للقيم والأخلاقيات الإسلامية التي من شأنها، في حالة شيوعها وانتشارها، ضبط سلوكيات الإنسان وتهذيب أخلاقه بالقيم والآداب السامية والذوق الرفيعة ، وانشغالهم عنها بتوافه الأمور الدينية من غريب القضايا الغيبية والمسائل الخلافية ، التي يستميتون في الدفاع عنها ويدعون الناس للاصطفاف معهم في خندقها الذي يتخذونه أداة للخداع والتزوير ومدعاة للتناكر والتباغض بين الأفراد ومعولا لهدم الدين الإسلامي الحق ، ومنظومته أخلاقية متكاملة، التي جاءت إلا لتربية الإنسان على الفضائل، وتهذب سلوكه، وتعليمه كيف يلتزم الأدب والذوق في كل أقواله وسلوكياته .
ويكفيني ،أيها الفاضل، أني أفعل ذلك حتى وإن خالف رأي المتشددين ، أو لم يرُق لأكثريتهم ، ودون اكتراث بجحيم الآخرين الذين لا يفهمون ، ورغم صعوبة المسار ووحشة سراديبه ، وقسوة همس الهامسين ولمز اللامزين ، وذلك أن أكون أنا نفسي عند ممارسة الكتابة التي هي عالمي الخاص الذي أجد فيه راحتي ، وأشعر فيه بوجودي ، والذي أمضي في طريقه مسخرا إياه رسولا للمحبة الصادقة الخالصة المؤدية للتفاهم والتوافق وفعل الخير ، في هذه الأمة التي لا تتبنى الصدق في أقوالها وأفعالها ولا تجهر بالحق ، وتنظر للإنسان ليس كما هو ، بل كما تريده هي أن يكون ، وتحكم على عبادة غيرها من المسلمين من خلال المظهر، طول اللحى، وضخامة زبيبة الصلاة ، و سواد غطاء شعر المرأة ووجهها ، ضدا في كافة النصوص المقدسة، وتاريخيتها، وفلسفتها، وضدا فيما يخلفه ذلك التحكم من الانحطاط الفكري والعلمي والأخلاقي الكبير الذي يصيب الشعوب العربية والإسلامية، الذي يسلبها قوة الإرادة وشجاعة التغيير..
نعم أفعل ذلك وحسبي في ذلك إيماني بما أكتب وبضرورة ما أكتب لنصرة الإسلام الوسطي الذي ولدت عليه وتربيت على سماحته وتشبعت بتعاليمه وأخلاقه الفاضلة .
وأتمنى في الختام، أن تكون ،أيها الفاضل ، قد اقتنعت بأن نقد الجهل المطبق الذي يغرق فيه شيوخ ودعاة وفقهاء الفِرق والمذاهب الدينية المتشددة، والتنديد بتقديسهم للفهم الخاطئ للدين واشتباهاته المنحرفة ، التي تبرر العنف وسفك الدماء ، ليس انتقادا للدين الذي هو اعتقاد العبد، ولا للعبادات التي تستهدف تربية الضمير، وتهذيب النفس، وتطهير الروح ، ونقاء القلب، وتقوية كل معاني الإنسانية ، وليس حقدا ولا كرها للنسك العابدين من المسلمين ، وإنما هو انتقاد نابع من الخوف على الدين الصحيح من المبالغين في الإساءة لقواعده وأحكامه وأخلاقياته السليمة، بما يشكل من خطر عليه وعلى المنتمين له من المسلمين المسالمين وقد صدق ، التنويري الأستاذ ماجد الغرباوي حين قال : إن بعض التطرف خارج حدود الشرك أخطر من الشرك، فربما مشرك مسالم، لا يستغل عقيدته، ولا يفرضها على غيره، يحترم الآخرين "، كما صدقت المقولة الشهيرة : "أن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني عابد سيئ الخلق"
فاللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه في كلِّ وقتٍ وحين، وفي كلِّ مِلَّةٍ ودين، وفي العالمين إلى يوم الدِّين .
مع تحياتي الخالصة
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخيرون نحن أم مستلبون؟؟؟
- وداعا السي حميد الهزاز حارس مرمى الماص
- اللحى المستأجرة
- ..هل يستقيم الظل والعود أعوج؟؟
- هل هذه هي نتائج تطوير التعليم؟؟
- تفاعلات كارثة سيدي بوعلام
- معركة حزب الاستقلال ، واجهة لصراع فاسي/فاسي ب غطاء -سوسي صحر ...
- يوم الفصل في مؤتمر حزب الاستقلال..
- الحوار الحكومي المتشائل *
- الشتيمة الجنسية الفاحشة ..
- العذرية البيولوجية والعذرية السلوكية ؟؟
- هل أحزن في عيد ميلادي؟؟
- الكمبارس Compars
- شواطئ بحورنا الجميلة ؟؟.
- المال السايب و -فنطزة - حج الوجاهة!!
- عيد ميلادي والعيد الكبير !!
- كلنا معنيون بالقضاء على الإجرام !!
- ظلم الأشرار أهون من صمت الأخيار !!
- هاجس الكتابة .
- توقيت انطلاق المشارع لا يقل أهمية منها!!


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - رد على اتهام بمعاداة الدين !!