أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام كاظم فرج - تنازلات لوط وكسر التابو (جدل السياسة والميثولوجيا ..)















المزيد.....

تنازلات لوط وكسر التابو (جدل السياسة والميثولوجيا ..)


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5853 - 2018 / 4 / 22 - 13:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنازلات لوط وكسر التابو (جدل السياسة والميثولوجيا)
سلام كاظم فرج
(لابد من التنويه إن الاستعانة بالرواية التاريخية وسرديات الميثولوجيا تهدف لإغناء الفكرة المعروضة لا تبني تلك السرديات كحقائق مسلم بها. .)
لم يظلم التأريخ واللغويون نبيا كما ظلم النبي لوط .. فقد كرس هذا النبي نفسه لمعالجة ظاهرة المثلية الجنسية.. ومن بين اقتراحاته لمعالجتها عرض بناته على الفتية المثليين من اجل انقاذ ضيوفه الذين هم بالاصل ملائكة من الإغتصاب المثلي.. !.. ان عرض النبي لوط كان كريما للغاية.. ولكنه يحمل تنازلات مقابلة قد تطيح بأصل فكرته أي معالجة الخطأ بخطأ مقابل.. اما عن الظلم الذي ألحقه اللغويون بلوط فيكمن في استعمال اسمه كدلالة على امر طالما ناضل ضده.. وعليه اكاد ان اجزم ان من قرأ عنوان مقالتي هذه يذهب بعيدا في الاعتقاد انني بصدد الشتم او النيل من احد..في حين ان اهداف مقالتي لا علاقة لها بمدح او قدح.. لقد استعمل اللغويون مفردة لوط استعمالا سيئا.. وابتكروا لها الأفعال وتصريفاتها.. ففعل مثل لاط يلوط اصبح امرا مألوفا.. ومستعملا.. في حين ان الرجل قد ناضل كثيرا وقدم التضحيات ضد المثلية.. على اية حال وددت ان انبه الى تنازلات النبي لوط في عرض بناته مقابل انقاذ ضيفيه المرسلين من قبل الرب لا اكثر..
ثمة تورية عن مدى التنازلات السياسية والفكرية التي يمكن ان تقدم مقابل البحث في حل مسألة ما.. مثل مسألة تحبيذ إقامة قواعد عسكرية لدول عظمى في بلدان أخرى ام عدم تحبيذها او رفضها.. او مثل طرح فكرة التطبيع العربي مع إسرائيل وهل بقيت من التابوهات ام هي واردة ويمكن مناقشتها؟؟ ام ان مجرد مناقشتها والحديث عن تنازلات ما مثلما فعل المفكر ادوارد سعيد في طرحه حل الدولتين في سابقة لم يقل بها مثقف عربي ... (ادوارد سعيد رائد البحوث في جدل الامبريالية والاستشراق ..)او سابقة عصام سرطاوي القيادي في فتح حين عرض فكرة التفاوض مع إسرائيل من خلال وسطاء أممين قتل الرجل بعدها بأيام باعتبار ان الرجل كسر تابو عربي مقدس أقول هل ان مثل تلك الاقتراحات يمكن ان تعتبر محاولة مشبوهة خادمة لإسرائيل او للإمبريالية .. ام هي محاولات مخلصة للخروج من عنق زجاجة خانق؟؟
وان التصدي والرد عليها بقوة وشراسة لغوية يضع المتصدي في دائرة الوطنية الحقة .. ويحرمنا منها؟؟ كل هذه الأسئلة واردة ومنطقية.. فالمعركة شرسة.. والذاكرة تحتفظ لإسرائيل والامبريالية بصور بشعة للغاية.. والبشرية كلها مدانة لأنها الى الان لم تقل او تفعل شيئا تجاه جرائم الامبريالية في اليابان وفيتنام وكوريا وامريكا اللاتينية.. وفلسطين ..
ماهي الأجوبة المتاحة لتلك الأسئلة المباحة او غير المباحة؟؟..
من اجل فهم جوهر المسألة اليهودية وجوهر المسألة الفلسطينية تحبذ العودة الى مقالة ماركس (المسألة اليهودية..) وكتاب ايفانوف ( حذار من الصهيونية..) كحد ادنى من القراءات..وبعدها يمكن ان نرى ايهما انفع.. ؟؟ تبادل المدفعية الكلامية ام العمل على تلمس السبل من اجل الحلول المثالية لقضية شعب أستنزفته الماكنة الصهيونية واشبعته قتلا وتشريدا ومازالت الدول التي تنتمي لمنظومة العالم الحر ساكتة ولا تتحرك ومازال هناك من يرى إمكانية النضال الثوري والعسكري لايقاف هذا المذبحة المستمرة.. اعني المذبحة بحق شعب فلسطين والتي انتقلت الان بقدرة قادر الى شعب سوريا والعراق ولبنان..
..ما زلنا لا نميز بين امنياتنا ورغباتنا وبين امكانياتنا.. وعدم التمييزهذا هو الذي يوقعنا في فخ تبادل الاتهامات حول مشبوهية اية فكرة تتناول مثل هكذا موضوع حساس.. اوفي الحقيقة كان حساسا .. لكن كثرة تداوله بل الدخول في تطبيقاته بدأ منذ عقود بحيث جعلت شاعرا مثل قباني يصرخ نازفا: قد دخل اليهود في ثيابنا ونحن راجعون.. السؤال هل نريد دولة اسمها فلسطين فقط؟؟ ام اننا نفكر بوقف هذه النزف السريالي والتراجيدي بحق أطفال فلسطين؟؟ ان كان على الدولة.. فعندنا دول عربية مستقلة.. ترفع اعلامها رفرافة على مبنى الأمم المتحدة .. لكن حال شعوبها لا يقل مأساوية عن حال شعب فلسطين.... وان كان على النضال فقد احتار السؤال. هل نناضل ضد الصهيونية ام ضد الرجعية والطائفية الضاربة اطنابها في عمق المشروع العربي؟؟ ام نناضل ضدهما معا وفي نفس الاتجاه؟؟ ام نؤجل هذا ونقدم ذاك؟؟ ام نناضل ضد الرجعي ام ضد الثوري المزيف ؟؟وهل نحن كرماء مثل نبي الله لوط فنقدم الأبناء والبنات لعصابات تجيد التنكر في حفلات ذبح مستمرة لما يسمى كل شيء من اجل المعركة؟؟ وثعالب ماكرة تصطنع العداء للصوصية وهي لصة ؟؟!! وتصطنع النضال ضد شيء في النهار وتمارسه في الليل؟؟ وهل ان التضحية بالاولاد سهل ومتاح واننا نملك بسالة النبي إبراهيم عندما قدم ولده للذبح راضيا مرضيا .. وانصاع إسماعيل لأمر الرؤيا؟؟ .. هل نحن عرب الداخل او انتم عرب المنافي بسلاء حقا ؟؟ .. ام ان البسلاء لا يتعدون أصابع اليد وبعضهم مخترق.. وبعضهم مزيف وبعضهم مجنون.. وان الأغلبية تجري وراء خبز نهاراتها وضجعة لياليها ولا تعرف ولا تريد ان تعرف شيئا عن آليات النضال؟؟؟؟
دفعتني لكتابة هذه المقدمة ثلاث مقالات مهمة كتبها كتاب عراقيون احترمهم جدا واحترم توجهاتهم الفكرية وهم جميعهم غادروا العراق منذ عقود لكن احترامي لا يمنعني من البحث في جذر ما تناولوه .. فالمسألة ليست مسألة تبادل احترامات او شتائم .. ونحن لسنا في تظاهرة جماهيرية للهتاف بل في مقعد للدرس والتمحيص..ولست معصوما ولا هم بمعصومين..
المقالة الأولى كتبها الأستاذ عامر بدر حسون تحت عنوان(هذا السؤال يفضحك..)..تناول فيه القواعد العسكرية الأميركية ودول الناتو.. ماضيها وحاضرها ومستقبلها. وقدم مقالته باعتبارها تمرينا فكريا لمحاولة فهم حقيقة هذه القواعد بشكل موضوعي ومحايد .. ومراهنا على إمكانية تقبل فكرته ان العالم ومفهوم السيادة قد تغير كثيرا. وان ليس هناك سيادة مطلقة (وهو هنا يتحدث عن اوربا بشكل خاص وبعض دول آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية).. لكنه استدرك قائلا انه لا يحبذ فكرة إقامة قواعد عسكرية في العراق والبلدان العربية لكي لا نزداد خبالا.. والخبال هنا يعني النضال غير المنتج.. والديماغوجية والتضليل الذي يمكن ان تلعب عليه قوى كثيرة ترفع العقيرة ضد مثل هذه القاعدة او غيرها في حين ان الأقمار الصناعية الأميركية تفي بالغرض وهناك اكثر من قاعدة في قلب العالم العربي والإسلامي مثل قطر وتركيا..
لم أر في مقالة الأستاذ عامر دعاية او ببروغندا لئيمة.. بل هي مقالة عابرة قد لا يقرأها اكثر من الف قاريء وأقل من ذلك ربما ان توخينا الدقة .. ومع ذلك عجبت للصديق عامر وانا اعرفه منذ منتصف السبعينات مناضلا صلبا ومثقفا تقدميا مناهضا للامبريالية.. لم يوفر سطرا او سطرين لإدانة تأريخ تلكم القواعد .. لكنني بررت ذلك ان المقالة تتناول حقيقة واقعة لسنا بصدد احترامها او التنديد بها.. هو يعرض حالة كانت مدانة تحولت إلى عرف شائع بعد انهيار جدران برلين ونهاية التخندق الايديلوجي على الصعيد الدولي وتحوله الى التكامل الاقتصادي او التجاذب الاقتصادي وخمول التحديات العسكرية بين تلك الدول ولعل عنوان مقالته الغريب يشي بذلك..
والمقالة الثانية للكاتب صائب خليل هي عبارة عن رد عنيف ضد مقالة الكاتب عامر بدر نشرها تحت عنوان(قصة قاعدة اوكيناوا..تطبيع الخيانة كوجهة نظر..).. تناول فيه بالنقد اللاذع مقالة عامر بدر حسون..وتناول أيضا تأريخ قاعدة اوكيناوا بشيء من التفصيل لحقائق ووقائع لم يختلف المؤرخون بشأنها فكل القواعد الأميركية والاحلاف العسكرية شيدت ضد رغائب الشعوب وكانت الحكومات الموافقة عليها حكومات عميلة ومصنوعة غربيا.. وهي بالأصل لم تكن منتخبة. وكل هذا اتفق فيه تماما مع الأستاذ صائب.. لكن الأخ عامر يتحدث عن عالم اليوم وعن رضى حكومات منتخبة وشرعية..مثل حكومات اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وكندا وأستراليا .. فكيف نبرر للأخ صائب هجومه العنيف؟ ومع ذلك.. بالنسبة لي وجدت ان لا الأخ عامرولا الأخ صائب يفضلان إقامة مثل هكذا قواعد في العراق.. فكيف دفع الأخ صائب بدفوع الخيانة والتملق ضد الأخ عامر؟؟ واتهمه بالانصياع لرغبات مسعود البارزاني!! وهل ان ظروف العراق او سوريا (منفاه السابق )كانت افضل لكي نعيب على الصديق عامر ومئات العوائل أن يتخذ من كردستان ملاذا .. وهل ان كل من سكن كردستان نبقى نجادل أفكاره وفق محل سكناه الأخير؟؟ هذه الأسئلة لا تريد الدفاع عن احد بقدر ما تريد ان تطرح فكرة مؤلمة.. تتلخص بقدرتنا على رفع سلاح الاتهام لكل رأي مختلف. وكلنا نعرف ان لا مقالة عامر يمكنها من جلب القواعد ولا مقالة صائب يمكنها من إيقاف زحفها. فلماذا لا نتناول الموضوع فكريا معززا باحترام متبادل..؟؟ يجيب الأستاذ صائب على مثل هكذا سؤال بنظرية كسر التابو.. فالتابو الذي نعرفه ونحاول عدم كسره وابقاءه ضمن المسكوت عنه هو إمكانية التقارب مع إدارات أميركية متعاقبة الى درجة الموافقة على مشاريعها.. وهو تابو محترم ومقدس بلا شك.. فامريكا الى الان لم تقدم لنا نموذجا عربيا لصداقة أميركية مزدهرة.. ولا هي جعلت من العراق جنة الله في ارضه وقد كان العراق بالفعل جنة لولا مؤامرات اميركا وبريطانيا والانقلابات العسكرية المدعومة اميركيا .. ولكن اختلافي مع الأستاذ صائب يكمن في السخرية المرة من حلم الأستاذ بإمكانية إبقاء التابو وعدم كسره وهو قد انكسر فعلا بحادثتين متزامنتين وانتهى الامر الأولى سقوط جدار برلين وانتهاء هيمنة الأحزاب الشيوعية في كل بقاع الأرض( عدا الصين الشعبية..) تلك الأحزاب التي كانت تقف عائقا امام أي زحف أميركي ضد رغبات الشعوب معززا بنضال تلك الشعوب نفسها وتمسكها بالتابو المقدس (وهو فعلا مقدس..) الذي تلخص بلاءات كثيرة منها . لا للقواعد. لا للتفاوض مع إسرائيل.. نعم للسيادة الكاملة.. نعم لفلسطين من البحر الى البحر.. لا لكل المشاريع الاستعمارية.. وقد بقيت شعوب وحكومات كل من العراق والجزائر ومصر وسوريا وليبيا وفلسطين وحركة فتح وزميلاتها مخلصة لذلك التابو المقدس.. لكن هذا التابو كسرته مصر أولا في عهد السادات وهي مستمرة في كسره وما عادت تخجل منه.. بل ان الشعب المصري يعتبر السادات أبا التحرر والاستقرار وعبد الناصر أبا الحروب الخاسرة..اما الاخوان المسلمون فلا اعتقد ان تمسكهم بالتابو يعفيني او يعفي الأخ صائب من إدانة تخلفهم ورجعيتهم(وهم كتلة لها أهميتها لكنني لا اراهن عليها ابدا..وإذا كان السيد صائب يراهن عليها فله ذلك..). ان طرح الأستاذ صائب جيد وان حلمه بإمكانية التجاوز امر رائع ونتمنى ان يتحول الى حقيقة.. لكن قولنا له انك تحلم لا يعني اننا نكسر تابو مقدس واننا مشبوهون.. وحين نقول له(بالمناسبة الأستاذ صائب هنا نورده كمثال على جمهرة من الكتاب النبلاء النزيهين والحالمين ولا نقصد شخصه الكريم.. ولكننا أيضا نتناول مقالته المهمة عن كسر التابو..). باختصار أقول للسيد صائب خليل.. ان مقولتك الرائعة والمقتبسة من رسام الكاركتيرالخالد ناجي العلي وغيره من نبلاء الامة (حين تتحول الخيانة الى وجهة نظر...) قد استنفدت أيضا للأسف.. واكررهنا.. انني لست سعيدا بذلك.. ولكني اقرر حقيقة وصلت اليها الامة العربية المخترقة من اكثر من جهة.. نعم تحولت الخيانة الى وجهة نظر فاتفاقيات أوسلو واتفاقيات السادات ومعاهدة الجزائر بين صدام والشاه.. واتفاقية خيمة صفوان وبقاء الجولان واتهام الأسد باستعمال الكيمياوي للدخول في معركة قذرة قادمة تجعل سؤال الأخ صائب هل تحولت الخيانة الى وجهة نظر سؤالا متأخرا.. ولن تنفع معها عشرات التعليقات المساندة. ولكن لا بد من وجود تعليق واحد يقول الحقيقة.. نعم لقد تحولت الخيانة الى وجهة نظر وعلينا ان نخوض نضالات دبلوماسية وفكرية غاية في الصعوبة لا تنفع معها مقالات هي عبارة عن شعارات ولا فتات مرفوعة لا تملك لها الرصيد الذي يظنه الأخ صائب او غيره من النبلاء..
لا ترامب سيرحمنا ولا بوتين ولا غيرهما ولا نحن كأمة يمكن لنا ان نتوحد او نبني اقتصادا مستقلا يتيح لنا العودة الى ماقبل مرحلة الخيانة.. حتى حزب الله آخر الحركات النبيلة لا يمكن له ان يصمد امام الماكنة الأميركية لولا الدعم الإيراني اقتصاديا واعلاميا ولوجستيا. رغم حجم التضحيات التي قدمها اهل جنوب لبنان الأعزاء.. وتبقى ايران دولة تتنازع النفوذ مع اميركا وتبقى روسيا دولة تتنازع النفوذ مع اميركا ونحن نتحدث عن امة عربية اكبر من ايران من ناحية النفوس بضعفين. وتقترب من عدد سكان الولايات المتحدة ... ان النضال ضد الامبريالية تسبقه نضالات متعددة ضد الجهل والأمية بشقيها المعرفي والاملائي.. ان مجرد تعلم القراءة والكتابة بات امرا صعب المنال لدى شعوب عربية كثيرة.. وان الطائفية تضرب في العمق.. والتدخلات تأتي من اكثر من جهة..وحديثنا هذا ليس دعوة للإنهزام.. بل لمعرفة الأرض التي نحن نسير عليها ان طلب البسالة من اجل الكرامة ضد الأجنبي ليس اكثر شأنا من البسالة ضد العدو الذي يسكن ملابسنا (جهلنا وفرقتنا وتوغل الأجنبي فينا دون ان نراه..) ان صرخات الأستاذ صائب مسموعة لالف قاريء او ربما اقل او اكثر بقليل فالناس في شغل عن قراءة المقالات او التعليقات,, واقصد بالناس الغالبية العظمى التي تنحسر امامها كل كتاباتنا.. وبالرغم من ذلك ان مقالاته تعوزها الواقعية والعملية في كثير من مفاصلها وان مجرد نوحه على اطلال تابو منكسر يشي برومانسية ثورية فقدت ضفافها...
والمقالة الثالثة للكاتب علاء اللامي (مثال على أساليب التطبيع...).. تناول فيه ظاهرة قديمة بل موغلة في القدم.. في حين ان تناول الأستاذ اللامي يبدو وكإنه يجادل في قضية طرية (بنت اليوم ) ان جاز التعبير.. القضية موغلة في القدم ويعود تأريخها لمبادرات بورقيبة مرورا بزيارة السادات لتل أبيب .. والعلاقات المعلنة والمستترة مع الكيان الصهيوني وما يسمى بدولة إسرائيل.. يتألم الأستاذ اللامي لوجود هذا الكم من المغفلين الذين يتفاعلون مع مواقع مشبوهة مثل الموقع الذي تناوله واحجم عن ذكر اسمه خوفا من ان يكون مروجا له من حيث لا يحتسب وذكر ان ذكر اسمه يعتبر سلاح ذو حدين.. وناعيا علينا الاستهانة بخطورة مثل هكذا مواقع فقلت له : دعهم يتفاعلون الا ترى ان في بعض تعليقاتهم سخرية مرة من فشل القادة العرب في بناء دولا مستقرة وديمقراطية ومستقلة.. وحدثته عن ذكاء الاعلام الصهيوني قياسا الى تدني اعلامنا منذ مهاترات احمد سعيد في إذاعة صوت العرب مرورا بأكاذيب الصحاف وليس انتهاء بهذا الصخب الدونكيشوتي غير المنتج لأكثر كتاباتنا.. ان كل الكتابات النبيلة ستكون بدون رصيد بدون قوة فاعلة لدول مؤسسة على الديمقراطية الحقة ودون حلفاء نزيهين حقا... وقد استاء الأستاذ اللامي من تعليقي.. ويحق له ان يستاء فقد بدا تعليقي وكأنه يساهم في الترويج لمثل هكذا مواقع مشبوهة في حين انني اختلف معه فقط في حرصه غير المبرر على عدم ذكر اسم الموقع !!! وكأنه يمتلك القدرة على وقع زحف حشرة الإرضة في ديكور متهدم عتيق اعني به الواقع العربي الذي انتهك منذ ان كسر التابو السادات أنور.. ومنذ ان عقدت القمة العربية ورشح القليبي بديلا عن محمود رياض !! رئيسا للجامعة العربية..وكان قائد تلك الحملة صدام والقذافي والأسد وآخرين .. الأستاذ اللامي يعرف ذلك.. ويعرف ماذا تعني ان يكون البديل عن الخائن كاسر التابو مجموعة طغاة لم يوفروا لشعوبهم معنى الاختيار الحر لنوع حكوماتهم.. وهو بلا شك يتذكر انتخاباتهم التي تنتهي نتائجها دائما بنسبة مائة في المائة.. هذا الاشكال في قراءة الواقع يشكل جذر محنة العرب.. فلا السادات يمكن الدفاع عنه ولا جمهرة الذين قالوا لا .. الشعب العربي قال لا في حينها وما يزال .. وما زال السجال مستمرا. ولن تنفع مواقع إسرائيل المشبوهة مع شعب ذاكرته مشبعة بالدم ولن تنفع ترقيعات السيد علاء الامي في الحث على مقاطعة هذه المواقع وكإنه يقدم نصائح من نوع التدخين مضر وهو احد أسباب السرطان تكتبه ذات الشركات المنتجة للدخان.. فالانترنيت والفيسبوك والاقمار الصناعية وحسابات العراق وسوريا وكل الدول العربية والدولار واليورو والجنيه كلها تعني ان لوطا كسب الآخرة حقا وانفذ وصية الرب وربح السماء لكنه ابدا لم يؤسس لدولة على الأرض ونحن مشكلتنا مع الأرض وليس مع السماء للأسف الشديد..
ما زلنا ننتظر الوعد القادم على بساط فكرة طوباوية ان يظهر المخلص او يبعث جيفارا من جديد..
ا



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس لدينا ما نمتعكم به !!(مسرحية من فصل واحد )
- وارد....
- أحداث رجب 1979 وتداعياتها على مدينة المسيب..
- أستاذتي نازك الأعرجي...
- نقد ونص ومقدمة...
- الخطاب الماركسي / الخطاب الاسلامي / الخطاب اللبرالي
- مكسيم غوركي وفكرته عن الله ...
- قراءة في كتاب (رهانات السلطة لماجد الغرباوي وطارق الكناني..)
- رقي الخاطر في نوبات شعرية..(نقد..)
- الرؤيوية في نص لفاتن نور...
- لذة الكأس ولذة الصلاة..
- العودة إلى الكهف..
- قراءة في نص لإبراهيم البهرزي....
- قصيدة من بيت واحد..
- ثمالة...
- مأزق عبد الرزاق الربيعي أم مأزق المربد؟
- الهروب من العاطفة صوب الفن...(نقد..)
- رد متأخر لكنه مفيد (حول دراسة مهمة للكاتب اليساري علاء اللام ...
- خيانات هاملت....
- ذكرى كتاب .. ذكرى قصة أليمة ونبوءة ..(مقاصة )


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام كاظم فرج - تنازلات لوط وكسر التابو (جدل السياسة والميثولوجيا ..)