أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام كاظم فرج - أحداث رجب 1979 وتداعياتها على مدينة المسيب..















المزيد.....

أحداث رجب 1979 وتداعياتها على مدينة المسيب..


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5832 - 2018 / 4 / 1 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في كتاب الشيخ عبد الأمير النجار..
سلام كاظم فرج..
لا يعرف الشوق إلا من يكابده.. ولا الصبابة إلا من يعانيها.
ـــ المتنبي ـــ
وقلت يا دار اين أحبابنا رحلوا..وياترى. أي أرض خيموا فيها ؟؟.. في الحقيقة ان كتاب الشيخ النجار يوثق لأكثر من ذلك.. فكتابه سفر عراقي مسيبي بإمتياز.. واحداث رجب لمن لا يعرف مغازيها.. هي تلك الأيام السود التي سبقت اعتقال المفكر محمد باقر الصدر ثم تصفيته بوحشية قل نظيرها.. في العام 79 كانت السلطة في العراق قد فرغت توا من تصفية كوادر وقواعد الحزب الشيوعي العراقي وأعدت العدة واتخذت القرار بتصفية حزب الدعوة الإسلامية وقائده المفكر الصدر الأول.. فانتصار الثورة الإسلامية في ايران عام 78 قد أوقد جذوة التفكير بإمكانية تحقق ذلك في العراق لدى جمهرة من الشباب المتدينين وحتى من غيرهم.. فسقوط الشاه شرطي الغرب رقم واحد في الشرق الأوسط لم يكن في الحسبان ..وقد احدث انهياره هزة كتلك الهزة التي تحدثها المعجزة والأمور الخارقة.. واعتقد كثيرون ان سقوط شرطي الغرب يمكن ان يتبعه سقوط وغد الغرب.. أعني به النظام البعثي اليميني المحتوى يساري الشعارات.. ولذلك فقد نظمت الوفود الجماهيرية لزيارة النجف واللقاء بالسيد محمد باقر الصدر من مختلف اقضية ونواحي العراق.. ورغم ان أهالي المسيب لم يتمكنوا من إرسال الوفد إلا ان الذي أصاب شبيبتهم لا يقل فظاعة عما أصاب شباب تلك البقاع التي بعثت الوفود..لقد كان ممثل المرجعية في المسيب سماحة الشيخ علي القسام مريضا بمرضه الذي انتهى الى وفاته رحمه الله.. وهو في الأصل لم يكن من المحبذين للمشاركة في النضال السياسي الصرف.. شابان من أهالي المسيب هما (محمود عمران السعدي وفاضل عبيد كاظم..) زارا النجف واعتبرا من ضمن الوفود رغم انهما لم يصلا مقر السيد الصدر فقد تم اعتقالهما والتحقيق معهما وتسفيرهما الى دائرة امن بابل.... وفي 17رجب الموافق 12 حزيران 1979.. تم مداهمة منزل الشهيد الصدر. وقد جرت تظاهرات عارمة في مدن عدة تطالب باطلاق سراحه..فنظمت السلطة حملة اعتقالات طالت كل من اشترك في التظاهرات او في وفود البيعة (إضافة الى من إعتقل بطريقة عشوائية !!!).. وقد حكمت محكمة الثورة من خلال محاكمة صورية على 86 شخصا بالإعدام !!. وعلى مائتي شخص بالمؤبد.. وعلى 814 بمدد متفاوتة .. اما البقية الباقية والذين لم يحالوا الى محكمة الثورة وهم بالآلاف فقد تم التحفظ عليهم بمعتقلات خاصة.. ومن صور النفاق المخزية للسلطة ان المسؤولين اتصلوا بسماحة السيد الصدر هاتفيا واخبروه انه تم اطلاق سراح كافة المعتقلين من أنصاره بعد اطلاق سراحه هو بساعات !!.. لذلك فقد قررالحزب ( حزب الدعوة) الزج بكافة عناصره الناشطة بمسيرة جماهيرية كبرى تنطلق من الكاظمية للمطالبة بالكشف عن مصير آلاف المعتقلين... ولعل الخطأ الستراتيجي يكمن في إذاعة خبر المسيرة والدعوة للمساهمة الفاعلة فيها من قبل القسم العربي لإذاعة طهران.. فقد جن جنون السلطة وادخلت كل عناصرها الأمنية والحزبية في حالة انذار قصوى.. وقد وصل عدد المعتقلين الى اكثر من ثلاثين الفا.. ويتحدث المؤلف الأستاذ عبد الأمير النجار عن الظروف التاريخية التي أدت الى تشكيل ما يسمى بالشعبة الخامسة الرهيبة والتي اطلق عليها اسم الحوت أيضا لأن من يساق اليها يبتلع فلا يعود الى اهله.. وهي نتاج تلك الأيام الصعبة في مواجهة نظام شرس ومدجج بأرقى أنواع أجهزة المراقبة.. يقول الشيخ النجار انه لم يكن منتظما في الحزب في تلك الأيام لكنه اعتقل لمجرد انه كان يؤدي الصلاة ويحتفظ ببعض الكتب الدينية .. وهنا يتذكر تسمية مؤلمة اطلقها الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل على رجال الامن في شرق المتوسط ( زوار الفجر....).. يقول الشيخ النجار ( وبعد عدة جولات من التحقيق والتعذيب والتلفظ بكلمات نابية طلبوا مني وان معصوب العينين التوقيع على محاضر التحقيق !!).. يقول الشيخ النجار كنت في حينها مقلدا لسماحة السيد الخوئي وكنت مؤمنا ان التقليد عبادة لا سياسة وكنت شابا قد أكملت دراستي توا في المعهد الفني في المسيب.. ومع ذلك جرى علي ّ مالم يجري على اخطر السياسين فتأمل.. لقد كان مجرى التحقيق يركز على هوية الشخص هل هو مقلد للسيد الصدر ام لغيره؟؟
ومن الطرائف المؤلمة التي يتذكرها الشيخ النجار انه التقى في أحد مراكز الاعتقال في بابل بشيوعي معتقل لا يعرف اسمه.. لكنه كان يردد دائما : ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت وكنت أظنها لا تفرج.. يقول ان ذلك الشيوعي الشاب كان يصبر نفسه ويصبرنا معه بتكرار بيت إبراهيم بن العباس الصولي وكان قد تعرض الى تعذيب جسدي شديد.. ثم نقلنا الى محكمة الثورة وبقي هو وحده !!!!!
من الغرائب التي يذكرها الشيخ النجار عن محكمة الثورة ان المحكمة لا تستمع لأقوال المتهمين واحيانا تصدر القرارات والمتهم لا ينطق بدفاعه.. والمضحك ان المحكمة تنتدب محاميا لمجموعة من المتهمين .. يقول الشيخ النجار ان المحامي غريب الاطوار يطالب بإنزال أقصى العقوبات بحق المتهمين!!!.. وهناك محاكمات تجري لمتهمين ماتوا تحت التعذيب!!. وهناك قرار عجيب يقضي بإعدام مجموعة من الشيوعيين باعتبارهم أعضاء في حزب الدعوة !! وهناك قرار اعدام بحق أناس تهمتهم دفع اشتراكات شهرية للحزب الشيوعي فقط!! ..ومن القوانين المجحفة التي اختصت بتطبيقها محكمة الثورة : يعاقب بالإعدام كل من سبّ رئيس الجمهورية وتصادر أمواله المنقولة وغير المنقولة !!.. وهناك من احيل للمحكمة بسبب حلم حلمه وتحدث به الى صديق !! وهناك من احيل للمحكمة لأن احدهم فاتحه للإنتماء الى حزب الدعوة فابتسم فقط ولم يعلق سلبا او إيجابا !!!.. وهناك عقوبة لشخص تهمته انه صمد اكثر مما يجب في التحقيق رغم التعذيب.. حكمت المحكمة على شخص لمدة سبعة أعوام لأنه سخر من المطربة مائدة نزهت واغنيتها ( كول يا عز العرب !!).. ومثل ذلك كثير..
ومن الغرائب المثيرة هناك كتب موجهة من مكتب رئيس الجمهورية الى محكمة الثورة تنص على ما يلي : بأمر من السيد الرئيس يحاكم المتهمون في ادناه وفق المادة كذا والمادة كذا... بمعنى ان رئاسة الجمهورية قد حسمت الموضوع مسبقا وهذا ينافي أبسط الأعراف القانونية.. ويشكل صدمة لكل متابع موضوعي ..
كتاب الشيخ النجار يضم باقة من الوثائق المهمة وفيه معلومات غنية منها التعرف على طبيعة سجن القيادي البارز في حزب البعث عبد الخالق السامرائي .. ومنها التعرف على القضاة الذين تناوبوا على رئاسة محكمة الثورة (وما هم بقضاة ..) ومن طرائف ما وجدته في الكتاب المقارنة الجميلة بين مسلم هادي الجبوري احد أولئك القضاة القساة وبين مسلم بن عقبة المرّي. وهو مجرم سفاح استباح المدينة المنورة في النصف الثاني من القرن الأول الهجري !!! وكلاهما اطلق عليه الشيخ النجار القابا مضحكة مثل مسرف ومجرم ... ومن الذكريات المؤلمة ان اكثر الجلاوزة قسوة في تعذيب السجناء شخص من اهل الكوت اسمه ( عبد السادة ).. وفي الختام لا بد من القول ان عدد الذين نفذ فيهم حكم الإعدام من قضاء المسيب فقط تجاوز الأربعة والثلاثين رجلا.. ومن بينهم الشهيد المهندس محمد عبد النبي الفهد.. الذي كان متفوقا في دراسته ومتخرجا من كلية الهندسة قسم الالكترونيك..
رحم الله جميع شهداء العراق.. ..



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أستاذتي نازك الأعرجي...
- نقد ونص ومقدمة...
- الخطاب الماركسي / الخطاب الاسلامي / الخطاب اللبرالي
- مكسيم غوركي وفكرته عن الله ...
- قراءة في كتاب (رهانات السلطة لماجد الغرباوي وطارق الكناني..)
- رقي الخاطر في نوبات شعرية..(نقد..)
- الرؤيوية في نص لفاتن نور...
- لذة الكأس ولذة الصلاة..
- العودة إلى الكهف..
- قراءة في نص لإبراهيم البهرزي....
- قصيدة من بيت واحد..
- ثمالة...
- مأزق عبد الرزاق الربيعي أم مأزق المربد؟
- الهروب من العاطفة صوب الفن...(نقد..)
- رد متأخر لكنه مفيد (حول دراسة مهمة للكاتب اليساري علاء اللام ...
- خيانات هاملت....
- ذكرى كتاب .. ذكرى قصة أليمة ونبوءة ..(مقاصة )
- إنطباع حول تنورة مارلين للشاعر وديع شامخ
- قراءة في رواية (كاهنات معبد أور لرسمية محيبس )
- تأريخ الكوت السياسي..قراءة وإنطباعات وملاحظات


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام كاظم فرج - أحداث رجب 1979 وتداعياتها على مدينة المسيب..