أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - الرؤيوية في نص لفاتن نور...














المزيد.....

الرؤيوية في نص لفاتن نور...


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5800 - 2018 / 2 / 27 - 13:17
المحور: الادب والفن
    


الرؤيوية في نص لفاتن نور..
سلام كاظم فرج..
تعتمد النصوص المعاصرة التي تنتمي للشعر على الاقتصاد المفرط في صياغة الجملة الشعرية.. وما يمكن ان نسميه البخل بالكلمات والحرص على عدم التفريط بالنص لصالح الإسهاب..فالعصر لم يعد يتحمل الحشو ولايتحمل الضرورة الشعرية ولا الإيقاع على حساب الفكرة.. ونص فاتن نور (ليس كمثله صباح...) يضرب عميقا في قلب المحنة العراقية أو إن شئت قلب المحنة العالمية التي حولتنا جميعنا إلى متلقين متعبين قد نكتفي بأن نوميء برأسنا أو ننقر بإصبعنا معجبين او غير معجبين لكل طاريء يجري في هذا الكون. وإذ يبدأ النص بهذه الجملة : ليس كمثله صباح.. يكون المتلقي الأكثر نشاطا في حالة انتظار لمثل هكذا صباح إستثنائي.. اما الكسول.. فربما يمر سريعا على البيت فقد تكدس في لا وعيه أن لاجديد تحت الشمس... هذه الإثارة قد لا تكون فاعلة اكثر من إثارة معلومة إن المادة المغمورة تفقد من وزنها بقدر وزن السائل المزاح.. الناقد وحده من يدرك كم الإدهاش القادم في مثل هكذا نص.. (صحونا على زقزقة العصافير..)..هذه الجملة تجعلنا ننتظر أمرا جميلا ورومانسيا.. وليس هناك ما يوحي إن أمرا جليلا في انتظار القاريء..لكن وبما يشبه اللطمة الرؤيوية.. نعرف ان هذه العصافير قد هاجرت إلى حتوفها !!!.. هذا عن العصافير.. فماذا عنا نحن الباقين على حافة الحتوف؟؟
لابد ان نعي ان الشاعرة قد قدمت العصافير وزقزقتها والصباح كنهاية لعصر جميل ونقي.. فماذا عنا نحن الباقين عند ظهيرة ذلك الصباح؟ ((خلعنا كل شيء/ كل شيء/حتى الشواهد الداخلية للإغتراب والخسارة// ))
وبمثل هذه السرعة الرؤيوية الخاطفة جعلتنا فاتن في قلب البحر.. بحر العدمية المطلقة والإنسلاخ الذي فاق
كل الخسارات الممكنة وفاق موضوعة الإغتراب.. ان هول المحنة جعلنا نخسر حتى أسانيد قضيتنا فما عدنا نميز بين من هو خصمنا ومن هو معنا.. وكأننا لسنا معنيين بما جرى لنا او يجري ..ولا راغبين في الدفاع او فضح قاتلينا او سارقي احلامنا ..ولا حتى معاتبة خانقي زقزقة العصافير الجميلة.... وإذا كان شكسبير قد قدم الملك لير كحالة ملك فرد ورؤية تنبؤية لما يمكن ان تحدثه أخطاء الاختيارات المميتة لفرد ما.. فإن فاتن هنا قدمت الملك المعاصر ( الذي هو الجمهوراو نخب الجمهور بعد تأصل الديمقراطيات..) قدمته كمتخل عظيم عن كل شيء.. حتى عن شواهده وأسانيده لمسببات خساراته.. (نزلنا البحرصاغرين...) ربما لأننا بقايا أحياء في طريقنا للفناء.. نحاول ان نعبرعن الفروقات المهمة بيننا وبين أسلافنا.. أسلافنا المناضلين من اجل الأفضل.. لكن الشاعرة تنبئنا انها أزاء لوحة تجريدية..(هو بزفيره الأعزل...) حيث تنعدم فاعلية ما ينتج وما يقدم..وهي بعقيدة الغوص الطويل.. حيث هناك أمل. ( أمل الخروج من قرارة العدمية المطلقة من خلال كفاح غوصها عن الإنساني والجميل والفاعل (المنتج) في هذه اللجة....).وهذه الثنائية التجريدية..ما بين هي.. وهو..غرائبية في المخيلة الشعرية تنبئنا ان فاتن نور لم تيأس بعد من إمكانية بناء شواهد شعرية جديدة لموضوعة الإغتراب تمنع أي دفاع محتمل عن الأساطير..
النص..
ــــــــــــــــــــــ ليس كمثله صباح..
فاتن نور..
ليس كمثله صباح
صحونا على زقزقة العصافير،
التي هاجرت إلى حتوفها
خلعنا كل شيء
كل شيء
حتى الشواهد الداخلية، للاغتراب والخسارة
نزلنا البحر صاغرين، بلا ملامح
لرسم لوحةٍ تجريدية
هو، بزفيره الأعزل
وأنا، بعقيدة الغوص الطويل
فاتن



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لذة الكأس ولذة الصلاة..
- العودة إلى الكهف..
- قراءة في نص لإبراهيم البهرزي....
- قصيدة من بيت واحد..
- ثمالة...
- مأزق عبد الرزاق الربيعي أم مأزق المربد؟
- الهروب من العاطفة صوب الفن...(نقد..)
- رد متأخر لكنه مفيد (حول دراسة مهمة للكاتب اليساري علاء اللام ...
- خيانات هاملت....
- ذكرى كتاب .. ذكرى قصة أليمة ونبوءة ..(مقاصة )
- إنطباع حول تنورة مارلين للشاعر وديع شامخ
- قراءة في رواية (كاهنات معبد أور لرسمية محيبس )
- تأريخ الكوت السياسي..قراءة وإنطباعات وملاحظات
- زورقاء اليمامة...
- زوبعة في فنجان الصباح ...
- قلبي الزعول.......
- قوارب طارق...( نص تائه )
- قصيدة حلمنتيشية ...
- معطف الماغوط... ربما
- شر البلية ما يقرف (قراءة في واقع مؤلم..)


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - الرؤيوية في نص لفاتن نور...