القديسة التي علمتني الشعر الجزء الثالث

سعدي جبار مكلف

الحوار المتمدن-العدد: 5850 - 2018 / 4 / 19 - 14:02
المحور: الادب والفن
    

الجزء الثالث

القديسه التي علمتني الشعر
الامهات صانعة الشعراء
ألناي الذي علمني الحزن


إشلون أوصف جبل شامخ يهل الناس
وأگولن راحت الشفجة الحنينه
هم شايف جبل ينمحي ذكراه
أظل طول العمر ما أوفي دينه
أمي المابده زل إبحچيها
ماگالت العوجه ولاالشينه



كانت تعز أخوانها جدا" لايمريوم إلاوتذكرهم وتنخاهم، كانت تردد (ياخويه ناشي) دائما" عاشوا معها في اللطلاطة وفي الموصل وفي بغداد ويشكلون الجزء الأكبرمن حياتها.
ناشي فص ملح بعيون حساده
جاوي أمعدل ومزيون بأنشاده
عربي الشجاعة إنجوم بزناده
زكي سيف المجرب دوم كا العاده

وتعين أخوها المناضل الكبير عربي فرحان جوال في البصرة ضابط ركن الحركات أي مدير الاستخبارات ولنا مقال في مواقف الخال أبو رغيد في البصرة حيث حدثت الردة وإبتدأت رياح الغدر وأدخل السجن وإنفجرت كلمات القصائد .
مساحة موهبتها الشعرية الشاسعة نابعة من عذاباتها الواسعة فاذا اضفنا الى ذلك إنها مفرطة في الإباء والكبرياء، حادة الذكاء، كثيرة الملاحظة، عندها نعرف معنى أقوالها الشعرية وتقول في حب أخوها المناضل أبورغيد.....

بيني وبينك خويه سورين
يامهجتي وياقرة العين
جرحك يعربي جرح سجين
ذيج السوالف صفة خرسان
تناجيه على بعد بشوق لايتنهي...

بعدك يعربي عني أجبال
تاليهاخويه سجن وأحبال
أنته يخويه صول الرجال
زودك يخويه ما ثمر شي

كانت تنتظر فجر الحرية الذي طال بزوغه فكانت الأيام دماء ليس له مثيل في تأريخ العالم...
إسباع يخويه إمسنسلين
وببيوتهم ما ظل معين
أنحيب ودموع أو ونين
بعدك يخويه الموت أرحم

كانت تقراء بعيون ذكية مسار التأريخ ومحصلة نهاية الوضع في العراق تشكي وتعاتب وتحث بلغة المظلوم وتردد دوما" (ظلام ياسعدي ولونه ) تخاطب وتعاتب القيادات السياسية...
ربعك يخويه طوش ضايع
ما ينغزل بيهم وشايع
الزلم ياعربي طبايع
غركوا على تراب الشرايع
والگول حچي السيف خويه

وحدثت اللاطمة الكبرى عندما ألقي القبض علي في 21/03/1964 مع التنظيمات الحزبية الطلابية في البصرة وسجنت خمسة سنوات في سجن الرمادي الرهيب وفي هذه الحادثة أنشدت أجمل كلماتها مسجلة على جهاز تسجيل تقول :
خذوك يمه للرمادي
ألمن بعد أنخي وأنادي
أهجر هلي وأعيش غادي
بعدك يسعدي الموت أرحم

وإنطلق فينا قطار البصرة الى بغداد ومنه الى الرمادي.....

ريل وسجن ووداع ألمن أنادي
ماجچان بالحسبان سجن الرمادي
منهو يداويلي أفادي
حتى الأخو بالسجن نايم

كانت تصور الأشياء بشكل دقيق وبسيط ويحمل بين طياته ألم وشوق وتعبير كبير ومعاناة مع الناس وتحس بهموم شعبها وناسها :

مثل خالك ييمه حيف بالسلمان
ويسيل الدمع من عيني چا النهران
وسفه اعله السباع أتعيش بالسيسان
والنجمات طاحن من يرجعها

تقصد هنا رتبة أبو رغيد العسكرية وهيبته وكبرياؤه كأحد الضباط الأحرار المفجرين لثورة 14 تموز
وجاءتأحداث سجن الرمادي وأخذت هذه الأحداث أهميه كبرى وأيام وسنين مسجونة معي في كل مواجهه تكون معي...

ضاعت ولك يمه الرجة
عميان ظلمه أبلايا سچة
شراعهم ما يوم وچة
ظّلام ياسعدي ولونه
وتخاطب اليسار وناسه وقادته.....
ربعك ييمه حزام بردي
اشلون تاليكم يسعدي
ياهو أتگظه أيگول عندي
ما يوم فكوا نذر عازة

كانت تنتظر الصباح وهي واقفة على أرصفة الليل المظلم بقلوب خاشعة مزدهرة بالأمل والمستقبل الأفضل للناس الذين ضحوا بالغالي والنفيس وبالروح في سبيل نجمة الصبح المعطاء تحدق نحو الشمس بعيون الفقراء بعد أن أتعبها ليل الأنتظار الحالك وأثمر اليأس وكان الخنوع والمصافحة مع جبروت الطغيان وهنا قالت.....
غمان ربعك موأهل سيف
راحت من أيديهم ولك يا حيف
ما ثمروا إشته ولاصيف
ونهرانهم ما ضاگت الماي

صرخت صرخة ثوار الأهوار مناشدة البردي والقصب بالثأر، كانت تصور الأشياء ببساطة تامة ولكنها عميقة المعنى توضح كل ما تريد أن تقوله وبأقصر الطرق وبحلاوة طيبتها العجيبة أصابها الياس كما أصاب الكثير الكثير وهي تلاحظ عودة عصابات الأمن ورجال السلطة في إبراز إغتيالاتهم وقتلهم لكل ما هو خير وطيب وأنسان....
وينه الياخذلي إبثاري
فيّكم مثل في البواري
معرفت ليلي من نهاري
ماتت ولك يمه الچلمة
عتاب طويل وكلمات مؤطرة بأحداث واقعية وقصص تحكي مأساة طويلة عشناها وكانت سبب في متاعب أهلنا وأمهاتنا وناسنا، ماذا أثمر النضاللنتركالسؤال من دون جواب ولاننتظر أي شيء فالوطن الحر والشعب السعيد هنا في سدني أوفي السويد.
وطن حر وشعب سعيد

وختاما" كلماتها رسخت بأعماق من سمعها وتربعت على عرش الإبداع لأرتدائها أصالة وبساطة الكلام والتعبير الصادق وعمق المعاني وسعة رسم التصوير تستنشق فيها رائحة العنبر وطيبة الجوري وعطر الشبوي ووفاء أهل الجنوب .


سعدي جبار مكلف
اواسط اذار 2018
سيدني استراليا

#سعدي_جبار_مكلف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل