أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد بلغربي - قصة قصيرة.....-الناظور- عندما تفتح فخذيها.














المزيد.....

قصة قصيرة.....-الناظور- عندما تفتح فخذيها.


سعيد بلغربي

الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


الرجل الضخم الجثة الجالس هنالك على الكرسي الإسمنتي المهترئ في تلك الحديقة المهجورة الإخضرار يبدو أنه منشغل كثيرا بالنظر إلى ساعة معصمه و العرق يتصبب من جسده المحشو بالشحم ، لاحظت ذلك عندما أكثر المسح بمنديله المنكمشة على جبينه .
في هذه الأثناء كانت الناظور تحتفل بعيد ميلادها المجهول كما تفعل كل يوم ، تحتفل في صمت كطفلة فقيرة لم تجد كعكعة الميلاد ولا هدايا الأصدقاء و لا شموع ملونة تطفئها بزفيرها الثقيل البارد لتلود إلى النوم . هكذا الناظور، تموت في نومها لتحيا كل صباح على شخير سياراتها و صراخ باعاتها المتجولين و رائحة أزبالها المحترمة و الغيرالمحترمة.
ذات إحتفال رسمي صعد المنصة رجل ضخم كصاحبنا ، بدأ يسب و يشتم أهلها ، كانو يصفرون و يصفقون . نزل الرجل من مكانه ، همست له الناظور في أذنه ، أنت ضيفنا ، و الضيف عندنا يحترم حتى وإن شتمنا و أهاننا . فصفقنا جميعا للناظور .
الرجل الضخم ما زال جالسا يرتب جلسته ، يلتفت في إرتباك واضح يمينا و يسارا ، يبدو أنه في إنتظار لقاء غرامي ما ، كذلك أنا كنت أفعل عندما كانت الحبيبة تتأخر عن الموعد المحدد . كان فضولي قويا إلى درجت أنني أجلت موعدا غير مهم يخص إهتماماتي العملية ، فجلست أراقبه إلى أن جاءت صبية تحمل ملامحا جميلة ، سلمت عليه بطريقة الخدود ، تلامس اللحمان الطري و الخشن . نظر إلى ساعته و كأنه يعاتبها بلطف على تأخيرها ، ضحك الجميع و تحدثا معا كلاما تخيلته ماجنا ، لأنني لمحت الفتاة وفي دهشت الأطفال تضع كفيها لتخفي عينيها كما تفعل الإناث في دلال للتعبير عن خجلهن الفطري .
أخرج من جيب سرواله أوراقا مالية أخد يعدها في حضرة الحبيبة الصغيرة فإذا بها تخطفها منه و تضعها في غنج بين الفج الهادئ الذي يفصل نهديها الصغيرين الطرييين .
إنها الناظور ...لا تشتكي لأحد ، كانت تراقب جسدا طريا يباع في حدائقها اليابسة ، ترمق اليهما في أسف وهي تلعن هذه الوقاحة ، فعلت ذلك في صمت كعادتها .
ترجل اللعينين إلى مكان ما ...كان يلتهمها بنظرته الضخمة كجثته ، وكأنها وجبة من الليمون يريد أن يعصرها بين يديه و رجليه القذرتين .
الناظور قذرة كذلك ، لكن لا تشتكي لأحد ، تستطيع أن تمارس طقوسك اليومية في رمي أزبالك المحترمة و الغير المحترمة إلى قدميها و فوق جسدها فلا أحد يلومك على فعلتك ولا أحد يبصق عليك.
ولج اللعينين متاهات المدينة ، أتخيل الآن الصبية عارية و هي تسير على جثته الضخمة المنتفخة بالنجاسة تدوس كرامته بكرامتها ، تبصق عليه ، تبول عليه و في الأخير تعري روحها كما عرت جسدها ، تبكي كما تفعل جميع الموميسات ، بعد أن تطفئ ثمالة اللذة شر جنونها بداخلهم تحكي بحرقة الأنثى الضائعة كيف أغتصبت ، كيف فتحت فخديها للحبيب الأول ، كيف و كيف...
أتذكر أنني ذات حزن ميت كتبت خطابا إلى الناظور ، تلقفت الرسالة كعشيقة أمية لا تفقه شيئا في فك طلاسيم حروف لغة العشاق . قلت لها معاتبا صمتها ، أنت عاهرة ، إبتسمت و فتحت لي فخديها و دخلنا معا النتانة في صمت.

الناظور مدينة أمازيغية في شمال المغرب.
_________________________________-
بقلم: سعيد بلغربي



#سعيد_بلغربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألم ...ألم...ألم
- مراسيم حفلة الزفاف الأمازيغي بالريف.....عادات ...وطقوس
- موقع الأمازيغية في - ديوان ولث من النداء الحافي- للشاعر توفي ...
- منديل مبلل و شيء من الصـمت
- الرصيف و امرأة تشتهـي نبيذ شفتي
- تيمـوزغـا حبيبتي
- غربة و عزلـة
- هـواجس حول الكتابة
- شذرات حول الكتابة
- هوايته الجنون..........شعر
- ـ يوميات نملة مناضلة
- في تامازغـا ...للعشق كائناته الخاصة
- نساء قريتي .........شعر
- نساء قريتي................شعر
- خيانة .......شعر
- طائر المطر يدغدغ صمتـي - شعر
- و ما ذنب الحب في زمن الحرب يا زوبيدة ؟
- متهم انت أيها التراب
- إيمازيغن عندما نحس بالدونية
- قصة قصيرة مارواشث هذا الماضي الحزين


المزيد.....




- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد بلغربي - قصة قصيرة.....-الناظور- عندما تفتح فخذيها.