سعيد بلغربي
الحوار المتمدن-العدد: 1142 - 2005 / 3 / 20 - 13:47
المحور:
الادب والفن
في تامازغـا ...للعشق كائناته الخاصة
عندما تستيقضين صباحا تهجرين فراشك ، يتسلل قوس قزح إلى سريرك ليتدثر في ما تبقي من شضايا دفئ جسدك الجميل .
كلما تمددت أطيافه أراه يوزع ألوانه الباهية حول خصرك ، كان يشي لي بكل أسرار وتفاصيل جسدك البض ، يحكي عن سعادتك وأنت تلملمين أشلاء ثوب إيزارك الأبيض الفضفاض كالضباب، تغسلين عينيك من بقايا حزن بالي ، تزينين أذنيك بأقراط فضية ، تمسدين بيديك المخضبة بالحناء على شعرك الأسود المفحم كليل خريفي ، تهربين حيث الأطفال الصغار ، يلعبون ، يمرحون كالأرانب التي رأت الشمس لأول مرة ، تجلسين في وقار الجدات الأمازيغيات تحكين للصغار دموعك في قصص وحكايات ، بلغة يسكنها الدفىء و الكبرياء لغة كالضوء تعاند الزمن ولا تتكسر .
للعشق كائناته الخاصة ياأبنائي، عندما قبلت تاسليت حبيبها اسلي أحس كل واحد منهم أن الشمس تشرق من عيني أحدهما ، فعانق كل واحد منهماالآخر فولدت هنا . في تامازغا يا أبنائي منابع للعشق لا تنفذ أبدا .
هنا في تامازغا كانت نونجا ترضع أبناءهـا الأحرار حليبها الأبيض ، الأشياء الجميلة ياأبنائي دائما تختفي بسرعة ، لكن نونجا لم ينتهي صدى بوحهـا ولم تجف ينابيع حليبها الأبيض النقي .
دخلت نونجا أبواب قلع التاريخ وهي تجر خيوط الأمل المشعة لتخبر جموعا من الأحرار جاءو للاحتفال بطقوس عيد الشمس .
أيهـا المحتفلون بعودة الشمس ، لقد إنهارت تامازغـا على غفلة منكم ، همشت قلعهـا البيضاء ، إنطفأت شموعهـا داخل معابدها الهادئة وقدمت حريتنا قربانا للتراب .
إنها نـونجا حينما كانت تخطب في النفر كانت تشد بقبضة يديها ترابا أحمرا.
كان قوس قزح يستمع إلى حكاياتك ، في نشوة الصغار يوزع ألوانه على تفاصيل جسدك يرسم على امتدادات جمالك لوحة للعشق الأبدي و يتبختر بين مسافات تضاريسك كطاووس مدلل في باحة قصر أميري .
إقتحم الليل ذاكرتك ، داهم النوم جفون الصغار ، وعدت إلى دفئ غرفتك تنتظرين قدوم قوس قزح.
ـ إيسلي ، تاسليت ، نونجا ، شخصيات أسطورية تحتفض بها الذاكرة الأمازيغية بشمال إفريقيا .
سعيد بلغربي ـ 2000 ـ
#سعيد_بلغربي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟