أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد بلغربي - قصة قصيرة مارواشث هذا الماضي الحزين














المزيد.....

قصة قصيرة مارواشث هذا الماضي الحزين


سعيد بلغربي

الحوار المتمدن-العدد: 1121 - 2005 / 2 / 26 - 12:44
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
علمتنا دروس الابتدائية العرجاء أن ندع اللقالق ترحل إلى حيث تريد بدون وداع،لكن لماذا هذا الخوف وليس في قريتنا لقالق نقلقها
ملوية كانت على اهبت السفر ذلك اليوم المجهول؛حملت جميع حقائبها و اسرارهـا؛عندما علمت أن كل آلهتها ماتت وانتحرت كل أحلامنا على قارعتها،تعرت فإنتشل ماءها خائفا باحثا عن منافذ للهروب .
حينما ربطو ماضيها بماضينا؛حينما إعتقلو ضفافها بالاسمنت المسلح بكت حتى الكآبة ؛ضحكنا وإحتفلنـا.
لم تعد ملوية الآن تلك الغولة الهادئة المفترسة لللقالق و لأحلام رفيق جدي،كانت خيطا رقيقا حين تعبره يقتلك أو يحيك !
جدي يحكي المه بمرارة حين فقد صديقه الى الابد وهما يتأهبان لعبور الى الضفة الاخرى من ملوية التي كانت مياههـا تتلألأ بألوان
الموت
مرواشث جرح من هذا الماضي الحزين،كـانت متعة العبور إلى دزاير يحكي جدي مغامرة قاتلة،الوصول إلى مزارع المعمرين الفرنسيين في بلاد الجزائر لعمل يعني تحقيق حلم.
جدي الآن ينتقم من ملوية يعصر ماءها بين أصابعه الخشنة بعد أن مصت دماء أجدادنا بلا رحمة،الهروب من الوطن كان لعبة قذرة والأرض تمنع هذا الرحيل فتئد أبناءهـا في أنهارها و الان في بحارها،هكذا كانت الأرض تعبر عن حبها المفرط لنا.واللقالق إذن داخل هذه اللعبة الوسخة،لكن لمـاذا كانو يتركونها ترحل ?هكذا كانت عقولنا الصغيرة تسأل دون أن تعي معنى هذا الرحيل والى أين كانت تذهب،ودون أن نعرف أنهـا كانت تطير تحت وطن لاموقع لطيوره تحت سقف شتاءه وصيفه.

* * * * * * * * * *
لم تكن أمي تؤذي اللقالق ولا تعرف شيئا عن سلوكها لانه لم تكن تعشعش في دوارنا لقالق،نحن أسرة تقدر طائر السنون ،لأنها تأتي إلنا كل سنة ببشائر الخير من بلاد مكة تقول والدتي وهي تعطر ريشها بماء الورد وتقبلها على رأسهـا ثم تعيدها إلى الهواء،هكذا ورثت الحكاية عن جدتي.
لكن منذ أن تعلمت كيف اصطاد العصافير المدنسة و المقدسة تخليت عن إحترام اوكارها؛كنت أهشم أعشاشها الطينية التي تبنيها بغباء كبير على بعد قامة أجسادنا الصغيرة؛في نوافذ منازلنا الطوبية.
نهرتني والدتي ذات سنون بعد أن صفعتني على خدي صفعة اهتزت لها أركان رأسي؛طالبة مني أن أكف عن تهشيم هذه الأعشاش التي سوف تؤدي بي إلى الاصابة برعشان الاطراف،حينها غفرت لامي جهلها بلعنة السنون المكي.
حتى الطيور التي تأتي من مكة يجب أن نحميها أن نتركها تعيش في منازلنا و تتغوط على رؤوسنا بسلام،نعطرها ونقبلها على رؤوسها ثم نهديها للرياح كما تفعل والدتي عن جهل.
* * * * * * * * *
ملوية الآن لاتقتل أحد،هـاهي تطل علينا بحياء من شرفتها الزرقاء ؛تبدو كطفلة رقيقة البراءة تبلل وجهها الشاحب بماء الدموع وكأنها تستعطفنا أن نعيد إليها لعبتها التي فقدتها بين الرياح.من يعرف ملوية يرى أنها تتأهب للرحيل كل حين،كم تخشى المسكينة أن نباغتها يوما مـا ونضع ثقل ثـأرنا على ضفافها لهحاكمة ماءها الذي إختار إختار الانخراط في جرائم النهايات.
هذه هي ملوية التي ركعت لنا دهرا ولم نسامحها !
شتاء 2002)

مارواشث أو ملوية منطقة مائية بالشمال الشرقي بالمغرب



#سعيد_بلغربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة- مدينة مالحة
- آيت سعيذ ، أو عندما تتكسر الصور على أديم الذكريات


المزيد.....




- -ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث ...
- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد بلغربي - قصة قصيرة مارواشث هذا الماضي الحزين