أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البدراني الموصلي - بيت رجل بسيط دون انثى














المزيد.....

بيت رجل بسيط دون انثى


البدراني الموصلي

الحوار المتمدن-العدد: 5849 - 2018 / 4 / 18 - 01:32
المحور: الادب والفن
    


بيت رجل بسيط دون انثى
البدراني الموصلي

ليس مألوفا ان نرى ذكرا
يعيش وينمو ويحفظ النوع , دون انثى
ربما يستعصي على بعضنا الفهم ,
كيف يعيش الفحل وحيدا !!!
وهذه الأرض مملوؤة بالنساء
سمراوات وشقراوات
وبعضهن صبغن ما يغطي هاماتهن
بألوان ليس لها من الواقع شيء
الازرق والاخضر والاحمر القرمزي
حتى اصبحن نقيضا لأنفسهن ,
وبعضهن يحترن عند اختيار حتى ( ملابسهن الداخلية !!!)
وكأنهن سيذهبن الى العمل او الدراسة عاريات
بينما تنتحر انثى اليمام - حزنا وجوعا –
اذا فقدت ذكرها
هل تعرفون هذه الحقيقة
يا ساكني القرن الحادي والعشرين
وانا
كعراقي وعربي ومسلم ,
– حسب ما تقرؤه سجلات النفوس -
لا أرى في تلكم النساء
غير وحشية الجنس وفراغ العقول .
ولا أرى في ذلك اليمام , غيرفطرة ما يسمى بالانسان .

واعود بذاكرتي الهزيلة وبكم
الى هوميروس الضرير
لم يكن يدري : هل الآن نهار ام ليل
لم يكن يعرف شيئا عن الجنس
سوى ما توحي له به
احاسيسه الانسانية
( احاسيسه الانسانية العميقة جدا )
كان يدرك ,
ما لا ندركه نحن نزلاء القرن الحادي والعشرين
لم يكن يرى جمال استدارة النهد
ولا روعة المرأة الممتلئة الفخذين
ولا حتى شفتيها الصارختين بالرغبة
لم يكن يرى بعينيه شيئا
انما كان يفهم كل شيء
وبوضوح اكبر مني ومنك . نحن المبصرين .
وكتب ما لم يخلده التاريخ له
بل هو الذي خلد التاريخ بما كتبه.

واذا كنا مع انفسنا صادقين
فلنردد معا :
( ليلتي هذه عروس من الزنج عليها قلائد من جمان )
ولنكن منصفين
لكي نعطي لسجين المحبسين
–ابو العلاء المعري- حقه
وهو , اعمى
لا يعرف هل الآن نهار ام ليل .
وهو مقعد في باب بيته الطيني
مكتفيا ان يسمع خفق نعال السائرين
غير مكترث لذكر او انثى ,
فقد كان في لجج الظلام.
حتى اضطره عذابه الانساني ان يقول :
( هذا جناه ابي علي وما جنيت على احد )
فهل على لسان اي منا مرارة مثل هذه المرارة ؟؟؟؟

هل تبقى فينا جميعا – أنا وأنت , ونحن مبصرون –
وجميع محتويات القرن الحادي والعشرين
من يرى الليل – اي ليل – عروسا من الزنج
ويرى ما يزينها ,
وهي نجوم , لم ير بريقها المعري , ابدا
قلائد من ذهب له بريق ؟؟؟
يتلألأ على جيد عروس من الزنج

نحن موجودون في زمن ليس له وجود
قلتها قبل قرنين او ما يزيد
اننا اليوم في زمن ليس له وجود
فلنسارع الى الانسان الذي يحتضر في اعماقنا
ولنتوسل اليه ان ينقذنا
قبل ان تذرونا الرياح .

عصفت بي اليوم , هواجس مريبة
اخاف ان اعترف بها امامكم
رغم انني واثق تماما
انها هواجسكم ايضا
لأنكم , ما تزالون تنتمون الى صنف من الكائنات
لم يجرؤ دارون في جداوله
ان ينزلكم من علياء تصنيفه البايولوجي للكائنات,
ولا فرويد , في سبره الغريب لأعماق انفسنا
واكتشافه ان علاقة الرضيع بثديي امه
هي اولى حوافز الجنس .
ولا حتى الفريد نوبل , وجوائزه السمينة
استطاع ان يرفع وضيعا ,
او ان يحط من قدر سامق بشموخ انسانيته .
لقد جاهد هؤلاء العظماء
ان يقتحموا التاريخ , ليثبتوا له
اننا – ايها الاصدقاء - صنف من الكائنات
لن نتآكل , كما تتآكل ضفاف الانهار
أو تأسن كما نهر العشار ,
الذي تزكم رائحته انوف الفقراء , في مدينة الفقراء
لقد اثبتوا , اننا هو النهر الجارف
السريع الجريان
والذي سيكتسح كل نفايات القرن الحادي والعشرين
ويعود بنا , او بأجيالنا القادمة
الى علياء دارون في جداوله الطويلة والمملة
والتي وضعت القرود بأصنافها , تحتنا مباشرة
والى اعماق فرويد , الذي لم تسمح له جداتنا
ان يعالجهن كطبيب , في مستشفى الصدر التعليمي
والى شهامة نوبل , وأسفه العميق على ما اقترفه ذكاؤه .
نحن محتاجون الى شيء من الصبر
قد يطول , ويجتاز صبر ايوب
لكننا سنرى ثماره دانية قطوفها
ان لم تكن لنا , فلأجيالنا القادمة
لهذا , اناشدكم , وانا منكم ,
ان نسارع , معا , لأنقاذ الانسان
الذي يحتضر في تلافيف القرن الحادي والعشرين
قبل ان تذروه الرياح .



#البدراني_الموصلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليكترا
- يا ليتني كنت منهم
- حوار داخلي قد ينفع بعض الناس الأسوياء
- بايولوجيا هل الانسان مختلف ؟؟؟
- الى راحلة لن ترحل ابدا
- هل يمكن للرجل - الانسان - ان يعيش دون امرأة ؟؟؟
- ما هي المرأة ؟؟؟
- انسان بسيط يحاول ان يفهم الحياة
- انا كالكلب ... ليس وفاءا .. انما !!!
- اولا ... ثانيا .... ثالثا ....
- لماذا انا ؟؟؟؟
- ماذا استطيع ان اكتب عن الانسان !!!
- الحقيقة ........ وانا
- مرثية رجل حي
- هل ربح الفاسدون الرهان ؟؟؟ نعم ، وخسر الشرفاء تضحياتهم ، ولو ...
- ان تكون او لا تكون !!!! بالتأكيد لن تكون يا حيدر العبادي ؟؟؟ ...
- عن معرض الفنان محمد ناصر الزبيدي في البصرة
- يا فطاحل الطب النفسي انقذوني ... تنقذوا شعبا طيب الأعراق *
- جولة سياحية مجانية في اساطير الاولين - ج 2 -
- جولة سياحية مجانية في اساطير الاولين - ج 1 -


المزيد.....




- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البدراني الموصلي - بيت رجل بسيط دون انثى