أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - البدراني الموصلي - هل ربح الفاسدون الرهان ؟؟؟ نعم ، وخسر الشرفاء تضحياتهم ، ولو الى حين !!!















المزيد.....

هل ربح الفاسدون الرهان ؟؟؟ نعم ، وخسر الشرفاء تضحياتهم ، ولو الى حين !!!


البدراني الموصلي

الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 13:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل ربح الفاسدون الرهان ؟؟ نعم ، وتوارت عن الشرفاء تضحياتهم ، ولو الى حين !!!
طوال التاريخ ، وفوق كامل جغرافية الانسان ، يكون الشعب أعزلا في نضاله ، الا من الارادة الصلبة الثابتة . والتي يمدها بالثقة والتفاؤل فكر حر وايمان ثابت بأن – ليس بالخبز وحده يحيا الانسان - ،بل بالأشتياق الحاد للوصول الى هدف اسمى ، يمكن تحقيقه للأرتقاء ولو درجة واحدة في كل انتفاضة او ثورة . ومع هذا الأرتقاء - الذي ساهم شعبنا عبر نضاله الطويل مع شعوب الارض المضطهدة في تحقيقه - وصلنا الى زمن يكون التظاهر فيه ثورة كاملة الاركان ، ولن ارجع في تاريخنا أبعد من الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي وأستذكر المتظاهرين على جسر الجنرال البريطاني مود ، والذين خلدهم الجواهري في قصيدته ( اتعلم ام انت لا تعلم .... ) في رثاء اخيه جعفر الذي تلقى الرصاص بصدره العاري وضرجت دماؤه الزكية اسفلت الجسر ، بل كل مساحة الوطن , وانتصر شهيدا . وأستذكر عمال الموانئ وعمال شركة نفط البصرة الذين استبسلوا وما هابوا ان يتلقوا الرصاص بصدورهم العارية الا من الارادة الصلبة الثابتة ، وانتصر منهم الشهداء الذين ضرجت دماؤهم ارض الوطن كل الوطن , وأستذكرملحمة كاور باغي في كركوك , وطلبة كليتي الصيدلة والحقوق في بغداد وحتى طلبة الاعداديات الذين ما كانوا يمتلكون غير ارادتهم وايمانهم بقضيتهم ، واول من انتصر منهم هم الشهداء . لقد كان النضال – أيامها – هاجسا قاسيا في اعماق المضطهدين والمسحوقين ، ما أن يستفزه الحكام باتفاقية ظالمة ، او قرار جائر حتى ينطلق هادرا غاضبا ، وينتصر .لأن له عمقا كامنا في صدور الملايين من ابناء الوطن ، وبه الغيت معاهدات وسقطت حكومات ، وتوارى الى الابد وزراء حامت حولهم شبهة ما , مجرد شبهة .
وتضاهراتنا اليوم , لا تشبه ذلك النضال بشيء ، فعلى مساحة ثمانية اسابيع من الزمن المر، بعد اكثر من ثلاثة عشر عاما أمر،سبقتها عقود ، مارس الجائرون لعبتهم الغبية بالرهان على ان الزمن سوف ينحاز الى جانبهم فينساب عذبا رقراقا الى حقولهم وبساتينهم وضياعهم التي ما عاد البصر قادرا ان يمتد الى اطرافها , ليحنو عليها بالسقيا المستدامة فيكون الثمر شهيا نضرا يسر عيونهم وقلوبهم ،وأنه سوف يزمجر على الضفة الاخرى ، ضفة المضطهدين والمسحوقين ويهدم من حوافها وسدودها ما يجعلها قاب قوسين او أدنى من الانهيار . والزمن نهر جار باتجاه واحد ، تحيطه ضفتان ، شأنه شأن كل الانهار ، وعندما ، ولسبب ما ، ينحرف تياره هادرا نحو احدى الضفتين ، فانه يأكل منها ما قد يقوضها ويهدها ، وربما يأتي الطوفان .
ومنذ 1963, كانت ضفة المضطهدين تتآكل ، بأنياب وحوش تنوعت جلودهم ومظاهرهم , وتشابهت حد التطابق وحشيتهم و دمويتهم , وكاد ان يأتي الطوفان ، لولا السدود المنيعة التي اقامها رجال شجعان عمرت قلوبهم ووجدانهم بحب شعبهم وارضهم ومبادئهم النابعة من الانسان والمتجهة الى الانسان ، فكان الرفاق سلام عادل وحازم وصارم ومجاميع من الكواكب الباهرة , قبلهم وبعدهم ،من الاسماء التي كانت تبرق في سماء الوطن ويظن حكامنا الفاشيون انهم عندما يطمرونها بالدم فأنهم سوف يطفئون جذوتها ، ولكن هيهات !! ، واليوم هادي المهدي وكامل شياع ومنتظر الحلفي وقافلة طويلة من البوارق في سماء الوطن . لن تذهب دماؤهم هدرا .
والواقع المر جدا , ان شيئا قليلا من تلك الجذوة قد ظل مستعرا تحت رماد النوائب ، فقد لعب الدكتاتور الاحمق لعبة الدين والمذهب والطائفة ثم العشيرة والعائلة بذكاء لا ينكر ، وقد كان يرفع طرفا على حساب طرف آخر حتى يرتفع هذا الطرف الآخر قليلا فيقمعه ليرفع نده قليلا ثم يقمعه وهكذا . وكانت لعبة ذكاء رغم انه كان دكتاتورا احمقا من جانب آخر. وكانت حصيلة لعبته ان ترسخت في اذهان السذج والفقراء والجهلة من الشيعة- خاصة - نظرية المظلومية والاضطهاد المذهبي لا الاضطهاد الوطني والانساني ، واثناء حقبته تلك ، عمل المتاجرون بالمذهب بالسر احيانا وبالعلن المكبوت احيانا اخرى على اذكاء هذه المشاعر المتطرفة التي كانت تنمو بسرعة هائلة كالأعشاب الضارة بين نباتات مثمرة على ارض خصبة .
ولأن الشيعة هم اكثرية في ما تحت بغداد , واقليات متناثرة شرقها وغربها وشمالها ، فقد انتشر بينهم هذا الشعور بسبب سذاجتهم وفقرهم المادي والفكري وجهلهم الذي امعن تجار مذهبهم في اذكائه وتأجيجه ، وبه غسلوا ادمغة الملايين وصيروهم اشبه بالقطعان التي لا تملك من أمرها شيئا سوى ان تتبع راعيها طمعا منها ان يوصلها الى المرعى الذي يشبع نهمها . ولم تكن قطعان الشيعة جائعة او عطشى لشيء اكثرمن البكاء واللطم واجترار واقعة الطف التي انتصر فيها الدم على السيف !!!! جاعلة منها محور وجودها ومستقبلها ولا شيء في الكون في نظرها يعدلها ، مشيحة بوجهها عن الانسانية التي تلهث وراء التطور والتقدم والرقي الى المستقبل بأسلحة العلم والمعرفة المتناميين بالايام والساعات والدقائق .
وعندما كانت شريحة واحدة من المجتمع ، وان كانت صغيرة عدديا ، مثل عمال الموانيء , او طلبة كلية او كليتين ، تستطيع ان تغير الخارطة السياسية في العراق ، فلأنها كانت تضم جميع اطياف الشعب والوانه ، ولم يكن يفصل المنتظمين فيها ، عن بعضهم ، لون او شكل او حجم ، فلا دين ولا طائفة ولا مناطقية ولا غيرها من الفوارق كانت ذات تأثير ابدا ، بل كانوا كتلة واحدة ويستمدون عزمهم من مبادئهم الراسخة وأهدافهم الواضحة جدا بالاضافة الى العمق الاجتماعي الذي يسندون اليه ظهورهم والذي يحميهم من طعنات الغدر من الخلف .
وعندما نحاول ان نضع تظاهرات اليوم على طاولة التشريح ، فأننا سنجد كائنا يختلف كثيرا عن الذي عرفناه طوال عقود من النضال .
فالكتلة الواحدة التي كانت ، نراها اليوم وقد تمزقت وتشرذمت ، وبالكاد ندعي انها بدأت تجمع شتات نفسها لتعود كما كانت . انها عملية صعبة ومعقدة يجب الا ننكرها ، ويجب ان نبذل الكثير من الوقت والجهد لنصل الى الحد الادنى الذي نستطيع نحن ويستطيع من يرانا من خارجنا ان يقول نعم انني ارى كتلة قوية متماسكة .
والاهداف التي كانت واضحة جدا ، صارت اليوم ضبابية وهلامية ، لأن الضرر الذي اصاب كل الشعب ، ضرر كبير جدا ، حتى باتت كل جماعة او فئة او شريحة ، بل كل فرد منا له اهدافه التي قد تقترب قليلا من اهداف جاره ، ولكنها ليست متطابقة معها تماما . قد يجمع تلك الاهداف عنوان عريض واحد ، ولكننا نجد بيننا من لا يتوافق مع ذلك العنوان تماما .وهنا ايضا يجب ان نبذل الكثير من الجهد والوقت ، لنوحد رؤانا جميعا ونستظل بلافتة واحدة نشعر تحتها بالامان واستقامة الطريق الذي نسلكه نحو اهدافنا .
وأكثر ما تضرر من جسد الكتلة التي كانت ، هي المباديء التي تحتويها ، والتي كانت –ذات يوم - نتاج ثقافة مفتوحة على كل ما على الارض من ثقافات، وبعضها ما كان يتلاقح مع بعض ، والناتج هو خطوة اخرى نحو المستقبل . لقد كنا نقرأ لمكسيم غوركي وشولوخوف ما كتباه عن ثورة البلاشفة ، مثلما كنا نقرأ لجورج جرداق وبنت الشاطيء وما كتباه عن ثورة الحسين وزينب بطلة كربلاء , وكانت كتابات جون شتاينبيك عن شارع السردين المعلب وعناقيد الغضب وانسحاق الطبقة العاملة تحت عجلات الرأسمالية المتوحشة . وكانت اشعار شيلر ونشيد الفرح الذي يلهب المشاعر انتصارا للوطن وموسيقى بتهوفن الغاضبة بسبب انحراف نابوليون عن طريق الحرية التي لوح بها للشعوب وغيرها الكثير ، كانت روافدا ثرة أغنت عقولنا وملكاتنا والهمتنا ان النضال في بيئة البؤس والخراب الذين ترزح تحتهما شعوبنا العربية هو الطريق الوحيد للمستقبل . اين تلك المباديء كلها من رمي الشيطان الساكن منذ الاف السنين في غرفته المرفهة داخل بيت الله نفسه ، او المسيرات المليونية التي تنطلق من اقاصي البلاد لتنجد قتيلا قضى قبل الف واربعمائة عام . اين هذا من تظاهرات الامس ؟؟؟
غدا سيحل شهر محرم الذي هو اول السنة الهجرية الجديدة ، فيحتفل العالم الاسلامي بها بفرح وحبور لأنها سنة جديدة ، بينما ينطمر الشيعة ، وخاصة العراقيين ، بالسواد ، من اول يوم لها ولأربعين يوما متتالية حزنا على الحسين الذي قتل في اليوم العاشر منه وليس اول يوم ، لكنهم – شيعة العراق – وبغباء غريب يحزنون قبل الموت بتسعة ايام ، وهذا ما لم يفعله اي شعب من الشعوب ، ولا طائفة من الطوائف ، بل ولا انسان فرد له من العقل شيء .
وطامتنا الكبرى ، ليس الحزن نفسه ، بل تلك الجموع المليونية التي سوف تزحف معبرة عن حزنها على القتيل الذي قضى قبل الف واربعمائة عام . ولا تفكر ان تعبر عن حزنها على عشرات بل مئات بل الاف القتلى الذين يتساقطون امام انظارها منذ ثلاثة عشر عاما ، ولا تعبر عن حزنها لجوعها وكرامتها القتيلة على يد هؤلاء الذين يلطمون على الحسين ، وهم ابعد ما يكونون عن مبادئ ثورته .
الشعب ليس عقيما ، ولكننا لا نرى – بأقوى اجهزة السونار - في أعماقه جنينا ينمو طبيعيا ، وسيخرج ذات يوم سليما معافى .لأن رحمه مزدحم بدعاء كميل وكرامات العمائم التي تبصق في قوارير الماء لتشفي العلل والامراض . ناهيك عن ان الساهرين على صحته وراحته قد فهموا اللعبة جيدا ، فأمعنوا فيه تخديرا قصد ان يشلوه تماما لعله يصبح جثة هامدة . لن يبلغوا مبتغاهم بسهولة كما يتوقعون ، ولكنهم حتى الدقيقة رابحون رهانهم .
هنا ،علينا ان نبذل ما لا حدود له من الجهد والوقت والتضحيات ، لنوقظ هذا الشعب ، وندير انظاره نحو المستقبل الذي يجاهد المجاهدون ان يسرقوه من بين يديه .
هل نستطيع ان نجعل هذه الملايين تنتفض وتسير من اقاصي الوطن الى هدفها الحقيقي وهو انقاذ نفسها قبل ان تقتل تماما ، ولات حين مندم !!!!
نعم ، فلنشمر عن اذرعنا ونشد الاحزمة على البطون ، قبل ان يكون الطوفان .



#البدراني_الموصلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان تكون او لا تكون !!!! بالتأكيد لن تكون يا حيدر العبادي ؟؟؟ ...
- عن معرض الفنان محمد ناصر الزبيدي في البصرة
- يا فطاحل الطب النفسي انقذوني ... تنقذوا شعبا طيب الأعراق *
- جولة سياحية مجانية في اساطير الاولين - ج 2 -
- جولة سياحية مجانية في اساطير الاولين - ج 1 -
- ثلاث وقائع من التاريخ متشابهة المقدمات متناقضة النتائج
- سايكس - بيكو جديدة ام بايدن - داعش جديدة جدا Brand new ج 2
- سايكس - بيكو جديدة ام بايدن - داعش جديدة جدا Brand new - ج 1
- لا تربط الجرباء حول صحيحة
- نداء هام جدا الى من لايهمه الامر ولن يهمه ابدا
- مات الملك ...... عاش الملك ( العبادي والمالكي )
- فيان دخيل والشيطان اتقى واشرف من كل المتأسلمين والمتأسلمات
- اقتراح سخيف الى اخي وعديلي وزميلي نوري المالكي


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - البدراني الموصلي - هل ربح الفاسدون الرهان ؟؟؟ نعم ، وخسر الشرفاء تضحياتهم ، ولو الى حين !!!