أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - البدراني الموصلي - مات الملك ...... عاش الملك ( العبادي والمالكي )















المزيد.....

مات الملك ...... عاش الملك ( العبادي والمالكي )


البدراني الموصلي

الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 18:19
المحور: كتابات ساخرة
    


مات الملك .... عاش الملك ( العبادي والمالكي )
كلنا نعرف ان اصل هذه المقولة (مات الملك ...عاش الملك ) , هو البروتوكولات التي كانت تنظم الحياة السياسية في بلاطات اوربا العريقة , وربما كان البلاط الفرنسي هو منبعها الاساسي لكونه اكثر عراقة وازدحاما بالملوك من غيره , بدليل _ وان كان دليلا استنتاجيا - ان اخر الملوك الفرنسيين كان لويس السادس عشر , بينما البلاط الانكليزي لم يتجاوز تكرار الملوك المتيمنين باسماء اسلافهم فيه ابعد من جورج الخامس . هذه المعلومة ليست دقيقة جدا فهي فقط مستوحاة من نضح افكاري . كان حاجب الملك في الاطوار الاولى للبلاط هو الذي يعلن هذه المعلومة القليلة الكلمات والتي تحمل من النقائض ما لا تطيق حمله الجبال الرواسي . الموت وبعد كلمتين فقط الحياة , الحزن الشديد لبعضهم والفرح العميم للبعض الاخر , وان كنت اشك في ان حزنا سيكون أو ان فرحا سيظهر , لان الخواص من الناس والعامة منهم لم يكن يتغير في حساباتهم من يموت من الملوك ومن يخلفه , فالسعداء قبلا سيبقون سعداء لاحقا والحزانى سابقا سيبقون حزانى الى اخر ايامهم , اي ان شيئا لن يتغير ان مات ملك وعاش اخر ,ثم تطور الامر أجرائيا واصبح احد رجالات البلاط البارزين هو المعلن , بل وصل الامر ان يعلنها اهم شخصية في البلاط . ونستثني من ذلك فقط بلاط الفاتيكان الذي يختلف تماما عن اقرانه اختلافا شديدا , فالملك الذي عاش لا مانع من ان يكون من افريقيا السوداء والملك الذي مات قد يكون من بولندا الناصعة البياض وذلك تأسيسا على مقياس موسوم بالكثير من الديمقراطية مع انه مرتبط بجوهر اللاهوت وغيبياته , كما أن اسلوب الاعلان عن ذلك يكون بالدخان ابيضا اذا تم التويج او اسودا اذا تعثر ذلك لسبب ما .
المهم,وعلى العموم , ان الملك الذي مات هو ابو الملك الذي عاش , ( باستثناء الفاتيكان ) اي انهم كانوا يتوارثون العرش ابنا عن اب ,ومن النادر جدا ان يكون الملك الذي عاش اخا للملك الذي مات او قريبا منه . وفي هذا دلالات كثيرة جدا, يهمنا منها هو اصرار تلك السلالة الملكية على انها مكلفة - وعلى الاغلب الاعم , من الله مباشرة بالقيادة والسيادة ,- وكافر من يخرج متمردا على هذا التكليف ويستحق الموت , من هذه الدلالات الواضحة جدا هو انتفاء احد المعايير الاساسية في استحقاق حكم الرعية وهو معيار الكفاءة ودرجة الاخلاص والنزاهة والاحساس بالمحكومين الذين يتجاوزون الملايين عددا . وفي التاريخ نماذج من ذلك , منها ان احد ملوك انكلترا أورثوه العرش عن ابيه – و لغاية في نفس يعقوب - وهو معتوه فعلا , والجميع يعلمون انه معتوه فعلا , ولكن البروتوكول لا مناص منه , فاستلم العرش رمزيا وعبثت حاشيته التي باركت تنصيبه بالبلاد اي عبث . وان احد الملوك الفرنسيين رفض بعناد شديد وبكامل قواه العقلية ان يرث العرش وكان له عذر منطقي ونزيه جدا وهو انه كان يرغب ان يتفرغ لملذاته ونزواته دون ان تكبلله اغلال الحكم واعباؤه , وانه يأنف ان يكون منافقا مثل باقي اركان البلاط وحاشيته . وكان له ما اراد رغم انف البروتوكول .
وفي بلاطاتنا العربية والاسلامية امثلة من شظايا هذا البروتوكول الغربي , وابتداءا من ايام الرسول الاعظم وقراره بتولية ابن عمه خليفة من بعده – نظرا لانقطاع نسل الرسول من الذكور – مرورا الى الدولة الاموية التي شرعت توريث الملك دستوريا والدولة العباسية حتى سرى التوريث الى الامبراطورية العثمانية التي وسعت من ذلك وجعلته سنة على جميع اراضيها , ومصر نموذجنا وعائلة محمد علي باشا الكبير دليلنا , والى يومنا هذا ,حيث لا شك نذكر ان الحسين ملك الاردن رفض ان يورث عرشه الى الامير الحسن وهورجل حصيف ولا يقل كياسة وحكمة عن اخيه الراحل , حيث آثر عليه ولده الغض ليورثه عرشه وليترعرع منذ نعومة اظفاره بين احضان الذين ترعرع الحسين نفسه بين احضانهم الحانية , املا ان يدوم الارث والملك, ولا اظنهما سيدومان . وبعض ما حدث قد حدث عكس المنطق , مثل استيلاء امير قطر وملك البحرين عنوة على عرشي ابويهما . وبعض ما في التاريخ مما يتعلق بموضوعنا هذا ما يثير الاستغراب , ويحتاج الى دراسات وافية لنفهم الحقائق عنه , مثل ما حدث عند تنازل اخر الرؤساء الجمهوريين الاسبان ( وهو الثالث بعد فرانكو ) عن الحكم لصالح الملك خوان كارلوس وبذلك عادت الملكية الوراثية .
مات الملك ... عاش الملك , هذا هو تسلسل الكلمات في هذه المقولة دون ان يخامره اي تبديل او تحريف , منذ عدة قرون . الا ان معجزة ربانية حلت على العراق الذي كان سباقا في كل شئ منذ اختراعه الكتابة والعجلة والقوانين وحتى نظرية المثلث القائم الزاوية والتي نسبت ظلما وعدوانا الى فيثاغورس الاغريقي . ولننظر كم كان العراقيون ممتلئين بالايثار دون الاثرة والعطاء دون منة او انانية , فلم يدمغوا اسماءهم على مخترعاتهم واكتشافاتهم مهما كانت راقية ومهيبة بمعانيها ودلالاتها قبل هياكلها واشكالها , كالثور المجنح واسد بابل وحتى باب عشتار والوانه الزاهية حتى اليوم .
المعجزة الربانية التي هبطت على العراق هي ان المقولة انقلبت عاليها سافلها , فصارت ( عاش الملك ثم بعد بضعة ايام مات الملك ) وكان الجميع يخشون برعب حقيقي ان لا يموت الملك , فيكون في البلاط ملكان اثنان , وهل هناك متسع لهذا الترف الذي لم يعرفه بلاط من قبل .
صدر الفرمان الملكي بتكليف السيد حيدر العبادي لرئاسة مجلس الوزراء , واعلن في جميع ارجاء المملكة هذا الخبر السعيد , وتجاوز المملكة بفضل التكنولوجيا التي تغلف كرتنا الارضية الى كل شبر من ارجاء المعمورة . وتوالت الهلاهل والتبريكات بلا توقف , وكان الجميع يدركون ان الملك القديم في النزع الاخير وانه لا بد سيلفظ انفاسه الاخيرة عاجلا , ولكننا نفاجأ بين الفينة والفينة بانتفاض الجثة التي يظن الجميع انها هامدة , ولكنها لم تكن هامدة , حيث ان كل انتفاضة منها كانت تهز جميع ارجاء المملكة , وبعضها كان يطلق تسونامي هائلا يكتسح المحبين والمبغضين معا .
خلال ايام معدودات , قيل الكثير والكثير والكثير , فعندنا في العراق كثيرون يفرحون ومثلهم ينتابهم الغم والحزن , فمنهم من قال ان من مات ولد من نفس الرحم الذي انجب الملك الجديد , ومنهم من قال ان بائع السبح ( جمع مسبحة باللهجة العراقية ) لا يرقى درجة الى صانع الكبة وبائعها , وقيل وقيل , وكل يستند الى اسس لم تثبت متانتها مع ما يبدو عليها من جهامة وصلابة . فاستاذ في اوكسفورد تتهرئ مؤخرته من الكرسي , ووزير للعدل يرتد بنا الى ماقبل العدل بقرون , بل الى عصر النياندرتال الذي ورث بلاطه خليفة المسلمين ابو بكر البغدادي , وعلماء ذرة يصدرون ما فاض عن طاقتهم الى دول الجوار وبأسعار جيدة جدا , ولن اطيل لاني واثق انكم تعرفون اكثر مني .
ما اريد قوله اننا لا نملك ان نفعل شيئا سوى ان ننتظر ما تتمخض عنه الايام القادمة , على الا ننسى اننا اصحاب اول بلاط في التاريخ صحت عليه مقولة ( عاش الملك قبل ان يموت الملك ) وهذا بالتأكيد يعني ان لا ملكا مات ولا عاش ملك .



#البدراني_الموصلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيان دخيل والشيطان اتقى واشرف من كل المتأسلمين والمتأسلمات
- اقتراح سخيف الى اخي وعديلي وزميلي نوري المالكي


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - البدراني الموصلي - مات الملك ...... عاش الملك ( العبادي والمالكي )