أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر عبد اللطيف - سياسة المحاصصة وسياسة الارهاب














المزيد.....

سياسة المحاصصة وسياسة الارهاب


شاكر عبد اللطيف
استاذ جامعي

(Shaker Abdulatif)


الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 11:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أن تأريخ الحروب في العالم ومنذ القدم ، أفرز بعد انتهائها واقع التقسيم والمحاصصة ، وماجرى في الحرب العالمية الاولى والثانية هو دليل على المحاصصة في تقسيم العالم الى مناطق نفوذ حسب مواقع الجيوش المشاركة فيها والحدود التى وصلت إليها . ومايجري في العراق ليس بعيدا عن هذه الحقائق بقدر كونها أكثر تعقيداً من الحروب القليدية في التاريخ .
فالمحاصصة ولدت مع الحاكم العسكرى واستمرت حتى حكومة الجعفري الموقتة ، التى تقاسمت فيها الكتلتين الانتخابيتين الكبيرتين في البرلمان الوزارة على أساس عدد الاصوات وبدون الاتفاق على برنامج سياسى تنفيذى واضح يتابع من قبل البرلمان . منطلقين من مبدأ تحقيق الارادة بالمحاصصة المستندة الى القوى الصوتية الكبيرة التى إمتلكها . لذلك كان دور البرلمان مهمش ، وأهملت جميع الاصوات بضمنها أصوات ضمن تلك الكتل التى قد يكون لها رأى فيما جرى .

تستند سياسة المحاصصة على تقاسم الطموحات بين الاطراف المشاركة حسب قوتها الصوتية والعسكرية الفاعلة للحصول على مواقع سياسية تنفيذية لبرامجها وأجندتها المعلنة والسرية . ويُعْلَنْ في سياسة المحاصصة على بعض النقاط التى لاتثير تساؤلات الاطراف غير المشاركة في الاتفاق . ومن هنا يمكننا القول بأن اتفاقات المحاصصة لا تتم على أساس البرنامج التنفيذى الواضح لهذة القوائم وما تعهدت به لناخبيها ، بل تكون عبارة عن صفقات محددة في نقاط محدودة توزع استنادا إليها المهمات التنفيذية .
ومن أجل الحفاظ على مواقع القوة في سياسة المحاصصة تبقى القوى المتحاصصة متمسكة بقوتها الضاغطة المتمثلة في أجهزتها المسلحة المكونة من المليشات شبه العسكرية وغيرها من العناصر المسلحة ، ومستخدمة الخطاب السياسي السابق للمحافظة على قوتها الصوتية ، علاوة على نفوذها في المؤسسات الامنية . لآنها تعرف بأن اتفاقات المحاصصة هشة بطبيعتها ، يمكن أن تسقط في أي واقع جديد أو أزمة سياسية أو أقتصادية . ويراودها دائماً الخوف والشك بمن تتحاصص معه .

أن الواقع السياسى الخطر والمعقد يزداد تعقيداً بسبب سياسة المحاصصات في واقع تسيطر فيه القوات المتعددة الجنسية على الملف الامني وتحافظ على سريته لها وحدها . ووجود عدد من المسلحين المنتمين تحت لواء الاحزاب والقوائم المتصارعة التى يعتبر عددها كبير بالمقارنة بالجيش والاجهزة الامنية الرسمية والتى هي الاخرى ليس بعيدة عن تأثير هذه القوائم . تمثل جميعها القوة الضاغطة في الشارع لإملاء إرادتها بطرق مختلفة وفرض ماتريد حسب مناطق نفوذها ، ناهيك عن السلاح الذى تمتلكه العصابات المنظمة والتى تعمل بالتعاون مع العصابات العالمية ووكالات المخابرات المختلفة وبوجد الفكر التكفيرى ومايمتلكه من امدادات مادية ودعم من بعض الناس الذين كانوا مستفيدين من نظام صدام ومجموعة من الجهلاء . يتداخل ضغط هذه القوى وينعكس على حياة المواطن اليومية بجميع جوانبها ، بضمنها ما يكتب وينشر ويقال ، وتستطع هذه القوى تحجمم حتى كلمة الحق . وفي هذا الجو السياسى تنشط الممارسات الارهابية والارهابية المضادة بأشكال مختلفة متمثلة بفرض بعض السياسات الفكرية أو سلوك اجتماعي معين . وينشط بصورة جيدة في هذا الجو أيضاً الطابور الخامس الذى يحرك هذه الاطراف بالتأثير عليها بصورة مباشرة أوغير مباشرة يزيد ويأكد الشك والريبة بين الاطراف المتحاورة .
أن وضع المحاصصة الهش يدفع هذه القوى للحفاظ على تنظيماتها العسكرية وعلى طرق تعبئة الجماهير مما يشجع على استمرار بيئة النشاط الارهابي والنشاط الارهابي المعاكس من قبل المليشيات المنفلة والعناصر المندسة . كذلك الحال فان الارهاب التكفيرى هو الاخر يريد فرض سياسة المحاصصة بطريقته الخاصة على الناس أيضاً ، وكل مستفيد من هذا الوضع لحين تشكيل حكومة الوحدة وطنية لها برنامج واضح ومكتوب ومعلن لاتوجد فيه بنود سرية يتابع هذا البرنامج من قبل البرلمان . حينها سوف تقل مظاهر التسلح وينحسر الارهاب .



#شاكر_عبد_اللطيف (هاشتاغ)       Shaker_Abdulatif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حطمي قيودك أيتها المخلوقة الرائعة
- الفرق بين أهل العلم وأهل السياسة
- النقيض لرأس المال الذى يحتل المنطقة
- انصياع الحكومة العراقية للضغوط النيولبرالية
- العصور الوسطى ، التنوير ، الرومانسية ، الحكومة العراقية
- وحشية الملاك المدجج بالسلاح
- حرية الوطن وسعادة الكادحين
- عاشوراء ،.... ولكن في العصر الحديث
- يبقى - فائض القيمة - مناراً في الماركسية
- ما جرى ويجرى في العراق
- كل الى التجدد ماض فلماذا هذا القديم
- في الاتحاد قوة
- متى يتحول الكفاح المسلح الى اعمال ارهابية


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر عبد اللطيف - سياسة المحاصصة وسياسة الارهاب