أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر عبد اللطيف - الفرق بين أهل العلم وأهل السياسة














المزيد.....

الفرق بين أهل العلم وأهل السياسة


شاكر عبد اللطيف
استاذ جامعي

(Shaker Abdulatif)


الحوار المتمدن-العدد: 1481 - 2006 / 3 / 6 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العلم مرتبط بتطور المعرفة ، وكلما ازداد الانسان علماُ ، ازداد تواضعا ً ،لانه أدرك أن ما يعلم به هو ذرة من الكون هائل لامتناهي من المعلومات المادية ، ومن هنا يمكننا أن نجد الفرق بين أهل العلم في المواقف العامة ، واهل السياسة فيها. يستبصر أهل العلم من التراكم الكمي للمعرفة في تفسير الظواهر والاحداث ووضع الاستنتاجات وسبل العلاج . هذا ماتجلى في رد فعل المراجع الدينية للمذهبيين الاسلاميين عند الاعلان عن وقوع الجريمة النكراء في المزارين الشريفين في سامراء .
لم يكن العلاج أهل العلم والفقه نابع من مصلحة سياسية ، بل جاء من علمٍ بما تخطط له قوى الظلام وما تريد من هذا العمل المخزي . كان تأثير أهل العلم أكبر واوسع من الخطاب أهل السياسة. فأهل السياسة لهم أجندتهم وبرامجهم واهدافهم التى يحققونها من خلال استغلال الهفوات والاخطاء وطرح النقيض واللاستفادة من ذلك في توسيع قاعدتهم الانتخابية ، وفي النهاية فرض برامجهم من خلال البرلمان بالاعتماد على عدد الاصوات . هكذا تسعى القوى السياسية واللوائح الانتخابية ، مستغلة كل الوسائل للوصل الى تلك الغاية . بغض النظر عن العواقب التى يمكن تحدث من جراء ذلك عند انفلات الجماهير من سيطرتها والاندفاع بالاتجاه المعاكس .
لقد عززالخطاب السياسى للقوائم المتنافسة قبل الانتخابات الاولى والثانية الروح الطائفية رغم أن القمع الصدامي الذى كان يمارس ضد جميع التقوس الدينية والنشاطات السياسية قد زال ، وأصبحت كل مواطنة وكل مواطن يتمتع بالحرية الكاملة للتعبير عن حقه في العبادة والتنظيم . ورغم التحرر والانعتاق استمر نهج التحشيد كما لو كان النظام الصدامي قائماً . بل ربما أزدادت حدة بعد الانتخابات مستثمرين نتائج الاعمال الارهاب ضد الشعب العراقي لتجميع أكبر عدد من الاصوات للمرحلة القادمة والاستفادة منها لفرض اجندة محلية في مواقع مختلفة من العراق.
من هنا نطرح السؤال التالي :
هل استمرار نهج الخطاب الطائفي والعرقي صحيحاً في هذه الظروف المعقدة ؟ الجواب لا
لأن ليس كل مواطن في مجتمعنا يتمتع بنفس الوعي السياسي الكافي الذى يمكنه من الاختيار الصحيح والابتعاد عن الخطأ . فهناك أناس بسطاء كثيرون صُِورَ لهم بأن هناك حرب ابادة قادمة من الطرف الاخر في حالة وصوله الى سدة الحكم . وفي هذه الاجواء المرضية تنشطت كل الاتجاهات ، التى قد تدفع أناس بسطاء تتقدمهم طلائع مغرضة تقودهم الى سلوك يجر البلاد الى دمار أشمل من دمار صدام له ، وأبشع من دمار الحروب . ناهيك عن دور القوى المعادية للتطور من أديولوجيات مختلفة التى تنشط في هذه الاوساط الملائمة للتعفن . ويدخل في مجال التعفن دور الاختراقات التى تقوم بها الاجهزة الامنية لدول المنطقة للشارع العراقي بصورة عامة ، وربما ارختراقها للمنظماته ولبعض الاجهزته الامنية أيضاً . تستطيع هذه الاجهزة أن تنفذ مخططاتها بعد الاختراق ويمكن لها أن تستفاد أيضاً من العصابات المنظمة بمختلف تخصصاتها لتنفيذ بعض الاعمال والنشاطات التى تربك الشارع العراقي مستفيدة من امكانياتها المادية وقدرتها على توفير المعلومات اللوجستية لنشاط وتحرك تلك العصابات . كما يبرز في هذه الظروف المعقدة دور القوات الاجنبية من ناحية سلوكها وأجندتها ونشاطها في الاختراق أيضاً . فالقوات الاجنبية التى ترى أن استمرارها في التواجد هو حماية لمصالح شركاتها ورؤوس أموالها في المستقبل . وهنا يقدم الارهاب المنظم ضد الشعب العراقي خدمة لوجودها واستمراره وخدمة لتتويجها عرش صمام الامان في العراق لتصبح الحكم الذى يفض النزاعات ، والجهة التى يحتكم اليها .
وفي هذه المحنة الكبيرة تتناقش القوائم على الخطوط الحمراء والزرقاء وتنسى الالوان الجميلة المتمثلة بوحدة العراق على البرامج الاقتصادي والاجتماعي ، ساعية الى المكاسب قريبة المدى ودكتاتورية السلطة .أََما يكفى دفع العراق نحو التعصب الطائفى والعرقى فقد اصطف العراق على هذه الشاكلة الخطيرة الدافعة الى تقسيمه . أهذا ما نطمح أليه ؟
الجواب لا . فتشكيل الحكومة بسرعة كبيرة والاتفاق على البرنامج التنفيذى لها ينقل العراق الى نوع من الاستقرار يُفَوتْ الفرصة على الارهابيين والحاقدين وجيوشهم . ويتعززالامن بتأجيل كل النقاط الملتهبة بعد سنتين من تأريخ منح الثقة للحكومة ، فهذا التنازل من قبل القوائم المتنافسة، هو تنازل للوطن والمواطنين يحقن دماء الابرياء ، و يعطى الانسان فرصة للحصول على الخبز الذى يساعده على التفكير السليم ، حينها تطالب المواطنة والواطن بالاخيار الصحيح والمواقف الصائبة، وستظهر الحقيقة بعون واسعة .



#شاكر_عبد_اللطيف (هاشتاغ)       Shaker_Abdulatif#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقيض لرأس المال الذى يحتل المنطقة
- انصياع الحكومة العراقية للضغوط النيولبرالية
- العصور الوسطى ، التنوير ، الرومانسية ، الحكومة العراقية
- وحشية الملاك المدجج بالسلاح
- حرية الوطن وسعادة الكادحين
- عاشوراء ،.... ولكن في العصر الحديث
- يبقى - فائض القيمة - مناراً في الماركسية
- ما جرى ويجرى في العراق
- كل الى التجدد ماض فلماذا هذا القديم
- في الاتحاد قوة
- متى يتحول الكفاح المسلح الى اعمال ارهابية


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر عبد اللطيف - الفرق بين أهل العلم وأهل السياسة