أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر عبد اللطيف - ما جرى ويجرى في العراق














المزيد.....

ما جرى ويجرى في العراق


شاكر عبد اللطيف
استاذ جامعي

(Shaker Abdulatif)


الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هناك ارتباط مادي بين الارهاب والطائفية والعرقية يمكن ملاحظته وتشخيصه عملياً من الاحداث التى تجري في العراق ، وبدون الدخول بالتفسير الفلسفي لذلك الارتباط الجدلي لها .
تعرضت شعوب كثيرة للاحتلال على مر التأريخ ، وحكمت الشعوب حينها تحت راية الامبراطويات ، إلا أن اصطفاف الجماهير كان مختلف تماما عن العصر الراهن ، يرتبط هذا الاختلاف بالديالكتيك ، فما جرى ويجري في العراق في الوقت الحاضر يحتاج لتوقف بسيط . فقد دمرت الدكتاتوية النسيج الاجتماعي وأرهقت الشعب اقتصاديا وفرضت عليه حصارا فكريا واعلامينا وتقنياً . وكانت الجماهير الواسعة من الشعب تتمنى ازاحة النظام لما تعرضت له من ظلم شمل معظم العراقيين ، وبقت مجموعة من أدوات النظام تعمل تحت لواء الدكتاورية وتدافع عنها ، وتتصور بأن التاريخ سوف يعيد نفسة ويسلم النظام الدكتاتوري كما سلم في المرات السابقة . كما وأن قسم من الجهاز الحكومي كان يعلم بمخاطر استمرار حكم صدام والى أي مصير ينتهى ولكنهم لم يمتلكوا القوة التعبوية الكافية لإزاحته ، أما أحزاب المعارضة للنظام صدام فلعبت دوراً في توعية الجماهير . ويتحمل الجيش العراقي المُسَيسْ مسوؤلية اضافية لانه كان يدرك تماما بأن صدام يدافع عن نفسه ، وأن قيادة الجيش تدرك أيضاً بأن امكانية الدفاع عن العراق مهمة صعبة ، ورغم تلك القناعات لم تتحرك لإحداث تغيير في الايام الاخيرة. أن هذه الظروف وغيرها أدركتها القوى العظمى فى العالم وبناء على ذلك ،وانسجاماً مع مصلحتها تصرفت .

أصبح الصبح فاستفاق الشعب العراقي مدهوش ، فلا السجن ولا السجان باق . فالظرف مختلف عن بداية التسعينيات من القرن الماضى التى عوقب فيها الشعب العراقي وأكرم صدام وحاشيه ، فلا وجود للجيش والاجهزة الامنية التى حلت لاحقا بقرار ، ولاوجد للدولة ، كما وتركت في العراق أسلحة مختلفة من غير رقيب عليها ، شكل هذا السلاح خطرا كبيرأ على العراقيين والقوى متعددة الجنسيات في نفس الوقت ، وتم تعطيل الجهاز الحكومي وايقاف الحياة لفترة طويلة نسبياً وبصورة غير مبررة . فجاءت اعمال النهب للمتلكات العامة التى اهتم الشعب واعطاها شىء من الوقت طال هذا الوقت بين نهب غنائم الحرب وبين تجميعها واعادتها الى مكانها ،حيث تم تجميعها واعادتها بفضل دورالاعلام الوحيد المتمثل بمكبرات صوت الجوامع ، وجاء دور الحاكم العسكري (السيد بريمر) الذي فرض طوق الفيتو على جميع جوانب الحياة فزاد الوضع الاقتصادي سوء في الاشهر الاولى . حتى بدى الامر بأن العالم ينتظر ولادة شىء آخر واصبحت فترة الولادة طويلة وبدى الامر متعمداً . فخرجت الامراض جميعها مع المولود الجديد وهي الارهاب والطائفية والعرقية ، ثلاثة أمراض تتغذى واحدة على الاخرى . وهي مرتبطة مع بعضها بارتباط مادي . وأن استمرار هذه الامراض التى تنهش في جسم العراق ، تتحول مع مرور الزمن الى مرض مزمن يصعب علاجه ، وهو الخطر الكبير على العراق في جانبين أساسين ، الجانب الاول ، وحدة الاراضي العراقية والجانب الثاني ، واسقلال قراراته الوطنية . فهل هناك من مستفيد لتحويل المرض الفسلجي الى مرض مزمن ؟ الجواب نعم
فكل من يريد للعراق أن يكون ممزق ، وكل من يريد أن يكون العراق ضعيف ، وكل من يرد أن يكون العراق مقسم ، وكل من يرد أن يحافظ على التخلف في العراق ، ، وكل من يرد أن يكون نمو وتطور العراق محدود ، وكل من يريد أن يقول بأن أيام صدام أفضل . كل هؤلاء في داخل وخارج العراق لهم المصلحة فعلية بوجود هذه الامراض . وتحت هذه الاهداف المعادية لتطور العراق تقف قوى مختلفة لها سياسات بعيدة المدى . وجاء تشجيع الاستقطابات الطائفية والعرقية وتعصب لها ، خدمة للتخلف ، كما جاء زرع الارهاب والقتل على الهوية ومحاربة الفكر الاخر ونمو العصابات المنظمة للقتل والسرقة والتهديد ، كل هذه الممارسات وغيرها أصبحت حطباً لحرق كل ما هو أخضر في العراق . وفي هذه الظروف الصعبة والمعقدة أستخدمت نظرية الغاية تبرر والسيلة ، حيث تم الاستفادة من التشجيع على التصويت للولاءات المذهبية والعرقية والدبنية واستثماها لمصالح سياسية . أن مخاطر تلك الولاءات تكمن في تعزز الانقسام وبالتالى تشجع استمرار الارهاب بمختلف انواعه بضمنه الاكراه الفكري أوالمضايقة التى تتحول الى خوف وتقوقع . أن نمو هذه الامراض يسبب في اضعاف دور الحكومة المركزية من الناحية السياسية والمالية .

وهنا تبرز مهمة وطنية كبرى وهي ايقاف العمل بنظرية الغاية تبرر الوسيلة بعد الانتحابات ، والاعتراف بالواقع واحترامه ، والعمل على تطويره ، وابراز البرامج السياسية المرتبطة بالتنمية الاقيصادية والاجتماعية ، وجمع القوى السياسية حولها وتشكيل حكومة وحدة وطنية قوية تتمثل فيها جميع الارادات المنتخبة مع احترام الاستحقاق الانتخابى ، ويكون لتلك الحكومة برنامج تنفيذى واضح ودقيق بتفاصيله وسبل تنفيذه ، يعتمد على ميزانية الدولة والتخصيصات المالية لمختلف القطاعات ويتضمن هذا البرنامج التفاصيل الزمنية للتنفيذ ، مما يعزز دور الحكومة السياسى والمالي في ادارة العراق الموحد ، وتتم متابعة تنفيذ هذا البرنامج من قبل الجمعية الوطنية ، لتكون السنوات الاربعة القادمة ، مرحلة الجديدة من التطور للممارسات الديمقراقية . التى هي الكفيل في معالجة الامراض الثلاث المشار اليها اعلاه .



#شاكر_عبد_اللطيف (هاشتاغ)       Shaker_Abdulatif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل الى التجدد ماض فلماذا هذا القديم
- في الاتحاد قوة
- متى يتحول الكفاح المسلح الى اعمال ارهابية


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر عبد اللطيف - ما جرى ويجرى في العراق