أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر عبد اللطيف - انصياع الحكومة العراقية للضغوط النيولبرالية














المزيد.....

انصياع الحكومة العراقية للضغوط النيولبرالية


شاكر عبد اللطيف
استاذ جامعي

(Shaker Abdulatif)


الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاءت الحكومة العراقية بعد انتخابات شارك فيها وبشكل ملحوظ الشرائح الفقيرة وجمهرة من الكادحين لانتخاب من يرفع عنهم الظلم الاقتصادي ، حيث ازيح القهر السياسى للدكتاورية قبل ذلك بقليل . وستناداً لتطلعات الناخبين المسحوقين تصبح المهمة الاولى للحكومة هي تحسين ورفع المستوى المعاشى لكادحي الشعب وتوفير فرص العمل الكفيلة لاستعاب الايدى العاملة العراقية وذلك ببناء المؤسسات الانتاجية والخدمية العامة والمؤسسات القطاع مختلطة وتشجيع القطاع الخاص . فهل سوف تفي الحكومة المنتخبة بوعودها ؟
لقد كان الإرث الذى حصل علية العراقين من أسلافهم الديون التى وضعت على رقاب الناس ، في بلد كان الاحتياطي النقدى له 36 مليار دولار قبل الحرب مع الجارة أيران ، لو وزعت نفقات تلك الحرب حينها على العراقين ، لحصل كل عراقى على وسادة من الذهب يضعها تحت رأسه . ذهبت كل تلك الامكانيات وذهب معها التمني ، فالوضع الحالى يرثى له ، في ظل التخلف الاداري ونمو البرجوازية الطفيلة ، وفي جو تسوده الضغوط الاستشارية التى يقدمها صندوق النقد الدولى واداته البنك الدولى على حكومة العراقية ، ربط المصرف مشورته لتحسين الأداء الاقتصادي في العراق بشروط قبل إطفاء الديون وتقديم القروض الاستثمارية الجديدة . فهل هذا الصندوق بيت للرحمة يتصدق من زكاة الدول المساهمة فيه ؟ أم أنه مصرف يتعامل مع الزبائن استنادا لما يراه خيرأً مصلحته ولوجوده واستمراره ؟

تشكل المصرف من رحم النظام البرجوازي وبفكر لبرالي ، سيطر عليه الفكر النيولبرالي في العقود الاخيرة ، نعكس ذلك الفكر في سياسات ومشاريع ونصائح هذا المصرف . تعتبر نصائح ومشورات هذا المصرف شروط وقانون غيرقابل للنقاش ، فهو يمثل القوة الدكتاورية لرأسمال التى تفرض على المحتاجين والمقترضين ، فتنصاع اليها الدول التى وجدت نفسها في حفرة لا تمتلك شىء يساعدها على الخروج منها ، لتحفر حفرة أخرى أكبر منها للطبقة العاملة وللمسحوقين ، فيخرج من الحفرة الاولى الطفيلين الذين تنسجم مصالحهم مع مايطرحه الفكر النيولبرالي . تشجع سياسة هذا المصرف انتقال رأسمال وانتقال البضائع التجارية ولا يسمح بانتقال البشر والافكار بين الدول ، بل يضع جميع العراقيل والحواجز أمام انتقالها .
بدأت مؤشرات الانصياع يوم اعلنت الحكومة عن امكانية خصخصة قطاع النفط ، متحججة بضرورة التجديد التقني للنظم والاجهزة والمعدات ، جاء أول تنفيذ مباشر للضغوط هو زيادة سعر المحروقات قبل أبواب الشتاء القارص ، في الوقت الذى يمتد الفقر لشمل أكثر من نصف السكان ، ثم جاء توقيع وزارة التجارة على تقليل الحصة الغذائية بمقدار ربع الكمية ، ثم الى نصفها بعد ذلك ثم ازالتها . فهل 120 دولاراً في السنة للفرد كثيرة عليه كمساعدة من خيرات النفط الموجود تحت ارضه التى يعيش عليها . أم أن ذلك التوجه بداية لغسل يدى السلطة من التفكير بمصير الجماهير المسحوقة ؟ والابتعاد عن التخطيط المركزي ، وترك النمو والتطور في العراق تحكمه قوانين السوق والحاجات العامة . ويصبح دور الحكومة وجهاز الدولة كالجندرمة التى همها جمع الضرائب من المستهلكين المباشرين للانتاج وهم أفقر الناس . فيسحقوا بعد هذه الفرحة بالانتصار . وسيأتي اليوم الذى يفرض فية التيار اللبرالى الجديد على الحكومة خصخصة مياه دجلة والفرات أو فرض اسعار لها بحجة استرداد قيمة التكلفة ، ، أو بيع حصص الدولة لاسترداد ماصرفته ومن ثم دفعه في مجالات خدمية أخرى أو دفعه لمؤسسات محاربة الارهاب مثلاً . فيقف السركال ( اليد الضاربة للاقطاعي ) على منافذ المياه مرتدياً الخوذة بدلاً من العقال ويحمل الاسلحة المتطورة الذكية بدلاً من المكوار ( العصى ذات الرأس الكروي ) . والانصياع القادم سوف يدخل الخصخصة مجالات الاتصالات والكهرباء والبترول وحتي الفكر وطريقة نشره ، كشرط لبحث تسوية ديون الدول المحتاجة . والمشكلة سوف تكون أكبر حين يحتاج العراق الى قروض تصرف لتمويل نفقة خصخصة المشاريع الاخرى . ويبقى الكادح ينظر الى الارقام الفلكية من الدولار الامريكية وهو لا يعرف ماذا سيحل به وما هو مصيره بعد الانصياع . والف مبروك .........



#شاكر_عبد_اللطيف (هاشتاغ)       Shaker_Abdulatif#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصور الوسطى ، التنوير ، الرومانسية ، الحكومة العراقية
- وحشية الملاك المدجج بالسلاح
- حرية الوطن وسعادة الكادحين
- عاشوراء ،.... ولكن في العصر الحديث
- يبقى - فائض القيمة - مناراً في الماركسية
- ما جرى ويجرى في العراق
- كل الى التجدد ماض فلماذا هذا القديم
- في الاتحاد قوة
- متى يتحول الكفاح المسلح الى اعمال ارهابية


المزيد.....




- ماذا قال محمد بن سلمان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ...
- حريق مهول يلتهم آلاف الهكتارات في كاتالونيا بسبب موجة الحر ا ...
- عواصف عنيفة تضرب وسط وشرق أوروبا وتخلّف قتلى ودماراً واسعاً ...
- تونس ـ أحكام بالسجن بحق سياسيين ومسؤولين سابقين بينهم الغنوش ...
- 110 قتلى في فيضانات تكساس وعمليات البحث مستمرة
- الحوثيون يبثون مشاهد لإغراق السفينة -ماجيك سيز-
- عراقجي: مهتمون بالدبلوماسية وكنا على أعتاب إنجاز تاريخي مع و ...
- انقسامات في حكومة الكاميرون بشأن ترشح بول بيا للانتخابات الر ...
- هل أسس ماسك حزبه تحدياً لترامب؟ وهل سينجح؟
- فيضانات عارمة في تكساس تجرف كوخًٌا بمن فيه.. شاهد ما حدث لهم ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر عبد اللطيف - انصياع الحكومة العراقية للضغوط النيولبرالية