أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - أقتصاديات الصمت ....في (على تخوم البرية.. أجمع لها الكمأ)















المزيد.....

أقتصاديات الصمت ....في (على تخوم البرية.. أجمع لها الكمأ)


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5846 - 2018 / 4 / 15 - 12:07
المحور: الادب والفن
    


أقتصاديات السكوت/ الشاعر كاظم اللايذ في(على تخوم البرية أجمع لها الكمأ)
الورقة المشاركة في أصبوحة اتحاد أدباء البصرة/ 14 – نيسان - 2018
مقداد مسعود
تستوقفني في قصائد الشاعر كاظم اللايذ، كوكبة من المصابيح الملونة، منها طغرائه الشعرية التي سأطلق عليها (القصيدة السياحية) ومابين القوسين تعود لي وحدي براءة الإختراع، فالصديق الحميم الأستاذ كاظم اللايذ، من الجوابين في أرض الله الواسعة، وتمنيتُ عليه يوما أن يجمع قصائد المدن وهي قصائد متناثرة في مجموعاته الشعرية، وهو في هذه القصائد، يشعرن اللقطة السياحية، ويطليها بجرعات من المخيلة أيضا، ويمكن اعتبار اللايذ من رواد هذا النوع من القصائد،أعني (القصائد السياحية) وهو في هذه القصائد حاضر مع الآخرين ومشارك في كرنفالات الشعوب ومنها القصائد التالية(أنخاب أسطنبول)(حوت أعمى)(الطريق الى أرارات)(على أسوار القسطنطية)( نافورة السيد سركيسيان )(الرايات التي عند الضريح)(هرات) (كابوس نيقوسيا) (ماليزيا بستان الله)(الوصول الى غرناطة)(أكر تاج محل)( مدن في جواز)..والشاعر اللايذ، أحيانا يتناول الآخر الذين هو في الداخل، وقد تسببت حروبنا في عسرهم ومحنتهم،كما هو في قصيدة(النوتية الهنود)..
(*)
في مجموعته (بوابات بصرياثا الخمس) في قصيدة (كابوس أبي) الإبن ينوء بكابوس يداهمه (ما أن يُسلم جفنيه ِ لسلطنة النوم)، لذا يستغل الإبن عطلة عيد الأضحى ويقصد قبر أبيه، سنلاحظ أن الطريق مشحونة بمنظومة شفرات
(وعليه حيئذ ٍ
أن يعبر صحراء الأحقاف
ويتابع صقراُ منفرداً
يسبح في الآفاق
ويمرّ على شوك ٍ ميت ٍ
ويدوس عظاماً
تهجع ُ منذ دهورٍ في الدركات
وبلا بوصلة يمشي
حتى يقعي َ عند جدار ٍ أبكم
ويمد يديه لينضَحه بالماء
ويسأل ساكنه ُ:
هل هو راض عنه ؟
إن كان كذلك َ
ما معنى هذا الطيف المتكررِ
يلبس ُ ثوب الكابوس؟
يقطع حبل تنفسه ِ
يجعل من ليلته عرساً أسود)
وأرى أن النجمات الثلاثة التالية : *** عاطلة لأن الأسئلة ستواصل سيرورتها بنفس الأتجاه
(ماذا؟!
هل خنت ُ خطاك ؟
هل أهملت ُ الأطراس َ
تُلقّنها حرفاً حرفاً ليل َ نهار؟
هل حطمت ُ الأيقونات؟
هل جرفتني الأمواج ُ بعيداً
فأضعت ُ هداك ؟)
ومثلما تكرر السؤال ب(هل) أربع مرات، ستأتي الإجابات ثلاثا ورابعها سؤال أخير تقفل به القصيدة لتبقى الشفرة محافظة على عذريتها..
(ذاك َ عِقالك في الركن
وتلك عصاك
أنت أنا !
فلماذا لا تلقاني
إلاّ في كابوس ؟!)
الإعتراض في القصيدة، على نمط اللقاء، المشحون بالخوف والقلق من قبل الحالم .صمت الأب هنا : فيه خصوبة التأويل ..في مجموعته التالية( على تخوم البرية أجمع لها الكمأ) وتحديدا في قصيدة(حلاقي ليس ثرثارا) يستقبلنا قنديل ٌ فيه قبسٌ من زيت المتصوف أبو بكر الشبلي، والمقبوس مشروطته ُ ثلاثية وسنعمد الى ترقيمها
(1) الزم الوحدة
(2) وأمسح اسمك من القوم
(3) واستقبل الجدار حتى تموت
وشحنة المرقمة الثلاث لاتحيل لغير العناية المركزّة بالصمت المغلق المطلق .
والمقطع الأول من القصيدة يبدأ هكذا
(لأن أمي
نادراً ما تتكلم
لم نكتشف أنها ميّتة
إلا بعد انقضاء النهار)
صمت الأم يبدو تلقائيا وليس مرمزاً، وحين نتلفت ونبحث عن نسخة أخرى عنها سنجدها في المجموعة السابقة(بوابات بصرياثا الخمس) في قصيدة(أبي وأمي) وسنتوقف في المقطع الثاني من القصيدة الخاص بالأم :
(وأمي
لها عالمان :
السوادُ
وحبسُ اللسان ْ)
والمتكلم في القصيدة، يتحاشى تقصي السبب ويجترح للمعنى دلالات شعرية
(فمنذ وعيتُ على الخلق
كانت هناك
ملفعة ً بالسواد
ومركونة ً في الظلام
وعن حزنها ما سألت ُ
فقد كنت ُ أحسبها
حدأة ً
والسواد لها ريشُها والعظام
وعن صمتها ماسألت ُ
فقد كنت أحسبها
واحة ً
في المغيب غفت
فسلاها الزمان)..
والصمت سيكون في المكان الخطأ ومعلن عنه في ثريا القصيدة(حلاقي ليس ثرثار)
فهذا الحلاق هو الواحد المتمرد على المؤتلف وبشهادة المتكلم في القصيدة
(حلاقي ..ليس ثرثارا كالحلاقين
أتركُه يسوح ُ في جغرافيا جمجمتي
ويتركني أسوحُ في جغرافيا ذاتي
لا توقظني من غفوتي إلاّ كلمته ُ
نعيماً
لعلها الكلمة الوحيدة التي ينطقها طول النهار)
في هذي القصيدة، تحديدا يكون العزف منفردا على آلة الصمت الذي ينتج إقتصاديات اختزال الكلام :
*الأم : نادراً ما تتكلم
*نعيما : كلمته الوحيدة أثناء النهار
*المتكلم في القصيدة: حين يفشل سائق التكسي في التلاسن معه، يتصوره أبله َ
*والمتكلم في القصيدة تروق له مجالس العزاء والسبب هو :(كلمة واحدة .. بعدها..أغرقُ في صمت لذيذ)
*حتى أثناء الخطوبة : بشهادته (هي تتكلم وأنا ساكت) حتى حين تحرضه على الكلام
(فأنطق
كلمة ً
أو كلمتين
ثم تنفذ ذخيرتي)
والنص ينفي أي عيب ٍ خلقى لدى المتكلم فهو( الذي يحفظ جل كلمات القاموس)
وسيكون وجيز القول نوعا من الأستياء كما فعلت العرافة في قصيدة(زوابع الألفية الثالثة)، بعد ولادة المتكلم في النص
(العرافة قالت كلاماً غامضا
ثم نفضت عباءتها وانصرفت/ 107- من مجموعة بوابات بصرياثا الخمس)
وقد يكون وجيز الكلام بسبب قمع السلطة، كما هو يتجسد في مدرسّ الفيزياء ضياء يوسف حسن، الضخم كأنه الجبل، الذي صوته( المجلجل الهدّار، يعصف ُ في القاعات..كأنه الرعود).. هذا الإنسان الحيوي السوي ، حين
(خيّره العثيون بين أثنتين
الدخول في الحزب
أو الخروج من المدرسة !)
سيغادر مهنة التدريس كرها، ويتنقل بين وظيفة (كاتب ضبط) في المحكمة اشرعية، ثم (موظف إرشيف) وبتوقيت وقاحة السلطة الغاشمة
(لم يعد أحدٌ
يسمع صوته يلعلع في القاعات
ولم يعد طلابه
يُحبون درس الفيزياء/ قصيدة (رجل ٌ..كأنه متحف/ من مجموعة – بوابات بصرياثا الخمس )
ربما يكون الصمت هو نتاج الشعور بالقرف من رداءة العالم..وشاهد العدل هو أكثر من قصيدة للشاعر اللايذ ومنها قصيدة (من درك البالوعة)وهذا القرف يستحق إحتفاءً نقديا خاصا
*كاظم اللايد في
(1) بوابات بصرياثا الخمس/ وراقون/ العراق – بصرة/ ط1/ 2015
(2) على تخوم البرية أجمع لها الكمأ/ دار أمل الجديدة/ دمشق/ ط1/ 2017



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشحوف خريبط : للكاتبة نوال جويد / كل مافي الكتاب يجعله كتابا ...
- لا تكن سعيدا بحزنك ياوطني
- قصيدة النثر : من باب الأرشفة
- السياب ... من خلال يوسف الخال
- القراءة وظيفتها : مساءلة اللحظة عبد الرزاق عيد.. في (هدم اله ...
- تقشير سردي بنكهة ساخرة... لرسملة الإيمان (يوليانا) للروائي ن ...
- لحظة فالح عبد الجبار
- ليلة الثامن من آذار 2018/ في منتدى أديبات البصرة : أمسية شعر ...
- قراءة تأمل منتخبة.. (في الأحوال والأهوال).. للمفكر فالح عبد ...
- لماذا تكرهين ريمارك / ملاحظتان فقط
- (بساطيل عراقية) كتابة التاريخ بلغة الأدب .. - بقلم علاء لازم ...
- التقاطع والتوازي في (المغيّب المضيء) للشاعر مقداد مسعود بقلم ...
- فالنتاين
- غسق أبيص / محنة الفراشة .... / مقداد مسعود : يحاور الشاعر مج ...
- المعنى الأضافي / الإنفعال العقلاني - الشاعر كاظم الحجاج في ق ...
- الشاعر كاظم الحجاج : صولجان القصيدة في مهرجان المربد الشعري2 ...
- من ألبوم البصرة
- مقداد مسعود في سواده قصيدة : الشاعر كاظم اللايذ
- فوانيس الملائكة/ سرديات عنف الدولة... محمد حيّاوي ..في(خان ا ...
- سرد برسم الأنثى/ أتصالية السرد وتكذيب السرد


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - أقتصاديات الصمت ....في (على تخوم البرية.. أجمع لها الكمأ)