أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رمضان عيسى - من هو القائد ؟















المزيد.....

من هو القائد ؟


رمضان عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 5836 - 2018 / 4 / 5 - 13:48
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


القائد في مجموعة انسانية ، أو في المجتمع هو شخص لديه البصيرة المجتمعية ، أي يُدرك عمق التناقضات في المجتمع ، ومستواها ، سواء كانت تناحرية ، أو غير تناحرية ، وكيفية الوصول الى الحلول لها بأقصر الطرق ، هو من يحس ويدرك ويعيش حياة مجتمعه ، هو القدوة للناس في الشعار والأخلاق جوهراً ومظهراً ، هو من لديه انكار للذات والمتفاني في خدمة المجتمع ، هو الذي لا يفسر الأحداث بطريقة مصلحية حسب متطلباته الشخصية وعلى حساب العامة ، هم من يكون بعلمه وشخصه مصدر الهام وتحفيز لما يحتاجه الجمهور .
هو الذي يمتلك ثقافة عالمية ، تجعله يمتلك صورة عصرية ، لدولة عصرية تستطيع أن تجد لها مكاناً بين الدول الزمن المُعاش .
هو من يملك كاريزما في العلاقة مع الآخر ، تجعله يمتلك قدرة في التأثير على المجموع ، الجمهور ، فعندما يتكلم تبدو له جاذبية تعبيرية ، وقدرة على شد الانتباه ، وقوة إقناعيه عند طرحه للقضايا التي تهم الجماهير ، والتي يكشف فيها سبب معاناتهم ، وكيفية الخروج من المأزق الذي تمر به البلاد ، وتوجيه الأنظار الى عجز سلطة البلاد عن توفير الخبز والحرية والأمان للجماهير الغفيرة .

هو الشخص الذي لا يختفي ، فهو موجود كل صباح ، وماهر في الاندماج مع الأحداث والالتصاق بها حتى نهايتها ، والعمل على تجييرها لصالح الهدف الذي تقبله الجماهير ، ويدغدغ عواطفها .
هو الشخص المتميز في العطاء ، لا في الأخذ ، والبعيد عن التصنع والنفاق والمداهنة .

وفي المحيط العربي ، يجري تعظيم فكرة القائد الملهم ، عن طريق تكرار قصص الأفراد الذين لهم تأثير في دفع ظلم ، أو المناداة بشعارات جذابة – حق تقرير المصير ، تحرير المرأة ، تحرير العبيد - أو مقاومة عدو ، أو الانتصار في معركة ، ويجري تطعيم الجيل بالروايات ، ويتم فيها التركيز على شخصية القائد ، لكي يتخذه جيل الشباب قدوة لهم في الحياة ، وهنا أصبحت تسود نفسية تعظيم القائد ، الجنرال ، الزعيم ، الملك ، الخليفة ، الولي الفقيه ، الشيخ ، الداعية .
فتفكير العرب الذين لا يمكن فصلهم عن الموروث الديني ، والذين دائماً ما يؤمنون بالحلول الفوقية لمعاناتهم ، الحلول الرئاسية في الإطار السياسي، والحلول الإلهيه في الإطار الروحي، الذي يرتبط وجدانياً بفكرة المعجزة ، والتدخل الالهي في كسر قوانين الطبيعة ، و تعطيل آلية الفعل وردة الفعل بالنسبة لهم ، دون اعتبار لأي دور لهم في الحلول .
و بالتالي عقليتهم دائماً ما تتوقع الحلول السحرية من القيادة السياسية بدون تقديم فعل موازي مع الفعل أو مجرد التفكير ، فهم دائماً يؤمنون بالحاكم الأوحد والزعيم الملهم الذي يعكس عندهم فكرة الاله المتعالي الذي يحكم بالسلطان المطلق الذي لا يشاركه أحد في تسيير أمور الْكَوْن.
كما تلعب الشخصيات العسكرية دوراً في التفكير العربي والاسلامي ، لما كان لبعض الشخصيات من دور في حروب الفتوحات الاسلامية ، والتي أوصلها التاريخ الى درجة تقرب من التقديس. وصار يُنظر مثل هذه النظرة الى الشخصيات العسكرية في زماننا هذا .
ولكن الشخصيات العسكرية لا تُجيد إلا أن تحرض الناس في الحروب عن طريق حشد كثافة من الصور والشعارات . أما طريق البناء والتطوير الحضاري الفوقي والتحتي فهذا طريق لم تعتاده . وتفشل في ارتياده .
وعندما يطالب الشعب بالخبز والحرية والأمان ، فهذا طريق ليس من أبجديات النخب العسكرية التي لا تعرف إلا العيش تحت سطوة الأوامر الفوقية ، وفيها لا يملك المأمور إلا الطاعة . والنُخب العسكرية لا تدرك الفرق بين الأوامر التي يصدرها قائد الثكنة العسكرية ، ويترتب على الجنود فيها الطاعة دون مناقشة ، وأن التعامل مع الجماهير لا يسير بصيغة الأوامر !!
أما الأحزاب الدينية ، فهي لا تنتج إلا نخب لا تعترف بالشعب إلا أنه مجموعة أطفال لم يبلغوا سن الرشد ، أو قطيع من الخراف الضالة يجب جمعها في الحظيرة ، ويجب أن تبقى ضمن ما يُسمى بالطريق القويم . وحقوقها لا تتعدى هذا الفهم والهداية . فالنخب الدينية تعتبر نفسها الناطقة بلسان " الله " ، ودورها هو تبيان طريق الهداية ، والشعب في الخانة الأخيرة من الحسابات !!

== فهل يمكن اعتبار هؤلاء قيادة وعنوان للجماهير ؟
= ان فكرة أن القائد هو من يأتي بالحلول السحرية للمشاكل المستعصية التي تمر بها البلاد ، أو هو شبيه المهدي المنتظر ، أو المسيح المُخلص ، هي فكرة خرقاء ، ومن يؤمن بها ، فهو يؤمن بالوهم !! وهي دعوة للشعب أن يصبر ويعيش على أدنى مستوى ، وينتظر قدوم القائد الذي سينقذ الشعب والبلاد ويحل كل المشاكل وبقدومه سينتشر العدل والسلام ، وسيحل الأمن والأمان ، فانتظروا !!

فالقائد هو إبن الظروف ، ابن الزمن ، هو نتاج الظروف التي يتفاعل معها ويُبدي التفاني والتضحية من أجل متطلباتها الوطنية ، أو الاجتماعية !!
فالنبي محمد لا يمكن أن يظهر في الهند أو الصين ، بل في شبه الجزيرة العربية الصحراوية التجارية ، فالظروف الاجتماعية والفكرية والعاداتية والمعتقدية هي التي أنجبت شخصية " محمد " ودعوته الحنيفية التي كانت بذورها منتشرة في شبه الجزيرة العربية .
وفلاديمير ايليتش " لينين " قائد الثورة البلشفية في روسيا ، هو إبن روسيا وظروفها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ونوعية تناقضاتها ، ومتطلبات شعبها في التخلص من القيصرية !!
وفيدل كاسترو هو ابن كوبا وظروفها السياسية ومتطلبات شعبها ونزوعه نحو الحرية وطموحه للتخلص من ديكتاتورية باتيستا !!
وجمال عبد الناصر هو ابن مصر ، وهو الذي أحس بثقل الاستعمار والمَلكية والاقطاع على شعب مصر ، فكانت ثورة 23 يوليو بقيادة " عبد الناصر " ، وأحس عبد الناصر بالارتباط الوثيق بين مصر والعالم العربي ، فاستقلال مصر سيكون في خطر بدون التخلص من الاستعمار في الوطن العربي. فكان الدعم لكل الحركات الاستقلالية في الجزائر وفلسطين واليمن .
وياسر عرفات هو إبن فلسطين ، وظروف فلسطين ومعاناة شعب فلسطين من الهجمة عليها من الصهاينة لاقتلاع شعبها منها واحلال تجمعات يهودية صهيونية محلها -
ومانديلا هو إبن جنوب أفريقيا وظروفها وطموحات شعبها للتخلص من التفرقة العنصرية وبقايا الاستعمار !!



#رمضان_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- = ما هي الانسانية ؟
- أبو إدريس - قصة قصيرة
- لاجئ للمرة العاشرة !!
- ما هي أداة التفكير عند الانسان ، الدماغ أم القلب ؟
- كيف تولدت الخرافة من الأحلام ؟
- هل الجنة في الأرض أم في السماء ؟
- كيف تكون عقلانياً ؟
- هل اللغة العربية لغة محصنة من الانقراض ؟
- == الحرية والارادة الالهية !!
- مظاهر ال- فوبيا - عند المسلمين
- = مأساة العقل العربي !!
- متى سيعتذر المسلمون لداروين ؟
- مشاهير وعلماء وفلاسفة - لا دينيين - !! لماذا؟؟؟
- هل يمكن التفكير بدون اللغة ، الكلمات ؟
- الأسرى مشاعل على الطريق !!
- الأخلاق والدين
- طوفان نوح بين الحقيقة والمقدس !!
- سفينة نوح بين الحقيقة والمقدس
- الدعاء والاستخارة والنذور لا تحل المشاكل
- = خمسون سؤالاً يجب أن يجيب عليها الاسلام :


المزيد.....




- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رمضان عيسى - من هو القائد ؟