محاكمة الله في الاسلام (فلسطين أنموذجا ) :

هرمس مثلث العظمة

الحوار المتمدن-العدد: 5833 - 2018 / 4 / 2 - 12:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

المكان :في بقعة ما من أرض فلسطين
الوقت : على مشارف غروب يوم شتائي كئيب مملوء برائحة القتل والدماء بالاضافة إلى تاريخ من الأحقاد
الزمان : عام 2148 ميلادي
أشخاص الحوار :من تبقى من الفلسطينين ( و هم مسلمون سنة ) الهاربين من بطش اليهود (الذين يدعون بأنهم شعب الله المختار ):::
نص الحوار :
اسماعيل : لماذا يقتلنا اليهود ونقتلهم ؟؟؟!!!
أجاب شهاب : لأنهم مغتصبون لأرضنا فلسطين
فرد اسماعيل :ولماذا هم مغتصبين فلسطين من دون باقي الدول
فقال له طارق : لأنهم يدعون أن بها هيكل سليمان المزعوم
فقال معتز عن طارق : رجل يتكلم بصوت العقل وعين الحقيقة
فرد اسماعيل : من هو سليمان ؟
فأجابه أحمد :نبي من أنبياء الله قد بُعث لليهود
فقال اسماعيل :دعوني أعيد صياغة السؤال من أول وجديد
مالذي يدعو اليهود إلى الادعاء بأن هيكل سليمان المزعوم موجود في فلسطين فقط دون أي مكان على وجه الكرة الأرضية ؟؟؟
فقال معاوية : لأن اليهود توجهوا بعد مصر إلى فلسطين ودعي ذلك بالخروج
فقال اسماعيل :من أخرج اليهود من مصر ؟
فقال معاوية : لانعلم الأمر الكثير عن هذا الخرووج .....
فأجاب وليد : الله أخرجهم من مصر
فقال اسماعيل : ولماذا توجهوا إلى فلسطين بعد مصر، حيث أنهم قد بقوا في سيناء 40 عاما لماذا لم يستوطنوا هناك ف40 عام ليست بالرقم الهين أنت إذا بقيت في أرض لمدة شهر تتعلق بها بل وقد يصعب عليك فراقها فما بالك ب40 عاما
فقال معاوية : ربما لم يعجبهم المكوث هناك .....
فرد وليد : لأن الله وعدهم بفلسطين وقد أسماها الأرض المقدسة
فقال اسماعيل :إذا الله أخرجهم من مصر وسبب إخراجهم من مصر هو وعدهم بفلسطين فهل هل كانت فلسطين أرض جرداء لا سُكان لها ؟؟؟فقد قال في القرآن
" يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ، والمقصود بالأرض المقدسة هو فلسطين حسب ما ذكره المفسرون و أن المقصود بالجبارين هو الشعب الفلسطيني حتى أن ياسر عرفات كان ينادينا بذلك قبل مئة عام من الآن ،فضلا على أن طالوت هو محارب فلسطيني وهو الذي قٌتل من قبل داود نبي الله اليهودي فهل كلامي صحيح أم ماذا
رد معاوية والكل بصوت خافت ضعيف : نعم كلامك صحيح
فقال اسماعيل:وكيف فعل الله ذلك كيف أخرج الفلسطين من ديارهم و منحها لليهود آنذاك ؟ هل كان عن طريق الدعوة بالكلمة الحسنة والموعظة و إصدار أمر مباشر من قبله تجاه الفلسطينين لأن يخرجوا فخرجوا وقد قام أجدادنا الفلسطينيون بتسليم اليهود فلسطين عن طريق الأهازيج والأغاني ورش الورود و الضرب على الدفوف ؟؟
فقال معاوية : لم يذهب اليهود في بداية الأمر
اسماعيل : لماذا لم يذهبوا ،وعندما لم يذهبوا ماذا قال الله لهم ألم يحدث التالي :
قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، أي أن الله طلب من اليهود أن يقاتلوا أجدادنا الفلسطينين ويقتلوهم ليحصلوا على فلسطين ،وحين رفض اليهود أخذ الأرض بالقوة ماذا فعل الله بهم ؟؟؟
رد وليد : أصابهم التيه تاهو 40 سنة في صحراء سيناء عقابا لهم
فقال اسماعيل : وعندما مات جيل كامل منهم وهو الجيل الذي رفض القتال ،تعلم الآخرون أنهم إن يقاتلوا ويقتلوا أجدادنا الفلسطينين فلن يخرجوا من هذا التيه إلى أن يقتلوا الفلسطينين بل ويسعون إلى فنائهم ...وفعلا بدأت المجازر بقيادة يوشع بن نون ضد الفلسطينين فلم يسلم الفلسطينيون وحتى مواشيهم من القتل على ايدي اليهود ناهيكم عن حرق المدن وبقر بطون الحوامل وكل ذلك بأمر ممن ؟؟؟ من الله
إذا فقد حرض الله في الاسلام على قتل أجدادنا الفلسطينين قبل 4000 عام من الآن الذين لم يستعبدوا اليهود على الاطلاق بل كانوا أناس ساكينين مطمئنين في أراضيهم لم يغزوا مصر و لاسوريا ولا أي قوم ومع ذلك قد أمر الله بقتلهم ، هل قتل الله فرعون مصر الذي أذل اليهود ونكل بهم ، هل طالب اليهود بالثورة على المصريين الذين جعلوا منهم عبيدا ؟؟؟!!! أم اكتفى بخروج اليهود ؟؟؟ كيف يكتفي بخروجهم من عند ظالمهم وقاتلهم ألم يقتل الفرعون المصري أول طفل يهودي يولد هل فعل الفلسطيني ذلك ؟؟؟ ومن ثم يُطالب بافناء الفلسطينين والذي كان ذنبهم أنهم ساكنوا الأرض ألم يخلق الله الفلسطينين ويضعهم في أرض فلسطين إذا لما يُطالب بقتلهم
رد معاوية : ربما لأنهم كانوا كفارااا ووثنين
رد بعصبية اسماعيل : وهل هذا يبرر قتلهم لماذا لم يبعث لهم رسول او نبي كما فعل مع اليهود ، حيث أن الله أنفق جُل أنبيائه عليهم وعلى حد قوله في قرآنه لم يؤمنوا ، أكان كثير عليه لو بعث نبيا واحدا لأجدادنا ؟ أم كان على أجدادنا أن يتنبؤا بظهور الاسلام بعد 2000 عام في آرض الحجاز ؟؟؟
قال اسماعيل : لماذا الله أدخل اليهود إلى مصر ثم طالبهم بالخروج منها إلى فلسطين ؟ هل ليقتل أجدادنا ويستحل أراضيهم لماذا لم يأمر اليهود باحتلال مصر لماذا طالبهم باحتلال فلسطين ماذنب أجدادنا آنذاك هل كان فرعون موحدا بالله يا معاوية ؟؟؟ حتى يتركه وينصرف ليطالب بقتل أجدادنا ،لماذا اعطاهم فلسطين .
لماذا كل ذلك لماذا اصطفى بني اسرائيل ولم يصطفي أجدادنا بالرغم من خيانتهم المتكررة والمتجددة له يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
أي أنه فضلهم على أجدادنا وسمح لهم باستباحة ديارنا قبل 4000 عام
إذا لماذا نُقاتل اليهود اليوم فالله أعطاهم ختم الهي بأن الأرض لهم
قال معاوية : لا اليهود فقد كفروا وضلوا وحاولوا قتل النبي محمد والتأمر على الاسلام
اسماعيل : إذا الآية انقلبت الآن بعد أن كفر اليهود وآمنا نحن أصبح لزاما علينا قتلهم وإبادتهم
رد معاوية :صحيح
قال اسماعيل :هذا صحيح وفعلا فقد بدأت عمليات الابادة في بني قريظة وقتل كل اليهود باستثناء النساء ،سألتني يا وليد من يقتل طفلا ؟؟؟أجيبك :إن الله ورسوله يقتلون الأطفال وكانت المجزرة .
حسنا بما أن الله يعرف كل شيء ألم يخطر على باله حقيقة خيانة اليهود له لاحقا، لماذا يجعل علاقتنا مع بعضنا البعض علاقة قتال وعنف دائم بسبب وعد هو أعطاه سابقا لهم عن طريق موسى ومن ثم يعود عن ذلك الوعد عن طريق محمد لتصبح القدس مرة آخرى للفلسطينين هل الله يلعب معنا النرد ؟ ماهذه الصبيانية والطفولة في التصرفات ..هل نحن لعبة بين أيديه متى ما يشاء يأمر بقتلنا من قبل اليهود ليعود مرة آخرى ليطالبنا بقتل اليهود أهذا هو الله ؟؟؟؟ ...هل يرى أجدانا الفلسطينين الله عادلا عندما أمر بقتلهم ؟؟؟
ماذا كان حال يهود بنو قريظة أنذاك عندما انقلب الله عليهم وأدار ظهره لهم ألم يكن حالهم كحالنا اليوم .اليوم نحن نعرف شعور بنو قريظة أنذاك اليوم نحن أصبحنا كبني قريظة.
عندما واجهوا الاباة من قبل الله (ألم يقل الرسول لسعد بن معاذ لقد حكمت بما حكم الله به من فوق سبع سموات ) فقد سقط بنو قريظة لتحقيق اهداف الله على ايدينا كما سقط أجدادنا الفلسطينيون من قبل على أرض فلسطين لتحقيق أهدافه وكما نحن نسقط الآن لتحقيق حلمه في بناء دولة اسرائيل ... فماذا تعلموا عن الله :
لقد تعلموا أن الله ربنا الواحد الأحد الفرد الصمد هو اله شرير وسيء ولم يكن يوما من الآيام يمثل أو يجسد الخير ، لقد كان في جانب القوي فهو يلعب بنا كما تلعب الفتاة بعشيقها الذي جُن في حبها ،فهو متغطرس سريع الغضب لا كلمة له ليحفظها سرعان ما يبدل وعوده ليلحسها وكأنها لم تكن قائمة ...وقد يدعو ذلك الندم فيقول بقتل من كان بصفه كما حدث مع يهود بنو قريظة ليقف مع آخرين سرعان ما يغضب منهم ليطلب بقتلهم ...كان على النبي محمد أن يرفض حين أمره بقتل اليهود على الله أن يتعلم منا الاحساس بالعدالة ....مالذي فعله أجدادنا الفلسطينيون قبل 4000 عام ومن بعدهم يهود بنو قريظة ليتسحقوا الابادة على هذا النحو الشنيع ...... الله ليس خير ولايعرف معنى العدالة إنه لئيم وسيء ومثال واضح عن الحكم الديكتاتوري إنه فقط يريد أن يرينا كم هو جبار لقد كان علينا مواجهته عندما وقف إلى جانبنا ... أتعرف عندما هربت من السجن ماذا كان الحارس اليهودي يردد في صلاته إن الله بجانبنا ... والآن أي شخص منكم يستطيع أن يدعي عكس ذلك الأمر .
ربما هو كذلك أيستطيع أي شخص منكم اعطاء تفسير آخر ، مانراه هنا اليوم من حال قد وصلنا اليه قوته جبروته تسلطه ...قد انقلب ضدنا
هو يزال الله لكن ليس الاله الخاص بنا فقد تركنا مرة آخرى كما ترك آسلافنا الفلسطينين عندما ذبحهم اليهود في فلسطين مانحا اياهم آرضنا ،ولقد أصبح بذلك عدونا ...هذا ما يحدث للعهد فقد أحدث ميثاق آخر مع قوم آخرين ..ألم يقل
إن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم
يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المومنين أعزة على الكافرين
لقد استبدلنا إذا باليهود مرة آخرى و أعطاهم فلسطين مرة آخرى ولذلك عليكم أن تتقبلوا ما يحدث بكم ومعكم وضياع أرضكم فلسطين لأنها ضاعت في الماضي عن طريق الله ومنحها لليهود ..فما أشبه الأمس باليوم ... ولأننا جبناء لم نستطع أن نواجهه ونوقفه عند حده عندما لزم الأمر ولذلك علينا أن نتقبل ثمن ضعفنا و حقيقة جبروته وغدره وخيانته لنا ...
صرخ اسماعيل في النهاية موجها كلامه نحو السماء يامن تدعي بأنك أحكم الحاكمين والعدل يجب أن تحاكم بتهمة إزدراء الانسان أيها الله !!!
نهاية المشهد انهمار للأمطار بشكل غزير وأصحاب اسماعيل يدفعون به للرجوع إلى المأوئ ليتقي برد الشتاء القارص
ولكن لا جدوى ....

#هرمس_مثلث_العظمة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات