أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسام غملوش - رحلة في رحاب الجحيم














المزيد.....

رحلة في رحاب الجحيم


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 5832 - 2018 / 4 / 1 - 18:55
المحور: الادب والفن
    



مررت على الجحيم في رؤياي
وصولجان الاله في يدي
وعلى رأسي عمة الانبياء
وحكمتي ومعرفتي
وبعض من اشياء السماء
كانت بها البشر تنتشي
زيت الكنيسة
سجدة المسجد
حجر من الهيكل
وخمرة الملحدين
فعصا موسى مفقودة
ونار ابراهيم هناك موجودة
ولا حاجة لي لشعلة الامل
فهناك الاحلام متروكة
و طلبت من الشيطان مرافقتي
ليتلو رسالة الغفران
وخطى الاله يقتفي
ليعود كما كان
خطيبا لملائكة الرحمان
وممتحنا انبياء االزمان
ويقول للاله دعك من معاتبتي

فمررت اولاً على من تاهوا في احاجي الاله
وهم المفكرين
فهم اقلّية
ولا حاجة لهم بما لديّ
لكن حشرية المعرفة تغويهم
فقد تبعوها حتى الجحيم
علاّ نار الجحيم ترويهم
وقالوا:( ما نفع ما لديك هنا
فلا سجدة ولا زيت ينفع
فلا محراب هنا ولا هيكل
ولا قيمة للشرائع
فالى اي شيء اتيت تدعيهم)

ومررت بعدها على قوم ملامحهم كالسراب
فيها التوهج دائم
وترى فيهم المحراب
حديثهم قليل
وشرودهم طويل
ومعهم الوقت قصير
عرفت انني امام من تصوف
امام من قتلهم الشرود
في بحثهم عن رب الوجود
وحين رأونني قالوا:
(اتيت ومعك احد الالهة
والجحيم حر لا تحكمه الهة
فما يفعل اله في الجحيم
الا ان كان يعشق التجسد
لكنه يعشقه خلسة ..ليس كأبناء الاديم
وجاء للجحيم مغويا
..آملا رؤية الهٍ حكيم)

ومررت بعدها على المتدينين
لكنني اسرعت في الهرب
فهم المتهكمين المتكهنين
لديهم من الاسئلة ما لا تشتهي
وفيهم من خواء العدم ما لاينتهي
فقد تركوا عقولهم لمن يعبث بها
ومن عبث التدين لم ترتوي
لكن نار الجحيم اضاءت روحهم
لكن روحهم سريعا ستنطفئ
فهم من اضاعوا عمرهم سكارى
في الجري وراء سراب بعد الصلاة يختفي)

وبعدها على المتعلمين
فهم من خانتهم الكتب
وظنوا فيها علم اليقين
فهم كمن رقص على السلم
فلم يعيشوا متعة الاغبياء
ولا عرفوا متعة المبدعين
فكما عاشوا على هامش الحياة
بعد المماة كانوا شبه منسيين

وبعدها مررت على قوم ضاحكين
من السعادة منتشين
لديهم حور يسامرونها
ترى في رذيلتهم فضيلة
فعرفت انني امام من جمع ماهية العلوم
دون الوقوع في شرك التفاصيل
.."من فرح ومن هموم"
وهم العارفين للمعرفة
فلا اسئلة لديهم ولا اجوبة
عرفوا ان الانسياب مع الوجود
هو ماهية المعرفة
وللانسياب باب لم يعد امامهم موصود

وبعدها مررت على العاهرات
متشحات بالسواد هن لكنهن راقصات
بثوب قديسات
يوعظن بالغناء
ليس فيه بغاء
احتار لامرهن واسالهن:
فقلن(نحن اميرات الجحيم
وقديسات الهوى
فكل من هنا من هوانا هوا
كما كنا له الاغواء
كنا له الامتحان
وكن له الدوا
فلا اثم علينا
فنحن من بالاثم ابتلا
ولا ثواب لنا
ولا عقاب علينا
وحيث يكون الاثم
نكون ولا يدان فينا الهوى)

ومررت بعدها على باحة لا حر فيها ولا برد
لها سماء كأنها الارض
لكن يعتريها المقت
طيورها بلا ريش
وازهارها بلا اريج
لكن من فيها بهيج
و اطيافهم منيرة
لكن ظلالها سوداء
كتب فوقها ..ساحة الشهداء
فسألتهم كيف هذا؟
فقالوا:(نحن من قاتل تحت راية السياسة
ففقدت روحنا معنى القداسة
لكننا عن طيبة نية استشهدنا
فكان ثوابنا ان تبقى روحنا شفافة)

ونزلت بعدها الى واد سحيق
فيه اكواخ من حديد
يسكنها قوم عراة
اشداقهم فاغرة
وانفاسهم لاهثة
عيونهم جاحظة
وبشرتهم تحتار في لونها
ان تكلموا
..كلامهم غير مفهوم
وان خاطبتهم
..فهم لا يسمعون
ليس لديهم شيء للمقايضة
حتى ارواحهم فارغة
فعرفت انني امام من استغل الناس
وهم الزعماء والسياسييون
يقولون ما يريدون
وان طلبت منهم
كانوا لا يسمعون
هم اكثر من استحوذت عليهم الحياة
وهم الان من طباعهم متجسدون

وحينها خاطبني الشيطان قائلا:
(أرأيت اللعنة والملعون؟
وعرفت كيف الجحيم مسكون؟
لكنك لم تدرك ان كل من في الجحيم
..عن الحقيقة غافلين
فلا الجحيم هنا
ولا الجنة في السما
هي ذاتنا في دورة الرحى
ففيها نحمل جحيمنا
وجنتنا تبقى حلم لنا
فارمي كل ما لديك
..واتركه هنا
وابقى على حكمتك والمعرفة
فهما لك (كالمجرفة)
تفتح بهما طرقا في الوجود
وتعبر حيث العبور هو معرفة
وهذا لا يعني انني خطيب حكيم
ولا انت نبي قديم
ودعك من ترهات الانا
فاذا كان الوجود متعدد العبور
فاستمتع حين ياتيك ضاحكا بعض الهناء



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معي ستعبرين الجحيم
- انتظرك في المدى الغارق في اللاشيء
- في بلدٍ كمزرعة تنتحر الادمغة
- لا تصطنع الخجل امامي..قالت
- في عينيكِ مللٌ عتيق
- كعبيرٍ دافىءٍ تمرين
- افكار للتشويش الجزء الخامس عشر (الوعي هوالخلاص من الفخ الوجو ...
- انثى خلف وشاحٍ من الغيم
- حوار مع القدر
- كلما رقصتي أبدأ بالتحليق
- شيئٌ ما سيبقى مُضيء
- ارسمي حول خصرك افعى
- طريق وفراشات ..واللاشيء
- افكار للتشويش (الجزء الرابع عشر (وجود ذات نمط تدميري))
- فلتستظل بدمعي..قالت
- الحياة ظلٌ لعينيكِ
- علاقة الاله بالانسان
- ارقصي حتى ينتشي الوجود
- ذاكرة اله
- افكار للتشويش الجزء الثالث عشر(..وايضا في الضريبة الوجودية)


المزيد.....




- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسام غملوش - رحلة في رحاب الجحيم